‏إظهار الرسائل ذات التسميات غير مصنف. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات غير مصنف. إظهار كافة الرسائل

السبت، 20 يونيو 2020

هل نلبس القناع أم لا نلبس؟

0
في بداية أزمة كورونا كانت النصيحة المتداولة من جل المختصين والجهات الحكومية أن لبس الكمامات أو الأقنعة غير منصوح به ولا فائدة منه. هذه النصيحة لم تقنعني البتة، ثم لم تطل المدة إلا ونفس المختصين والجهات يغيرون رأيهم ويقولون ننصحكم جميعا بلبس الأقنعة، بل حتى أصبح لبسها إجباريا في أكثر من مكان.
 
لماذا لم يقنعني رأيهم الأولي بعدم لبس الأقنعة؟ تعالوا معي لنفكك كلامهم الأولي ونبرز التناقاضات الصارخة فيه:
 
1) من ناحية يقولون لا تلبس الأقنعة، ثم من ناحية أخرى يقولون فقط البسها إن كنت مصابا بالكورونا أو تعتني بشخص مصاب! وهذا تناقض. يا أن القناع يحمي الجميع أو لا يحمي الجميع، لكن أن تقول لي القناع فقط مفيد للمرضى ومن يعتنون بهم فهذا تنقاض سخيف. 
 
2) وستجد في نفس الكلام أنه لا ينصح بلبسها إلا للأطباء، وهذه مثل الأولى في السخف فالمرض لا يفرق بين الطبيب وغير الطبيب.
 
3) وتقرأ أنهم يقولون لبس الأقنعة قد يشكل خطرًا على العامة لأنهم لا يعرفون كيف يلبسونها، وهذا عذر أقبح من ذنب، كوني لا أجيد استخدام شيء لا ينفي منفعة ذلك الشيء، وكان بالإمكان توعية العامة وإرشادهم للطرق السليمة والقول ببساطة لبس القناع يحمي فقط في حالة اتباع التعليمات التالية حين لبسه.
 
4) وأخيرا ستجدهم يقولون أنه من الأفضل ترك الأقنعة للأطباء لكي لا تنفذ بسبب زيادة الطلب ونقص الموارد، وحين تقرأ هذا تعرف سبب نصحهم للناس بعدم لبس الأقنعة، القضية قضية شح في السوق، تمنيت لو كانوا صادقين معنا بدون لف ودوران.
 
الإنسان وهبه الله بنعمة العقل وليس المطلوب منك أن تتقبل كل ما تقرأه بدون تفكيك وتفكير، بل من الأفضل أن تحلل كل شيء بطريق المنطق لتبرز العيوب والتناقضات، وهذا لا يعني أن المختصين وأهل العلم لا يعرفون أفضل منا في اختصاصاتهم، لكنه أيضا لا يعني أنهم لا يخطؤون وأننا لا نستطيع مناقشة آرائهم.
اقرأ المزيد »

الأربعاء، 17 يونيو 2020

الصيام وتحديد بدايات الأشهر العربية

0
جاء رمضان، وكالعادة سيكون أول خلاف بين المسلمين هو في تحديد أول أيامه، هذا الخلاف الذي يثلم تلك الوحدة الرائعة التي يراهم العالم في جميع شعائرهم!! فما سبب تلك الثلمة وهل للساسة دخل في اللعب بتحديدها؟ وهل يمكن أن يجتمع الناس على يوم واحد يبتدئون فيه صومهم وعيدهم؟ [...].

[...]

ولست أدري لماذا لا يقوم العلماء الخارجون عن سرب الحكام ويجتمعون على رأي واحد ليشكلوا ضغطًا قويا على الحكام؟ لماذا تهاونوا وتساهلوا في المسألة بينهما أعلنوا الغارة في مسائل أقل أهمية؟ لماذا لا يستفيد العلماء من الحساب الفلكي في تحديد رؤية الهلال وبداية الصوم بدل ذلك الاختلاف؟

ألم يتعاملوا بمرونة مع قوله تعالى: (وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ) [البقرة: 187]، فلماذا لا يتعاملون بنفس المرونة مع حديث (صوموا لرؤيته وافطروا لرؤيته)؟! هل يخرجون يوميا ليروا متى يتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر أم إنهم اعتمدوا الحساب الفلكي في تحديد وقت الفجر؟ كيف اعتمدوا الحساب الفلكي في تحديد وقت الفجر وكل أوقات الصلوات الخمس ثم وصلوا إلى تحديد بداية الشهر وتوقفوا؟! لماذا هذا التناقض؟

ألم يكن الهلال هو الوسيلة المناسبة في عصر النبي لتحديد دخول الشهر؟ وهل كانت رؤية الهلال بالعين عملا تعبديا حتى يتوقفوا عنده ويرفضوا علم الفلك؟ وإذا كانت كذلك أيها الحرفيون فلماذا قبلتم استخدام الحساب وتحديد الوقت بالساعة في الصلاة؟ أو ليس ذلك بدعة بحسب فهمكم؟ ولماذا كتبتم التقاويم لأوقات الصلاة لعام وأعوام ثم لا تكتبون متى يبدأ رمضان ومتى ينتهي؟ إلى متى سنظل متناقضين؟ نحدد وقت الصلاة ثم نختلف في تحديد الصوم والحج؟ ثم إني أتساءل: ألا ترون دقة علم الفلك في تحديد وقت كسوف الشمس والقمر والذي تجدونه مطابقا بالدقيقة والثانية لما قاله علم الفلك! ألا تجهزون أنفسكم للصلاة بناء على ذلك التحديد الدقيق للكسوف!

هل فكرتم في مدى احتياج المسلمين لتقويم هجري موحد! ماذا لو صار للمسلمين شأن وصار تاريخهم القمري هو المعتمد عالميًا، هل نستطيع أن نضرب موعدا لحركات الطيران والملاحة والقطارات أم نقول لهم انتظروا كل شهر حتى نرى الهلال؟!

هل فكرتم في حال المسلمين في أوروبا وأمريكا والذين هم بحاجة لتقويم منضبط دقيق للمستقبل، يحدد بداية رمضان والأعياد الدينية حتى تمنحهم الحكومات إجازة بذلك، وحتى ينظموا مواعيدهم في ويرتبوا أنفسهم ويحجزوا أمكان لإقامة احتفالاتهم... إلخ.

لولا أن هذا التقويم ارتبط بالصوم والحج لكان الناس قد تركوه وعملوا بالميلادي لأنه منضبط ودقيق، ولا يستطيع المسلم أن يضرب موعدا على أساس التقويم الهجري! لأنه سينتظر حتى بداية كل شهر كي يرى الهلال! واليوم لا يمكن للعالم أن يعيش وينظم أمور حياته من غير تقويم دقيق للمستقبل يحدد بداية كل شهر، وكل سنة.


بقلم عبد الله القيسي (عودة القرآن ص374 إلى ص375)


طالع أيضا:
اقرأ المزيد »

الأربعاء، 22 أغسطس 2018

أمثلة لما يمكن أن تسببه الأكاذيب من نتائج مأساوية

0

المثال الأول (من عالم الحيوان): 


"مرحبًا أنا اسمي سودان... سلالتي انقرضت بسبب الأكاذيب..."

من مدة غير بعيدة نشرت المواقع خبر موت "سودان"، وهو اسم لآخر ذكر وحيد قرن أبيض شمالي، وبموته لا يبقى أي ذكور من سلالته على وجه الأرض، وتعتبر سلالته منقرضة من زمن، ولم يتبق منها سوى ابنته "ناجين" وحفيدته "فتو"...


ربما تتساءلون ما علاقة هذا بصفحتنا التي تحارب الأكاذيب؟

العلاقة يا أصدقاء هي بأن الأكاذيب هي التي قتلت "سودان" وقتلت سلالة وحيد القرن الأبيض الشمالي!


كيف؟

في سنوات 1960، كان عدد أفراد هذه السلالة يرجح بـ 2300 فرد يعيشون في البراري، لكن في غضون السنوات اللاحقة، وبسبب معتقدات علمية زائفة تدعي وجود فوائد طبية في قرن وحيد القرن، بسبب هذه المعتقدات ازداد اصطيادهم بشكل مجنون... وبحلول سنوات 1990 لم يتبق من هذه السلالة سوى أعداد صغيرة تعد بالأصابع... ثم بحلول 2008 اعتبرت هذه السلالة منقرضة فعليا في البراري.

الأكاذيب ليست مدمرة للعقل والدين والعلم فقط... لا... بل حتى الحيوانات لم تسلم منها!

قبل أن تنشر ما يصلك على وسائل التواصل... يقولون وصفات طبية مجربة، يقولون هذه أو تلك مفيدة للصحة، يقولون اشرب كذا لكذا من المرات... قبل أن تصدقهم فكر جيدًا... لأن الأكاذيب قاتلة!

مصدر (اضغط هنا)




المثال الثاني (من عالم الإنسان):


كيف جعل الواتس آب الناس تقتل بعضها في الهند؟

تخيل أنك بالهند وبطريقك عائدا للمنزل، وفجأة يعتدي عليك المارة بدون سبب أو إنذار يعتدون عليك ضربا، حتى القتل! هذا هو ما يحصل بالهند... والسبب: الواتس آب!

انتشرت شائعات بالواتس آب، تتحدث عن مجرمين يختطفون الأطفال، ونشرت هذه الشائعات الرعب بين الناس، وأدت بهم لقتل أبرياء شكوا بأنهم هم مختطفوا الأطفال... أدى الأمر لقتل ما يزيد عن 20 شخصا بريئا بالهند... والسبب إشاعات الواتس آب!

أحد أولى الضحايا عجوز تبلغ من العمر 65 عامًا، وهي في الطريق مع أفراد عائلتها، شاهدها الناس واعتقدوا بأنها وعائلتها من المجرمين خاطفي الأطفال الذين تتحدث عنهم رسائل الوات آب الخزعبلية، فقاموا بالاعتداء عليهم وأبرحوهم ضربا، للأسف لم تنج العجوز من الضرب وتوفيت.

الإشاعات والأكاذيب كثيرا ما تنشر الرعب... ومع جهل الناس وانعدام التوعية، وخوفهم على أطفالهم، فإن الأمر قد يتفاقم لجرائم وقتل واعتداء...

مصدر (اضغط هنا)
اقرأ المزيد »

السبت، 18 أغسطس 2018

شعور مزيف بالرضا

0

حين يحصل لك أمر مزعج فإنك أمام تصرفين:

- التصرف الأول - العمل:
تعمل على تغيير ذلك الشيء الذي أزعجك.

هذا التصرف هو الأكثر منطقية، والأكثر طبيعية: إن أزعجك شيء، فأزله، غيّره، عدّله... إلخ

المشكلة هي أنك في أغلب الأحوال تجد نفسك في موقف ضعف، قد لا تملك السلطة الكافية والقوة لتغييره، فهو أكبر منك وأعقد وأصعب وأعمق، وربما ما تستطيع فعله صغير جدا، قد لا تجني ثماره أبدًا ولو بقيت تعمل عليه طيلة حياتك... ماذا تفعل حينها؟ ستلجأ للتصرف الثاني.

-التصرف الثاني - التعبير:

تعبّر عن انزعاجك بالحديث، بالشكوى، بالاعتراض، تخبر من حولك، وربما قد تكتب عن شعورك في وسائل التواصل الاجتماعي، أو حتى تغير صورتك الشخصية، وإن كان هناك منشور يعبر عن ذلك أعدت مشاركته... وقد يتكاثر شعور الانزعاج ويكون مشتركًا مع أناس آخرين، فيتفاقم الغضب فتخرجون للشوارع متظاهرين، قد تكون سلمية، وقد تتطاول لتصل لأعمال الشغب والتكسير والتخريب...

بعد التعبير عن مشاعرك بأحد أو حتى كل الأمثلة المذكورة أعلاه، ستشعر بأن الحنق الذي بداخلك قد خف، الحمد لله، شيء في قلبك وأخرجته، ستشعر بالراحة، بشيء من الرضا، بشيء من التفريغ... ستعتقد أنك فعلت شيئًا، أنك غيّرت شيئا...

لكنك في الحقيقة لم تقدم أي شيء، ما يزعجك مازال كما هو دون أي تغيير...

ما الذي تغير إذن؟ إنها نفسك... تغيرت... وتغيرت الدوافع التي كانت بداخلها... نوبة الغضب التي انتابتها قد ذابت، وزال معها أي دافع لعمل شيء فعليّ لتغيير ذلك الشيء الذي أزعجك من البداية!

________

المسلمون منبوذون، ضعفاء... الكثير من الأشياء المزعجة حولهم، حقوق ضائعة، ظلم، تسلط، قتل، تعذيب... إلخ

ردة فعلهم لا تختلف عن ما ذكرته بالأعلى، يحاولون أن يفعلوا شيئا، لكنهم ضعفاء لا يستطيعون، فينتقلون للتصرف الثاني (التعبير): تغيير صورة الفايسبوك الشخصية، منشور على التويتر، محاضرة رنانة، تنديد، صراخ، مظاهرة، اعتصام... إلخ

ثم ماذا؟ شعور مزيف بالرضا... الحمد لله قدمنا ما علينا.

لكنهم في الحقيقة لم يقدموا الكثير، والأهم من ذلك أن الواقع لم يتغير، وكل ما حصل هو أن الدوافع التي كانت بداخلهم ذابت وتم استبدالها بشعور مزيف من الرضا...

________
 
"طيب، ماذا أفعل؟ ليس بيدي فعل شيء، التعبير وإخراج ما بالصدر أحسن من السلبية وعدم فعل شيء"

هذه هي الجملة التي أسمعها دومًا حين أتحدث في هذا الموضوع...

مشكلتنا كمسلمين، هي أننا نبحث عن الحلول الفورية، نتوقع أن يتغير الحال بين عشية وضحاها، ولذلك نعتقد أنه ليس بإمكاننا (فعل) شيء، وكل ما بيدنا هو (التعبير)...

نعم ليس بإمكاننا (فعل) شيء يغير الحال الآن وحالًا، لكن بإمكاننا فعل الكثيــــــــــــــر من الأشياء التي ستفعل فعلها على المدى البعيــــــــد جدًا، وربما (بل أكاد أقول حتمًا) لن نرى نتائجها وثمارها في حياتنا...

غيّر نفسك، نمها، رقها، افهم دينك، كن مسلمًا قدوة، في علمه وثقافته وفهمه، أتقن عملك... ابدأ بنفسك أولا ثم انظر لمحيطك الصغير من حولك، لعائلتك، لحيك، لمجتمعك... وسترى بأنه يمكنك تقديم الكثير والكثير وبأن ما يمكنك فعله وتغييره لا يعد ولا يحصى، فقط ارفع عينيك وسترى أفضل...

استغل شعور الغضب الذي بداخلك واجعله دافعا للعمل الفعلي النافع، ولا تتركه يندثر بـ (التعبير)... والندب والشجب والتظاهر والصراخ بلا جدوى.
________
 
الصين تلك القوّة الصاعدة، لديهم خطة تُسمى خطة المئة سنة، هدفها أنهم بحلول سنة ٢٠٤٩ سيصبحون أول وأعظم قوة عالمية...

من وضعوا هذه الخطة حتما يعلمون بأنهم لن يعيشوا ليروها تتحقق... عادة الناس حين يفكرون في التغيير يفكرون بطريقة لحظية جدًا، وفي أقصى الحالات قد يفكرون على مدى بضع سنين... لكن ما هي خطتنا للتغيير على مدار قرن كامل من الزمان أو أكثر؟ هل لدينا نظرة بعيدة مستقبلية تتخطى حدود حياتنا البشرية المحدودة لتنظر لمستقبل أمتنا على مدى أبعد من مدانا...

هل نحن مستعدون لنعمل من أجل أمتنا أعمالا قد لا نرى ثمارها في حياتنا، وقد تستغرق سنينا أو حتى قرونا لتزهر... لكننا حتما سنجدها في آخرتنا؟

أم أننا سنبقى في (التعبير) لا نتزحزح؟


طالع أيضا:
اقرأ المزيد »

الجمعة، 22 يناير 2016

إن لم تنشرها فاعلم أن البيبسي تمنعك! (منشورات ساخرة)

3

خطر شرب المشروبات الغازية مثل البيبسي على الريق

تـــــحذيـــــر....

يجب تجنب شرب المشروبات الغازية صباحًا على الريق...

هناك شخص اسمه "إشاعة الخرافي" خريج منشورات فايسبوك في الثلاثين من عمره، شرب مرة بيبسي صباحا على الريق، فتوفي بعد خمس وأربعين سنة بحادث سيارة... وبناءً على ذلك اكتشفوا بأن جميع حوادث السيارة الصباحية سببها أنك شربت صباحا على الريق. وهذا ما أفادته دراسة علمية جديدة تم القيام بها في معمل الواتس آب للبحوث العلمية.

إن لم تنشرها فاعلم أن البيبسي تمنعك.

مع العلم بأن شركات المشروبات الغازية تقوم بحذف مثل هذه المنشورات لكي لا نوعي الناس، لكن "ناسا" قامت بتحقيق خفي واكتشفت الأمر، ونشرت "ناسا" نتائج تحقيقها في مجلة تويتر للبحوث العلمية، لكن بسبب ضغوط البيبسي تم حذف البحث قبل أن يقرأه الناس... وكنت أنا الشخص الوحيد الذي قرأه قبل حذفه... فكتبت هذا الكلام لتحذيركم، وقد أعذر من أنذر.

لا تجعلها تقف عندك، وساهم بتخريف أقصد توعية غيرك.

الساكت على الكذب أقصد الحقيقة شيطان أخرس.

كتبه أخوكم الأستاذ الدكتور الأخصائي البروفيسور الباحث المعيد والمدير في معهد تطوير واختراع وإنتاج الأكاذيب بعدة شركات عالمية منها شركة الفايسبوك والواتس آب.

محاضر بصفحات مليونية عديدة على الفايسبوك أبرزها صفحة (انشرها وإلا...) و(الشيطان يمنعك).

رئيس سابق لمتجر الأحاديث النبوية المكذوبة والموضوعة.

ملاحظة هامة: بسبب المتآمرين علينا فإن أبحاث الدكتور يتم حذفها، لذا ساهموا معنا بالنشر، لا تدعها تقف عندك... معًا نهز عرش الفايسبوك بتخريفاتنا أقصد بمشاركاتنا!


فريق عالم الأكاذيب




ماذا قال الشيخ للفتاة التي حلمت بزوجها وفمه يخرج منه الدخان الأسود؟

عاجل وخطير!! لا تخرج قبل أن تقرأها!!

اتصلت فتاة سعودية على الشيخ العريفي وقالت: يا شيخ أنا كان زوجي يدخن الدخائن (السجائر) ولما توفي كنت أحلم به يخرج من فمه دخان شديد السواد وكان يصرخ بصوت مرتفع، وصراخه يزداد وكلما زاد ازداد سواد الدخان من فمه...

تعرفون ماذا قال لها الشيخ العريفي حفظه الله؟؟؟

لم يقل لها شيئًا! لأن هذه القصة أنا قمتُ باختراعها الآن!! هاهاها!

لا توجد فتاة سعودية حلمت بهذا الحلم لتتصل بالشيخ، وأنت كنت تقرأ بتصديق ومندمج مع القصة الخرافية وأنا أكذب عليك!

ببساطة: كل ما يصلك على الفايسبوك أو الواتس أب أو غيرها قد يكون كذبًا ومن اختراع غيرك!

تخيل أنك تقرأ مثل هذه الرسائل فتصدقها ثم تنشرها لغيرك وهي غير صحيحة! إن الرسائل الخاطئة والتي بها كذب على الدين كثيرة جدًا بل أكثر مما تتوقع!

يروى أن الرسول ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ قال:- ﻛﻔﻰ ﺑﺎﻟﻤﺮﺀ ﺇﺛﻤًﺎ ﺃﻥ ﻳﺤﺪِّﺙ ﺑﻜﻞ ﻣﺎ ﺳﻤﻊ. ﺭﻭﺍﻩ ﻣﺴﻠﻢ


فريق عالم الأكاذيب




فوائد التسبيح..

دراسة أجراها الدكتور جاسم أسعد.. أوضحت الدراسة أن الذين يذكرون الله كثيرا هم أكثر صحة وأقل عرضة للإصابة بالأمراض.. كما أفادت الدراسة أن الذكر يعمل على تحسين المزاج وإفراز هرمون بالجسم يسمى هرمون الـ R.E.3 وهذا الهرمون يقلل نسبة الاكتئاب.. كما أوضحت الدراسة أن..

انتظر لحظة!!

هذا الكلام قمتُ أنا بتأليفه! ولا يوجد دكتور إسمه جاسم ولا يوجد أيضا هرمون بهذا الاسم! وهذه الحروف R.E.3 اخترعتها من رأسي.

لا أرغب في تمضية الوقت بتأليف الأكاذيب، بل أريد أن أوضح أن الكذب أمر في غاية السهولة حين يغيب الضمير...

لذلك لااااا تؤجر عقلكَ لأكاذيبهم وخرافاتهم فليس كل ما يصلكَ صحيحًا!


فريق عالم الأكاذيب

اقرأ المزيد »

الأربعاء، 22 يوليو 2015

كثير من الناس يعيش في الدنيا أسير ظنون غالبة - محمد الغزالي

0

وكثير من الناس يعيش في الدنيا أسير ظنون غالبة، أو في نطاق مذاهب موروثة. وقد تومض في عقله لحظات شك سريع، ما إن تبرق حتى تنطفي، ثم يعاود معيشته الساهية، ويأخذ الحياة كما هي!!!.

والقرآن الكريم يعرِّض باتصال مواكب الجهل خلفا بعد سلف أي يقول في عبدة الأوثان: "إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَاؤُكُم مَّا أَنزَلَ اللَّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ ۚ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنفُسُ ۖ وَلَقَدْ جَاءَهُم مِّن رَّبِّهِمُ الْهُدَىٰ" النجم 23

والمرء إذا كان يقبل أمرا ما دون مابلاة وتدقيق، وإذا كان يسمح بمرور أشياء كثيرة في "حاشية الشعور" أو "شبه الشعور" فإنه لا محيص أمامه من أن يوقظ انتباهه كله وما أوتي من ذكاء عندما يتعلق البحث بحاضره في هذه الدنيا، ومستقبله في الدار الأخرى.

أي عندما يتعلق بدينه، وبنفسه، وماله، وما عليه لله رب العالمين..

إن الأمر –والحالة هذه- أخطر من أن ينظر في ظلال الغفلة، وقلة الاكتراث.

وليس يستكثر عليه إدمان النظر وإنعام الفكر آمادًا طويلة حتى يستقر المرء على نهاية هي ثمرة ما لديه من وعي وحس، وإرادة وإخلاص...

وتوجد جماهير غفيرة تحيا على ما تلقت من إيمان.

بعضه خرافي، وبعضه حق، وبعضه مزيج من الحق والخرافة..

هؤلاء، وجدوا قلوبهم –على حين غفلة- ملآى، شحنها السابقون قبل أن يذهبوا.

فهم مع مواريث التدين التي آلت إليهم، لا يحبون أن يغيروا منها شيئا.!!

وإذا حدث أن نقص هذا الإيمان أو ضاع فإن القلوب الفارغة تملا مرة أخرى من النوع نفسه، دون خلجة من تفكير أو لفظة من وعي.

محمد الغزالي




إنه لا ارتباط بين الصحة العقلية لفكرة من الفكر أو مذهب من المذاهب، وبين الراحة النفسية لدى المؤمين بهذه الفكرة أو المتشيعيين لهذا المذهب...

إن لدى الهندوس مذاهب مهولة تخشع القلوب في رحابها وهي تقدس الهراء!

وقد يبتهج الفاكهي من أولئك الهنود المؤمنين (!) وهو يرى عجلا مقدسا يدلف إلى محله ليقضم الثمار المعروضة وليلتهم منها ما يشاء..!!

إن العواطف كثيرًا جدًا ما تند عن ضوابط المنطق المحكم.

ومن ثم قال علماؤنا: إن الانفعالات الوجدانية لا تدل على صدق حكم أو بطلانه، بل إن هذه الانفعلات نفسها هي التي تعرض عليها الحكم بالخطأ أو الصواب.

واتجاهات القلوب لا تساوي في ميزان الحقيقة شيئا ما لم يؤيدها عقل منصف ونظر ثاقب...

إن الوثنيين يعيشون بقلوب تنعقد على مشاعر عميقة، فهل نسوي بين الإيمان بالباطل والإيمان بالحق، من أجل أن الإيمان المطلق يهب صاحبه قلبا مستقرا وفؤادا راضيا؟

محمد الغزالي
اقرأ المزيد »

الثلاثاء، 14 يوليو 2015

تحرير العقل أساس الإيمان المحترم - محمد الغزالي

0

فتحرير العقل أساس الإيمان المحترم، والعقيدة المقبولة.

وقلَّ في الناس من يُرزق العقل الحر، العقل الذي يتحرك فلا تثقله الموروثات الخاطئة...

أترى القطار السريع كيف يقطع المسافات البعيدة، وركابه جلوس في عرباته لا ينقلون قدما؟

كذلك التقليد الجامد، ينتقل بأصحابه إلى آراء ومذاهب ماكانوا ليعتنقوها لولا أنهم ولدوا فيها.

وإن هذا التقليد ليذهب بأصحابه بعيدا بعيدا، وهم في وعي أو في غيبوبة حتى يستقر بهم في نهايته العتيدة، فإذا هم يجددون ما خلفه الأسلاف من أخلاق ومعتقدات، ويتحمسون لها كأنها وليدة كسبهم العقلي وتفكيرهم الخاص:

(وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا ۗ أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ) سورة البقرة 170

وضلال الأجيال الغفيرة، جاء من هذا الجمود.

الجمود الذي تتحجر به الألباب وتتبلد فيه العواطف.

وتتحول به الأناسي إلى عجماوات بُلْه، تنادَى فلا تلتفت ولا تكترث لأنها تضيق بما لم تألف، وتجحد ما لم تعرف:

(وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لَا يَسْمَعُ إِلَّا دُعَاءً وَنِدَاءً ۚ صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَعْقِلُونَ) سورة البقرة 171

إنَّ إيمان التقليد لا خير فيه عند علماء الإسلام.

والعقل البشري يجب عليه أن يجوب آفاق السموات والأرض، باحثا دارسا، لكي يعرف الله والعالم.

وإلا فهو غافل عن وظيفته الأولى.

وكل ما يتولد عن تحرير العقل من نتائج قريبة أو بعيدة.

وكل ما يؤدي إلى تحرير العقل من وسائل صعبة أو ذلول.

فهو من أصول الإسلام ومراميه.


محمد الغزالي (ليس من الإسلام)، ص9-10






أحب أن أنبه إلى أن كل قصور في العلوم المدنية لا يزيد دارسي الدين إلا خبالا، إن الإسلام دين لا ترسخ قواعده ولا تنضج معارفه إلا في جو علمي واسع الآفاق، ولا أدري كيف يفهم عظمة القرآن الكريم رجل لم يدرس علوم الأرض والسماء وما بينهما.

إنني شعرت بخجل حين استبعد عالم ديني الوصول إلى القمر، وقال في التعليق على ما أذيع: إنه خبر أحاد! وشعرت بخجل أشد عندما ألف بعض المنسوبين إلى العلم الديني، بل البارزين فيه كتابا ينكر فيه دوران الأرض حول نفسها وحول الشمس وساق آيات من الكتاب لم يفهمها ليدعم رأيه.

إن عقيدة التوحيد تضار حين يعرضها أولئك القاصرون! وهم معذورون لأنهم لم يعروفا من العلوم الكونية شيئا، وجل ما يحفظون مرويات تتضمن الغث والثمين، وتعرق سير الدعوة بل تلقي ظلمات على الفكر الديني كله.

والواقع أن تكوين العقل الديني لا يتم إذا كان في عزلة عن الاستبحار العمي الحديث وأهل الذكر لا تستقيم لهم فتوى إذا كانت معرفتهم بالحياة لا تعدو الأبجديات القديمة.

وأرى ضرورة تنظيم محاضرات فلكية وطبية وجغرافية وجيولوجية وفيزيائة وكيميائة.. إلخ على المشتغلين بالعلم الديني حتى بعد تخرجهم، فإن التخلف في هذا المضمار مصيبة.


محمد الغزالي، علل وأدوية 





إن هذا التخلف [العلمي] إذا بقي فسوف تتلاشى عقائد الإيمان بالله واليوم الآخر، وينهزم التوحيد هزيمة نكراء.

وإننى لأصرح دون مواربة أن هذا التخلف جريمة دينية لا تقل نكرا عن جرائم الربا والزنا والفرار من الزحف وأكل مال اليتيم وغير ذلك من الكبائر التي ألفنا الترهيب منها.

بل لعلها أوخم وأشنع عقبى.


إن الجو الذي يحيا فيه قارئ القرآن يسع البر والرحب، والسماء والأرض، ويطلق الفكر سابحا في ملكوت لا نهاية له.

ويؤكد للإنسان أنه ملك يخدمه كل شيء فما الذي جعل الفكر الديني يعيش في قوقعة؟

إنني أحس فزعا كبيرا عندما أرى بعض المتصدرين في العلوم الدينية –هكذا يوصفون- يماري في دوران الأرض أو ينكر وصول الإنسان إلى القمر! لماذا؟

لأنه يعيش في مغارة سحيقة صنعها أشخاص قاصرون، لا يتصلون بحقيقة القرآن إلا كما يتصل القروي بعلوم الذرة.

[...] القرآن الكريم ينشد التسامي العقلي والخلقي معا.

ويشدد النكير على السقوط الفكري كما يشدد النكير على السقوط النفسي. أي أنه يحارب الخرافة بالقوة نفسها التي يحارب بها الرذيلة.

بل إن منابع الإيمان في نفس الإنسان تنبجس مع علم عميق محيط دارس للكون دراسة ملاحظة وتجربة واستقراء لا دراسة تخمين وظنون وخيال.. وإذا لم تنبعث نهضتنا من هذا الأصل فلن تكون نهضة إسلامية صحيحة.

إن هذا العلم بالمادة، بالفطرة التي فطر الله الكون عليها، بالسنن التي تحكم هذا الكون علوه وسفله، وطوله وعرضه، إن هذا العلم ينظم الإنسان مع الملائكة في الشهادة لله الكبير بالتوحيد والعدل.

نعم. . إن أولي العلم، والملأ الأعلى يؤكدون هذه الحقيقة التي شهد الله بها لنفسه فقال:

(شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَآئِمَاً بِالْقِسْطِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) [سورة آل عمران: 18].


محمد الغزالي، كتاب علل وأدوية
اقرأ المزيد »

الأحد، 25 يناير 2015

ناقش الفكرة لا الشخص!

1

من الأشياء المهمة التي تعلمتها من عالم الأكاذيب هي أن أقول الحق كما أراه وأعرف ولا أخشى في ذلك لومة لائم.

أذكر جيدا أن أحد أولى الخرافات التي فندناها كانت معجزة انشقاق القمر وأذكر جيدا التردد الذي اعتراني وأنا أنشر مقالي عنها... السبب بسيط وهو أن تلك الخرافة مصدرها شخصية معروفة ويحترمها ويتابعها الملايين (زغلول النجار) فمن سيرفض كلام شخصية شهيرة يتابعها الملايين ليصدق صفحة مجهولة ناشئة اسمها عالم الأكاذيب؟ ربما لم يكن عدد متابعينا قد تجاوز الـ 50 أو 100 وقتها!

لماذا كنت مترددة؟ لأن مجتمعاتنا غارقة في التشخيص... فمن سينظر للفكرة بغض النظر عن قائلها فيحكم عليها كما هي بعقلانية ومنطقية؟ من يستطيع أن يفكر ويزن الأمر بحكمة بعيدا عن الرمي بالتهم؟

أقول لمتابعينا كما كنت دوما أقول: علينا أن نتعلم التفريق بين الفكرة والشخص. احكموا على الفكرة نفسها كما هي... لا تقولوا هذا كلام قاله فلان وهذا كلام جاء من علان! لا يهم! خذ الحكمة ولو من فم مجنون! وارفض الكذب ولو من فم عالم!

وأقول لكم أيضا: افعلوا ذلك مع كل ما ننشره لكم. زنوا كلامنا بميزان العقل ولا تقبلوه منا دون تفكير وتمحيص! لم ولن نقول لكم يوما أن تصدقوا بعميانية ما نقوله لكم! فنحن بشر أيضا مثلنا مثل الكل، وكلامنا ينطبق عليه الصواب والخطأ مثله مثل كلام أي بشر... لأن هدفنا وبكل بساطة هو أن نحيي ملكة النقد في هذه الأمة، وليس هدفنا أن نجعل الناس تصدقنا بعميانية.

ليكن الشعار هو: البينة على من ادعى، وكل يؤخذ منه ويرد، وطبعا نناقش الفكرة لا الشخص... 


اقرأ المزيد »

الجمعة، 14 مارس 2014

لماذا أنت مسلم؟

0

من السهل أن يظن الإنسان بأنه على صواب، ولكن من الصعب أن يُثبِت ذلك، ومن أصعب المواقف التي قد تمر بالإنسان في حياته عدم قدرته على الدفاع عن معتقده بالصورة الصحيحة.

نؤمن جميعنا بالإسلام ونعتقد تماماً وإطلاقاً بما جاء عن الله عز وجل وما صدر عن نبيه، صلى الله عليه وسلم، ولكن لا يكمل اعتقادنا (فكرياً وليس إيمانياً) إلا عندما نعرف لماذا نؤمن. إن المسلمين الذين يعتنقون الإسلام لاحقاً يمارسونه بتسامح عظيم وبدقة متناهية أكثر أحياناً ممن ولدوا مسلمين، والسبب هو أنهم آمنوا عن معرفة وإدراك، ولذلك فإنهم لامسوا روح الإسلام الحقيقية.

قد يتساءل أحدنا ويقول: لماذا نُلهي أنفسنا بهذه التفاصيل التي قد تلقي الشك في قلوبنا؟

والجواب هو: لسببين، الأول أننا عندما ندرك بالمنطق والعقل سبب إيماننا فإننا سنكون أكثر استقراراً من الناحية الروحية، وستتحول ممارساتنا لشعائر الدين من طقوسٍ يومية تخلو من معنى وتأثير، إلى قناعة وثقافة تغير واقع الفرد والأمة.

والسبب الثاني هو أننا لن نتهاوى عند أول سؤال يطرح أمامنا عن حقيقة الإسلام ومعتقداته الكبرى، [...]، فينزع أحدنا إلى العنف اللفظي والإقصاء الفكري.

انظر حولك وسترى بأن معظم نقاشاتنا اليومية تشوبها المشاعر أكثر من الاستدلالات، وغالباً ما تنتهي بالمجاملات أو بالخصام.

إن من يعرف، يكون أكثر تسامحاً، لأن نفسه مطمئنة بما توصل إليه عقله من حقيقة، ومن يجهل يكون أكثر تعصباً، لأنه لا يملك من المعرفة شيئاً فيستعيض عنها بالعاطفة، والأسوأ مِن ألا نعرف الحقيقة، هو ألا نسأل عنها.



ياسر حارب
اقرأ المزيد »

الأحد، 27 أكتوبر 2013

لم أنا مسلمة؟

0
لم أنا مسلمة؟

قد يستغرب البعض السؤال، لكن ألم تسأل نفسك هذا السؤال يومًا؟

لماذا أنا مسلم؟ هل أنا مسلم عن قناعة واقتناع أم أنا مسلم عن تقليد ووراثة؟

كلنا مؤمنون أشد الإيمان بالرسول صلى الله عليه وسلم والقرآن، ولا نجد بداخلنا ذرة شك في هذا الإيمان.

لكن ألم تسأل نفسك يومًا لماذا أنت مؤمن؟ وما مصدر هذه القناعة التي بداخلنا؟ أيمكن أن يكون مصدرها التقليد الأعمى للأجداد والآباء؟

لاحظت بأن كثيرًا من الكبار (محمد الغزالي كمثال لأني أحبه وأقرأ له كثيرا) مرّوا بلحظات شك وسؤال وتمحيص وبحث قبل أن يصلوا إلى اليقين..

وأنا أرى أن هذا النهج أقرب إلى الإسلام، وأقرب إلى روح الصحابة الذين أسلموا بالرسول (ص) وتخلوا عن كل شيء!

نعم، تركوا دين آبائهم وأجدادهم ورموا حياتهم وكل ماضيهم! لأنهم آمنوا عن قناعة عقلية وفكرية، ولم يسمحوا لقناعاتهم المسبقة أن تؤثر عليهم.

من يسأل ويبحث ويمحص ويفكر ثم يقتنع بعد كل ذلك، أليس أقرب إلى روح الصحابيّ الذي ترك كل شيء من أجل كل شيء؟

حين أرى تشدد البعض، ونبذهم لأي فكر مخالف مهما كان فيه من منطقية وأدلة فقط لأنه يخالف المذهب الفلاني أو فقط لأنه يخالف الشيخ العلاني.. أستغرب كثيرًا وأرى أن هذا هو نهج المشركين الجاهليين! التحجر واتباع الأسلاف وعدم تقبل أي فكر جديد مهما كان فيه من عقلانية ومنطقية! وهو نفسه الفكر الذي ينتقده القرآن مرارًا وتكرارًا!

أقرأ كثيرًا: أن هذا "الشخص" كافر أو ضال مضل، وأن أصحاب المذهب الفلاني كافرون أو ضالون مضلون! وأستغرب لمَ هذا الاحتكار للحق؟

وأنا تعلمت أن الحكمة ضالة المؤمن! لماذا لا نبحث عن الحقيقة ولو كان قائلها مجنونًا؟!

ولماذا لا نخرج من عالم "الأشخاص" إلى عالم "الأفكار"؟

فبدل التهجم على الأشخاص، نناقش أفكارهم ومعتقداتهم بحجج قوية..

أليس هذا أقوى وأنفع؟ وقد لاحظت أنه كلما هجمنا وانتقصنا وكفرنا وضللنا، كلما زاد صيتهم والتفاف الناس عليهم! نعم نحن ندعي لهم من حيث لا نشعر!

أحيانا أسأل نفسي.. هل لو كنت في عصر الرسول (ص)، هل كنت سأؤمن به؟ أم أني كنت سوف أتمسك بدين آبائي أشد التمسك والتعصب؟

هل ستكون لدي المرونة الكافية لأسمع له وأزن كلامه بعقلانية أم أني سأنعته بالمجنون والضال والمضل؟

بحكمي مغتربة أحتك كثيرًا بغير المسلمين، تصلني أسئلة تقول:

لماذا أنتِ مسلمة؟ هل أنتِ مسلمة لأنكِ وُلدتِ لأبوين مسلمين؟ أم أنكِ بحثت عن الحق فوجدته في الإسلام؟

وحين ناقشت بعضًا من غير المسلمين، وجدت بأن قناعاتهم بأديانهم -أو لا أديانهم- في مثل قناعاتنا أو حتى أقوى! وكلٌ يرى أنه على الحق! فكيف لا أكون أنا متوهمة كما هم متوهمون؟

حين بحثت وتساءلت ومحصت وفكرت، وجدت أن إيماني أصبح أقوى، ووجدت نفسي أقرب لروح الإسلام والقرآن، ووجدت أني أكثر ثقة في معتقداتي حين أناقش غير المسلم، لأني مؤمنة عن قناعة لا عن عاطفة..




اقرأ المزيد »

الخميس، 17 أكتوبر 2013

ما كنا ولن نكون أتباع أوهام - محمد الغزالي

0

أقرأ وأنقد وأزن وأرجح وأبحث عن الحق ما استطعت وأتجرَّدُ من الهوى، فهذا هو النهج!.

وعلماؤنا الأقدمون مشوا في هذا الطريق، والأمة الإسلامية في تاريخها الأول كانت أمة حقائق لا أوهام، ولم تكن للخرافات أسواق رائجة كما يحدث الآن...

كان للفقه علماؤه، وكان للحديث علماؤه، وربما ذهل الآخرون في شيء فيستدرك عليهم الأولون، وقد يكون العكس، وإن كان تاريخنا العلمي قد جعل الفقهاء أصحاب القيادة وجعل الجماهير تتبع مذاهبهم عن اجتهاد طورا وعن تقليد أغلب الأحيان...

والذي نلحظه آسفين أن كثيرًا من جامعي السنن قد تساهلوا في قبول أسانيد ضعيفة، وأن هذا التساهل زحم ميدان السنة بآثار ما كان ينبغي أن تذكر..

وإذا كان من شرط الحديث الصحيح أن يخلو من الشذوذ والعلة القادحة فإن كثيرين نقلوا ما خالفوا به الثقات، ونقلوا ما به علل تَرُدُّه! ومع ذلك سطَّروا وحبّروا، وتركوا للأخلاف ما عكر المجرى، وبلبل الفكر.

إن رجلا جليلا كالبخاري ترك أحاديث كثيرة مرت به فلم يرها أهلا للتدوين، ومن هنا لم يجمع في صحيحه إلا ألفين وبضع مئات من السنن..

على حين جمع غيره ألافا وألافا من الآثار تحتاج في غربلتها -حسب مقاييس علمائنا- إلى جهد جهيد..

ولأذكر مثالا واحدا للبلاء الذي أصاب الجماعة الإسلامية من تسجيل الأحاديث الضعيفة وتركها تشغب على معالم الدين، ومعاقده!

من تلاوتنا للقرآن الكريم نعي أن الله خلق لنا ما في الأرض جميعا، ومكننا منه وملكنا إياه..

ألسنا جزءًا من البشر الذين قال الله لهم.

((وَسَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِّنْهُ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ))

وصاحب هذه الإمكانات المتاحة مكَّلف أن يتصرف فيها بما يرضي الله، كما تصرف سليمان في نقل عرش بلقيس من اليمن إلى فلسطين ثم قال: ((هَٰذَا مِن فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ)).

هل يقبل من أحد أن يستقيل من هذه الوظيفة، ويحيا صفر اليدين، ويفرَّ من أعباء التكليف، ويقول: أنا زاهد في الدنيا...!!.

وما مستقبل الإيمان ودولته على ظهر الأرض إذا كان الأتباع جماهير غفيرة من أولئك المستقيلين الهاربين؟؟.

إن أعدادًا كبيرة من المسلمين زعموا أن صاحب الرسالة آثر الفقر على الغنى، ودعا إلى قلة ذات اليد، وبهذه الفلسفة الجبانة نشروا الفقر في الأمة الإسلامية من عدة قرون، وجعلوها لا تحسن إدارة مفتاح في خزائن الأرض! الأمر لا يستحق هذا العناء!!.

فلننظر: هل جاء في سنة صاحب الرسال تحقير للغنى وتأخير لأصحابه وذم لأنشطتهم؟.

في السنة الصحيحة لا يوجد شيء من ذلك! بل الذي رواه البخاريُّ "لا حسد إلا في اثنتين: رجل آتاه الله مالا فسلطه على هلكته في الحق [...]".

والأحاديث كثيرة في توكيد هذه القاعدة الاجتماعية الرشيدة، فالعالم الأول في عصرنا يقوم على المال والعلم، والعالم الثالث يقوم على الفقر، والجهل البسيط أو المركب!!.

ومع ذلك فقد روى نقلة السنن عشرات الأحاديث تحت عنوان "الترغيب في الفقر وقلة ذات اليد وما جاء في فضل الفقراء والمساكين والمستضعفين..".

وقد ساءني في إحدى المحاضرات أن المتحدث -هو من العلماء المرموقين عمر عبد الرحمن بن عوف- ناقلا حديثا نبويا يفيد أن عبد الرحمن -لكثرة ماله لا يدخل الجنة إلا حبوا- قلت له: هذه الأحاديث وأشباهها معلولة لا يجوز أن تروى!.

وأنا وفق القواعد القرآنية والنصوص القاطعة أرفض هذا الحكم.. أليس يقول الله في عبد الرحمن وأشباهه ((لَا يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ ۚ أُولَٰئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ الَّذِينَ أَنفَقُوا مِن بَعْدُ وَقَاتَلُوا...))

وعبد الرحمن أسلم يوم كان المسلمون يُعَدُّون على أصابع اليد، ومنذ أسلم سخر نفسه وماله لله، فهل جريمته أنه صاحب مال سلطه الله على هلكته في الحق؟ أذلك الذي يؤخر مكانته ويضع درجته؟

إن علماءنا قالوا بوضوح في علم الحديث: إذا خالف الثقة الأوثق فحديثه شاذ، فإذا كان المخالف ليس ثقة فحديثه منكر أو متروك! لماذا لم نطبق القواعد العلمية الموضوعة المحترمة على هذا السبيل من المرويات التي ضارت مجتمعنا وأوهنت قواه...؟.

لقد رأيت الأمة الإسلامية محكومة بجملة من الأحاديث المتروكة والمنكرة والشاذة! ورأيت هذه الأحاديث تطرد أمامها المتواتر والمشهور والصحيح! كما تطرد العملة المزيفة العملة الصحيحة!

ولا أدري كيف استطاعت هذه الأحاديث تنويم حَملتِهَا، ولا أزال أعجب كيف أن رجلا من أساطين المحدثين كابن حجر يعترف بحديث الغرانيق وهو أكذوبة غليظة، وإن كان يضعفه، لكنه يرى له أصلا، أي أصل غفر الله لك؟.

وكذلك فعل مع حديث "أفَعَمْيَاوَان أنتما؟" مع أن الروايات الصحيحة في البخاري ومسلم تردّه، وتجعله حديثا لا وزن له...

ورأيت ابن كثير يروي حديثا أن سورة الأحزاب كانت في طول سورة البقرة (!) وأن النسخ عرض لأكثرها فبقي منها ما بين أيدينا! قلت أينزل الله وحيا في نحول ثلاثين صفحة ثم يمحو منه ثلاثا وعشرين أو أربعا وعشرين صفحة ويدع الباقي؟ إذا لم يكن هذا الكلام علة تقدح في الحديث فما تكون العلل القادحة؟ هذا حديث لا يساوي المداد الذي كتب به.

والأحاديث الصحاح من رواية الآحاد تفيد العلم المظنون لا العلم المستيقن، وقد اتفق علماؤنا على العمل بها في فروع الشريعة.

ورأيت قلة من الظاهرية والحنابلة يرون العمل بالآحاد في القضايا القطعية، بيد أن هذا رأي مردود، وعلى أية حال فعقائدنا تعتمد على نصوص متواترة، سواء كان التواتر لفظيا أو معنويا.

والقدر الذي لابد منه من العبادات والأخلاق والمسالك المنجية عند الله مروي بهذا الطريق.

وأكثر ما وقع من خلاف هو في أمور ثانوية، الاجتهاد فيها من أهله مأجور خطأ كان أم صوابا، ولا تهولنك وجهات النظر الكثيرة في المذاهب الفقهية، فإن الخصام فيها نوع من الجنون الذي يسود بين الدهماء، ويجب أن يتنزه عنه أولو الألباب..

ذلك، ويرى أبو حنيفة أن "الفرض" ما ثبت بدليل قطعي لا شبهة فيه، أما ما يثبت بدليل ظَنِّي كأحاديث الآحاد، فإنه يكون دون الفرض..

[...]

إنني آبى كل الإباء أن أربط مستقبل الإسلام كله بحديث آحاد مهما بلغت صحته، كيف أجازف بعقائد ملَّة شامخة الدعائم عندما أقول: لا يؤمن بها من لم يؤمن بهذا الحديث الوارد؟.

[...]

والقاعدة أن خبر الواحد يُعمل به ما لم يكن هناك دليل أقوى منه فيصار إليه..

ونحن في ميدان الدعوة الإسلامية نواجه ماديين لا يؤمنون بشيء، وكتابيين يؤمنون ببعض ما عندهم ويكفرون ببعض، ومسلمين زحزحهم الغزو الثقافي عن قواعدهم فهم يتبعون كل ناعق..

ومن ثم يجب أن تكون الدعوة للأركان المستيقَنة، وأن يبتعد الدعاة عما اختلفت فيه أنظار المسلمين أنفسهم، وفي القطعيّ ما يغني عن الظنيّ، وفي الكتاب الكريم وما اشتهر من السنن غُنْية عن الغراءب والآراء الاجتهادية..

لقد راقبت الموضوعات والشواهد التي يعيش كثير من الناس في جوها فوجدت خليطا مزعجا من مرويات نصفها واه، والنصف الآخر لا يكاد يفهم على وجه الصحيح إلا نادرا، قلت: كيف تنجح دعايتنا للإسلام بهذا الأسلوب؟.

إنه على قدر العناية بالثانويات يقل الاكتراث بالاصول! ولا يجوز ربط ديننا العظيم بأمور ما دارت في خواطر الصحابة والتابعين وهم ينشرون الإسلام في المشارق والمغارب...

وحتى لا يفهم البعض أنني أنكر خوارق العادات، أذكر أنني قرأت في الصحاح من كتب السنة قصصا تنضح بالصدق والخير، عرضتْ للنبي صلى الله عليه وسلم وهو مع صحابته، أعني أنها وقعت بين قوم مؤمنين لتزيدهم إيمانا، وإذا نقلت إلى كافرين محتْ من نفسوهم ظلمات.
 
محمد الغزالي: الطريق من هنا

طالع أيضًا: 



اقرأ المزيد »

الأحد، 21 أبريل 2013

اللهم أشغلهم بأنفسهم!

0

لا يخفى على أحد مخاطر الإشاعات...

لكنني أعتقد الآن بأن من أهم أضرار الأكاذيب والشائعات والخرافات تضييع الوقت!

نعم، أنت تضيّع وقتك ووقت الآخرين بتناقل خبر لا أصل له!

وكان من الأولى الاستفادة من هذا الوقت في نشر المفيد النافع.

لا، بل أنتَ تٌضيّع وقت العلماء وفاعلي الخير وهم يقضونه في تفنيد تلك الأكاذيب والردّ عليها! و"عالم الأكاذيب" دليل على هذا . . . فلولا هذه الأكاذيب وانتشارها لما احتجنا لبذل كل هذا الجهد وإنشاء هذا الموقع من الأساس.

يعني بتعبير أدق هو "إشغال بالنفس".

فبدل أن تتكاتف الجهود في أمر نافع -وما أحوج الأمة لكثير من الأمور النافعة-، انشغلنا بتفنيد الأكاذيب والرد عليها والتحذير منها!

نعم يا إخوتي الوقت هو أغلى ما يملكه الإنسان، وإنه لمن المحزن أن تهدر الأمة أوقاتها الثمينة في الأكاذيب، سواء بقراءتها أو بنقلها أو حتى بتفنيدها والرد عليها!

لذلك لا تستغربوا أن تكون أمنيتي لـ "عالم الأكاذيب" وتطلعاتي لمستقبله أن يندثر!

نعم . . . أريد أن نصل -يوما ما- لدرجة من الوعي والثقافة تغنينا عن "عالم الأكاذيب". يومَ لا يصبح لشيوع الأكاذيب بيننا مِنْ سبيل . . .

أتشوّف ليوم يُصبح فيه "عالم الأكاذيب" مجرّد صفحات لماضٍ قد ولّى، كلّما طالعناها ضحِكنا على ما كان ولم يعد كائنا . . .

لست من أنصار نظريات المؤامرة، لكنني كثيرا ما أتساءل: أتُرى هذا الذي نحن فيه خطة مُحكمة لإشغالنا بأنفسنا؟

فهمتُ الآن معنى ذلك الدعاء الذي تُرفع الأكفّ به على الأعداء :"اللهم أشغلهم بأنفسهم". لأنني ولأول مرّة أشعر بخطورة أن ينشغل المرء بنفسه . . .


التدقيق اللغوي: أسماء حازرلي

اقرأ المزيد »

السبت، 30 مارس 2013

من أخلاق المسلم: العلم والعقل

1

طبيعة الإسلام تفرض على الأمة التي تعتنقه أن تكون أمة متعلّمة ترتفع فيها نسبة المثقّفين، وتهبط أو تنعدم نسبة الجاهلين.

ذلك لأن حقائق هذا الدين –من أصول أو فروع- ليست طقوسًا تنقل بالوراثة، أو تعاويذ تشيع بالإيحاء، وتنتشر بالإبهام. كلا. إنها حقائق تستخرج من كتاب حكيم، ومن سُنة واعية! وسبيل استخراجها لا يتوقف على القراءة المجردة، بل لابد من أمة تتوافر فيها الأفهام الذكية والأساليب العالية، والآداب الكريمة. [...]

وهناك بعد ذلك التفكير في الكون اطّرد الأمر به في سُور القرآن واعتبر الأساس الأول لإقامة إيمان ثابت وطيد. إن هذا التفكير هو الذي فتق الأذهان عن راوائع الحضارة الحديثة، ويسر للدنيا هذه الكشوف الجليلة لأسرار الوجود، وسخر للناس ما لم يكونوا يحلمون به. ثم هناك أيضا التوصية باتباع الحق وحده والبحث عنه مهما خفى، واستناكر الظنون العائمة، والنهي عن الجري وراءها ووضع رقابة محكمة على السمع والبصر والفؤاد. إن هذا كفيل بإيجاد مجتمع بعيد عن الخرافات ميّزه عن الأوهام والمساخرة لا مجتمع يفيض بالشعوذة تتركز في الأراجيف والترهات، وتحكمه تقاليد غامضة ما أنزل الله بها من سلطان.

إن العلم للإسلام كالحياة للإنسان، ولن يجد هذا الدين مستقرا له إلا عند أصحاب المعارف الناضجة والألباب الحصيفة.

[...]

والحق أنه على قدر ذكاء الشخص واستنارته واستقامة فطرته رسوخ قدمه في الإسلام، وهيهات أن يسبق في هذا الدين بليد الرأي سقيم الوجدان.

إن أول ما نزل من آيات القرآن قول الله لنبيه:

(اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ (5)).

وهذه أول صيحة تسمو بقدر القلم وتنوه بقيم العلم وتعلن الحرب على الأمية الغافلة، وتجعل اللبنة الأولى في بناء كل رجل عظيم أن يقرأ وأن يتعلم. وسما الله عز وجل بدرجات العلماء حتى قرنهم بنفسه وملائكته في الشهادة بوحدانيته والإقرار بعدالته:

(شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَآئِمَاً بِالْقِسْطِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (18)).
ولا غرو. فأنى للعقول الكليلة والمعارف الضيقة أن تدرك جلال الكبير المتعال؟ وأنى لمن يعيش على هامش الحياة –بجهله وظلمته- أن يعرف الحق عن رب الحياة أو يلمح طرفًا من صفاته العظمة وآياته الكبرى؟

***
 

[إن] عبادة الجهال –كصدقاتهم- قليلة الجدوى، وهم يضرون أنفسهم من حيث يريدون نفعها، ويؤذون أصدقاءهم من حيث يبغون راحتهم، وجهلة العباد يستمسكون بالدين استمساكا شديدا، ويتعصبون له تعصبا ظاهرا. ولكنهم في ساعة رعونة وغباء يقفون منه الموقف الذي يلحق به الأذى والمعرّة، ويجر عليه المتاعب الجمة، أما أولو العلم فإن بصيرتهم الذكية تحكم مسلكهم وتلهمهم الرشد، فلو قل عملهم كثر ما يصحبه من سداد وبصر.

[...]

***

والعلم الذي يُقبل المسلم عليه، وتستفتح أبوابه بقوة، ويرحل لطلبه من أقصى المشارق والمغارب، ليس علما معينا محدود البداية والنهاية، فكل ما يوسع منادح النظر، ويزيح السدود أمام العقل النهم إلى مزيد من العرفان، وكل ما يوثق صلة الإنسان بالوجود، ويفتح لها آمادا أبعد من الكشف والإدراك. وكل ما يتيح له السيادة في العالم، والتحكم في قواه، والإفادة من ذخائره المكنونة. ذلك كله علم ينبغى التطلع له والتضلع فيه، ويجب على المسلم أن يأخذ بسهم منه، وهذا الشمول دلت عليه الآيات والسنن.


[...]


فالسياق في هذه السنن يوجه إلى أي علم يطلب: تعلم الخير، الحكمة، ما يقي من الضرر، ما يقرب من النفع. وتخصيص العلم بلون معين من الثقافة كتخصيص المال بنوع معين من الأملاك لا وجه له. ولا شك أن في طليعة ما تجب معرفته حق الله عل الناس، وحق الناس على بعضهم على بعض. فإن هداية السلوك إلى الصالح العالم كبيرة الأثر في تنظيم الجماعات وتوجيه السياسات لكن من الخطل أن نظن العلم المحمود هو دراسة الفقه والتفسير وما شابه ذلك من الفنون فحسب. وأما ما وراءها فهو نافلة يؤديها من شاء تطوعا أو يتركها وليس عليه من حرج . . !!

هذا خطأ كبير، فإن علوم الكون والحياة، ونتائج البحث والمتواصل في ملكون السماء والأرض لا تقل خطرا عن علوم الدين المحضة، بل قد يرتبط بها من النتائج ما يجعل معرفتها أولى بالتقديم من الاستبحار في علوم الشريعة.

وحسبنا أن القرآن الكريم عندما نوه بفضل العلم وجلال العلماء إنما عنى العلماء الذين يعرفون عظمة الخال من عظمة الخلق، وإنما عنى العلم الذي ينشأ من النظر في النبات والحيوان وشئون الطبيعة الأخرى.

[...]

إن علوم الحياة مساوية لعلوم الآخرى في خدمة الدين وتجلية حقائقه، غاية ما هنالك أن علوم الطبيعة تحتاج دراسات أطول. أما العلم بالدين فميسور لمن أخلص له أياما معدودات. وإذا كان التوسع في فروع الشريعة يحتاج مددا فسيحة. فهذا التوسع وظيفة اجتماعية كسائر الوظائف التي تستكثر منها الدولة أو تستقل وفق المصلحة التي تنجح رسالتها العلاي وليست دراسة الحقوق والقضاء أشرف في ذاتها من دراسة الطب مثلا. ولو بلغ صاحبها مبلغ أبي حنيفة، وإنما يرجح الرجل صاحبه في علمه بمقدار ما يسخر هذا العلم لنفع الناس ابتغاء وجه الله، وانتظار ما لديه من مثوبة . .

محمد الغزالي: خلق المسلم
اقرأ المزيد »

الثلاثاء، 4 ديسمبر 2012

الشخص الذي أرسله للشخص الذي أرسله لل...

0

لو أردت أن تحصل على معلومة تاريخية عن أمر ما فإلى أي مرجع تذهب؟؟

تحضر الكتاب الفلاني الذي كتبه الدكتور العلاني

لو أردت أن تعرف أمرا ما فيما يخص صحتك؟؟


تذهب وتسأل الطبيب

ولو أردت أن تعرف أكثر عن النحو والصرف؟؟

تسأل مدرس اللغة العربية

و لكن ماذا لو أردت أن تستزيد في ثقافتك الدينية؟؟

فإلى أي مصدر تذهب؟؟

منشورات الفايسبوك وغيرها من وسائل التواصل الاجتماعي

هذا هو الجواب!

نعم هذه هي الحقيقة التي أراها أمامي:  بأن معظم الناس هذه الأيام يحصلون على معلوماتهم الدينية من وسائل التواصل الاجتماعي بأنواعها المختلفة...! 


هل يعقل أن وصل بنا الحد أن نتساهل في أمور ديننا لهذه الدرجة؟؟

ألا نسأل أنفسنا مرة؟

من كتب هذه الرسائل والمواضيع؟


أهو شيخ أم دكتور أم عالم أم متخصص؟ أم أنه ليس أكثر من شخص عادي مثلك مثله بل ربما تعرف أنت في الدين أكثر منه بل ربما يكون لا يعلم شيئا أصلا!

أوصل بنا الحد إلى أن نتعلم عن ديننا من منشورات لا نعرف أكانت صحيحة أم خاطئة؟

يقول صاحب المنشور: أستحلفك بالله أن ترسل لكل من تعرف..

و ينشرها المسكين طالبا الأجر وهو لا يدري بأنه قد يكون حصل على السيئات لأنه نشر معلومة كاذبة أو إشاعة أو أسوأ من هذا كله حديثا مكذوبا عن الرسول صلى الله عليه وسلم!

هل يكون السبب العجز والكسل في التحري والتثبت والبحث في صحة ما هو مكتوب ((اللهم إني أعوذ بكَ من العجز والكسل))؟

أم أنه يكون برائة طفولية تــحسن الظن بكل ما تقرأ وتعتقد بأن الكذب على دين الله أمر كبير لا يمكن أن يتجرأ على فعله أحد..؟

أم تراه يكون تساهلا في قضايا ديننا؟؟

في الحقيقة يا إخوتي سنحاسب يوم القيامة على عجزنا أو برائتنا الطفولية أو تساهلنا..

"أنا أثق في صديقي الذي نشر هذا المنشور"


وكأني أسمعك تقول هذه الكلمات أخي القارئ.. لكن هل تثق في الشخص الذي أرسل الرسالة لصديقك؟؟

وهل تثق في الشخص الذي أرسله للشخص الذي أرسله لصديقك؟؟

و هل تثق في الشخص الذي أرسله للشخص الذي أرسله للشخص الذي أرسله للشخص الذي أرسله للشخص الذي……………… أرسله لصديقك……؟؟


هل تثق في كل هؤلاء؟؟ هل تثق في هذه السلسلة الطويلة من البشر؟؟ ثم هل تعرفهم أصلا؟؟

لسبب أو لآخر ذكرتني هذه السلسلة بسند* الأحاديث النبوية.. وكيف قام علماؤنا بما يسمى "علم الرجال" فكانوا يتأكدون من سند الحديث ومن كل رجل رواه أيكون عدلا ضابطا... إلخ فيجب أن يتصف راوي الحديث بصفات معينة قبل أن تُقبل روايته!

يعني سبحان الله كله من ديننا! ثقافة التثبت التي نتحدث عنها ليست بأمر جديد اخترعناه!

فانتبهوا!

عندما تصلكَ رسالة فإن كنت غير متأكد من صحتها أمامكَ الخيارات التالية:

1) تبحث في صحتها فإن وجدتها صحيحة أرسلتها مطمئن القلب وإن لم تجدها صحيحة حذفتها مباشرة

2) لم تستطع البحث في صحتها لأي سبب من الأسباب فعليك حذفها مباشرة وعدم إرسالها مهما كانت تلك الرسالة لأن مصداقيتها غير معروفة!!


ولا تعتقد بأن تثبتك وبحثك تضييع وقت بل أنتَ تقوم بواجب ديني تؤجر عليه!




*السند هو سلسلة الرجال الذين رووا الحديث (روى فلان عن فلان عن فلان أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال...)



اقرأ المزيد »

الأحد، 8 أبريل 2012

تجربة رائعة للمدرسين والمربين لزرع الحس النقدي عند الأطفال

0

الفكرة تقوم على إحضار خبر مكذوب كمعجزة علمية مزيفة أو قصة موهومة مثل قصة حامل مفاتيح الكعبة ووصيته أو غيرها من الأكاذيب المنتشرة سواء يتم اختراع كذبة أو استخدام واحدة شائعة، ثم يتم قراءة هذه الأكذوبة على مجموعة من الناس أو الأطفال وتكون قراءة جادة توهم بأنه هذا الخبر حقيقي ومثبت ومبهر وغيرها من دغدغات عاطفية تتسم بها الأكاذيب، بعد الانتهاء من القراءة ننظر في ردة فعل المستمعين، ونسألهم عن رأيهم في هذا الخبر ونرى هل صدقوه وانبهروا به؟

لو لم كذبوا الخبر فهذا أمر رائع نحييهم عليه، أما لو صدقوا الخبر فهذه فرصة تربوية نوضح فيها بالأدلة أن هذا الخبر كذبة مفبركة اخترعناها نحن، وأن الحقيقة هي كذا وكذا، ونعقب الأمر بدرس ونصيحة في التحذير من تصديق كل ما يصلنا من كلام وفي أهمية النظر بعين ناقدة لكل ما نسمعه، وأخيرا يمكن إعجاء نماذج إضافية لأكاذيب أخرى منتشرة بالرغم من أنها مجرد خزعبلات (يمكن الاستعانة ببعض الأكاذيب التي تم تفنيدها في "عالم الأكاذيب" لأجل ذلك). يمكن لأي شخص أن يقوم بهذه التجربة مع معارفه أو أصدقائه، مثلا في عزومة أو عند إلقاء محاضرة، ويمكن للمدرسين أن يقوموا بها في الفصول مع التلاميذ، والقيام بها مع صغار السن والمراهقين فيه فائدة عظيمة من حيث تنشأتهم على الحس النقدي منذ الصغر.

شروط القيام بهذه التجربة:

-         أن يتم القيام بها في مكان مغلق، للتأكد من أن القصة الخرافية لن تنتشر خارج ذلك المكان المغلق (فنحن لا نريد أن نضيف أكذوبة جديدة لقائمة الأكاذيب الطويلة!).

-         أن يتم التوضيح للمشاركين في التجربة بأن القصة غير حقيقية مباشرة بعد انتهاء التجربة وقبل خروجهم أو ذهابهم لمكان آخر، وبالتالي ضمان بأنهم لن ينشروا الأكذوبة.

أعتقد بأن هذه تجربة فعّالة جدا لأنها توضح مخاطر الأكاذيب بطريقة عملية من الصعب نسيانها، فحين يسمع المرء خبرا ما ثم يكتشف بعدها بأنه ليس بأكثر من خدعة، أعتقد بأنه سيتعلّم درسا قاسيا من الصعب نسيانه!

*شكرا لإيمان يحيى وأسماء حازلي على المساعدة في صياغة التجربة.
اقرأ المزيد »

الأربعاء، 1 فبراير 2012

"كبّر عقلك" للداعية أحمد الشقيري

0

قام الداعية أحمد الشقيري -مشكورا- بتناول مشكلة الشائعات في حلقة من حلقات برنامجه الهادف "خواطر". 
بهذه الحلقة قام الشقيري باختلاق قصة خرافية وأحصى عدد من صدّق القصة... فكم تتوقعون وصل عدد من صدّق القصة؟ ندع لكم متابعة المقطع بالأعلى والحلقة لمعرفة الجواب.

الحلقة تظهر كم نحن بحاجة لغرس مفهوم التثبت في أوساط المسلمين حتى نتوقف عن تصديق كل ما قيل ويُقال. التثبت مهم لأن الأكاذيب لن تتوقف وستظل تظهر كالفطريات، لذلك يجب أن يكون الإنسان المسلم مسلحا بقدر كافٍ من الوعي والفطنة يحميانه من تصديق الأكاذيب ونشرها وتداولها.


طالع أيضا:

اقرأ المزيد »

الأربعاء، 25 يناير 2012

محاربة الأكاذيب لا تكون بالأكاذيب!

2
لاحظت بأن البعض -بحسن نية على ما يبدو- يحاول أن يحارب الأكاذيب بأكاذيب أخرى مثلها! وهذا لا يصح أبدا!!

فنحن لا ننهى الآخرين عن شيء ما ثم نأتي به!

مثلا انتشر بالإنترنت بأن صورة القمر هذه ملفقة بالفوتوشوب:

https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEhriAh3nCfHX1BTGvno1Wc9KEnMRQcihIl9SvC7DDoi7xVM_Uee3M5SKUOty3hCMgkmzSTM9AMHRHNvPBqvhUi8TN2plaCxRFOwwAl7o72jGn8qwwTRtUaHIgL4FQlYZCNKwOnTxNGkhXwf/s1600/1.png

وهي الصورة تأتي مرافقة لقصة معجزة انشقاق القمر التي بينا كذبها من قبل (اضغط هنا)!

وهذا كذب، لأنها صورة حقيقية موجودة فعلا في موقع ناسا.

كثيرا ما يصلني بالبريد الإلكتروني كلام فيه إشاعات منتشرة و"الرد" على تلك الإشاعات، لكني برغم فرحتي بأن الناس بدأ وعيهم يزيد بخطورة الإشاعات، إلا أنني أتحفظ من نشر الرسالة لأن "الرد" على الإشاعات ليس مدعما بمصدر! يعني كيف لي أن أبعث ردا ينقض إشاعة ما وأنا لست متأكدة من أن الرد صحيح؟!

لا يصح أن ننهى الناس عن أمر ما ثم نأتي به!

باختصار ما أريد أن أقوله هو نقطتان:

- محاربة الإشاعات تكون بالحقيقة والحقيقة فقط! أو كما يقولون بضدها تتميز الأشياء!

- يجب أن نتعلم أن نضع المصادر حين ننقل أي شيء. هل تعلمون بأنه في الجامعات الغربية لو تنقل شيئا دون توضيح مصدره تعاقب عقابا صارما عادة ما يؤدي إلى الطرد من الجامعة؟! ونحن عندنا في مدارسنا وجامعاتنا تعودنا على النقل دون أقل تفكير... حتى لتجد الطالب قد ينقل لكَ بحثا كاملا أخذه من الإنترنت وينسبه لنفسه دون أدنى حرج!  

طالع أيضا:

اقرأ المزيد »

الخميس، 19 يناير 2012

كيف أكفر عن ذنبي؟

0
"أنا خجلان من نفسي بعد قراءة كلامك... كنت أنشر كل شيء دون أقل تفكير مني... سامحني الله..."


لا داعي من الخجل، كلنا نشرنا الخرافات في مرحلة من مراحل حياتنا ثم أنعم الله علينا بموقف أو بشخص أعادنا لرشدنا... كلنا نخطئ وهذا أمر عادي، المهم ما نفعله بعد الخطإ، وكيف نصلحه؟


الأمر بسيط وسهل إن شاء الله:


أولا: طبعا، هو التوبة إلى الله وطلب الغفران منه لأن نشر الأكاذيب ذنب سنحاسب عليه.


ثانيا: التوقف نهائيا عن نشر الخرافات، وأية رسالة لا نعرف صحتها نمسك يدنا عن نشرها: يعني تبني سياسة عدم النقل حتى التثبت!


ثالثا: أي أكذوبة تعلم أنكَ نشرتها في الماضي، راسل كلّ من بعثتها لهم ووضّح لهم بأنها أكذوبة تبرئة لذمتك.


رابعا: ساهم في نشر ثقافة التثبت وفي التحذير من الأكاذيب عن طريق توعية معارفك وأصدقائك، ونشر الصفحات التوعوية الهادفة التي تحارب الأكاذيب (ولا تنسَ إخبارهم عن عالم الأكاذيب أيضا!)


خامسا: تعوّد على أن ترفقَ مصدر أي معلومة أخبرتَ بها الآخرين.
اقرأ المزيد »

السبت، 3 ديسمبر 2011

الحقيقة المظلومة

2

لا أعرف مظلوما تواطأ الناس على هضمه، وزهدوا في إنصافه كالحقيقة!!

ما أقل عارفيها، وما أقل –في أولئك العارفين- من يقدرها  ويغالي بها ويعيش لها !!

إن الأوهام والظنون هي التي تمرح في جنبات الأرض ، وتغدو وتروح بين الألوف المؤلفة من الناس.

ولو ذهبت تبحث عن الحق في أغلب ما ترى وتسمع لأعياك طلابه.

هناك ألوف الصحف والإذاعات تموج بها الدنيا صباحا ومساء، ولو غلغلت النظر فيما ينطقها ما وجدت إلا حقا قليلا يكتنفه باطل كثيف، حقا يبرق في خفوت كأنه نجمة توشك أن تنطفأ في أعماء الليل.

في مجال العقيدة كم من دين قام على إشاعة كاذبة أو خرافة سمجة.

وفي ميدان السياسة كم من هوى جعله الجور عدلا، وقوة أحالت الخير شرا.

لهذا قال الله لنبيه ولكل معتصم بالصدق في مجتمع طالح بالزيغ: (وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله، إن يتبعون إلا الظن وإن هم إلا يخرصون) وقال: (فإن شهدوا فلا تشهد معهم، ولا تتبع أهواء الذين كذبوا بآياتنا، والذين لا يؤمنون بالآخرة وهم بربهم يعدلون) وقال: (وما يتبع أكثرهم إلا ظنا، إن الظن لا يغني من الحق شيئا، إن الله عليم بما يفعلون).

وجدير بالإنسان في عالم استوحش فيه الحق على هذا النحو أن يجتهد في تحريه، وأن يلتزم الأخذ به، وأن يرجع إليه كلما بعدته التيارات عنه.

ولعل هذا هو السر في أن الله طلب إلى كل مؤمن أن يسأله الهدي، وكلفه ألا يسأم من تكرار هذا السؤال حينا بعد حين.


الشيخ محمد الغزالي رحمه الله


اقرأ المزيد »

أهلًا بكم في عالم الإنترنت... أقصد عالم الأكاذيب!

4
بسم الله الرحمن الرحيم،

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

أهلا بكم في عالم الإنترنت!! حيث يُصَّدق كل ما يكتب.. وكل ما يقال.. وكل ما ينشر.. كل معلومة تصل.. فهي حقيقة.. وكل حديث يُكتب.. فهو صحيح ثابت.. كل قصة أرسلت.. فهي واقعية بعيدة كل البعد عن الأساطير.. فلا مكان للخرافة والأكاذيب هنا.. أهلا بكم في عالم الإنترنت!! أو بالأحرى:

أهلا بكم في عـــــــالم الأكاذيب!!

هذه كانت أولى الجمل التي كتبتها في إحدى المنتديات حين بدأت رحلتي مع محاربة الأكاذيب وتوعية الناس ونشر الحقائق... 

نعم، عالم الأكاذيب بدأ كمجرد مقال متواضع في منتدى عام، كنت وقتها مجرد فتاة مراهقة تحمل هم الأمة لا أكثر ولا أقل... مجرد كلمات مبعثرة أردت بها التنبيه لخطورة الأكاذيب... علّ صوتي يصل...

رويدا رويدا ولا أدري كيف تحول المقال لصفحات وبحوث ونقاشات... مرت السنين وخفت أن يضيع ذلك المجهود مع الحذف التلقائي للمنشورات القديمة فقررت جمعه هنا في هذه المدونة... 

وتلك كانت بداية هذا الموقع... عالم الأكاذيب! فأهلا بكم هنا!
اقرأ المزيد »

| مقطع مرئي |