الأحد، 8 أبريل 2012

تجربة رائعة للمدرسين والمربين لزرع الحس النقدي عند الأطفال


الفكرة تقوم على إحضار خبر مكذوب كمعجزة علمية مزيفة أو قصة موهومة مثل قصة حامل مفاتيح الكعبة ووصيته أو غيرها من الأكاذيب المنتشرة سواء يتم اختراع كذبة أو استخدام واحدة شائعة، ثم يتم قراءة هذه الأكذوبة على مجموعة من الناس أو الأطفال وتكون قراءة جادة توهم بأنه هذا الخبر حقيقي ومثبت ومبهر وغيرها من دغدغات عاطفية تتسم بها الأكاذيب، بعد الانتهاء من القراءة ننظر في ردة فعل المستمعين، ونسألهم عن رأيهم في هذا الخبر ونرى هل صدقوه وانبهروا به؟

لو لم كذبوا الخبر فهذا أمر رائع نحييهم عليه، أما لو صدقوا الخبر فهذه فرصة تربوية نوضح فيها بالأدلة أن هذا الخبر كذبة مفبركة اخترعناها نحن، وأن الحقيقة هي كذا وكذا، ونعقب الأمر بدرس ونصيحة في التحذير من تصديق كل ما يصلنا من كلام وفي أهمية النظر بعين ناقدة لكل ما نسمعه، وأخيرا يمكن إعجاء نماذج إضافية لأكاذيب أخرى منتشرة بالرغم من أنها مجرد خزعبلات (يمكن الاستعانة ببعض الأكاذيب التي تم تفنيدها في "عالم الأكاذيب" لأجل ذلك). يمكن لأي شخص أن يقوم بهذه التجربة مع معارفه أو أصدقائه، مثلا في عزومة أو عند إلقاء محاضرة، ويمكن للمدرسين أن يقوموا بها في الفصول مع التلاميذ، والقيام بها مع صغار السن والمراهقين فيه فائدة عظيمة من حيث تنشأتهم على الحس النقدي منذ الصغر.

شروط القيام بهذه التجربة:

-         أن يتم القيام بها في مكان مغلق، للتأكد من أن القصة الخرافية لن تنتشر خارج ذلك المكان المغلق (فنحن لا نريد أن نضيف أكذوبة جديدة لقائمة الأكاذيب الطويلة!).

-         أن يتم التوضيح للمشاركين في التجربة بأن القصة غير حقيقية مباشرة بعد انتهاء التجربة وقبل خروجهم أو ذهابهم لمكان آخر، وبالتالي ضمان بأنهم لن ينشروا الأكذوبة.

أعتقد بأن هذه تجربة فعّالة جدا لأنها توضح مخاطر الأكاذيب بطريقة عملية من الصعب نسيانها، فحين يسمع المرء خبرا ما ثم يكتشف بعدها بأنه ليس بأكثر من خدعة، أعتقد بأنه سيتعلّم درسا قاسيا من الصعب نسيانه!

*شكرا لإيمان يحيى وأسماء حازلي على المساعدة في صياغة التجربة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

قل خيرًا أو اصمت: (مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ)

| مقطع مرئي |