الأحد، 29 سبتمبر 2013

المعنى الحقيقي لـ ((والأرض بعد ذلك دحاها))



الادعاء: دحاها معناها كورها

يحاول البعض أن يلِجَ من باب الإعجاز العلمي في القرآن الكريم، رغبة منه في إثبات أنّ القرآن هو المعجزة الربانية الحقّة.. لكنه يدخل دونما مفاتيح ولا مهارات أكاديمية تؤهله للبتّ في المسائل العلمية. فيأتي بالحقيقة العلمية ثم ّ يلبسها آية من الآيات وينشرها معتقدًا أنّه يخدم بهذا الإسلام.


    منها القول بأنّ كلمة "دحاها" في الآية الكريمة من سورة النازعات (و الأرض بعد ذلك دحاها)، تعني أنّه (كوّرها) بشكل بيضة النعامة. فادعى صاحب هذا القول أنّ تلك الآية دليل على كروية الأرض قد جاء به القرآن.

إن رجعنا إلى ما فسره العلماء واللغويون حول هذه الآية، نجد مثلا أنّ ابن حيان يقول: "دحاها" بسطها ومهدها للسكنى والاستقرار عليها.


وفي معجم مقاييس اللغة: مادة دحو: الدال والحاء والواو أصل واحد يدل على بسط وتمهيد.


وتؤكد هذا المعنى آية أخرى من القرآن الكريم تقول (هو الذي جعل لكم الأرض ذلولا فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه)..


وتقول العرب أدحى النعام: الموضع الذي يفرخ فيه، لأنه يدحوه برجله ثم يبيض فيه، وليس للنعامة عش.


و ليس معنى هذا أنّ القرآن ضدّ حقيقة كروية الأرض، "فلو قدر لسائر على وجه الأرض، وافترضنا الأرض مسطحة كسطح البيت أو القرطاس مثلا، لكان لهذا السائر من نهاية ينتهي إليها، وهي منتهى التسطيح أو يسقط في هاوية، وباعتبارها كرة، فإنه يكمل دورته، ويكررها ولو سار طيلة عمره لما كان لمسيره منتهى، لأنه يدور على سطحها من جميع جهاته".


الخلاصة إذن أنّ كلمة (دحى) تدل على تيسير الأرض وبسطها للإنسان ليعيش فيها ويسترزق منها لكن لا ذكر َ لقضيّة كروية الأرض من تسطّحها في الآية..


فالأجدر بمن ألبس قضية كروية الأرض الآية الكريمة أن يرجع إلى معاجم اللغة أولا.





المصادر:


tp://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=2935&idto=2935&bk_no=64&ID=2619


http://www.baheth.info/all.jsp?term=%D8%AF%D8%AD%D9%88




إضافة:


خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ ۖ يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ ۖ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ ۖ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُّسَمًّى ۗ أَلَا هُوَ الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ


فالأرض الكروية تدور حول نفسها في مواجهة الشمس، فالجزء الذي يواجه الشمس من سطحها المكور يغمره الضوء ويكون نهاراً، ولكن هذا الجزء لا يثبت لأن الأرض تدور، وكلما تحركت بدأ الليل يغمر السطح الذي كان عليه النهار.


وهذا السطح مكور، فالنهار كان عليه مكورا، والليل يتبعه مكورا كذلك، وبعد فترة يبدأ النهار من الناحية الأخرى يتكور على الليل، وهكذا في حركة دائبة: يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ. واللفظ يرسم الشكل ويحدد الوضع ويعين نوع طبيعة الأرض وحركتها، وكروية الأرض ودورانها يفسران هذا التعبير أدق من أي تفسير آخر لا يستصحب هذه النظرية.



لسيد قطب (في ظلال القرآن)


هناك 5 تعليقات:

  1. هههههه هذا هو العجب العجاب ترك مفسرين القرون الخيرية الذين تبتت خيريتهم بالأحاديث الصحيحة ونتمسك بالمتأخرين
    هذا مصداقا لقول الحبيب المصطفى : (ستَأتي على الناسِ سُنونٌ خَدَّاعَةٌ يُصَدَّقُ فيها الكاذِبُ ويُكَذَّبُ فيها الصادِقُ ويؤتَمَنُ فيها الخائِنُ ويُخَوَّنُ فيها الأمينُ ويَنطِقُ فيها الرُّوَيبِضَةُ قيل وما الرُّوَيبِضَةُ قال السَّفِيهُ يتكَلَّمُ في أمر العامة)

    ردحذف
  2. قيل كلما دخل العلم لعقل السلفي اخرجه البخاري

    ردحذف
  3. كنت شأمدحك ولكن بعد ما شفتك تنشر لسيد بطلت

    ردحذف
  4. مذا تفسر الفصول الأربعة و الشروق و الغروب

    ردحذف

| مقطع مرئي |

اكتب عنوان بريدك الإلكتروني ليصلك جديدنا: