الأربعاء، 22 يوليو 2015

كثير من الناس يعيش في الدنيا أسير ظنون غالبة


وكثير من الناس يعيش في الدنيا أسير ظنون غالبة، أو في نطاق مذاهب موروثة. وقد تومض في عقله لحظات شك سريع، ما إن تبرق حتى تنطفي، ثم يعاود معيشته الساهية، ويأخذ الحياة كما هي!!!.


والقرآن الكريم يعرِّض باتصال مواكب الجهل خلفا بعد سلف أي يقول في عبدة الأوثان: "إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَاؤُكُم مَّا أَنزَلَ اللَّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ ۚ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنفُسُ ۖ وَلَقَدْ جَاءَهُم مِّن رَّبِّهِمُ الْهُدَىٰ" النجم 23


والمرء إذا كان يقبل أمرا ما دون مابلاة وتدقيق، وإذا كان يسمح بمرور أشياء كثيرة في "حاشية الشعور" أو "شبه الشعور" فإنه لا محيص أمامه من أن يوقظ انتباهه كله وما أوتي من ذكاء عندما يتعلق البحث بحاضره في هذه الدنيا، ومستقبله في الدار الأخرى.


أي عندما يتعلق بدينه، وبنفسه، وماله، وما عليه لله رب العالمين..


إن الأمر –والحالة هذه- أخطر من أن ينظر في ظلال الغفلة، وقلة الاكتراث.


وليس يستكثر عليه إدمان النظر وإنعام الفكر آمادًا طويلة حتى يستقر المرء على نهاية هي ثمرة ما لديه من وعي وحس، وإرادة وإخلاص...


وتوجد جماهير غفيرة تحيا على ما تلقت من إيمان.


بعضه خرافي، وبعضه حق، وبعضه مزيج من الحق والخرافة..


هؤلاء، وجدوا قلوبهم –على حين غفلة- ملآى، شحنها السابقون قبل أن يذهبوا.


فهم مع مواريث التدين التي آلت إليهم، لا يحبون أن يغيروا منها شيئا.!!


وإذا حدث أن نقص هذا الإيمان أو ضاع فإن القلوب الفارغة تملا مرة أخرى من النوع نفسه، دون خلجة من تفكير أو لفظة من وعي.


=


إنه لا ارتباط بين الصحة العقلية لفكرة من الفكر أو مذهب من المذاهب، وبين الراحة النفسية لدى المؤمين بهذه الفكرة أو المتشيعيين لهذا المذهب...


إن لدى الهندوس مذاهب مهولة تخشع القلوب في رحابها وهي تقدس الهراء!


وقد يبتهج الفاكهي من أولئك الهنود المؤمنين (!) وهو يرى عجلا مقدسا يدلف إلى محله ليقضم الثمار المعروضة وليلتهم منها ما يشاء..!!


إن العواطف كثيرًا جدًا ما تند عن ضوابط المنطق المحكم.


ومن ثم قال علماؤنا: إن الانفعالات الوجدانية لا تدل على صدق حكم أو بطلانه، بل إن هذه الانفعلات نفسها هي التي تعرض عليها الحكم بالخطأ أو الصواب.


واتجاهات القلوب لا تساوي في ميزان الحقيقة شيئا ما لم يؤيدها عقل منصف ونظر ثاقب...


إن الوثنيين يعيشون بقلوب تنقعد على مشاعر عميقة، فهل نسوي بين الإيمان بالباطل والإيمان بالحق، من أجل أن الإيمان المطلق يهب صاحبه قلبا مستقرا وفؤادا راضيا؟


اقتباسات منوعة لمحمد الغزالي




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

| مقطع مرئي |

اكتب عنوان بريدك الإلكتروني ليصلك جديدنا: