السبت، 12 أبريل 2025

ما حكم استخدام التقويم الميلادي؟


هل "التقويم الهجري" إسلامي فيجب الاهتمام به وحده؟ و"التقويم الميلادي" مسيحي، فلا نكترث به؟!

فبعض المسلمين يصر على إهمال التقويم الميلادي وإلزامنا بالهجري، وكأن الأول خصصه الله للكافرين والآخر خلقه الله للمسلمين!

ولو تحرينا ورجعنا للتاريخ لوجدنا أن حاجة القدماء إلى التقويم جعلتهم يبحثون عن شيء يقيسون به الزمان (في وقت لم يكن به أي وسيلة للقياس)، فكانت حركة القمر هي التي أثارت انتباههم -قبل حركة الشمس- لأنها الأقرب والأوضح والأسهل ملاحظة. وكان العرب من أشهر أمم العالم اعتماداً على القمر في تقاويمهم واستمر ذلك وثبت بمجيء الإسلام، إلا أن هناك أمماً كثيرة اتخذت من القمر تقويماً لحساب شهورها، من هؤلاء الهنود واليهود والصين...

وإن استعمال الشعوب للتقويمين قديم، وقديم جداً، ولقد استعمل "التقويم الهجري" قبل الهجرة بمئات السنين فلم تكن هويته "إسلامية"! واستعمل "التقويم الميلادي" قبل ولادة المسيح وقبل ظهور النصرانية بعشرات السنين، فلم تكن هويته مسيحية.

وإن التقويم الشمسي واضح وثابت فيُسهّل التخطيط لمستقبلنا وأعمالنا (كم بقي للعطلة الصيفية ومتى سيدخل الشتاء، ومتى موسم الحصاد...)، وإن ذُكر آذار (مارس) علم الجميع أنه بداية فصل الربيع.. أما القمري فإنه يدور ويتغير، وكل عام هو في شأن (ربما: لنجرب الصيام في الحر والقر، ولكي يقصر على أقوام ويطول على آخرين).

وإذا كانت بعض الأحكام الشرعية تتبع السنة القمرية، كرمضان والحج والعدة... فإن الله جعل لدورة الشمس أهمية وألزمنا بتتبعها حين ربط الصلوات الخمس بحركاتها اليومية في فلك السماء، وهكذا تتباعد الصلوات أو تتقارب، ويطول يوم الصيام أو يقصر بحسب بعد وقرب الشمس عن الأرض أي حسب فصول السنة الميلادية، وربط الله الفطر في يوم الصيام بغروب الشمس كما ربط الإمساك بالفجر.

 فالتقويمان متداخلان ويصعب فصل أحدهما عن الآخر. ونحن نحتاجهما معاً، وفي الشام كنا نعتني بالاثنين ولا نجد ذلك صعباً.


عابدة المؤيد العظم، نقلا عن صفحتها بالفايسبوك





(هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ ۚ مَا خَلَقَ اللَّهُ ذَٰلِكَ إِلَّا بِالْحَقِّ ۚ يُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ) (يونس 5)


"وقيل: جعل الشمس ذات ضياء، والقمر ذا نور، (وقدره منازل) أي: قدر له، يعني: هيأ له منازل لا يجاوزها ولا يقصر دونها، ولم يقل: قدرهما.

قيل: تقدير المنازل ينصرف إليهما غير أنه اكتفى بذكر أحدهما، كما قال: "والله ورسوله أحق أن يرضوه" (التوبة - 62).

وقيل: هو ينصرف إلى القمر خاصة لأن القمر يعرف به انقضاء الشهور والسنين، لا بالشمس." (تفسير البغوي)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

قل خيرًا أو اصمت: (مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ)

| مقطع مرئي |