لذا الأيسر من هذا التكلّف كله، هو اعتبار الآية واقعة يوم القيامة، وهذا لسببين:
1- السياق الخاص بالآية
2- تفسير القرآن لنفسه في مواطن أخرى، أو السياق العام للقرآن
السياق الخاص: (وَيَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ (87) وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً...)، واضح أنه يوم ينفخ في الصور ثم جاءت الآية بعدها عن الجزاء (فهم من فزع يومئذ آمنون).
- السياق العام في آيات أخرى: (وَيَوْمَ نُسَيِّرُ الْجِبَالَ وَتَرَى الْأَرْضَ بَارِزَةً وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَدًا (47) وَعُرِضُوا عَلَى رَبِّكَ صَفّا) وسياق يوم القيامة واضح جدا.
وآية أخرى (يَوْمَ تَمُورُ السَّمَاءُ مَوْرًا (9) وَتَسِيرُ الْجِبَالُ سَيْرًا) يعني يوم القيامة.
(وَإِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ (3) وَإِذَا الْعِشَارُ عُطِّلَتْ (4) وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ) ولا تُحشر الوحوش إلا يوم القيامة.
[يقول الشنقيطي (1): "جميع الآيات التي فيها حركة الجبال كلها في يوم القيامة؛ كقوله تعالى: يوم تمور السماء مورا وتسير الجبال سيرا [ 52 \ 10 ]، وقوله تعالى: ويوم نسير الجبال وترى الأرض بارزة [ 18 \ 47 ]، وقوله تعالى: وسيرت الجبال فكانت سرابا [ 78 \ 20 ]، وقوله تعالى: وإذا الجبال سيرت [ 81 \ 3 ] ." اهـ.]
وقد جاءت آيات بنسف الجبال وتلاشيها مثل: (وَإِذَا الْجِبَالُ نُسِفَتْ) (المرسلات 10)، ونتساءل عن الجمع؟ وآية (وَسُيِّرَتِ الْجِبَالُ فَكَانَتْ سَرَابًا) تجيبنا عن الأمرين. فهي تُسيّر وتنسف وذلك يوم القيامة فقط.
بقلم حسن خالدي (بتصرف)
المراجع:
(1) أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن، ج6، ص145
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
قل خيرًا أو اصمت: (مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ)