في بداية أزمة كورونا كانت النصيحة المتداولة من جل المختصين والجهات الحكومية أن لبس الكمامات أو الأقنعة غير منصوح به ولا فائدة منه. هذه النصيحة لم تقنعني البتة، ثم لم تطل المدة إلا ونفس المختصين والجهات يغيرون رأيهم ويقولون ننصحكم جميعا بلبس الأقنعة، بل حتى أصبح لبسها إجباريا في أكثر من مكان.
لماذا لم يقنعني رأيهم الأولي بعدم لبس الأقنعة؟ تعالوا معي لنفكك كلامهم الأولي ونبرز التناقاضات الصارخة فيه:
1) من ناحية يقولون لا تلبس الأقنعة، ثم من ناحية أخرى يقولون فقط البسها إن كنت مصابا بالكورونا أو تعتني بشخص مصاب! وهذا تناقض. يا أن القناع يحمي الجميع أو لا يحمي الجميع، لكن أن تقول لي القناع فقط مفيد للمرضى ومن يعتنون بهم فهذا تنقاض سخيف.
2) وستجد في نفس الكلام أنه لا ينصح بلبسها إلا للأطباء، وهذه مثل الأولى في السخف فالمرض لا يفرق بين الطبيب وغير الطبيب.
3) وتقرأ أنهم يقولون لبس الأقنعة قد يشكل خطرًا على العامة لأنهم لا يعرفون كيف يلبسونها، وهذا عذر أقبح من ذنب، كوني لا أجيد استخدام شيء لا ينفي منفعة ذلك الشيء، وكان بالإمكان توعية العامة وإرشادهم للطرق السليمة والقول ببساطة لبس القناع يحمي فقط في حالة اتباع التعليمات التالية حين لبسه.
4) وأخيرا ستجدهم يقولون أنه من الأفضل ترك الأقنعة للأطباء لكي لا تنفذ بسبب زيادة الطلب ونقص الموارد، وحين تقرأ هذا تعرف سبب نصحهم للناس بعدم لبس الأقنعة، القضية قضية شح في السوق، تمنيت لو كانوا صادقين معنا بدون لف ودوران.
الإنسان وهبه الله بنعمة العقل وليس المطلوب منك أن تتقبل كل ما تقرأه بدون تفكيك وتفكير، بل من الأفضل أن تحلل كل شيء بطريق المنطق لتبرز العيوب والتناقضات، وهذا لا يعني أن المختصين وأهل العلم لا يعرفون أفضل منا في اختصاصاتهم، لكنه أيضا لا يعني أنهم لا يخطؤون وأننا لا نستطيع مناقشة آرائهم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق