إذا سأل شخص (لماذا حرَّم الله كذا؟ لماذا أمر الله بكذا؟)
نجد كثير من الأخوة يُسارع للبحث عن فائدة علمية لما أمر الله به؛ أو ضرر علمي مترتب على ما نهى الله عنه، والرد بلزوم الأمر الإلهي لفائدة أو ضرر دنيوي هو رد خاطئ، والرد الصحيح هو أن الله أمر أو منع لأنه الإله الملك الواجب الطاعة، ولأنه أعلم بالأصلح لنا حتى ولو لم نعرفه، فالله أعلم وأحكم وألطف بعباده.
والأصل في الداعية هو تصحيح فكر المخالف وليس متابعته على خطئه.
لذلك يجب تصحيح فكرة أن علة كل أمر أو نهي شرعي هو ما له من نفع أو ضرر دنيوي؛ فقد تكون علّة الأمر أو المنع هي اختبار الإيمان والطاعة، ولا يلزم منه أن يكون له نفع أو ضرر في ذاته.
فمثلاً ما الضرر الدنيوي من الأكل في نهار رمضان ؟؟ لا يوجد
وما النفع في وضع اليمنى على اليسرى في الصلاة ؟ لا يوجد
إنما النفع هو نفع شرعي، والضرر هو ضرر شرعي، لأن اتباع الأمر الإلهي دليل صدق الإيمان والمجاهدة على الطاعة.
ومخالفة الأمر الإلهي يستلزم نقص الإيمان والاستكبار على الطاعة.
بقلم Aboislam Wesam Didat
إضافة أخرى مقتبسة لـ حسن خالدي:
والخطير في فكر "النفع والضرر" المتعلق بالحكم الديني: هو انقلاب السحر على الساحر، فالناس كلها تعيش تجاربا مع دينها ونفسياتها ومجتمعها، في تطبيق أحكام الدين، فما إن يعمل بهذا المبدأ مسلم، إلا وتعارض مع الواقع، فيجد مثلا أن الليبرالي والماجن أو السارق المفسد أكثر تنفعا منه وأكثر ولوجية منه في كل شيء..
وأن الذي يترك الصلاة قد يكون أحسن حظّا منه إذ لم تفته الحافلة وهو يصلّي
وأن الذي يحرم الحرام ويمتنع عنه أضعف من ذلك الذي لا يحرمه في مجتمع فيه الفرص المحرمة أكبر .. وهكذا
فينقلب كارها للدين أو غير واثق به. بعد أن انطلق من مسلمة هو صاحبها ويلوم عليها دين الله تعالى.
وقال في موضع آخر:
وصف بعض العلماء والدعاة للموسيقى (كمثال فقط) بأوصاف رهيبة شيطانية تنفيرية، (والأهمّ، وهذا سبب المنشور) ربطها بالضنك والشقاء النفسي والتعاسة الدنوية وإثبات ضررها الصحيّ... هو شيء أراه لا يختلف نهائيا عن "منهج أصحاب الإعجاز العلميّ" في ربط كل عبادة أو طاعة أو تشريع بفائدة صحية أو اكتشاف علميّ أو سعادة وراحة نفسية...
إلا أنّ الفرق هو المصادر التي يأخذ منها الطرفان. فالعلماء والدعاة والوعّاظ ينهلون من سلف رحمهم الله، كانوا ينظرون للأمور بطريقة مختلفة حسب "العقل السائد آنذاك"..وقدّموا تفسيرات ليست من صلب الشرع بالضرورة، إنما هو امتداد للاعتقاد بالتحريم والعقوبة... وطبعا لم تكن الاكتشافات العلمية بلغت مبلغها في زمانهم كي نجد عندهم ما نجده عن الإعجازيين. وهذا قد يفسّر اعتراض بعض العلماء والدعاة وطلبة العلم الديني على أصحاب الإعجاز العلمي.. لا من جهة إنكار المبدأ الذي يعملون به في أمور أخرى (الضرر الحسي أو النفسي للمعاصي) ولكن من جهة أن السلف لم يعرفوا مثل هذا التفسير والفهم...
مع أنّ المنطلق هو نفسه واختلفت النتائج فقط... فكان الإنكار على المضمون مع تشابه السبيل الموصلة إليه...
أما الإعجازيون فبحسب زمانهم، كان الحديث من طبيعة أخرى له علاقة بالعلوم ومكتشفاتها... وهم أيضا قدّموا تفسيرات ليست من صلب الشرع وإنما امتداد لاعتقادهم بعظمة وشرعية أو صدق ما يتحدثون عنه.
وما أؤمن به وما شهدته وخبِرته من دنيانا هذه، أنّه لا حُكمُ التحريم يقتضي نتائجا ملموسة أو فسادا ظاهرا... ولا حكم الوجوب أو الإلزام بقتضي مصالحا ومنافعا ظاهرة مباشرة...
فلحم الخنزير لم يحرّم بسبب أنّه "سيء المذاق" كما يعتقد من لم يأكله (مثلي أنا ولكن قيل لي أنه لذيذ)، فهو لذيذ وقد تأكله سنينا ولا يقع لك شيء. وقد تأكل الدهنيات المباحة وتمرض..
ومن جهة أخرى تشريع الصوم أو الصلاة لا إعجاز خارق فيهما، وقد تصلي ويؤثر ذلك على مفاصلك...
لتبقى الإنابة والطاعة والخضوع لله العلي الكبير هي المقياس... وإلا لما وجدنا رفعا للحرج ولا رخصا فقهية.. مما يدلّ على أن الطاعة أو ترك المعصية قد يرافقها مشقّة وتضيع معها مصلحة.. فتأمّلوا !!
- وقد قال الله تعالى في أحب الطاعات إليه: ( إِن تَكُونُواْ تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللّهِ مَا لاَ يَرْجُونَ) فأين الإعجاز في هذا ؟ وأين المصلحة في هذا ؟
فقد جمع الله تعالى بين الكافر المحارب والمؤمن المجاهد في التألم والعُسر والضعف (وقد يكون كافر أشد جلدا من مؤمن) ولكن فرّق بينهم في "الرجاء" في العلاقة بين الله وعباده.. في مآل الآخرة...
أما القوانين فقد سرَتْ على الكلّ !!
فإن كان القتال في سبيل الله شيئا لا يُثبت مصلحة مباشرة (في الدنيا) ولا خارقة من الخوارق، وإن كان التولّي يوم الزحف أو القتال ضد أولياء الله لا يُنزل كارثة بصاحبه (في الدنيا) ولا يُثبت ضررا مباشرا...
فكيف بمن دونه من الطاعات !؟
- بالنسبة للموسيقى (بعيدا عن سجال الموسيقى بين التحريم والإباحة) قد تسمع أحدا يقول بكل ثقة : والله الذين يسمعون الموسيقى ويسمّعونها في بيوتهم غير سعداء، يعيشون الضنك والهوان... و(تنبّه هنا) حتى إن كان الظاهر عكس ذلك !! (مصادرة على المطلوب ومعزة ولو طارت !).. يا فلان والله أنا سعيد... لا تكذب ! أعرف أنك تعيس ولكنك لا تشعر.. قد نُزعَتْ منك السعادة والقدرة على الإحساس بالسعادة أيضا، خزي على خزيْ !!
وهذا طبعا من قبيل ربط "الطاعة بالسعادة" و "المعصية بالشقاء".. وكأن السعادة لا تتولد في الإنسان إلا عندما يصير مكلّفا طائعا أو عاصيا !؟
وإذا رجعتَ للدين فلا تجد أصلا صريحا لكلامه... أرادها الله تعالى واقعية علمية، وأردناها خرافية غير منطقية !!
ومعلوم أنّ خطر هذه الرؤية، في الانسلاخ الوشيك متى تبيّن للإنسان أن طاعته لا تضيّع عليه مصلحة، وأن معصيته لا تجلب له ضررا...
إضافة أخرى مقتبسة:
من المشاكل الكبيرة التي تسبب فيها الإعجاز العلمي، هو أنه أقنع المسلمين أن كل ما حرّم الله أو أحلّ إنما كان لسبب علميّ.
نجد كثير من الأخوة يُسارع للبحث عن فائدة علمية لما أمر الله به؛ أو ضرر علمي مترتب على ما نهى الله عنه، والرد بلزوم الأمر الإلهي لفائدة أو ضرر دنيوي هو رد خاطئ، والرد الصحيح هو أن الله أمر أو منع لأنه الإله الملك الواجب الطاعة، ولأنه أعلم بالأصلح لنا حتى ولو لم نعرفه، فالله أعلم وأحكم وألطف بعباده.
والأصل في الداعية هو تصحيح فكر المخالف وليس متابعته على خطئه.
لذلك يجب تصحيح فكرة أن علة كل أمر أو نهي شرعي هو ما له من نفع أو ضرر دنيوي؛ فقد تكون علّة الأمر أو المنع هي اختبار الإيمان والطاعة، ولا يلزم منه أن يكون له نفع أو ضرر في ذاته.
فمثلاً ما الضرر الدنيوي من الأكل في نهار رمضان ؟؟ لا يوجد
وما النفع في وضع اليمنى على اليسرى في الصلاة ؟ لا يوجد
إنما النفع هو نفع شرعي، والضرر هو ضرر شرعي، لأن اتباع الأمر الإلهي دليل صدق الإيمان والمجاهدة على الطاعة.
ومخالفة الأمر الإلهي يستلزم نقص الإيمان والاستكبار على الطاعة.
بقلم Aboislam Wesam Didat
إضافة أخرى مقتبسة لـ حسن خالدي:
والخطير في فكر "النفع والضرر" المتعلق بالحكم الديني: هو انقلاب السحر على الساحر، فالناس كلها تعيش تجاربا مع دينها ونفسياتها ومجتمعها، في تطبيق أحكام الدين، فما إن يعمل بهذا المبدأ مسلم، إلا وتعارض مع الواقع، فيجد مثلا أن الليبرالي والماجن أو السارق المفسد أكثر تنفعا منه وأكثر ولوجية منه في كل شيء..
وأن الذي يترك الصلاة قد يكون أحسن حظّا منه إذ لم تفته الحافلة وهو يصلّي
وأن الذي يحرم الحرام ويمتنع عنه أضعف من ذلك الذي لا يحرمه في مجتمع فيه الفرص المحرمة أكبر .. وهكذا
فينقلب كارها للدين أو غير واثق به. بعد أن انطلق من مسلمة هو صاحبها ويلوم عليها دين الله تعالى.
وقال في موضع آخر:
وصف بعض العلماء والدعاة للموسيقى (كمثال فقط) بأوصاف رهيبة شيطانية تنفيرية، (والأهمّ، وهذا سبب المنشور) ربطها بالضنك والشقاء النفسي والتعاسة الدنوية وإثبات ضررها الصحيّ... هو شيء أراه لا يختلف نهائيا عن "منهج أصحاب الإعجاز العلميّ" في ربط كل عبادة أو طاعة أو تشريع بفائدة صحية أو اكتشاف علميّ أو سعادة وراحة نفسية...
إلا أنّ الفرق هو المصادر التي يأخذ منها الطرفان. فالعلماء والدعاة والوعّاظ ينهلون من سلف رحمهم الله، كانوا ينظرون للأمور بطريقة مختلفة حسب "العقل السائد آنذاك"..وقدّموا تفسيرات ليست من صلب الشرع بالضرورة، إنما هو امتداد للاعتقاد بالتحريم والعقوبة... وطبعا لم تكن الاكتشافات العلمية بلغت مبلغها في زمانهم كي نجد عندهم ما نجده عن الإعجازيين. وهذا قد يفسّر اعتراض بعض العلماء والدعاة وطلبة العلم الديني على أصحاب الإعجاز العلمي.. لا من جهة إنكار المبدأ الذي يعملون به في أمور أخرى (الضرر الحسي أو النفسي للمعاصي) ولكن من جهة أن السلف لم يعرفوا مثل هذا التفسير والفهم...
مع أنّ المنطلق هو نفسه واختلفت النتائج فقط... فكان الإنكار على المضمون مع تشابه السبيل الموصلة إليه...
أما الإعجازيون فبحسب زمانهم، كان الحديث من طبيعة أخرى له علاقة بالعلوم ومكتشفاتها... وهم أيضا قدّموا تفسيرات ليست من صلب الشرع وإنما امتداد لاعتقادهم بعظمة وشرعية أو صدق ما يتحدثون عنه.
وما أؤمن به وما شهدته وخبِرته من دنيانا هذه، أنّه لا حُكمُ التحريم يقتضي نتائجا ملموسة أو فسادا ظاهرا... ولا حكم الوجوب أو الإلزام بقتضي مصالحا ومنافعا ظاهرة مباشرة...
فلحم الخنزير لم يحرّم بسبب أنّه "سيء المذاق" كما يعتقد من لم يأكله (مثلي أنا ولكن قيل لي أنه لذيذ)، فهو لذيذ وقد تأكله سنينا ولا يقع لك شيء. وقد تأكل الدهنيات المباحة وتمرض..
ومن جهة أخرى تشريع الصوم أو الصلاة لا إعجاز خارق فيهما، وقد تصلي ويؤثر ذلك على مفاصلك...
لتبقى الإنابة والطاعة والخضوع لله العلي الكبير هي المقياس... وإلا لما وجدنا رفعا للحرج ولا رخصا فقهية.. مما يدلّ على أن الطاعة أو ترك المعصية قد يرافقها مشقّة وتضيع معها مصلحة.. فتأمّلوا !!
- وقد قال الله تعالى في أحب الطاعات إليه: ( إِن تَكُونُواْ تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللّهِ مَا لاَ يَرْجُونَ) فأين الإعجاز في هذا ؟ وأين المصلحة في هذا ؟
فقد جمع الله تعالى بين الكافر المحارب والمؤمن المجاهد في التألم والعُسر والضعف (وقد يكون كافر أشد جلدا من مؤمن) ولكن فرّق بينهم في "الرجاء" في العلاقة بين الله وعباده.. في مآل الآخرة...
أما القوانين فقد سرَتْ على الكلّ !!
فإن كان القتال في سبيل الله شيئا لا يُثبت مصلحة مباشرة (في الدنيا) ولا خارقة من الخوارق، وإن كان التولّي يوم الزحف أو القتال ضد أولياء الله لا يُنزل كارثة بصاحبه (في الدنيا) ولا يُثبت ضررا مباشرا...
فكيف بمن دونه من الطاعات !؟
- بالنسبة للموسيقى (بعيدا عن سجال الموسيقى بين التحريم والإباحة) قد تسمع أحدا يقول بكل ثقة : والله الذين يسمعون الموسيقى ويسمّعونها في بيوتهم غير سعداء، يعيشون الضنك والهوان... و(تنبّه هنا) حتى إن كان الظاهر عكس ذلك !! (مصادرة على المطلوب ومعزة ولو طارت !).. يا فلان والله أنا سعيد... لا تكذب ! أعرف أنك تعيس ولكنك لا تشعر.. قد نُزعَتْ منك السعادة والقدرة على الإحساس بالسعادة أيضا، خزي على خزيْ !!
وهذا طبعا من قبيل ربط "الطاعة بالسعادة" و "المعصية بالشقاء".. وكأن السعادة لا تتولد في الإنسان إلا عندما يصير مكلّفا طائعا أو عاصيا !؟
وإذا رجعتَ للدين فلا تجد أصلا صريحا لكلامه... أرادها الله تعالى واقعية علمية، وأردناها خرافية غير منطقية !!
ومعلوم أنّ خطر هذه الرؤية، في الانسلاخ الوشيك متى تبيّن للإنسان أن طاعته لا تضيّع عليه مصلحة، وأن معصيته لا تجلب له ضررا...
إضافة أخرى مقتبسة:
من المشاكل الكبيرة التي تسبب فيها الإعجاز العلمي، هو أنه أقنع المسلمين أن كل ما حرّم الله أو أحلّ إنما كان لسبب علميّ.
مثال: حرّم الله لحم الخنزير لأن فيه دودة تسبّب أمراضا.
وفرض الله الحجاب لأنّه يحمي الشعر من أشعة الشمس الضارة كما ذكر الدكتور زغلول النجار في إحدى حلقاته.
لذلك تتكون قناعة عند المسلمين أن كل حرام يسبب ضررا ماديا يمكن قياسه علميا.
بالمقابل..
وكخطاب مضادّ، ظهر من يقول: إن أزلنا سبب التحريم فهل يصبح الحرام حلالا؟؟
مثلا لو أثبتت دراسة علمية أن تربية الخنزير في مزارع نظيفة ستمنع تكوّن الديدان الضارّة فيه، وأن تربية البقر في مزارع غير نظيفة قد يسبب لحمه لنا أمراضا..
فهل هذه الدراسة تجعل من لحم الخنزير حينها حلالا ومن لحم البقر حراما!!
إن فكرة البحث عن سبب علميّ لتفسير الأوامر والنواهي الشرعية فكرة ليست بالجديدة، فقد ظهرت في التراث الإسلامي منذ فترة طويلة. كما جاء في بعض كتب المفسرين القدامى أن من أسباب تحريم الزنى هو اختلاط الأنساب، لكن بعد تقدم العلم فحوصات الـDNA، وتطور وسائل منع الحمل، هل انتهى السبب وأصبح الزنى حلالا؟!
بالطبع لا... كان الخطأ من البداية هو جعل اختلاط النسب هو السبب الوحيد لتحريم الزنى مع أن الله ذكر في القرآن أن الزنى (كان فاحشة وساء سبيلا) فلم يحدد ذلك السبب.
سامح الله مروجي الإعجاز العلمي الذين زرعوا في عقول المسلمين أن الحلال وكل ما فرض الله إنما هو مفيد من الناحية العلمية أو الطبية، وأن الحرام إنما حُرِّم لمضارّه علميا..
لنعلم أن الله أباح الحلال وحرّم الحرام لحكمة قد نجهلها ولا يشترط أن تُثبَت علميّا..
العلم يتغيّر كلّ يوم فأبعدوه عن أحكام الدين.
بقلم: Emadeldin Elsayed (بتصرف وتعريب)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق