معلوم أن كل شيء له فوائد وأضرار (حسب كيفية الاستعمال وكميته)
وهذا عادي وطبيعي ولا ينكره أحد، حتى أكل الطين قد يكون له فوائد..
المشكل ليس في هذا..
المشكل هو هل ذكر الله تعالى لشيء في القرآن يدل على فائدته؟ وإن كان نعم، كيف ذكر أشياء فيها ضرر أو ليس فيها نفع ولا ضر (لأنها بعيدة عنا أو لا تعنينا)؟
ثم السؤال الأهم، كل نفع وضر له علاقة بالكم والكيف (كمية وطريقة الاستعمال) وإلا لم نعلم كيف ينفع ويضر... فأين ذكر الله مقادير وكميات وأوقات استعمال الفواكه والمواد؟!!
هنا الإشكال..
فلا يعني أن إتياننا بدليل على فوائد التين والزيتون، أن القائل بأنهما ذُكرا في القرآن لأنهما مفيدان انتصر!! فمنطقي أن كل فاكهة ومادة لها فوائد حتى سمّ الأفاعي!!
فلو ذهبنا لكتاب الحيوان للجاحظ أو كليلة ودمنة لاستخرجنا مواد وفواكه وخضار كلها فوائد فهل يعني أنه وحي!! والسبب بسيط أنّه """لا بد""" من وجود فائدة في شيء من الأشياء ويمكننا ببساطة أن نركز على الفائدة فيه ونقول أن كاتبه ذكره بسبب تلك الفائدة..
الاستدلال يقوم على مغالطة وتحيّز ومنطق عكسي .. وليس أن الفائدة منعدمة!
حسن خالدي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق