الجمعة، 27 يوليو 2018

حرية الاعتقاد في القرآن

صحيح أننا محاسبون على أفكارنا واعتقاداتنا وسوء ظننا.. لكنها بالنهاية أفكار وقناعات شخصية لا يحق لأحدٍ منا أن يُكره أحدا على فكرة ما، وإن أسوأ أنواع الاستعباد هي استعباد الأفكار!! القناعات!!

لنرَ كيف يقص القرآن علينا سيمة فرعون هذه:

(قَالَ فِرْعَوْنُ آمَنْتُمْ بِهِ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ ۖ إِنَّ هَٰذَا لَمَكْرٌ مَكَرْتُمُوهُ فِي الْمَدِينَةِ لِتُخْرِجُوا مِنْهَا أَهْلَهَا ۖ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ) [سورة اﻷعراف 123]

آمنتم به!!! يحاسبهم على القناعات والعقيدة والدين ويطلب استئذانهم منه؟؟!!

إن الله تعالى في عليائه ترك لنا حرية الفكر إذ قال: (لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ) [سورة البقرة 256]

ونوح عليه السلام يخاطب قومه فيسألهم: أَنُلْزِمُكُمُوهَا وَأَنْتُمْ لَهَا كَارِهُون؟؟

(قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَآتَانِي رَحْمَةً مِنْ عِنْدِهِ فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ أَنُلْزِمُكُمُوهَا وَأَنْتُمْ لَهَا كَارِهُون) [سورة هود 28]

ولا يحق لكائنٍ من كان أن يجبر أحداً على اعتناق دينٍ أو إسلام، ولكن هذا الفرعون عجيب وضعه إذ يأمر بالاستئذان على اعتناق الفكر والدين!

حتى نسمع التعجب البريء من السحرة يجيبونه قائلين:

(وَمَا تَنْقِمُ مِنَّا إِلَّا أَنْ آمَنَّا بِآيَاتِ رَبِّنَا لَمَّا جَاءَتْنَا !!! رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ) [سورة اﻷعراف 126]

نعم، يروي تاريخنا ظلما كهذا... مثل قصة سجون وتعذيب من لم يقل بخلق القرآن، وربما مثل تكفير كل من خالف رأيا من آرائنا وتنصيب أنفسنا عليه بالحكم بدينه! لكن الدين قد أعلن منذ القدم أنه دين يكفل حرية الاعتقاد (لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ) ويُحارب لأجل هذه الفكرة، فكرة أن يكفل للمجتمع أن يُسلم أو لا يُسلم بحريته دون أن يحول أحدٌ بينه وبين إسلامه أو يُقاتَل أحدٌ دون حرية إسلامه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

| مقطع مرئي |

اكتب عنوان بريدك الإلكتروني ليصلك جديدنا: