أحيانا أرغب في أن يستيقظ الإمام أحمد رحمه الله عليه من قبره لأسأله:
أيا إمام، هل كنت حقا تصلي في الليلة مئتي ركعة كما يروون عنك؟؟
وأتمنى أن يستيقظ الإمام أبو حنيفة رحمه الله لأسأله هل فعلا صليت الفجر بوضوء العشاء ولأربعين سنة كما يروون عنك؟؟ ألم تخنك عيناك يوماً؟؟ أو ألم تخنك بطنك يوما؟؟
وأن يستيقظ الشافعي رحمه الله لأسأله هل كنت حقاً تختم في رمضان ستين ختمة كما يروون عنك؟؟
أكاد أجزم أنهم هم ذاتهم رحمهم الله سيتفاجؤون لأنهم سيسمعون هذا الكلام عن ذواتهم لأول مرة!!
إن احترام ذوي العلم ضرورة لا بد منها، فهؤلاء أفنوا أعمارهم وسهروا لياليهم بحثا عن العلم، نحسبهم عاشوا لأجل الله، وكل من عاش أو مات لأجل الله هو على العين والرأس والله، وفي القلب له محبة في الله، لكن المشكلة تبدأ حين تبدأ المغالاة، فنبدأ نصنفهم بأنهم عمالقة وليسوا بشرا عاديين.
ونبدأ نضع هالات وهالات من التقديس وأوصاف لم يتصف بها حتى الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وهو أعظم منهم قدرا!!
قداسة النموذج هذه مشكلة، لأنها تشعرنا أن هؤلاء مُحال أن نصل لعلمهم، ومُحال أن نصل لتقواهم، مع أنهم ليسوا إلا بشرا!
حين أراد المشركون أن يُنزل الله ملكا نبيا، لم يستجب الله لهم، لأن الملك ذو طبيعة ليست كطبيعتنا، لكن الرسول البشر، نستطيع أن نقلده ونعبد الله مثله ونقوم الليل مثله ونصوم مثله، لأنه بشر لا ملاك! وطبعاً الرسول هو أتقانا لله وأخشانا، وفضَّله الله علينا لكننا نتحدث عن بشريته.
وكذا من تبع رسول الله بإحسان، هم نماذج بشرية وليست فوق البشر وتقديس النموذج يصيبنا بالعجز عن محاولة تقليده!
أزيلوا هالات التقديس يرحمكم الله، فهم بشر مثلنا!!
مراجع: كتاب رصد الظواهر لإبراهيم العسعس
(فريق عالم الأكاذيب)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق