الخميس، 9 أغسطس 2018

العلاقة بين التدين وجمال الوجه ووضائته

من أكثر المغالطات المنطقية انتشارا مغالطة التعميم المتحيز: وهو بناء نتيجة على عينة ضئيلة.

منذ فترة قام أحدهم بنشر صورة لشيخ له ذقن بيضاء نقية ووجه أبيض مبتسم، ثم قارنها بصورة فنان مشهور قد نال حظا بسيطا من الجمال، ثم كان التعميم المتسرع بأن جمال الوجه ووضائته هو بسبب تدين هذا الشيخ أما دمامة الممثل فبسبب نشره للمجون، وبالتالي ابتعاده عن الدين

وهذا من التعميمات المتسرعة ومن المغالطات المشهورة... فهناك الكثير من الشيوخ المسلمين والعلماء الأفاضل الذين قد يحملون وجوها لم تنل حظا وافرا من الجمال، ومن أهم مبادئ ديننا أن الله لا ينظر إلى صورنا وأشكالنا، ولكن ينظر إلى سرائرنا وأعمالنا، فكم من صاحب وجه بريء يملك ابتسامة ساحرة قد شارك بجرائم وظلم وقتل وسفك دماء.

فكرة الوجه المنير فكرة موجودة عند الكثير من المعتقدات الأخرى، البوذي سيضع لك صورة الدلاي لاما وينظر لها بإعجاب وهو يرى النور والإشراق يسري فيها... ففي الحقيقة الأمر كله شخصي، مثلما يخضع الجمال لمعايير شخصية، ولذلك لا يصح أن نحكم على الأشخاص من أشكال وجوههم فهذا مناف للمنطق ولروح ديننا، لأنه لا يعلم سرائر الناس إلا الله.

يقول الله تعالى في وصف المنافقين: 

(وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ ۖ وَإِن يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ ۖ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُّسَنَّدَةٌ ۖ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ ۚ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ ۚ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ ۖ أَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ)

نعم قد يعجب البعض بأشكالهم، وقد يسمع لهم، لكن هل هذا دليل على صدقهم وإخلاصهم؟

لذلك يا إخوتي لا تحكموا على الناس من أشكالهم، بل احكموا عليهم من أفعالهم، فهي أصدق دليل على ما بأنفسهم.

فريق عالم الأكاذيب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

| مقطع مرئي |

اكتب عنوان بريدك الإلكتروني ليصلك جديدنا: