الأحد، 1 يناير 2017

علم الفراسة... حقيقة أم خرافة؟


حسب ويكيبيديا يعرف علم الفارسة بـ (علم من العلوم الطبيعية تعرف به أخلاق وطبائع الناس الباطنة من النظر إلى أحوالهم الظاهرة كالألوان والأشكال والأعضاء أو هي الاستدلال بالخلق الظاهر على الخلق الباطن). وتسمى الفراسة بالـ"Physiognomy" باللغة الإنجليزية.


الربط بين المعالم الشكلية وشخصية الإنسان فكرة قديمة وموجودة عند الكثير من الشعوب المختلفة، فما حقيقتها؟

مِن الناحية العلمية لا توجد أدلة تدعم صحة ادعاءات من يؤمنون بهذا العلم، وفي الأوساط العلمية تعتبر الفراسة مجرد علمٍ زائف مبني على الخرافات والتعميمات الغير مستندة على أي دليل، ولا يختلف عن علم التنجيم في ذلك.

وقد أجريت بعض الدراسات والتي تم الطلب فيها من مشاركين أن يقوموا بتقييم شخصية مجموعة من الأشخاص بالاعتماد على ملامح وجههم، ثم مقارنة تقيماتهم بشخصية أولئك الأشخاص الحقيقية والبحث عن أي تطابق، في بعض الأحيان وجد بأن الانطباع الأولي الذي نكونه عن الناس يحتوي على ذرة حقيقة عن شخصيات أولئك الأشخاص، لكن ما زال الأمر غير واضح بعد، وهو مجرد ترابط إحصائي، والكثير من الدراسات التي أجريت بحثًا عن ترابط بين شكل الوجه والشخصية لم تجد أي ترابط. الشخص الذي يملك وجهًا صدوقًا ليس بالضرورة أكثر صدقا من غيره.

لكن من الأمور التي وجد ترابط بينها هو نسبة طول وعرض وجه الرجل واعتماده على هرمون التستوستيرون، حسب الدراسات التي أجريت الرجال أصحاب الوجوه الأعرض يمتلكون نسبا أعلى من التستوستيرون، ومن المعروف تأثير هذا الهرمون على الشخصية، ولذلك من الأسئلة التي ما زالت بحاجة لإجابة هي هل الرجال أصحاب الوجوه العريضة هم أكثر عنفًا من غيرهم لأنهم يملكون نسبا أعلى من هرمون التستوستيرون؟ ربما.

توجد دراسات أخرى على هذه الشاكلة، وقد يظهر لنا المزيد مستقبلًا، لكن علينا أن نتذكر بأنه حتى بفرض مصداقية الأمر فإن وجه الشخص لا يكفي للحكم على طباعه، ومن الخطر التعميم حيث أن الأمر ليس دومًا صحيحًا وليس ينطبق على الكل بالضرورة.

ثانيا علينا أن نحذر من أن نقع في ظاهرة "النبوءة التي تحقق نفسها" وهي تعني أن اعتقادنا وإيماننا بشيء يجعلنا نتوقع ونعمل بوعي أو غير وعي على حدوثه، فحين أتوقع أن فلانا إنسان خسيس لأنه يمتلك ملامح شخص نذل فإنني سأتصرف معه بناء على توقعاتي مما قد يؤثر عليه فأجعله يتصرف معي بطريقة تؤيد توقعاتي فتصدق توقعاتي نفسها بنفسها!


أما من الناحية المنطقية البديهية فإن علينا أن نطرح الأسئلة التالية:



"ما ذنب الشخص في الوجه الذي خُلق به؟ وهل كل شخص يمتلك وجه "نذل" هو فعلًا نذل وخسيس؟!"

"أين فرصة تغيير الإنسان لنفسه وتطويرها للأحسن، إن كانت ملامحه الخارجية قد فرضت عليه قدره؟"

"أين عمليات التجميل؟ أين من مروا بحادث غيّر أو شوه ملامحهم؟"

"أليس الحكم على شخص ما من شكله الذي ليس له أي يد فيه ظلمًا؟"


لكن ماذا عن الأقدمين والكتب التي ألفوها في علم الفراسة؟ 



الأقدمون على العين والرأس ولكن مع تقدم العلم أصبحنا نعرف ما لا يعرفونه، ولسنا ملزمين بأفهامهم إن كانت مناقضة لمستجدات العلم الحديث...

الخلاصة


ما يُسمى بعلم الفراسة ليس بعلم وهو مجرد خرافة وادعاءاته لا تستند على دراسات أو بحوث بل مجرد تعميمات واختزاليات قاصرة... طبعًا العلم يتطور وبدأت تظهر لنا دراسات تربط بين معالم وجه معينة وبين صفات شخصية معينة، لكن تذكروا: وجود رابط لا يعني وجود سببية، وبأنه علينا توخي الحذر من التعميم والاختزال.


فريق عالم الأكاذيب


مصادر (1)، (2)

هناك تعليق واحد:

  1. إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّلْمُتَوَسِّمِينَ
    شوف تفسير الاية

    ردحذف

| مقطع مرئي |

اكتب عنوان بريدك الإلكتروني ليصلك جديدنا: