الأحد، 13 نوفمبر 2016

لماذا سكت القرآن عن السحر والحسد رغم أهميتهما وتأثيرهما؟


سؤال يطرح نفسه...


لو كان الحسد حقا عبارة عن قوى خارقة كما يؤمن الكثيـــر من عامة الناس... لو كانت هناك فعلا قوى خفية نجهل كنهها تؤثر فينا سببها الحسد...


السؤال: لماذا سكت القرآن عن هذا الأمر الخطير؟


لماذا لا نجد عشرات الآيات التي تحذرنا من هذه القوى الخطرة، وتأمرنا بستر نعم الله الظاهرة والباطنة خوفا من اختفائها بسبب قوى أقوى منا (وأما بنعمة ربك فحدث!)، وتأمرنا بالإكثار من الأذكار لا لشيء إلا من أجل الحماية من هذه القوى... نجد أن القرآن يتحدث عن أشياء كثيرة مؤذية للمؤمن ويحذر منها، لكنه سكت عن العين وعن التحذير من خطرها؟! فلماذا؟

والسؤال الآخر، حصلت مصائب كثيــــــــــــرة للمسلمين في وقت الرسالة، لكن القرآن دومًا ينسب تلك المصائب لأسباب ملموسة واقعية، ولم يذكر ولو لمرة كون أحد تلك المصائب سببها عين؟ أو حتى سحر أو أي قوى خارجية؟!

مع أن القرآن يذكر في كذا موقف تآمر الكفار والمشركين وأهل الكتاب، وحقدهم على الرسالة الجديدة، ومكرهم في الخفاء، لكنه لم يحذر ولو لمرة من عينهم القوية الحارقة... ولم يذكر ولو لمرة بأن مصيبة حصلت للمسلمين الأوائل سببها عين قوية من أحد الغيروين من الرسالة الجديدة!

وعندنا آية قوية في دلالاتها:

(وَإِن يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ)

(وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ ۖ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّىٰ يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)

فيها حسد لكن نتيجته غير ملموسة، لم ينزلق النبي صلى الله عليه وسلم رغم حسدهم! يعني حسدهم موجود لكن القرآن لا يقر بوجود أي قدرة فعلية لهذا الحسد.

والأغرب في هذه الآية أن الأمر يمر دون أن يأمر الله سبحانه وتعالى النبي بذكر معين حماية له من العين، أو يوصيه بوصية تقيه من شر هذا الحسد!

يمر الأمر وكأنه لا شيء...وكل ما يطلبه الله منا هو العفو والصفح! لا أكثر ولا أقل، لا يحذرنا من قوى حسدهم الخارقة، ولا يذكرنا بأذكار الصباح ولا المساء.

هناك تعليق واحد:

| مقطع مرئي |

اكتب عنوان بريدك الإلكتروني ليصلك جديدنا: