نفتح المصحف، نقرؤه، فنخشع ونطمئنّ وندرك بعقولنا وقلوبنا أنه كتاب سماويّ وليس من عند البشر، ثم نخالط الناس بملحدهم وكافرهم ونسمع الشبهات حوله من هنا وهناك، فتبدأ تراودنا الشكوك.. أقرآننا لا يصلح لهذا الزمان؟؟ أم هو ليس من عند الله؟؟!!
ثم إن البعض يشعر بالضيق والحرج من هذا القرآن! نعم هو من عند الله ولكن! قد لا يبدو عصريا ولا يحاكي لغة هذا العصر!
ثم إن البعض يشعر بالضيق والحرج من هذا القرآن! نعم هو من عند الله ولكن! قد لا يبدو عصريا ولا يحاكي لغة هذا العصر!
فيحاول أن يجمّله بشهادة غيرنا، فيفرح بخبر إسلام العالم الغربيّ فلان وينشره، علما أن الخبر قد يكون محض كذب وإشاعة.
وإن سمع مثلا أن للوضوء فائدة طبية وأنه ينظف ويعقم الجسم من المايكروبات، أو أنّ للصلاة فائدة صحيّة بسبب حركاتها، أو أنّ الصّوم يساعد على الشفاء من أمراض معيّنة.. إن سمع شيئا من هذا يطير فرحا محاولا إعادة ثقته بقيمة دينه وقرآنه!
أو يلهث باحثا عن إعجاز علمي أو شهادة غربيّ بأن إسلامنا ذو قيمة!
كم فرح المسلمون بشهادة مايكل هارت عندما وضع رسولنا الكريم على رأس المئة شخصية الأكثر تأثيرا في التاريخ الإنساني!!
تعالوا لنغص معا في تدبّر الآية الكريمة التالية لتصحيح بعض مفاهيمنا:
(كِتَابٌ أُنْزِلَ إِلَيْكَ فَلَا يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِنْهُ لِتُنْذِرَ بِهِ وَذِكْرَىٰ لِلْمُؤْمِنِينَ * اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ ۗ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ) [سورة اﻷعراف 2 - 3]
سبحانه العليم بذواتنا (كِتَابٌ أُنْزِلَ إِلَيْكَ فَلَا يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِنْهُ لِتُنْذِرَ بِهِ )
عجبا! كيف تضيق صدورنا بقرآننا لمجرد استهزاء مستهزئ وقرآننا من عند الله العظيم العليم!
سبحانه العليم بذواتنا (كِتَابٌ أُنْزِلَ إِلَيْكَ فَلَا يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِنْهُ لِتُنْذِرَ بِهِ )
عجبا! كيف تضيق صدورنا بقرآننا لمجرد استهزاء مستهزئ وقرآننا من عند الله العظيم العليم!
عجبا! أنحن بحاجة لشهادة مايكل هارت لنثق بعظمة رسولنا الكريم صلوات ربي وسلامه عليه!
عجبا! أنحن بحاجة لاكتشاف فوائد علمية حتى نُقبِل على صلاتنا وقرآننا باطمئنان!
ألا يكفيك فخرا و سعادة أن الكتاب من عند الله، وهو سبحانه ربّك وربّ مايكل هارت وربّ الغرب الذي تفرح به و باعترافاته بصحّة شيئ من دينك، وربّ الملحد الذي تحزن لاستهزائه وربّ كل من اكتشف الاكتشافات العلميّة، إنّه من عند الله يا صاحبي المسلم! من عند الله!
وتأمّل إذ أن الله في الآية قال: (كِتَابٌ أُنْزِلَ إِلَيْكَ فَلَا يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِنْهُ لِتُنْذِرَ بِهِ)
قال: (كِتَابٌ أُنْزِلَ إِلَيْكَ.. ولم يقل: ( كتاب أنزل عليك)
يقول بعض أهل العلم، في القرآن ببعض المواضع يأتي ذكر: "أنزل إليك"، وبمواضع أخرى "أنزل عليك" وعندما تجيئ بـ"عليك" كأن فيها نوع من التكليف، كأن أقول: عليك القيام بكذا ، ولما تجيء "إليك" فهي نوع من التّشريف، كأن أهديك شيئا فأقول هذه لك.
يقول الدكتور أحمد عبد المنعم: لماذا جاءت الآية هنا: أنزل إليك وليس عليك؟؟ يقول:
وكأن فيه إشارة: ينبغي أن تفرح فكيف تقع بالحرج؟؟ أنا الله أعطيتك هذا الكتاب ليكون سببا لفرحك، كِتَابٌ أُنْزِلَ إِلَيْكَ فَلَا ينبغي أن تكون في حرج منه! ينبغي أن تتشرف به، وأن تفرح به، وأن تستعلي به وتعتزّ فلا يكون في صدرك حرج منه..
أصحاب النار
(وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا مَلَائِكَةً ۙ وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَانًا ۙ وَلَا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ ۙ وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَٰذَا مَثَلًا ۚ كَذَٰلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ ۚ وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ ۚ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَىٰ لِلْبَشَرِ)
من فهمي للآية نستنتج أن الله يعلم أن بعض الأمور ستستشكل علينا ونحسها تُشبه الأساطير لكن الله يخبرنا أنها فتنة لاختبار حجم الإيمان.
فعلا سبحان الله رغم يقيني بالقرآن لكن بعض الآيات أقف عندها حيرى، مثل قول الله أن الجن يسترقون السمع والله يُرسل الشهب عليهم!
لم أجد تأويلا للآيات يشفيني وبذات الوقت استشكلت علي الآيات، لهذا أقول لنفسي أن هذه الآيات هي فتنة واختبار لاستسلامنا التام لله، هل نستسلم لله قلباً وعقلا أم أن إيماننا سيتهاوى ويكون هشيما تذروه الرياح.
صحيح أنه دين الفطرة والقلب والعقل، ولكن: (أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ) [سورة العنكبوت 2]
كيف يتمايز الطالب المجتمهد عن المهمل في المثوبة والعقاب إن لم يكن هناك اختبار؟؟
كيف يتمايز الصادق من المدعي الإيمان ولكنه إيمان متهاوٍ:
(وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ ۖ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ) [سورة العنكبوت 3]
في عبودية الله اختبارٌ للاستسلام له، (فَإِنْ حَاجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلَّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ ۗ وَقُلْ لِلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ ۚ فَإِنْ أَسْلَمُوا فَقَدِ اهْتَدَوْا ۖ وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ ۗ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ)[سورة آل عمران 20]
أصحاب النار
(وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا مَلَائِكَةً ۙ وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَانًا ۙ وَلَا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ ۙ وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَٰذَا مَثَلًا ۚ كَذَٰلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ ۚ وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ ۚ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَىٰ لِلْبَشَرِ)
من فهمي للآية نستنتج أن الله يعلم أن بعض الأمور ستستشكل علينا ونحسها تُشبه الأساطير لكن الله يخبرنا أنها فتنة لاختبار حجم الإيمان.
فعلا سبحان الله رغم يقيني بالقرآن لكن بعض الآيات أقف عندها حيرى، مثل قول الله أن الجن يسترقون السمع والله يُرسل الشهب عليهم!
لم أجد تأويلا للآيات يشفيني وبذات الوقت استشكلت علي الآيات، لهذا أقول لنفسي أن هذه الآيات هي فتنة واختبار لاستسلامنا التام لله، هل نستسلم لله قلباً وعقلا أم أن إيماننا سيتهاوى ويكون هشيما تذروه الرياح.
صحيح أنه دين الفطرة والقلب والعقل، ولكن: (أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ) [سورة العنكبوت 2]
كيف يتمايز الطالب المجتمهد عن المهمل في المثوبة والعقاب إن لم يكن هناك اختبار؟؟
كيف يتمايز الصادق من المدعي الإيمان ولكنه إيمان متهاوٍ:
(وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ ۖ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ) [سورة العنكبوت 3]
في عبودية الله اختبارٌ للاستسلام له، (فَإِنْ حَاجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلَّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ ۗ وَقُلْ لِلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ ۚ فَإِنْ أَسْلَمُوا فَقَدِ اهْتَدَوْا ۖ وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ ۗ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ)[سورة آل عمران 20]
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق