الأحد، 2 سبتمبر 2018

انتبه من تحريف كلام القرآن عن موضعه!

(مِنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ) [سورة النساء: 46]

ومعنى الآية والله أعلم أن اليهود يبدلون معنى التوراة ويغيرونها عن تأويلها وعن وجووهها...

وفي سورة البقرة يقول الله تعالى:

(أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ) [سورة البقرة: 75]

وننتبه لــ : ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ

أي حتى أنهم ليس جهلا أو عن عدم فهم، بل عن قصد مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُون...

هؤلاء الذين يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِه موجودٌ مثلهم بيننا، يبدلون معاني الآيات ويؤوّلونها تأويلات أكثرها من أهوائهم ويحمّلون الآيات فوق طاقتها وما لا تحتمله.

وهذه مشكلة قديمة حديثة ففي القِدم حُرفت كثير من المفاهيم القرآنية مثل مفاهيم القضاء والقدر وطاعة الحكام.. إلخ

والمشكلة لا تزال حديثا موجودة سواء في الإعجازات العلمية أو غيرها وسنضرب أمثلة:

تارة نجد أحدهم يقول في تفسير آية:

( فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ) [سورة ق: 22]

يقول:

كل إنسان يوجد على بصره غطاء يمنعه من رؤية أشياء كثير، وبعد الموت يصبح بصر الإنسان قويا بعد أن يزاح هذا الغطاء عن العين، عندها سيرى كل شيء الجن والملائكة وغير ذلك.

وبالطبع لا أحد يعلم المصادر التي تأول منها أخونا تفسيره هذا، وكيف تجرأ أن يحرف قول الله عن معناه ومثله كثير، يختلق حقائق علمية لا وجود لها مطلقا ويأتي بالآيات ويكيف تفسيرها بحسب أهوائه.

أيضا في آية (فَلَمَّا أَنْ جَاءَ الْبَشِيرُ أَلْقَاهُ عَلَىٰ وَجْهِهِ فَارْتَدَّ بَصِيرًا ۖ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ) [سورة يوسف: 96]

يخرج لنا جماعة يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِه ليتحفونا بافتراء جديد على القرآن ليخبرونا عن معجزة قطرة العين القرآنية ويدعون تأويلا للآية يقول أن العرق يشفي العين! إنه لتفسير يذهب جمالية القصة... ويخرج عن سياقها الذي يذكر شيئا من هذا ولا يذكر سوى
(فَلَمَّا أَنْ جَاءَ الْبَشِيرُ أَلْقَاهُ عَلَىٰ وَجْهِهِ فَارْتَدَّ بَصِيرًا ۖ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ) [سورة يوسف : 96]

قد تحمل الآيه في طياتها تحليلا لطيفا، فربما هي تصور لنا يعقوب النبي عليه السلام وهو يشتم قميص ابنه فيعرف رائحته التي لم يشمها منذ عشرات السنين... يعقوب الأب الحنون الذي لطالما اشتم ابنه وضمه لصدره، فلم ينسَ رائحة ابنه وتذكرها بعد عشرات السنين وارتد من فرحه بصيرا...

في ظل رووعة وعذوبة ورقّة وجمال الآيات تظهر سفاهة تأويل الآية بهذه الإعجازات الخرقاء التي تحرّف الكلم عن مواضعه!

بالنهايه ما من كلمات كثيرة نوجهها لهؤلاء سوى أن نقول لهم:

(فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا لِيُضِلَّ النَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) [سورة اﻷنعام : 144]

طالع أيضا:

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

| مقطع مرئي |

اكتب عنوان بريدك الإلكتروني ليصلك جديدنا: