احذروووووا!!
مؤامرة جديدة! إهانة جديدة للدين! إذا كنت تُحب الله فانشرها! دافع عن دينك! الموضوع خطير!

كثيرًا ما نسمع هذه الصيحات والنداءات التحذيرية مع كل رسالة ساذجة تُخبرنا عن مؤامرة ضدّنا، تتمثل تارة في لعبة أطفال، أو في تهجئة كلمة، أو في رموز موجودة بالواتساب، وغيرها من أمور... وفي كل مرّة يقولون أن الأمر مؤامرة وأن علينا الاستعجال بالنشر لتحذير الناس...!
أحب أن أستعير التعبير القرآني مِن سورة المنافقين: (يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهم)
وبالرَّغم من أن الآية تتحدث عن المنافقين إلا أني أحب أن أستخدم هذا اللَّفظ القرآني لبلاغته في التعبير فأطلقه على ظاهرة منتشرة عندنا حين تظهر تلك الصيحات التحذيرية مُدعية كل مرّة أن الصيحة علينا وضدنا.
*اسمعوا ما تقوله صيحات "يحسبون كل صيحة عليهم" عن كلمة ﺑﺮﺏ:
إن (برب) تُغضب الرّب، والغرب لم يخترعوا هذه الكلمة إلا لأن (رب) إسم من أسماء الله!
الحقيقة: (برب) أصلها (BRB) وهي اختصار (Be Right Back) والتي تعني سأعود بعد قليل.
*ولو ودَّعت أحدًا وقلتَ له (باي) فوجئت بصحية من "يحسبون كل صيحة عليهم" تقول:
هذه مؤامرة! كلمة (باي) تعني في حِفظ البابا! ويحرم استخدامها!
الحقيقة: معاجم اللغة تقول أن الكلمة أصلها اختصار لـ (God be with you) والتي تعني (الله معك)
*ولو ضحكت في الدردشة وقلت (lol) أو (لول)، جاءكَ التحذير:
تحذييير! لول اختصار لجملة (ربنا الشيطان)!
الحقيقة: لول اختصار لجملة (أضحكُ بصوتٍ عالٍ)
*قد يحصل أن تُرسل على البرامج الاجتماعية بعض الوجوه التعبيرية فتفاجأ بصيحة "يحسبون كل صيحة عليهم" وتُقام عليكَ زوبعة تقول:
احذر!! يحتوي برنامج الواتس أب على رموز شيطانية!!
الحقيقة: رموز عادية ترمز لأمور مختلفة لا علاقة لها بالشيطان ولا بالدين وليس لها أي هدف خفي، هم يستغلون أوقات فراغهم في تطوير وسائل التواصل التي نستخدمها، لكي نأتي نحن ونتهمهم بالتآمر علينا... طيِّب وفروا جهودكم واخترعوا وسائل تواصلكم الخاصة بكم!
لكن صحيات (يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهم) تهول كل شيء وتجعل كل شيء مؤامرة، نعم نحن لا ننكر وجود مؤامرات قديمة، لئيمة، خبيثة، ضخمة، عملاقة، وهي مؤامرات اقتصادية جشعة وأخلاقية ودينية... ولكنها في أمور كبيرة عادة ما تكون واضحة، ولا تكون في أفعال طفولية ساذجة لا تُقدم أو تُؤخر مثل كلمة مسجد باللغة الإنجليزية أو كلمة باي أو غيرها!
(ملاحظة: نؤكد مرة أخرى أن هذا ليس تفسيرًا للآية، بل استعانة بعمق التعبير القرآني)
لمزيد من التفاصيل بخصوص بعض الأكاذيب التي ذكرناها بالأعلى:
إعداد فريق عالم الأكاذيب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
قل خيرًا أو اصمت: (مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ)