الجمعة، 22 مايو 2015

ما مدى صحة حديث "ﺗﻔﺘﺮﻕ ﺃﻣﺘﻲ ﻋﻠﻰ ﺛﻼﺙ وﺳﺒﻌﻴﻦ ﻓﺮﻗﺔ ﻛﻠﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﺇﻻ ﻭﺍﺣﺪﺓ"


(وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَىٰ ۗ تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ ۗ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ) [سورة البقرة:111[

تُشبه تماما قولة بعض الفرق وادعاءهم بأنهم الفرقة الناجية مستدلين بالحديث التالي المختلف في صحته (1):

"ﺗﻔﺘﺮﻕ ﺃﻣﺘﻲ ﻋﻠﻰ ﺛﻼﺙ وﺳﺒﻌﻴﻦ ﻓﺮﻗﺔ ﻛﻠﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﺇﻻ ﻭﺍﺣﺪﺓ"

وطبعا كل جماعة تعتقد أنها هي (الواحدة الناجية) وأنا وأنت والبقية كلنا بالنار... كل واحد وكل جماعة تعتقد أن دين غيرها باطل.

أن تؤمن بفكرك فنعم... ونعم أن تبغض الاختلاف الذي بين الناس ولكن بذات الوقت لا تحاول الادعاء بأنك حتما الأصح وأنك في الجنة والبقية في النار، كما قال أهل الكتاب: (لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى)

بالمناسبة حديث "ﻛﻠﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﺇﻻ ﻭﺍﺣﺪﺓ" يتنافى مع الآية التي تليها:

(بَلَىٰ مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ) [سورة البقرة:112[

ثم الآية التي تليها وصف أدق لهؤلاء ومقولاتهم:

(وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَىٰ عَلَىٰ شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَىٰ لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَىٰ شَيْءٍ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ ۗ كَذَٰلِكَ قَالَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ ۚ فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ) [سورة البقرة:113[

يعتقدون أن غيرهم ليسوا على شيء وهم فقط على شيء...

(كَذَٰلِكَ قَالَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِم)

سماهم الله "الَّذِينَ لَا يَعْلَمُون" واختلف المفسرون من هم الذين لا يعلمون، وقيل أنهم مشركوا العرب لأنه لم يكن لديهم كتاب وقيل سوى ذلك (2)...

ولكن ربما في هذه التسمية إشارة إلى أن الجهالة وعدم العلم تؤدي لتلكَ النَّظرة التي لا ترى فيها إلا نفسك، تلك النظرة المبنية على تحقير نظرة الغير وتسفيهها هي نظرة جاهلة وأهلها (لا يعلمون)

لم يقل لك: هل أنتَ سلفي؟ هل أنت شافعي أم حنفي؟ هل أنت شيعي أم سني؟

أبدًا!

القرآن يقول: أنت مؤمن؟ أنت تعمل الصالحات؟ تؤمن باليوم الآخر؟

إذن لقد نجحت في الامتحان فهنيئا لك!!

ولأن التعصب الأعمى للرأي أمر منبوذ في القرآن فنقول دون تعصب: قد لا يكون ما كتبناه هنا هو الفهم السليم تماما ولكننا تحرينا الصواب ما استطعنا والله تعالى أعلم بمراده من الآيات.

مصادر:

(1) الحديث المذكور بين القبول والرد:
http://www.dr-hakem.com/Portals/Content/?info=TmpJMEpsTjFZbEJoWjJVbU1RPT0rdQ==.jsp


(2) تفسير كذلك قال الذين لا يعلمون مثل قولهم:
http://www.dr-hakem.com/Portals/Content/?info=TmpJMEpsTjFZbEJoWjJVbU1RPT0rdQ==.jsp



إعداد عالم الأكاذيب

هناك تعليق واحد:

  1. لا تقف ما ليس لك به علم. المقصود(والله أعلم) باليهود والنصارى والمجوس الذين أمنوابرسلهم وطبقوا شرع الله وليس الهود والنصار والمجوس الذين حرفوا الكتب التي أنزلت اليهم.

    ردحذف

| مقطع مرئي |

اكتب عنوان بريدك الإلكتروني ليصلك جديدنا: