[...] صددت عن إثبات رواية البخاري ومسلم [...] للطريقة التي تمت بها غزوة بني المصطلق.
فإن رواية الصحيحن تشعر بأن الرسول صلى الله عليه وسلم باغت القوم وهم غارُّون ما عُرضت عليهم دعوة الإسلام، ولا بدا من جانبهم نكوص، ولا عرف من أحوالهم ما يقلق!
وقتال يبدؤه المسلمون على هذا النحو مستنكر في منطق الإسلام، مستبعد في سيرة رسوله صلى الله عليه وسلم. ومن ثم رفضت الاقتناع بأن الحرب قامت وانتهت على هذا النحو.
وسكنت نفسي إلى السياق الذي رواه ابن جرير.. فهو -على ضعفه [...]- يتفق مع قواعد الإسلام المتيقنة، أنه لا عدوان إلا على الظالمين. أما الغارُّون الوادعون فإن اجتياحهم لا مساغ له..
وحديث الصحيحين في هذا لا موضع له إلا أن يكون وصفًا لمرحلة ثانية من القتال، بأن يكون أخذ القوم على غرة جاء بعد ما وقعت الخصومة بينهم وبين المسلمين، وأمسى كلا الفريقين يبيت للآخر، ويستعد للنيل منه.
فانتهز المسلمون فرصة من عدوهم -والحرب خدعة- وأمكنهم التغلب عليهم وهو غارّون.
وفي هذه الحالة لابد من التمهيد لرواية البخارية ومسلم، بكلام يشبه ما نقله ابن جرير [...].
محمد الغزالي، ص12، فقه السيرة
عجيب امرك تستدل بالضعيف وتخالف الصحيح حسب هواك ولو كان العكس لقلت ما قلته لك الان
ردحذف