1- عندما ترى مسلمين من شعوب ﻻ تعرف العربية ويكون دعاؤهم بالعربية المتكسرة جماعيا ترديدا وراء زعيمهم الذي بدوره يقرأ من كتاب به أدعية غريبة المعنى والمبنى، تشعر أنهم يتهيبون أن يدعوا الله مباشرة بلغتهم وبما يريدون منه! مع أنك لو سألت أيا منهم ... ألن يفهم الله لغتك يا رجل؟! لقال فورا: بلى سيفهم بالتأكيد..
لكن ترى ما الذي دفعهم لهذا؟ هل هو الجهل فقط؟! أم أنه تهيب الفهم وإيثار السلامة في التقليد خوفا من الخطأ؟! إذ أن التقليد اﻷعمى يشعر اﻹنسان أن من سيحمل وزر أي خطأ محتمل هو من يقلده وليس هو ذاته...
2- عندما ترى من يتمسح بمقام ابراهيم -عليه السلام- تتعجب... لماذا يفعل هؤﻻء هذا؟! هل هي عدوى الوثنية ما زالت تسير في اﻷجيال في الشعوب المسلمة زمانا ومكانا؟!! وهل غبار الوثنية هذا هو المسؤول عن عبادة الشعوب زعماءَها وكبراءَها بإبعاد أي شبهة خطأ بشري عنهم! وبتقبل أي استذﻻل واستعبادٍ لهم منهم؟!!
3- عندما ترى المتناحرين المتصارعين من أجل تقبيل الحجر اﻷسود، فيهدروا ما إقامته فرض وهو اﻷمن والسلام والوئام بينهم حتى يأتوا ما هو نافلة وهو تقبيل الحجر!! تتعجب عن شأن هؤﻻء!! فإما أنهم ﻻ يفهمون أن حسن اﻷخلاق والتراحم هو فريضة دينية، وإما أنهم يرون في الحجر شيئا مقدسا كأن ينفع أو يضر لذاته أو لتقبيل رسول الله صلى الله عليه وسلم له، فيهدرون الفرض من أجل رهبة أو رغبة! ، وإما أنه جهل مطبق بأن يظنوا أن تقبيل الحجر فرض أو ركن!، وإما هذا كله مجتمعًا ظلماتٍ بعضها فوق بعض!
4- عندما ترى أسلوب تعامل الجندي الواقف على فوهة الحجر اﻷسود -أو على أي شأن آخر في الحرم- مع المتحاربين للوصول إليه، تتعجب... بأي حق أو مُسَوِّغ يهينهم هكذا؟!! هل يظن نفسه أفضل منهم في شيء؟! هل يظن أنه أعلى من فئة البشر أو أنهم أقل من فئة البشر؟!! تتعجب.. ما الذي زرع به كل هذا الكبر والغطرسة من جانب وفي المقابل ما الذي نزع منهم كرامتهم كي يتقبلوا غطرسته دون حتى آثار استنكار على الوجه؟!! أم تتعجب من كليهما حيث أن كلًا منهما سبب ونتيجة في اﻵن ذاته للآخر، فهما وجهان لعملة واحدة... عملة عبودية البشر بعضهم لبعض !!
مما سبق كله استنتجت أن انحطاط حال مسلمي اليوم بالنسبة لأسلافهم الصالحين يدور حول خمسة محاور على سبيل المثال ﻻ الحصر:
أ - فصل التعامل واﻷخلاق عن الدين
ب - إيثار السلامة!! وتهيب تحمل المسؤولية
ج- الجهل
د- تقديس ما هو غير مقدس والنزعة لتقديس الأقوياء والصالحين
ه- الظلم والتكبر والعلو في اﻷرض لمن أوتي قليلًا من قوة أو منعة أو علو شأن.
أحمد كمال قاسم نقلًا عن مجموعة "لعلّهُم يتفكَرُون" بالفايسبوك (بتعديلات طفيفة)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق