الثلاثاء، 15 يناير 2019

آدم بين نظرية التطور وقصة الخلق


لا يمكن بأي شكل من الأشكال الحديث عن نظرية التطور، دون أن نصل إلى السؤال الحاسم: ماذا عن "أول البشر"؟.. آدم عليه السلام؟
كل ما عدا ذلك قد يكون قابلًا للأخذ والرد من قِبَل "بعض رافضي النظرية" لكن مع الإنسان الأول، آدم.. الأمر يصل هنا إلى نقطة حساسة لا أحد يقبل المساس بها، وبل وحتى غض الطرف عنها. بل إن جزءًا كبيرًا من أسباب رفض النظرية ومحاربتها يتعلق بآدم.
ملخص الإشكالية هنا هو أن نظرية التطور تقترح تدرجًا في نشوء النوع الإنساني (الإنسان العاقل) (Homo Sapiens) منحدرا من أقرب سلف مقترح [...].
حسب نظرية التطور ومخرجاتها؛ فإن الانتقال من إنسان هايدلبرغ إلى الإنسان العاقل كان تدريجيا وعبر آليات التكيف مع الظروف الطبيعية الصعبة والانتقاء الطبيعي..
[...]
فلننتبه هنا إلى أن هذا يعني -حسب نظرية التطور- أن (الإنسان العاقل) لم يكن "شخصا واحدا"، بل كان مجموعة بشرية تميزت عن أسلافها وأبناء عمومتها بمميزات الإنسان الحديث.
***
إذا أردنا أن نوازي بين هذه المخرجات وبين ما نعرفه من قصة الخلق من القرآن الكريم، لوصلنا إلى أن الإنسان العاقل (Homo Sapiens) لا بد أن يكون آدم عليه السلام.
لكن هنا ستبرز لنا ثلاث مشاكل رئيسية:
الأولى: أن آدم كان شخصية تاريخية، فردا بعينه، بينما مخرجات نظرية التطور تتعامل مع مجموعة بشرية وصلت ببطء إلى ما وصلت إليه.
الثانية: وجود أنواع أخرى من الإنسان (التي سبقت الإنسان العاقل)، وكانت سلفا لهذا الإنسان، وهو أمر لا يتفق مع فهمنا أن آدم هو الإنسان الأول.
الثالثة: وجود آدم في الجنة، و"هبوطه" إلى الأرض منها، فهذه التفاصيل لا يمكن أن تجد لها مكانا ضمن مخرجات واستنتاجات نظرية التطور..
فهل من حل لهذه الإشكالات؟
[...]

بشر قبل آدم؟
الفهم السائد المباشر لقصة الخلق كما جاءت في القرآن هو أن آدم كان أول البشر.
ولكن في نفس القصة هناك إشارات ضمنية يمكن أن تشير إلى أن الأمر ربما ليس بهذه الحرفية المباشرة.
هناك أولا تساؤل الملائكة الشهير..
(وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ۖ قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ۖ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ) (البقرة: 30).
كيف عرف الملائكة هذه "الميول" ما لم يكن الأمر مرتبطا بتجربة سابقة على إخبار الله لهم بأنه سيجعل فيها خليفة؟
[...]
إذن لعل مقصد الملائكة كان عن حالة مشاهدة تخص النوع الإنساني قبل أن يختصه الله بميزات القدرة العقلية المتفوقة (التي يعلمها الله ولا تعلمها الملائكة بعد).
***
آية الاصطفاء تطرح أيضا ما يمكن أن يصب في أن آدم لم يكن الإنسان الأول.
(إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَىٰ آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ) (آل عمران: 33).
والاصطفاء قرآنيا هو اختيار وتفضيل جزء من كل.
[...]
(قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلَامٌ عَلَىٰ عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَىٰ ۗ آللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ) (النمل: 59).

(وَلَدَ اللَّهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ * أَصْطَفَى الْبَنَاتِ عَلَى الْبَنِينَ) (الصافات: 152-153).

(وَإِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَىٰ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ) (آل عمران: 42).

(وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا ۚ قَالُوا أَنَّىٰ يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِّنَ الْمَالِ ۚ قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ ۖ وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَن يَشَاءُ ۚ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ) (البقرة: 247).

(قَالَ يَا مُوسَىٰ إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالَاتِي وَبِكَلَامِي فَخُذْ مَا آتَيْتُكَ وَكُن مِّنَ الشَّاكِرِينَ) (الأعراف: 144).

(ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا ۖ فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ) (فاطر: 32).

(وَمَن يَرْغَبُ عَن مِّلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَن سَفِهَ نَفْسَهُ ۚ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا ۖ وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ) (البقرة: 130).     

(اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا وَمِنَ النَّاسِ ۚ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ) (الحج: 75).
في كل هذه السياقات، الاصطفاء كان لفرد من مجموع ينتمي له ابتداء.
[...]
لا يوجد أي سياق ضمن هذه الآيات كان الاصطفاء فيه يأتي بناء على انتماء مستقبلي (أي تم اختيار آدم من بين أولاده الذين لم يولودوا بعد، مثلا)..
الاصطفاء في كل هذه السياقات يحدث من بين مجموعة متشابهة في صفات معينة، لهم وجود مشترك في فترة مشتركة.. الله لم يصطف نوحا من بين أهل مكة أو أهل روما.. بل اصطفاه من قومه، في الفترة التي عشاها هو بنفسه.. أما أن يكون هذا الاصطفاء قد جعله "أفضل" منهم -ومن بقية العالمين- فهذا أمر مؤكد بلا نقاش..
لكن عملية الاصطفاء ابتداء حدثت مع قومه..
وكذلك مع كل الاصطفاءات الأخرى..
لماذا نتوهم الأمر مختلفا مع آدم؟
الآية يمكن أن تفهم كإشارة إلى احتمالية وجود مجموعة "بشرية" انتمى لها آدم أصلا، لكن الله اصطفاه منها وميزه منها بما قد يسميه العلماء "القفزة الجينية الكبيرة" التي جعلته الإنسان الأول من ناحية استخدامه لقدرات لم تكن موجودة من قبل..
***
(وَرَبُّكَ الْغَنِيُّ ذُو الرَّحْمَةِ ۚ إِن يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَسْتَخْلِفْ مِن بَعْدِكُم مَّا يَشَاءُ كَمَا أَنشَأَكُم مِّن ذُرِّيَّةِ قَوْمٍ آخَرِينَ) (الأنعام: 133).
الآية يمكن أن تقدم إشارة أخرى إلى أن النوع الإنساني ارتبط وجوده بنوع بشري آخر سابق عليه، بل إن المعنى الظاهر للآية قد يصب في هذا إلى درجة أن الطبري في تفسيره قد ذكر:
(كَمَا أَنشَأَكُم مِّن ذُرِّيَّةِ قَوْمٍ آخَرِينَ) (الأنعام: 133)، كما أحدثكم وابتدعكم من بعد خلق آخرين كانوا قبلكم، ومعنى (مِن) في هذا الموضع: التعقيب، كما يقال في الكلام: أعطيتك من دينارك ثوباً، يعني مكان الدينار ثوباً، لا أنّ الثوب من الدينار بعض. كذلك الذين خوطبوا بقوله: (كما أنشأكم) (الأنعام: 133) لم يُرد بإخبارهم هذا الخبر أنهم أنشئوا من أصلاب قوم آخرين، ولكن معنى ذلك ما ذكرنا أنهم أنشئوا مكان خلق خلف قوم آخرين قد هلكوا قبلهم).
أي أن ظاهر الآية كان واضحا في أن المقصد هو (أنهم أنشئوا من أصلاب قوم آخرين) ولذلك يقول الطبري إن المقصد هو "مكانهم"، وهو أمر مفهوم ومتوقع حسب السياق المعرفي والمعطيات في عصر الطبري.
يمكن بطبيعة الحال أن تقدم تأويلات أخرى (أن المقصود مثلا هو ذرية قوم نوح) ولكن المعنى هنا يكون غير واضح: إذ ما المغزى من الإشارة إلى قوم نوح هنا، بينما المعنى يمكن أن يتسق في خطاب عام للإنسانية في المن عليها بإمكانية ظهور خلق آخر، كما حدث مع خلقهم، وهو ما يتوافق مع كون سياق الآيات يتحدث مخاطبا "معشر الإنس والجن".
***
ماذا عن آية (إِنَّ مَثَلَ عِيسَىٰ عِندَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ ۖ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ) (آل عمران: 59).
تعتبر هذه الآية عند البعض دليلا على أن آدم قد خلق "مرة واحدة" كما خلق عيسى عليهما السلام..
لكن ربما هناك معان أخرى لو تأملنا في تفاصيل المقارنة..
فعيسى عليه السلام كانت ولادته معجزة بالتأكيد من ناحية أنه ولد من غير أب، لكنها لم "تكن مباشرة وفورية" كما قد يفهم من "كن فيكون" فقد حملت به أمه وانتبذت به، ثم جاءها المخاض كما يحدث مع بقية الخلق، أي أن المماثلة هنا لا تقود إلى أن آدم "لم يولد من امرأة".
أما سياق "كن فيكون" فقد جاء في عدة مواضع في القرآن الكريم، ولكن لا يوجد فيها سياق يعزز فكرة "فورية التنفيذ" كما نفهمها، بل تدل في أغلب السياقات على قدرته عز وجل -هو المتعالي عن الزمان وقياساته البشرية- كما أن هناك سياقا يربط "كن فيكون" بمراحل الخلق دون أن يفهم منها أن "كن فيكون" تعني إلغاء هذه المراحل:
(هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ ثُمَّ لِتَكُونُوا شُيُوخًا ۚ وَمِنكُم مَّن يُتَوَفَّىٰ مِن قَبْلُ ۖ وَلِتَبْلُغُوا أَجَلًا مُّسَمًّى وَلَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) (غافر: 68).
ما الذي تقصده الآية من تشبيه عيسى عليه السلام بآدم؟
المقصد والله أعلم هو المعجزة الإنسانية برمتها.. هل ولادة عيسى من غير أب معجزة أكبر من خلق آدم وبداية خلق النوع الإنساني؟ كل ما في الأمر أننا تعودنا على (خلق النوع الإنساني) أكثر مما يجب، بحيث أننا لم نعد نستعشر عجيب القدرة الإلهية في خلقنا نحن.. الخلق المتجدد الذي أصبح مؤلوفا جدا بالنسبة لنا [...].
ماذا عن خلق آدم من تراب، سواء في هذه الآية أو في آيات أخرى كثيرة (من تراب أو من طين أو من سلالة من طين)؟
لا جدال في أن بدء خلق النوع الإنساني -وكل الأنواع الاخرى- كان من هذه البداية) ولكن التدرج في أمر الخلق ومروره بمراحل واضح في كثير من الآيات..
(الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ ۖ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنسَانِ مِن طِينٍ * ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِن سُلَالَةٍ مِّن مَّاءٍ مَّهِينٍ * ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِن رُّوحِهِ ۖ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ ۚ قَلِيلًا مَّا تَشْكُرُونَ) [(السجدة: 7-9)]
فبداية الخلق هي من الطين، ولا شيء يدل على فورية اكتمال الخلق، بل الحديث عن "سلالة" ومع استخدام متكرر لكلمة "ثم" التي تدل على "التراخي في الزمن" أي وجود فترة زمنية بين المراحل.

جنة آدم على الأرض؟
هذه المسألة خلافية منذ البداية، ولا علاقة لنظرية التطور بالأمر.
فقد نقل عن أبي حنيفة وأصحابه، وعن سفيان بن عيينة، بل روي حتى عن ابن عباس أن جنة آدم هي غير جنة الخلد.
وقد ناقش رشيد رضا القولين ونقل جملة أسباب تجعل من جنة الأرض (البستان الظليل، وقد وردت بهذا المعنى فعلا في القرآن الكريم) خيارا منطقيا:
1.      أن الله خلق آدم في الأرض ليكون هو نسله خليفة فيها، فالخلافة مقصودة منهم بالذات، فلا يصح أن تكون عقوبة عارضة.
2.      أنه لم يذكر أنه بعد خلقه في الأرض عرج به إلى السماء ولو حصل لذكر؛ لأنه أمر عظيم.
3.      أن الجنة الموعود بها لا يدخلها إلا المؤمنون المتقون، فكيف دخلها الشيطان الكافر المعلون؟
4.      أنها ليست محلا للتكليف.
5.      أنه لا يمنع من فيها من التمتع مما يريد منها.
6.      أنه لا يقع فيها العصيان.
[...]
السؤال المباشر سيكون ماذا عن "هبوط" آدم وزوجه من الجنة إلى الأرض؟
كما في: (قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا ۖ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ ۖ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَىٰ) (طه: 123).

(فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ ۖ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ ۖ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَىٰ حِينٍ) (البقرة: 36).

(قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا ۖ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ) (البقرة: 38).

(قَالَ اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ ۖ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَىٰ حِينٍ) (الأعراف: 24).
أليس تكرار (الهبوط) هنا يدل على أن جنة آدم كانت في السماء؟
على العكس، الكلمة هنا تدل على أن جنة آدم في الأرض، لأن الهبوط غير النزول، وبينما استخدم القرآن لفط النزول لما يأتي من السماء كما في (وَهُوَ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ ۚ وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُورًا) (الفرقان: 48).. فإنه استخدم الهبوط في سياق آخر تماما كما في:
(وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَىٰ لَن نَّصْبِرَ عَلَىٰ طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنبِتُ الْأَرْضُ مِن بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا ۖ قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَىٰ بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ ۚ اهْبِطُوا مِصْرًا فَإِنَّ لَكُم مَّا سَأَلْتُمْ ۗ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ ۗ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ۗ ذَٰلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُوا يَعْتَدُونَ) (البقرة: 61).

(قِيلَ يَا نُوحُ اهْبِطْ بِسَلَامٍ مِّنَّا وَبَرَكَاتٍ عَلَيْكَ وَعَلَىٰ أُمَمٍ مِّمَّن مَّعَكَ ۚ وَأُمَمٌ سَنُمَتِّعُهُمْ ثُمَّ يَمَسُّهُم مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ) (هود: 48).
فبنوا إسرائيل عندما "هبطوا" إلى مصر لم يكونوا في السماء..
ونوح عندما هبط كان في السفينة فحسب ولم يكن في السماء..
وكذلك الأمر بالنسبة لهبوط آدم وزوجه إلى الأرض.. كان انتقالا من مكان مرتفع قليلا في الأرض.. إلى عمومها..
***
هل من شيء قاطع وحاسم في كل ما سبق؟

لا بالتأكيد. وليس من المطلوب أصلا أن يكون كل شيء قاطعا وحاسما في كل تفصيل. ولا من المطلوب من العلم أن يقدم إثباتا لكل ما يقوله الدين، ولا الدين مطالب بأن يختم بالموافقة على كل ما يقوله العلم.

لكن رفع التناقض الصارخ مهم.

وغاية ما تقدمه المناقشة السابقة هو أنها تمنح مساحة مشتركة بين القصة الدينية كما جاءت في القرآن [...]، وبين مخرجات العلم الحديث.

أحمد خيري العمري؛ ليطمئن عقلي؛ ص184-ص197

هناك تعليقان (2):

  1. لماذا تحاول ابتداع وسيط بين الدين الذي يعترف بي خالق والنظرية التي تنفي وجودة وتجعل بداية الانسان عشوائية وصدفية بدون الاعتراف بخالق
    وادلتك كلها بتخمين وافتراضات ولم ترتجع حتى لتفسير الأيات
    مامعنى خلق ادم لو كان قبلة من البشر الكثير؟
    هل تحاول الجمع بينهم لظل المسلمين بين الحق والباطل؟
    وأساساً ما تسمية علم هي (نظرية) حتى داروين يشك بها مالذي يجعلها اساس تم اثباتة واصبحت كأنها من مسلمات العلم
    لاتجمع بين العلم الإلهي والنظريات البشرية الخيالية
    انا لا انكر ان يوجد علوم ينتفع بها ولاكن ليس نظريات عقيمة لا تقدم فقط تؤخر وتزعزع قلب الإنسان وإيمانة

    ردحذف
  2. { وَمَن یُشَاقِقِ ٱلرَّسُولَ مِنۢ بَعۡدِ مَا تَبَیَّنَ لَهُ ٱلۡهُدَىٰ وَیَتَّبِعۡ غَیۡرَ سَبِیلِ ٱلۡمُؤۡمِنِینَ نُوَلِّهِۦ مَا تَوَلَّىٰ وَنُصۡلِهِۦ جَهَنَّمَۖ وَسَاۤءَتۡ مَصِیرًا }
    [سُورَةُ النِّسَاءِ: ١١٥]

    ردحذف

| مقطع مرئي |

اكتب عنوان بريدك الإلكتروني ليصلك جديدنا: