الأحد، 9 ديسمبر 2018

من أين أبدأ طريقي إلى الإيمان؟ وكيف أواجه الشبهات؟


كنت صغيرة هوجاء... يعجبني الضجيج الإعلامي والتساؤلات من الملحدين، أو من التيارات الإسلامية حول نقاشات عن الإسلام في قضايا شبهات وخلافية... والشعارات البراقة باسم العقل والتجديد... وغيرها...

لم ألحد بفضل الله ولم أتزعزع عن ديني بوضوح، لكن لم أكن ثابتة الخطى... 

صاحبت مرّة فتاة تخصصها علمي، قالت لي أنه في النظريات العلمية يثبتون النظرية أولاً بحسب المعطيات العلمية المُثبِتة لها، ومن ثم يعالجون أو يحاولون تفسير ما يرد على النظرية من إشكالات واعتراضات... بمعنى أنهم لا يبدؤون أولا بالإشكالات الصغيرة التي تعارض النظرية، بل ينظرون للمعطيات العلمية القوية التي تستحق النظر أولا، ثم يعالجون الباقي. واكتشفتُ أن هذا منهج العقلاء عامة...

فتحتُ المصحف لأتدبر كعادتي وكنت وصلت لآل عمران، أطلقت النظر أمام هذه الآية:

(هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ ۖ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ ۗ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ ۗ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا ۗ وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ) [سورة آل عمران 7]


(آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ)
... أم الشيء هو أصله... أي أن الأصل هو المحكم، والمتشابهات هن الفرع.

تساءلت: العاقل ينظر للأصل ثم يعالج الفرع أم يبدأ بالفرع؟
وجدت أن الآية تنكر على من يتتبع الفروع، ولكن كثيرًا من أصحاب الضجيج الإعلامي يتتبعون الفروع قبل المحكم ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله!

يعني شعرت أن الآية تأخذ بيدنا لتعلمنا طريق الإيمان، البعض في هذه الأيام علمه في الدين قليل، ويكون لا يكاد يصلي ولا يعرف لِمَ هو مسلم؟! ويأتي لمسألة فرعية أثير حولها ضجيج إعلامي ويبدأ يسأل عنها ويحتار ويبحث... 

صاحبي... لا تبدأ بالفروع فهذا ليس طريق الراسخين في العلم!

ابدأ بالأصول المحكمة وافهم الإسلام ودلائل صحته، ثم ما تشابه عليك ردّه إلى المحكم.. ارسخ في العلم أولًا لتقيَ قلبك الفتن.

(وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا...)

"الرسوخ هو الثبات والتمكن في المكان، تقول رسخت القدم أي لا تزلّ وجبلٌ راسخ أي لا يتزحزح والراسخ في العلم هو الذي تمكن من علم كتاب الله وقامت عنده الأدلة بحيث لا تزحزحه الشُبَه. فانظر لو جاء البيان القرآني بقوله "والعلماء" هل كان سيعطي القوة ذاتها التي جاءت بها هذه الاستعارة (والراسخون في العلم)؟ تأمل واعرف الجواب بنفسك." (روائع البيان)

عالم الأكاذيب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

| مقطع مرئي |

اكتب عنوان بريدك الإلكتروني ليصلك جديدنا: