كان انتحارها صدمة للجميع فقد كانت تبدو بخير...
في الخامس من أيلول وبعد أن قتلت طفلتيها أقدمت نورا عياز على الانتحار... كانت جريمة من الصعب استيعابها على المسلمين في هرندون وفي جميع أنحاء فرجينيا.
كانت أما مثالية وقد حازت على جائزة من جمعية أيفي ليغو التي كانت تساعد ضحايا العنف المنزلي. كما كانت من رواد مركز آدم الاسلامي أحد أبرز المساجد الفاعلة في الولايات.
أما نادية من شيكاغو وهي أم لطفلتين فلم يكن الخبر مفاجئا، فقد حاولت هي نفسها الانتحار منذ شهرين.
تقول نادية في مقابلة مع المجلة:
"كل ما تشعر به هو الاكتئاب وبأنك بلا قيمة، ستكون حزينا وعاجزا حتى تصبح غير قادر على الاعتناء بنفسك. عندها تقرر أن تساعد كل من حولك وترسم على وجهك تلك الابتسامة المزيفة، لأنك تريد أن يروك مبتسما لتشعر أنك بخير وأنك لست بلا قيمة. كل ما تتمناه أن يظن من حولك أنك بخير... تريدهم أن يروك شخصا طبيعيا وألا يشعروا بما تعانيه"
إحصائيات حول معدلات الانتحار عند المسلمين
حتى هذا اليوم لا يوجد إحصائيات معتمدة للانتحار عند المسلمين.
تقول الدكتورة رانية عوض -مديرة العيادات في منطقة الساحل لمركز الخليل وهي من أكبر العيادات في الولايات المتحدة لمعالجة الأمراض العقلية عند المسلمين حتى في أوقات الأزمات- أن الأبحاث التي تتناول موضوع الانتحار عند المسلمين قليلة جدا، لأن منظمة الصحة العالمية (WHO) لا تتلقى أية تقارير عن حالات الوفاة بسبب الانتحار في العالم الإسلامي، كما أن الولايات المتحدة وكندا لا يفصحون عن ديانة الشخص المنتحر.
بصورة عامة فبحسب إحصائيات مركز الأمراض الأمريكية (CDC) فإن معدلات الانتحار قد ارتفعت في جميع الولايات الأمريكية. ففي عام 2016 أقدم 45.000 شخصا كانت أعمارهم 10 سنوات فأكثر على الانتحار، ويعد الانتحار عاشر الأسباب الرئيسية للوفاة، كما أنه أحد ثلاث أسباب رئيسية تبدو أعدادها في ازدياد.
الأمر نفسه يحدث في كندا حيث يعد الانتحار تاسع أكثر أسباب الوفاة شيوعا.
هناك بعض البيانات حول الانتحار في العالم الإسلامي والتي تصلنا من مصادر غير رسمية. ففي السنة الماضية قامت مجلة ساوند فيجين بالشراكة مع مؤسسة الخدمات النصية للأزمات بإنشاء خط مجاني للرد على الرسائل النصية للمسلمين. عندما يرسل أحد ما كلمة salam للرقم 741741 في أي وقت، فإن المتصل سيتلقى ردا من استشاري متخصص بإدارة كافة أنواع الأزمات. وقد كان الانتحار خامس أكثر المواضيع انتشارا بين المتصلين.
أما المصدر الثاني فقد كان التدريب الذي تقدمه الدكتورة عوض -البروفسور المساعد في مؤسسة العلاج النفسي في جامعة ستانفورد- في المجتمعات المسلمة بعد حادثة الانتحار.
تقول الدكتورة عوض:
"خلال الأشهر الست الماضية قدّمت ست ورشات في أربع ولايات. كان التدريب يستهدف أخصائي الأمراض العقلية في المنطقة وإمام المسجد والمشرفين لمساعدة المسلمين على تجاوز الألم والحزن والصدمة جراء انتحار أحد أفراد المجتمع".
حكم الانتحار في الاسلام بين الرحمة والتحريم
حسب ما ورد في القرآن فإن الانتحار من الكبائر:
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَأْكُلُوا أَمْوالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْباطِلِ إِلاَّ أَنْ تَكُونَ تِجارَةً عَنْ تَراضٍ مِنْكُمْ وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كانَ بِكُمْ رَحِيمًا (29) وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ عُدْوانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نارًا وَكانَ ذلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا (30)) سورة النساء.
يقول الشيخ رامي نصور مدير مؤسسة طيبة في مدينة يونيون كاليفورنيا ومساعد مدير مؤسسة سيكرزهوب العالمية:
"إن بعض ردود الأفعال اتجاه حادثة الانتحار غير سليمة وتأتي بشكل خاص من مسلمين محافظين فكل ما يذكرونه حينها هو الحكم الشرعي للقضية هل يدفن الشخص المنتحر في مقابر المسلمين أم لا وهل تصلى عليه صلاة الجنازة؟
أقوم حينها بالتأكيد على ضرورة دعم ومساعدة أهل المتوفى وأصدقائه، على الرغم من قدرتي على الرد على هذه التساؤلات، فبالنسبة لي أرى أنه يجب دفنه والصلاة عليه كأي مسلم".
بروفسورة القانون الإسلامي عوض من جامعة الزيتونة في بروكلي كاليفورنيا تضيف بأنه بالرغم من أن هناك نصا واحدا في القرآن يحرم الانتحار فهناك العديد من التفسيرات والآراء الفقهية المختلفة حول موقفنا من الشخص المنتحر.
أكد السيد نصور على أهمية دور الإمام والقيادات المجتمعية عند حادثة الانتحار. يجب عليهم إدراك الموضوع جيدا والإحاطة بجميع جوانبه القانونية والاجتماعية. لابد من فهم عميق للتفسير المتعلق بآية الانتحار وللأحاديث النبوية المتعلقة به.
تقول الدكتورة فرح إسلام مدرسة وكاتبة عن الصحة النفسية في برنامج آدم للأطفال المسلمين في تورنتو كندا:
"إن مفهوم الانتحار في الإسلام معقد جدا. فبالنسبة لبعض الأشخاص كل شيء إما أبيض أو أسود ولكن ديننا أكثر تسامحا من ذلك"
يقول الإمام عبد المالك مجاهد رئيس مجلة ساوند فيجين:
يقول الإمام عبد المالك مجاهد رئيس مجلة ساوند فيجين:
"إن أغلب حالات الانتحار سببها الإصابة بالأمراض العقلية ونحن نعلم جيدا أن الله تعالى رفع التكليف عن غير العاقل. إن العقل هو شرط من شروط وجوب تأدية الشعائر وإقامة أركان الإسلام الخمسة وهكذا فإن الشخص الذي لا يتمتع بالسلامة العقلية هو شخص غير مكلف وبالتالي لا يمكن محاسبته كالشخص العاقل".
وصمة العار
تقول الدكتورة عوض:
"غالبا ما يعتبر الانتحار وصمة عار وبالتالي فإن الشائع لدى أغلب العائلات المسلمة إخفاء سبب الموت المفاجئ لتقول أنه حادث مؤسف".
لقد تم تسجيل بعض الحالات حيث رفضت بعض العائلات دفن المنتحرين في مقابر المسلمين. مما يفرض ضغوطات جديدة على من يعاني من أفكار انتحارية ويحاول التحدث عنها.
يقول السيد نصور:
"من يحدث نفسه بالانتحار يشبه إلى حد كبير مدمن المخدرات، فالإدمان بالنسبة له وصمة عار قد لا يرغب بالتحدث عنها أمام أقرانه. الجميع يعرف جيداً أن تعاطي المخدرات من المحرمات ولكن وصم المتعاطي بالعار ونبذه في المجتمع يجعله يبتعد عن فكرة الإقلاع والعلاج"
"علينا أن ندرك جيداً أن فكرة الانتحار تدور في بال الكثيرين فإذا لم نناقشها وننشر التوعية عنها داخل المجتمع وبشكل طبيعي فأين ستناقش مثل هذه الأفكار؟ يجب أن تتم مناقشة مواضيع الانتحار ومسبباتها داخل المساجد والمراكز الإسلامية، ففي الكنائس من الطبيعي أن تعقد ندوات ولقاءات تناقش موضوع إدمان الشرب بينما في المساجد فهذا شبه مستحيل. باعتبار أن التعاطي والإدمان من الكبائر في مجتمعاتنا."
الدور الرئيسي للاضطرابات العقلية
تعتبر الأمراض العقلية حسب الخبراء سببا رئيسيا لأغلب حالات الانتحار بالإضافة إلى الكثير من العوامل والضغوطات.
تقول الدكتورة عوض:
"سواء تم تشخيص المرض العقلي أم لا، أو تم علاجه أم لا فإن 90% من حالات الانتحار سببها الأمراض العقلية"
تلك كانت قصة ناديا التي عانت من الاكتئاب لمدة ست سنوات بعد وفاة ابنتها الصغيرة. ولم تتلقى أي مساعدة من عائلتها أو ممن حولها من المسلمين.
تقول ناديا:
"كلما شعرت بضيق كان الرد أن السبب هو تقصيري في الصلاة أو أنها وساوس الشيطان وعلي أن أتوب وأراجع إيماني بالله. هذه الإجابات كانت تبعدني أكثر عن الإيمان، كنت أشعر بالذنب كلما كنت حزينة أو مكتئبة. أتمنى لو أنني حصلت على تعاطف أكبر، ليتني تلقيت دعما أكبر ممن حولي من المسلمين."
في حين لم يستطع أحد فهم مدى معاناتها وحزنها، كانت والدة زوجها المصدر الأكبر لدعمها، ولكن وفاتها كانت صدمة شديدة أثرت عليها بشكل كبير.
"بعد شهرين من وفاتها حاولت الانتحار، لم يفهمني أحد ولم يساعدني أحد، كلهم اعتبروني (مجنونة) مما جعلني اضطر لكبت مشاعري ورسم ابتسامة مزيفة على وجهي."
عندما حاولت الانتحار كانت ناديا في إجازة مع عائلتها وبينما كان زوجها وأولادها نائمين حاولت شنق نفسها. كانت تحاول تقليد مصممة أزياء مشهورة قد شنقت نفسها منذ عدة أسابيع. سببت هذه المحاولة الكثير من الألم لناديا ولكنها لم تقتلها ومن ذلك الحين قررت أن تتغير.
تقول ناديا:
"بعد أن فشلت في شنق نفسي، نظرت إلى المرآة كانت هناك ندبة حمراء حول رقبتي، عندها أدركت أنني بحاجة للمساعدة. كنت مذعورة من فكرة أن أولادي سيفقدون أمهم وأدركت ما قد يعانيه أولادي لو انتحرت."
هناك حاجة ماسة لتوعية المجتمعات بالأمراض العقلية وصعوباتها وأهمية التعامل معها. للأسف مازالت أغلب المجتمعات وخصوصا الإسلامية متحفظة تجاه استشارة المعالجين النفسيين مهما بدت الاضطرابات النفسية واضحة نادرا ما تقوم الأسرة أو الأصدقاء بحث المريض على الذهاب لتلقي العلاج عند مختص.
هناك حاجة ماسة لتوعية المجتمعات بالأمراض العقلية وصعوباتها وأهمية التعامل معها. للأسف مازالت أغلب المجتمعات وخصوصا الإسلامية متحفظة تجاه استشارة المعالجين النفسيين مهما بدت الاضطرابات النفسية واضحة نادرا ما تقوم الأسرة أو الأصدقاء بحث المريض على الذهاب لتلقي العلاج عند مختص.
تقول الدكتورة عوض:
"مالم نطلب مساعدة شخص مختص فنحن نلق أفراد عائلاتنا وأشخاصا عزيزين علينا إلى الهاوية دون أن نشعر".
تقول ناديا:
"لماذا عندما يصاب شخص ما بالسرطان لا نقول أنه لا يصل بشكل كاف، أو أنه لا يؤمن بالله؟ فقط عندما يصاب بالاكتئاب أو باضطراب عقلي نُشعره بأن السبب هو ضعف عقيدته أو تقصيره في تأدية الشعائر الدينية".
تقول الدكتورة عوض:
"جميعنا قد نتعرض لهذه الأمراض فهي لا تفرق بين غني أو فقير، مثقف أو جاهل لا دخل لهذه الأمراض بالعرق أو العقيدة أو الطائفة"
تقول إسلام:
"إن المرأة بشكل خاص أكثر عرضة لهذه الاضطرابات بسبب تعرضها لاكتئاب ما بعد الولادة أو للوساوس. فمثلا في أحد الدراسات التي أجريت على شابات من جنوب آسيا في تورنتو فإن غالبيتهم كانوا يطلبون علاجا نفسيا، والنسبة الأكبر عانت أمهاتهم من اكتئاب ما بعد الولادة ولم تتلق العلاج المناسب مما أثر على دورهم كأمهات. على المرأة أن تهتم بصحتها النفسية والعقلية قبل الاهتمام بأولادها".
بشكل عام فإن أغلب حالات الاضطرابات العقلية لا تنتهي بالانتحار فالغالبية تقدر على تجاوز الأمر. من الضروري معرفة أن الناس يعيشون باضطرابات عقلية وقد يميلون للانتحار ولكن غالبا يتخطون ذلك وقد يتناولون الأدوية أو يحصلون على معالجة نفسية.
تمكنت ناديا بعد فشلها في الانتحار من الحصول على مساعدة مجموعة من المسلمين وخبير بالعلاج النفسي وطبيب نفسي. تقول ناديا:
"كل ما يشغل بالي حالياً هو تربية أولادي ومساعدة من مرّ بمثل ظروفي. لقد كدت أن أفقد حياتي في تلك الليلة".
تعد الأمراض العقلية سببا رئيسيا لبعض حالات الانتحار لدى المسلمين ولكن أحيانا تكون الأسباب أكثر تعقيداً.
تقول سكينة قيصر مؤلفة كتاب "الإنسانية في الإسلام، مالم يعلمني إياه أحد" بأنه قد يعاني الشخص المنتحر من الاضطرابات العقلية ولكنها قد لا تكون سبب الانتحار فهناك الكثير من الأمور التي تقود إلى الانتحار كإساءة استخدام المخدرات والتعاطي والإهمال...
دور الانعزال
كانت للعزلة التي تعيشها ناديا دور كبير في مضاعفة ميولها وأفكارها الانتحارية.
تقول إسلام:
"للعزلة دور كبير في الانتحار، إنها الشعور بأن لا أحد قادر على فهم ما يؤلمك"
بحسب الدكتورة عوض فإن وجود أحد ما من أجل من يفكر بالانتحار، يستمع له، يحفزه ولا يعيب عليه مشاعره من العوامل التي تمنع حدوث الانتحار، بالإضافة إلى مراجعة خبير علاج نفسي.
تقول إسلام:
"يجب علينا التواصل مع من حولنا كما يجب علينا الاستماع لهم، عندما يسألك أحد ما كيف حالك فهل ستكون مستعدا لتكملة الحوار؟ هل ستكون شخصا متعاطفاً؟ علينا أن نتعلم الذكاء العاطفي وأن نمارسه مع الآخرين علينا أن نكون قادرين على رؤية الحزن في عيونهم."
دور الاسلاموفوبيا:
دور الاسلاموفوبيا:
ترتفع معدلات جرائم الكراهية ضد المسلمين في أمريكا وكندا وحول العالم. ففي تقرير هيئة العلاقات الاسلامية الأمريكية عام 2017 تم تسجيل 2200 حالة اعتداء على المسلمين زيادة عن 2016. بمعدل زيادة قدره 57% عن العام السابق. كما زادت جرائم الكراهية بنسبة 44%. كان هذا الارتفاع أكبر من العام الذي قبله والذي زاد بنسبة 374% عن عام 2015 .
ففي كندا وحسب الإحصائيات فإن معدلات جرائم الكراهية كانت تنخفض ولكن حالات الاعتداء على المسلمين بسبب الكراهية ارتفعت حتى ثلاثة أضعاف عن نسبتها بين العامين 2012 و2015.
كل هذا كان يزيد من الخوف والضغط النفسي والقلق مما يؤدي إلى أمراض واضطرابات عقلية
التظاهر بالمثالية ضمن المجتمع
الانعزالية، الأمراض العقلية والخوف من الإسلام جميعا لها أدوار رئيسية تدفع نحو الانتحار عند المسلمين، ولكن هناك دافع آخر قد يعد سببا غير مباشر وهو محاولة الظهور بالمظهر المثالي.
تقول إسلام:
"أغلب ثقافتنا تدعو للمثالية يجب أن تكون ناجحا في كل شيء، هناك معايير مجتمعية ليست واقعية ولا يمكن تحقيقها".
عانت ناديا من نفس المشكلة عندما مرت بالاكتئاب الذي أوصلها للانتحار، تحاول أن تشتكي همومك كونك أم لشخص ما ولكنك تفاجئ بالصورة المثالية التي يرسمونها عن أولادهم. لا أحد يتكلم عن سقطات أولاده أو فشلهم . فبدل أن نكون صريحين ونعترف بنقصنا نكون مذعورين من فكرة الفشل ونحاول التظاهر بالكمال.
الحلول
وعي أكبر بقضية الانتحار ونشر ثقافة الصحة العقلية.
اقترح نصور عدة طرق لتحدي الصمت والشعور بالعار اتجاه قضية الانتحار:
"يجب أن نتمكن من طرح قضية الانتحار بشكل طبيعي وعفوي، علينا أن نناقش الانتحار في المدارس الاسلامية، اجتماعات آخر الأسبوع والتجمعات الشبابية. يجب أن يتم تدريب الأئمة ومشرفي الشباب والحلقات في المساجد على كيفية مناقشة هذه المواضيع وكيفية التعامل معها".
يجب نشر أرقام خطوط الهاتف المجهزة للإجابة عن الأسئلة المتعلقة بالانتحار بشكل جيد حتى في حمامات المساجد. مثل خط الأزمات ويجب أن تتناول خطبة الجمعة ولو مرة في السنة هذا الموضوع.
من الحلول الأخرى المقترحة هو توعية الأئمة وقادة المجتمع بحجم المأساة. واقترح إسلام أن يتلقوا دورات إسعاف أولية تتعلق بالأمراض العقلية وهي منتشرة في مراكز الخدمات الاجتماعية في كندا.
بعض الإجراءات قد بدأ القيام بها ففي مختبر ستانفورد الإسلامي للأمراض العقلية بإشراف الدكتورة عوض يجري العمل على تحضير دليل تعليمي للمسلمين حول الانتحار وسيكون متاحا عام 2019.
وكما أشرنا سابقا فإن الدكتورة عوض تعمل منذ فترة على تقديم بعض الورشات التدريبية داخل الولاية.
"بالنسبة للبعض فالإمام هو من يقول أن بإمكاننا الترحم على الميت وعدم الحكم عليه، وبالنسبة للآخرين فإن المستشار النفسي هو من يخبرهم كيف يتعاملون مع الحادث. نحن بحاجة للجهتين لنشر التوعية حول موضوع الانتحار".
كما يعمل مختبر ستانفورد الإسلامي للصحة العقلية على نشر بحث يجمع فيه الأحكام والفتاوى المتعلقة بالانتحار لنشرها لدى أئمة المسلمين، وتحوي اقتراحات عما يجب قوله وكيف يقال بعد حادثة الانتحار.
تشعر الدكتورة عوض بالتفاؤل حول المستقبل:
"في أغلب الحالات وبسبب التدخل المدروس فإنه بالإمكان تفادي الانتحار وخصوصا عند حالات الشباب فإنهم عند الحوار يبدون أكثر استعدادا ورغبة لمناقشة الموضوع".
وبشكل عام أكدت ناديا على ضرورة تنمية مهارة الاستماع والتعاطف دون إصدار الأحكام داخل المجتمعات.
"فقط دعوهم يقولوا ما يريدون، تحدثوا معهم بشكل دوري إنهم بحاجة لمن يستمع لهم وليس لمن يصدر أحكاما عليهم، بإمكانكم عرض المساعدة، وإخبارهم أنكم ستكونون دائما موجودين من أجلهم كي لا يشعروا بالعزلة. تذكروا جيدا أنه من واجبنا المحافظة على الصحة العقلية لدى مجتمعاتنا..."
تقول إسلام:
"يجب على المسلمين أن يبادروا بالمساعدة ولو بشكل فردي عليهم أن يقفوا مع من يمر بمحنة ويمر بظروف شخصية صعبة حتى يتجاوزها بنجاح. اسألوا أنفسكم كيف يمكننا أن نكون الأمل بالنسبة لشخص آخر وكيف نحقق ذلك؟"
المسلم الحق لا ينتحر .فليس كل من أدعى أو تظاهر بألاسلام هو مسلم . وهذا ما نراه ونلاحظه كثيرا. وهلا قارنتم بين أعداد المنتحرين(الذين مسلمون بألاسم فقط) وبين عدد المنتحرين في الدول الغير اسلامية؟؟؟
ردحذف