إن من الطفولة العقلية أن نجعل الاقتداء بالرسول الكريم اقتداء شكليا، فلقد كان للرسول صلى الله عليه وسلم زي يلبسه ونعل يرتديها وعمامة يضعها على رأسه، كما كان له عادات في قيامه وقعوده وطعامه وشرابه، هذه كلها يتقيد بها البعض تقيداً شكلياً متزمتا مع أنها هوامش السنة. أما سنة الرسول الحقة، فهي مستمدة من كتاب الله، فالرسول صلى الله عليه وسلم، كان خلقه القرآن، وكان هو صميم عقله وأساس كيانه المعنوي، وكان جوهر الرسول صلى الله عليه وسلم هو هذا الكتاب العظيم الذي صنع حضارة العقل السليم فكيف ننسى هذا كله وننشغل بأمور شكلية هي أقرب إلى القشور.
إن قشرة البرتقالة أو قشرة البيضة قد تكون ضرورية لحفظها وبقائها، ولكن ليس معنى هذا أننا نأكل قشر البرتقال أو قشر البيض، فالقشرة هي الشكل ومهمتها أن تصون الجوهر فإذا انتفعنا كان انتفاعنا بهذا الجوهر، قبل كل شىء أما الذين يعيشون على قشر البرتقالة أو قشر البيضة ولا ينفذون إلى الصميم، فهم قوم جهلة!
وأنا أرفض أن يكون زمام الفكر الإنساني والإسلامي في أيدي هؤلاء
محمد الغزالي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق