لم يُعرف مصطلح (الطب النبوي) في عهد النبي ولا الصحابة، وإنما ظهر مؤخرًا، في القرن الرابع الهجري، وقد خصص الإمام علي بن موسى الرضا (203 هـ) أول كتاب عن أقوال النبي الطبية، لكن لم يصلنا، ومن بعده كتب أبو بكر بن السني (364هـ) كتاب (الطب في الحديث)، وكتب أبو عبيد بن الحسن الحراني (369هـ) كتاب (الطب النبوي)، وتوالت المصنفات بعدئذ بهذا الاسم لأبي نعيم الأصفهاني (430هـ)، وأبي العباس المستغفري (432هـ)، وأبي القاسم النيسابوري (406هـ)، وغيرهم وصولًا إلى القرنين الثامن والتاسع الهجريين، إذ نجد مصنفات للذهبي (748هـ)، وابن قيم الجوزية (751هـ)، ثم السخاوي (902هـ)، والسيوطي (911هـ) وغيرهم.
ومنها اعتبر البعض هذه الوصفات الطبية دينية، وحي من عند الله، وبالتالي هي محل ثقة تامة، فيلجأون إليها دون الرجوع للطبيب! كما أنها تمثل إعجازًا علميًا؛ إذ سبق الوحي أحدث الاكتشافات العلمية!
ومن جهة أخرى تصيَّد البعض أخطاء طبية في هذه الأحاديث، وبذلك يراها دليلًا على بطلان هذا الدين بالكلية، فكيف يأمر نبي بأدوية خاطئة؟ ونبيكم قال إن التمر يشفي من السم، فها هو التمر وذاك السم، فكلوا التمر واشربوا السم، وإن شفاكم, آمنا برسولكم!
أقوال النبي في هذا الباب يمكن تصنيفها لقسمين:
نصائح عامة بالتداوي والنظافة العامة، كالحث على غسل الأسنان بالسواك، والأمر بالتداوي، وإعطاء الجسد حقه. وهي تفيد عناية الإسلام بالجسد، وليست محل خلاف.
ووصفات طبية للتداوي من الأمراض، كالحجامة، والعلاج ببول الإبل، وقوله: لا عدوى، وأن التمر يقي من السم… إلخ. هذا القسم هو ما نبحث عن مصدره.
وحي الله أم اجتهاد الرسول؟
يعتقد كثيرون أنه بمجرد نسبة قول أو فعل للنبي، فهو دليل أنه وحي ديني وتشريع مُلزِم، لكن العلماء قد قسَّموا أقوال النبي إلى قسمين: تشريعي وغير تشريعي.
يقول الإمام الدهلوي: اعْلَم أن ما رُوي عن النبي، ودُّوِّن في كتب الحديث على قسمين:
أحدهما ما سبيله سبيل تبليغ الرسالة، وفيه قوله تعالى: (وَمَا آتَاكُم الرَّسُول فَخُذُوهُ وَمَا نهاكم عَنهُ فَانْتَهوا)، ومنه علوم المعاد، وعجائب الملكوت، وهذا كله مستند إلى الوحي.
وثانيهما ما ليس من باب تبليغ الرسالة، وفيه قول النبي: إنما أنا بشر، إذا أمرتكم بشيء من دينكم فخذوا به، وإذا أمرتكم بشيء من رأيي، فإنما أنا بشر، فمنه الطب، ومنه ما فعله النبي على سبيل العادة دون العبادة، وبحسب الاتفاق دون القصد، ومنه ما ذكره كما كان يذكره قومه(8).
وقد اتفق مع هذا التقسيم الإمام القرافي(9)، ومحمود شلتوت(10)، وابن عاشور(11)، والقرضاوي، ومحمد عمارة، وغيرهم.
طب نبوي أم طب العرب؟
بعد أن عرفنا أن أقوال النبي منها الوحي الديني، ومنها الاجتهاد البشري، فهل أقوال النبي الطبية هي تشريع ديني أم اجتهادات بشرية؟
هنا نعود لدور النبي الديني، فقد حددت آيتان وظيفة النبي الدينية:
(رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ).
(لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ).
ومن ذلك يتبين أن وظيفة النبي الدينية تشمل: تبليغ القرآن، وتعليمه، والحكمة، والتزكية. وهي وظائف لا تشمل إطلاقًا المجالات التخصصية، كالطب، أو الزراعة؛ فلم يوحِ الله إلى نبيه وصفة طبية، أو طريقة زراعية، أو نظرية علمية، وليس هذا دور النبي ولا المنتظر منه.
وعلاوة على ذلك نجد عدة مؤشرات تشير إلى أن هذه الوصفات الطبية جاء بها النبي اجتهادًا واكتسابًا من عادات قومه:
روى البخاري ومسلم قول النبي: إن كان في شيء من أدويتكم خير، ففي شرطة محجم، أو شربة عسل، أو لذعة بنار توافق الداء(12)، وفي ذلك يقول النبي: أدويتكم، فينسب الطرق العلاجية إلى ما تعاهد عليه الناس، وليست وحي من الله.
وروى مسلم قول النبي: لقد هممت أن أنهى عن الغيلة، حتى ذكرت أن الروم وفارس يصنعون ذلك، فلا يضر أولادهم(13).
الغيلة: هي جِماع الرجل زوجته وهي مُرضِع، والحديث واضح الدلالة أن النبي يبحث في عادات قومه عن النافع المفيد، ويرشد الناس إليه، وإن وجد في غيره نفع، عاد عن رأيه.
يقول خالد محمود: كان النبي يجتهد رجاء التوصل إلى الفائدة، فإذا غلب على ظنه الفائدة في أمر، أرشد الناس إليه، ويتضح ذلك في قوله: تداووا بألبان البقر؛ فإني أرجو أن يجعل الله فيها شفاء؛ فإنها تأكل من كل الشجر، فغلب على ظنه أن في ألبان البقر شفاء، لكونها تأكل من كل الشجر، ولعله شبهه بالعسل الذي يأكل نحله من كل الثمرات، فيكون فيه شفاء للناس. ثم تأتي رواية يذكر راويها: ألبان البقر شفاء! وقد عرفنا أن هذا الخبر ليس من الوحي بدلالة الرواية الأخرى(14).
ومما يؤكد أن هذه الوصفات نقلها النبي عن عادات قومه، أنها كانت موجودة قبل نزول الوحي، فلم يبتدعها الوحي. فتعود الحجامة مثلًا لعصر اليونان؛ إذ كانوا يعتقدون أن تخليص الجسم من الدم الزائد يحسن الصحة!
وقد كان النبي نفسه يأمر باللجوء للطبيب في حضرته، فقد روى مالك أن رجلًا في زمان رسول الله أصابه جرح، فاحتقن الجرح الدم، وأن الرجل دعا رجلين من بني أنمار، فقال لهما رسول الله: أيكما أطب؟ فقالا: أو في الطب خير يا رسول الله؟ فقال النبي: أنزل الدواء الذي أنزل الأدواء(15).
وفي رواية أخرى: دخل رسول الله على مريض يعوده فقال: أرسلوا إلى طبيب. فقال قائل: وأنت تقول ذلك يا رسول الله؟ قال: نعم، إن الله عز وجل لم ينزل داء إلا أنزل له دواء(16).
فلو كان الطب ينزل على النبي، لعالج المرضى دون احتياج لأطباء غيره، إلا أنه أعلن أن العلاج ليس من اختصاصاته، وإنما هو اختصاص الطبيب.
وقد عُرف عن عائشة تعلمها الطب، وحين سُئلت: ممن تعلمتِ الطب؟ قالت: إن رسول الله كان يسقم عند آخر عمره، وكانت تقدم عليه وفود العرب من كل وجه، فتنعت له الأنعات، وكنت أعالجها له(17).
يقول ابن خلدون: وكان عند العرب من هذا الطب كثير، وكان فيهم أطباء معروفون كالحارث بن كلدة وغيره. والطب المنقول في الشرعيات من هذا القبيل، وليس من الوحي في شيء، وإنما هو أمر كان عاديًا للعرب.
ووقع في ذكر أحوال النبي من نوع: ذكر أحواله التي هي عادة وجبلة. فإنه (صلى الله عليه وسلم) إنما بُعث ليعلمنا الشرائع، ولم يُبعث لتعريف الطب ولا غيره من العاديات(18).
وحين ذكر الإمام الدهلوي أقوال النبي غير التشريعية قال: ومنها الطب(19).
ويقول القرضاوي: هذه الوصفات الطبية قالها النبي بحكم كونه عربيًا، يتعلم من قومه(20).
ويقول خالد محمود: ولا عجب في كون الرسول معتقدًا لشيء من أمور الدنيا على خلاف ما هو عليه، أو يُخيل إليه من أمورها ما لا حقيقة له، لأنه في غير النبوة بشر من ذاك الزمان والمكان، ولا عيب أنه لم يكن يعلم المكتشفات العلمية التي حدثت على مر الزمان بعده، فلم يكن يعلم بأمر جراثيم الأمراض التي عليها قوام الطب اليوم، ولا المضادات الحيوية، ولا العمليات الجراحية، ولا نقل الدم، ولا تسبب الخلل الكيميائي في الجسم في الأمراض النفسية، إلى آخر ما تطور إليه الطب، فكان يعيش كأبناء ذلك الزمان، يأكل ويشرب ويسكن ويركب ويتداوى مثلهم(21).
[...]
الطريقة التي ارتضاها الله للبشر أن يكشف لهم عن الغيبيات والعبادات بنص مقدس، إذ يعجز العقل عن الوصول إلى ذلك. أما نواميس الكون وسنن الله في الخلق فلا تأتيهم جاهزة منزلة، بل عليهم هم أن يبحثوا وينظروا ويجتهدوا ليكشفوا عن آيات الله، ولا طريق لذلك سوى التجربة والاختبار. أما مطالبة الوحي أن يفسر الكون، أو مطالبة العلم أن يكشف عن غيب هو تخبط وجهل بطبيعة العلوم.
يعتقد كثيرون أنه بمجرد نسبة قول أو فعل للنبي، فهو دليل أنه وحي ديني وتشريع مُلزِم، لكن العلماء قد قسَّموا أقوال النبي إلى قسمين: تشريعي وغير تشريعي.
يقول الإمام الدهلوي: اعْلَم أن ما رُوي عن النبي، ودُّوِّن في كتب الحديث على قسمين:
أحدهما ما سبيله سبيل تبليغ الرسالة، وفيه قوله تعالى: (وَمَا آتَاكُم الرَّسُول فَخُذُوهُ وَمَا نهاكم عَنهُ فَانْتَهوا)، ومنه علوم المعاد، وعجائب الملكوت، وهذا كله مستند إلى الوحي.
وثانيهما ما ليس من باب تبليغ الرسالة، وفيه قول النبي: إنما أنا بشر، إذا أمرتكم بشيء من دينكم فخذوا به، وإذا أمرتكم بشيء من رأيي، فإنما أنا بشر، فمنه الطب، ومنه ما فعله النبي على سبيل العادة دون العبادة، وبحسب الاتفاق دون القصد، ومنه ما ذكره كما كان يذكره قومه(8).
وقد اتفق مع هذا التقسيم الإمام القرافي(9)، ومحمود شلتوت(10)، وابن عاشور(11)، والقرضاوي، ومحمد عمارة، وغيرهم.
طب نبوي أم طب العرب؟
بعد أن عرفنا أن أقوال النبي منها الوحي الديني، ومنها الاجتهاد البشري، فهل أقوال النبي الطبية هي تشريع ديني أم اجتهادات بشرية؟
هنا نعود لدور النبي الديني، فقد حددت آيتان وظيفة النبي الدينية:
(رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ).
(لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ).
ومن ذلك يتبين أن وظيفة النبي الدينية تشمل: تبليغ القرآن، وتعليمه، والحكمة، والتزكية. وهي وظائف لا تشمل إطلاقًا المجالات التخصصية، كالطب، أو الزراعة؛ فلم يوحِ الله إلى نبيه وصفة طبية، أو طريقة زراعية، أو نظرية علمية، وليس هذا دور النبي ولا المنتظر منه.
وعلاوة على ذلك نجد عدة مؤشرات تشير إلى أن هذه الوصفات الطبية جاء بها النبي اجتهادًا واكتسابًا من عادات قومه:
روى البخاري ومسلم قول النبي: إن كان في شيء من أدويتكم خير، ففي شرطة محجم، أو شربة عسل، أو لذعة بنار توافق الداء(12)، وفي ذلك يقول النبي: أدويتكم، فينسب الطرق العلاجية إلى ما تعاهد عليه الناس، وليست وحي من الله.
وروى مسلم قول النبي: لقد هممت أن أنهى عن الغيلة، حتى ذكرت أن الروم وفارس يصنعون ذلك، فلا يضر أولادهم(13).
الغيلة: هي جِماع الرجل زوجته وهي مُرضِع، والحديث واضح الدلالة أن النبي يبحث في عادات قومه عن النافع المفيد، ويرشد الناس إليه، وإن وجد في غيره نفع، عاد عن رأيه.
يقول خالد محمود: كان النبي يجتهد رجاء التوصل إلى الفائدة، فإذا غلب على ظنه الفائدة في أمر، أرشد الناس إليه، ويتضح ذلك في قوله: تداووا بألبان البقر؛ فإني أرجو أن يجعل الله فيها شفاء؛ فإنها تأكل من كل الشجر، فغلب على ظنه أن في ألبان البقر شفاء، لكونها تأكل من كل الشجر، ولعله شبهه بالعسل الذي يأكل نحله من كل الثمرات، فيكون فيه شفاء للناس. ثم تأتي رواية يذكر راويها: ألبان البقر شفاء! وقد عرفنا أن هذا الخبر ليس من الوحي بدلالة الرواية الأخرى(14).
ومما يؤكد أن هذه الوصفات نقلها النبي عن عادات قومه، أنها كانت موجودة قبل نزول الوحي، فلم يبتدعها الوحي. فتعود الحجامة مثلًا لعصر اليونان؛ إذ كانوا يعتقدون أن تخليص الجسم من الدم الزائد يحسن الصحة!
وقد كان النبي نفسه يأمر باللجوء للطبيب في حضرته، فقد روى مالك أن رجلًا في زمان رسول الله أصابه جرح، فاحتقن الجرح الدم، وأن الرجل دعا رجلين من بني أنمار، فقال لهما رسول الله: أيكما أطب؟ فقالا: أو في الطب خير يا رسول الله؟ فقال النبي: أنزل الدواء الذي أنزل الأدواء(15).
وفي رواية أخرى: دخل رسول الله على مريض يعوده فقال: أرسلوا إلى طبيب. فقال قائل: وأنت تقول ذلك يا رسول الله؟ قال: نعم، إن الله عز وجل لم ينزل داء إلا أنزل له دواء(16).
فلو كان الطب ينزل على النبي، لعالج المرضى دون احتياج لأطباء غيره، إلا أنه أعلن أن العلاج ليس من اختصاصاته، وإنما هو اختصاص الطبيب.
وقد عُرف عن عائشة تعلمها الطب، وحين سُئلت: ممن تعلمتِ الطب؟ قالت: إن رسول الله كان يسقم عند آخر عمره، وكانت تقدم عليه وفود العرب من كل وجه، فتنعت له الأنعات، وكنت أعالجها له(17).
يقول ابن خلدون: وكان عند العرب من هذا الطب كثير، وكان فيهم أطباء معروفون كالحارث بن كلدة وغيره. والطب المنقول في الشرعيات من هذا القبيل، وليس من الوحي في شيء، وإنما هو أمر كان عاديًا للعرب.
ووقع في ذكر أحوال النبي من نوع: ذكر أحواله التي هي عادة وجبلة. فإنه (صلى الله عليه وسلم) إنما بُعث ليعلمنا الشرائع، ولم يُبعث لتعريف الطب ولا غيره من العاديات(18).
وحين ذكر الإمام الدهلوي أقوال النبي غير التشريعية قال: ومنها الطب(19).
ويقول القرضاوي: هذه الوصفات الطبية قالها النبي بحكم كونه عربيًا، يتعلم من قومه(20).
ويقول خالد محمود: ولا عجب في كون الرسول معتقدًا لشيء من أمور الدنيا على خلاف ما هو عليه، أو يُخيل إليه من أمورها ما لا حقيقة له، لأنه في غير النبوة بشر من ذاك الزمان والمكان، ولا عيب أنه لم يكن يعلم المكتشفات العلمية التي حدثت على مر الزمان بعده، فلم يكن يعلم بأمر جراثيم الأمراض التي عليها قوام الطب اليوم، ولا المضادات الحيوية، ولا العمليات الجراحية، ولا نقل الدم، ولا تسبب الخلل الكيميائي في الجسم في الأمراض النفسية، إلى آخر ما تطور إليه الطب، فكان يعيش كأبناء ذلك الزمان، يأكل ويشرب ويسكن ويركب ويتداوى مثلهم(21).
[...]
الطريقة التي ارتضاها الله للبشر أن يكشف لهم عن الغيبيات والعبادات بنص مقدس، إذ يعجز العقل عن الوصول إلى ذلك. أما نواميس الكون وسنن الله في الخلق فلا تأتيهم جاهزة منزلة، بل عليهم هم أن يبحثوا وينظروا ويجتهدوا ليكشفوا عن آيات الله، ولا طريق لذلك سوى التجربة والاختبار. أما مطالبة الوحي أن يفسر الكون، أو مطالبة العلم أن يكشف عن غيب هو تخبط وجهل بطبيعة العلوم.
بقلم خالد باظه نقلًا عن مقاله "خرافة العلاج بالقرآن والطب النبوي" (اضغط هنا)
تذكرت زميلا لي استشاط غيظا مني لأني قلت أن الرسول -عليه الصلاة السلام- ليس أعلم الناس بكل العلوم (عندما سألني عن ذلك)، واستدللت بالآية "وما علمناه الشعر وما ينبغي له" واستدللت بالحديث "أنتم أعلم بشئون دنياكم"، ولكنه كان مصرا بأن رسول الله أعلم الناس بالطب والفيزياء والكيمياء وكل المجالات.
ردحذفبارك الله فيك أخي وكثر من أمثالك
حذففعلًا فعلًا فعلًا جزاااكم الله خير الجزاء عن هذا البيان الراااااائع
ردحذفاصطدمت حقيقةً بالأدلة المذكورة حتى أني توقفت عن القراءة وبحثت عن صحة كل هذه الأحاديث وفوجئت بها موجود في مواقع من يتعصبون إلى هذه الخرافة على أنها إعجاز علمي.
هذه المسألة شكلت لي أزمة فعلًا في نقاشاتي مع مدعي الطب النبوي وكنت أشعر بسببهم أني أخطئ في حق النبي الكريم لما أقول مثلًا أن الحجامة والعسل لا يشفيان من كل الأمراض ولكنهما مفيدان، وناقشت أناسًا يقدسون الحجامة تقديسهم للقرآن حتى إن بعضهم قد يكفرك لعدم إذعانك لرأيه، ولكني تفاجأت بوجود الأدلة التي ذكرتموها بارك الله فيكم فهي تزيل الشك وتطمئن القلب وتشفي الصدر وتنفي عن الإسلام الخرافات التي ألحقها به المتشددون، بل وكان بعضهم يقول لي إن الذهاب للطبيب ينافي التوكل على الله، وإذ بي أٌفاجأ أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يأتيه الأطباء ومدح الطب! لماذا لم نكن نعلم هذه الأدلة ولماذا أٌخفيت، عن جهل أم عن سوء نية؟ نسأل الله أن يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه، ويرينا الباطل باطلًا ويرزقنا اجتنابه.
جزيتم عنا خير الجزاء.
آمين بارك الله فيك، ويسعدنا أننا أفدناك بمجهوداتنا المتواضعة.. اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه
حذف