الاثنين، 10 سبتمبر 2018

السنن الإلهية الكونية والثالوث المعيق

السنن الإلهية الكونية و الثالوث المعيق
(The Universal Divine Norms, and Mind-Shackling Trinity)

• انتظار المخلّص Awaiting the Savior

• توقّع الكرامة Anticipation of Miraculous Favor

• خوف الفتنة Fear of Adversity Endeavor


تشكّل الأركان السابقة "الثالوث المعيق" (بحسب الدكتور إبراهيم العسعس [...]) في فكر الأمة الإسلامية والذي يقيّد عقلها الجمعي في اتباع السنن الإلهية في خلقه، ويكبّل إمكاناتها في إيجاد الحلول لواقعها وتحدياتها الاستراتيجية في التنافس الأممي،  يسيطر على عقلها الفردي و يحدّ من إمكانات أفرادها الكامنة.

فدوماً ننتظر قدوم المخلّص الملهم المؤيد من الله في نموذج (عمر بن الخطاب/صلاح الدين/المهدي/المسيح ...) ليفكّ الله به العقد وتنقلب معه حالة الأمة من الضعف والوهن إلى القوة و الريادة!

وكذلك نتوقّع الكرامة والمعاملة الاستثنائية من الله دوماً، لكوننا مسلمين ونشهد أنه "لا إله إلا الله، وأنّ محمداً عبده ورسوله"، وكأنّ هذا يغني عن أخذ الأسباب والاستعداد للتنافس والصراع الحضاري!

وخوف الفتنة المسيطر علينا، فكلما ظهر اختراع أو إبداع جديد يبدأ تصنيفه في الفتن والعواقب من تطبيقه، و"هل هو حلال أم حرام؟"، فبدلاً من التفكير في توظيفه واستغلاله للمنافع والمصالح ودرء المفاسد والمشاكل!

سنن الله لا تحابي أحداً؛ قال تعالى في محكم تنزيله (فَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلًا ۖ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلًا) - فاطر (43)، فمن سننه:


سنة التغيير (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) – الرعد 11


وسنة المداولة (وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ) – آل عمران (140)


وسنة المدافعة (وَلَوْلاَ دَفْعُ اللّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الأَرْضُ) – البقرة (251)


وسنة حصد نتيجة السعي (وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَىٰ (39) وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَىٰ (40) ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاءَ الْأَوْفَىٰ (41)) - النجم


وسنة جزاء المحسنين (إِنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ) - سورة التوبة 120

وغيرها من عشرات الآيات التي توضح أن على الأمة أخذ الأسباب والتوكل على الله، وعدم التواكل بانتظار المخلّص وتلقّي الكرامة وتجنّب كل جديد من باب الخوف من الفتن! وعجباً لأمرنا فقد حوى القرآن عشرات الآيات التي تتحدث عن بني إسرائيل الذين ظنوا أنهم شعب الله المختار وينتظرون المسيح الملك وأنهم اتخذوا دين أحبارهم دينهم وجعلوهم آلهتهم من دون الله فعكفوا على حراسة الشريعة وتطبيقها بقيودها والإصر الذي فيها دون محتواها ومقاصدها، فما أغنى عنهم ذلك أن يكونوا نهباً للشعوب من حولهم وتتدمر مملكتهم و يسبون أسرى بعشرات الألوف إلى بابل، وبقوا دوماً تبعاً لكل سلطان وإمبراطور ودول عظمى.......... فهل من معتبرين!


Ahmad Rashed Hafez

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

| مقطع مرئي |

اكتب عنوان بريدك الإلكتروني ليصلك جديدنا: