يدعي البعض بأن استخدام القرآن لأسلوب التهديد والوعيد مغالطة منطقية، وأن القرآن يقنعك بالخوف لا بالعقل!
أعتقد بأن من يسوق هذا الادعاء لديه خلط ولبس في بعض الأمور...
من قال بأن التهديد مغالطة منطقية؟ هذا القول بحد ذاته مغالطة وفيه عدم التفريق بين النقاش الجدلي الذي يكون بهدف الإقناع وبين غياب محاولة الإقناع واستخدام أسلوب الترغيب والترهيب كدافع.
حين تأتي الأم لطفلها وتقول:
"اشرب الحليب لأنه يساعدك على النمو ويقويك"
فهي هنا تحاول أن تقنعه بحجج منطقية، في هذه الحالة يمكننا انتقاد خطابها منطقيا وإبراز المغالطات المنطقية إن وجدت... لكن إن وصلت الأم مع طفلها مرحلة لم يعد الإقناع يفيد لأن الطفل يرفض الشرب بكل بساطة فلن تقنعه كل أدلة العالم، حينها قد تلجأ الأم لأسلوب التهديد: "اشرب وإلا عاقبتك"... أو لأسلوب الترغيب "اشرب وسأعطيك هدية"...
في هذه الحالة لا يوجد شيء اسمه مغالطة ومنطق، وسنضحك على شخص لو جاء وقال كلام الأم غير سليم منطقيا! لأن حوار الأم ليس هدفه الإقناع المنطقي أصلا! بل هي تريد جعل الطفل يقوم بأمر ما بغض النظر عن اقتناعه من عدمه!
أنا يمكنني أن ألقي العشرات من المحاضرات عن أهمية الحفاظ على قوانين المرور وعدم الإسراع عند السياقة وقد يقتنع الجمهور بكلامي... لكن هل الاقتناع كاف لجعلهم يطبقون؟
بعض الناس لا يكفي معهم الاقتناع كدافع للتغيير والتطبيق بل يحتاجون لدافع إضافي... البعض يحتاج لعقوبة تردعه أو لثواب يحفزه. ولهذا تسن الحكومات قوانين المرور وغرامات للمخالف وبعض المناطق حتى توفر جوائز معنوية لمن يلتزم بها... لم؟ لأن كثيرا من البشر لا ينفع معهم الاقتناع وحسب بل يحتاجون لدافع خارجي وإلا لا يطبقون... لو كان الإقناع المنطقي يكفي لما احتجنا لقوانين وتشريعات وحكومات، ولاستغنينا عنها بالخطب والدروس!!!
السارق حين يسرق فهو لا يفعل ذلك لأنه لم يقتنع بضرر السرقة وبأنها عمل غير أخلاقي، لا هو قد يكون مقتنعا تمام الاقتناع، لكنه رغم ذلك يسرق وينهب... ولهذا هذا الصنف من الناس يحتاجون لرادع يردعهم ولنفع (ثواب) يعود عليهم مباشرة ليطبقوا الأوامر والتعليمات.
والقرآن يعرف الطبيعة البشرية وتنوعها، ولهذا فيه الإقناع بالحجة والمنطق، لكن فيه أيضا الترغيب والترهيب، ليكون الخطاب شاملًا لكل الأصناف البشرية.
واعتبار هذا التنوع مغالطة هو المغالطة بعينها وعدم فهم لأساليب الإقناع التي لا تكون عقلية منطقية وحسب بل فيها أيضا استثارة للعواطف الإنسانية المختلفة لحث الإنسان على العمل والتغيير والاستقامة.
أعتقد بأن من يسوق هذا الادعاء لديه خلط ولبس في بعض الأمور...
من قال بأن التهديد مغالطة منطقية؟ هذا القول بحد ذاته مغالطة وفيه عدم التفريق بين النقاش الجدلي الذي يكون بهدف الإقناع وبين غياب محاولة الإقناع واستخدام أسلوب الترغيب والترهيب كدافع.
حين تأتي الأم لطفلها وتقول:
"اشرب الحليب لأنه يساعدك على النمو ويقويك"
فهي هنا تحاول أن تقنعه بحجج منطقية، في هذه الحالة يمكننا انتقاد خطابها منطقيا وإبراز المغالطات المنطقية إن وجدت... لكن إن وصلت الأم مع طفلها مرحلة لم يعد الإقناع يفيد لأن الطفل يرفض الشرب بكل بساطة فلن تقنعه كل أدلة العالم، حينها قد تلجأ الأم لأسلوب التهديد: "اشرب وإلا عاقبتك"... أو لأسلوب الترغيب "اشرب وسأعطيك هدية"...
في هذه الحالة لا يوجد شيء اسمه مغالطة ومنطق، وسنضحك على شخص لو جاء وقال كلام الأم غير سليم منطقيا! لأن حوار الأم ليس هدفه الإقناع المنطقي أصلا! بل هي تريد جعل الطفل يقوم بأمر ما بغض النظر عن اقتناعه من عدمه!
أنا يمكنني أن ألقي العشرات من المحاضرات عن أهمية الحفاظ على قوانين المرور وعدم الإسراع عند السياقة وقد يقتنع الجمهور بكلامي... لكن هل الاقتناع كاف لجعلهم يطبقون؟
بعض الناس لا يكفي معهم الاقتناع كدافع للتغيير والتطبيق بل يحتاجون لدافع إضافي... البعض يحتاج لعقوبة تردعه أو لثواب يحفزه. ولهذا تسن الحكومات قوانين المرور وغرامات للمخالف وبعض المناطق حتى توفر جوائز معنوية لمن يلتزم بها... لم؟ لأن كثيرا من البشر لا ينفع معهم الاقتناع وحسب بل يحتاجون لدافع خارجي وإلا لا يطبقون... لو كان الإقناع المنطقي يكفي لما احتجنا لقوانين وتشريعات وحكومات، ولاستغنينا عنها بالخطب والدروس!!!
السارق حين يسرق فهو لا يفعل ذلك لأنه لم يقتنع بضرر السرقة وبأنها عمل غير أخلاقي، لا هو قد يكون مقتنعا تمام الاقتناع، لكنه رغم ذلك يسرق وينهب... ولهذا هذا الصنف من الناس يحتاجون لرادع يردعهم ولنفع (ثواب) يعود عليهم مباشرة ليطبقوا الأوامر والتعليمات.
والقرآن يعرف الطبيعة البشرية وتنوعها، ولهذا فيه الإقناع بالحجة والمنطق، لكن فيه أيضا الترغيب والترهيب، ليكون الخطاب شاملًا لكل الأصناف البشرية.
واعتبار هذا التنوع مغالطة هو المغالطة بعينها وعدم فهم لأساليب الإقناع التي لا تكون عقلية منطقية وحسب بل فيها أيضا استثارة للعواطف الإنسانية المختلفة لحث الإنسان على العمل والتغيير والاستقامة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق