الجمعة، 27 يوليو 2018

الملحد الحقيقي... موجود أم غير موجود؟

أصبح العلم الحديث يدعم بقوة أن الاعتقاد بوجود خالق هو أمر محفور بأدمغتنا... تميل الكشوفات والملاحظات العلمية المختلفة لدعم نتيجة واحدة وهي أن الدين والاعتقاد خاصية تنشأ من قدراتنا المعرفية، حسب مقال نشر في مجلة نيتشر بعنوان: "في أن تكون إنسانًا: الدين: هل أنت ملزم بالاعتقاد؟"... كل ما تحتاجه لكي تؤمن أو تتخيل وجود خالق أو عالم لامادي هو عقل إنسان طبيعي يقوم بتحليل المعلومات بأكثر الطرق تلقائية... الطريق الذي يقودنا للدين هو الطريق الذي يلقى أقل مقاومة في نظامنا الإدراكي، ومقابل ذلك فإن الإلحاد يأتي نتيجة جهد متعمد يمشي عكس قابلياتنا المعرفية... من السهل جدًا ومن الطبيعي جدًا أن يقتنع الإنسان بالدين، لكن إقناعه بعكس ذلك هو الأصعب، لأنه مؤهل فطريًا للإيمان! شئنا أم أبينا بداخلنا وبداخل أدمغتنا ميول طبيعية للإيمان بعالم الغيب.

البعض وصل به الأمر حدّ أن يدّعي عدم وجود ملحد حقيقي، يقصد أنهم مزيفون، يؤمنون بوجود إله في قرارة أنفسهم رغم عدم اعترافهم بذلك، وهو مجرد ادعاء ولا يمكن لأحد إثبات صحته من خطئه، إن كنت ملحدًا فأنت فقط وحدك من تعرف الحقيقة، حقيقة ما بداخلك، هل أنت ملحد حقًا؟ أم أن بداخلك شعرة أو بذرة تنادي بشك...

(وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا ۚ فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ) (النمل 14)

هنا يتحدث القرآن عن صنف من الناس، يكذبون على أنفسهم، يخدعونها... فقط لا تكن من هؤلاء، يعرفون في قرارة أنفسهم، في لحظات صدقهم، يعرفون الحقيقة، لكنهم يجحدون بها... أتمنى أن لا نكون من هؤلاء.

هل تعتقدون بوجود الملحد الحقيقي؟ أم أنهم جميعًا مزيفون؟

شاركنا برأيك

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

| مقطع مرئي |

اكتب عنوان بريدك الإلكتروني ليصلك جديدنا: