الرد المفصّل على الادعاء:
الصورة بجملتها توضّح أنّ البيت احترق كليا، ولم تسلم إلا شرفته! وقد عثرنا على تسجيل لصاحب الشقة يؤكد فيه بأن الأمر مبالغة، وبأن شقته احترقت، ولم يسلم من ألسنة النيران إلا واجهتها (3).
القرآن ليس حرزا أو حصنا دون الأمراض أو الحرائق، بل هو كلام الله المنزّل لمخاطبة عقول البشر ليتدبروا آياته ويفهموها، وليعقلوا ما جاء فيها، ويعملوا به... والحرائق من مصائب الدنيا التي قد تحلّ حتى بالمساجد، ولو كان الكلام صحيحا لما سمعنا يوما أن مسجدا قد احترق!!
إن الله قادر على أن يُسلِّم شقة واحدة من بين كل شقق العمارة، تماما كما يَسْلَمُ طفل من بين عشرات الضحايا عند وقوع بناية ما... ما نجزم به هو أن عدم احتراق البيت فضل من الله سبحانه وتعالى، ولا يحقّ لنا أن نجزم بأن البيت لم يحترق لأن صاحبه قارئ للقرآن!
هل هذا يعني أن كل من احترق بيته ليس بقارئ للقرآن، ولا بمتديّن؟ هل أنّ دمار بيوتهم علامة على سوءهم، وأن الله ساخط عليهم؟ على أي أساس نجزم بهذا؟!
في الحقيقة الدنيا قائمة على أسباب وعدم احتراق الشيء له أسباب مادية... كأن نرى بيت عاصٍ من العصاة مبنيا بأحدث التقنيات التي تحمي من الحرائق والانهيار، يقابله بيت واحد من أكثر الناس تديّنا وتعبّدا، لكنه بيت من قشّ... إذا ما شبّ حريق ما، أيّهما ستلتهم النيرانُ أولا؟ هل سينجو البيت الهشّ المهترئ لأن صاحبَه ناسك متعبّد ؟! طبعا لا.
كوارث الدنيا تصيب المؤمن والكافر، الصالح والطالح... قد يحترق بيت المؤمن العابد الذاكر، ويسلَمُ بيت جار له ملحد لا يؤمن بوجود الله... فلا يصح الجزم بسلامة أحد ما أو شيء ما بسبب تلاوة القرآن... فهذا افتراء على غيب لا يعلمه إلا الله.
من المفاهيم الظالمة التي أُلبسَتْ رداء دينيا وتكرّست عند عوام الناس بسبب أحاديث ضعيفة لم تثبت صحتها، وتُردّد على مسامع الناس يوميا : "ما نزل بلاء إلا بذنب وما رفع إلا بتوبة..." (حديث موضوع) (1)، أو " يحرم العبد الرزق بذنب يصيبه" (ضعيف) (2).
ربط الفقر المادي أو ضيق العيش أو المصائب بكثرة الذنوب والمعاصي، وربط السلامة من المصائب والابتلاءات بالصلاح ورضى الله عز وجل، مفهوم ظالم يفرح به العصاة من الأغنياء كي يدرؤوا به عن أنفسهم الشبهات، فهُم بهذا الفهم من أهل الصلاح والاستقامة، ومن الوُعّاظ من يكرّسه كي يعتقد البسطاء من الناس أن فقرهم وضيق عَيْشهم بسبب ذنوبهم، وأنه لم يكن يوما بسبب حكومات ظالمة، أو سياسات فاسدة، أو تكاسل وتقاعس، أو تأخر علمي وتقني يحاصر أحلامهم ويدمر مستقبلهم.
ومن الإجحاف أن يتجرأ البعض ويقول بأن ما حلّ بأهل سوريا ليس إلا من كثرة الذنوب! وهل باقي العرب والمسلمين -مع احترامنا لهم جميعا، وتمنّي سلامتهم من كل سوء ومكروه- تصافحهم الملائكة في الطرقات أم أنهم بشر لا يذنبون؟!
المؤمن الصالح يُبتلى، ويمرض، وتحلّ به المصائب... أوَلَم يلحق بالأنبياء ما لحق من الابتلاءات وهم أحب خلق الله لله؟!... هذا قضاء الله وقدره يصيب به من يشاء من عباده، ولا علاقة له بقراءة القرآن أو التديّن، كالادّعاء على صاحب البيت مثالِ حديثنا، ولو كان الأمر كذلك لكان الأنبياء أول من سلم من الابتلاء، ولعاش الرسول صلى الله عليه وسلم كالملك لا تصيبه ذرّة من ألم أو أذى.
فريق عالم الأكاذيب
المصادر: (1)، (2)، (3)
الصورة بجملتها توضّح أنّ البيت احترق كليا، ولم تسلم إلا شرفته! وقد عثرنا على تسجيل لصاحب الشقة يؤكد فيه بأن الأمر مبالغة، وبأن شقته احترقت، ولم يسلم من ألسنة النيران إلا واجهتها (3).
القرآن ليس حرزا أو حصنا دون الأمراض أو الحرائق، بل هو كلام الله المنزّل لمخاطبة عقول البشر ليتدبروا آياته ويفهموها، وليعقلوا ما جاء فيها، ويعملوا به... والحرائق من مصائب الدنيا التي قد تحلّ حتى بالمساجد، ولو كان الكلام صحيحا لما سمعنا يوما أن مسجدا قد احترق!!
إن الله قادر على أن يُسلِّم شقة واحدة من بين كل شقق العمارة، تماما كما يَسْلَمُ طفل من بين عشرات الضحايا عند وقوع بناية ما... ما نجزم به هو أن عدم احتراق البيت فضل من الله سبحانه وتعالى، ولا يحقّ لنا أن نجزم بأن البيت لم يحترق لأن صاحبه قارئ للقرآن!
هل هذا يعني أن كل من احترق بيته ليس بقارئ للقرآن، ولا بمتديّن؟ هل أنّ دمار بيوتهم علامة على سوءهم، وأن الله ساخط عليهم؟ على أي أساس نجزم بهذا؟!
في الحقيقة الدنيا قائمة على أسباب وعدم احتراق الشيء له أسباب مادية... كأن نرى بيت عاصٍ من العصاة مبنيا بأحدث التقنيات التي تحمي من الحرائق والانهيار، يقابله بيت واحد من أكثر الناس تديّنا وتعبّدا، لكنه بيت من قشّ... إذا ما شبّ حريق ما، أيّهما ستلتهم النيرانُ أولا؟ هل سينجو البيت الهشّ المهترئ لأن صاحبَه ناسك متعبّد ؟! طبعا لا.
كوارث الدنيا تصيب المؤمن والكافر، الصالح والطالح... قد يحترق بيت المؤمن العابد الذاكر، ويسلَمُ بيت جار له ملحد لا يؤمن بوجود الله... فلا يصح الجزم بسلامة أحد ما أو شيء ما بسبب تلاوة القرآن... فهذا افتراء على غيب لا يعلمه إلا الله.
من المفاهيم الظالمة التي أُلبسَتْ رداء دينيا وتكرّست عند عوام الناس بسبب أحاديث ضعيفة لم تثبت صحتها، وتُردّد على مسامع الناس يوميا : "ما نزل بلاء إلا بذنب وما رفع إلا بتوبة..." (حديث موضوع) (1)، أو " يحرم العبد الرزق بذنب يصيبه" (ضعيف) (2).
ربط الفقر المادي أو ضيق العيش أو المصائب بكثرة الذنوب والمعاصي، وربط السلامة من المصائب والابتلاءات بالصلاح ورضى الله عز وجل، مفهوم ظالم يفرح به العصاة من الأغنياء كي يدرؤوا به عن أنفسهم الشبهات، فهُم بهذا الفهم من أهل الصلاح والاستقامة، ومن الوُعّاظ من يكرّسه كي يعتقد البسطاء من الناس أن فقرهم وضيق عَيْشهم بسبب ذنوبهم، وأنه لم يكن يوما بسبب حكومات ظالمة، أو سياسات فاسدة، أو تكاسل وتقاعس، أو تأخر علمي وتقني يحاصر أحلامهم ويدمر مستقبلهم.
ومن الإجحاف أن يتجرأ البعض ويقول بأن ما حلّ بأهل سوريا ليس إلا من كثرة الذنوب! وهل باقي العرب والمسلمين -مع احترامنا لهم جميعا، وتمنّي سلامتهم من كل سوء ومكروه- تصافحهم الملائكة في الطرقات أم أنهم بشر لا يذنبون؟!
المؤمن الصالح يُبتلى، ويمرض، وتحلّ به المصائب... أوَلَم يلحق بالأنبياء ما لحق من الابتلاءات وهم أحب خلق الله لله؟!... هذا قضاء الله وقدره يصيب به من يشاء من عباده، ولا علاقة له بقراءة القرآن أو التديّن، كالادّعاء على صاحب البيت مثالِ حديثنا، ولو كان الأمر كذلك لكان الأنبياء أول من سلم من الابتلاء، ولعاش الرسول صلى الله عليه وسلم كالملك لا تصيبه ذرّة من ألم أو أذى.
فريق عالم الأكاذيب
المصادر: (1)، (2)، (3)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق