الجمعة، 25 يناير 2013

حقيقة المعجزة التي في جسد المرأة فترة العدة


الادعاء: تم اكتشاف معجزة في جسد المرأة تفسر الحكمة من العدة للمرأة

حقيقة الادعاء: ادعاء كاذب

نص الادعاء كاملًا:

 


الرد المفصل على الادعاء:


أولا: أريدُ تفنيد هذا الموضوع من الناحية الشرعية:


قام الشيخ عبد الرحمن السحيم بالرد على الموضوع من الناحية الفقهية (اضغط هنا). ومن ردّه أريد أن أبرز النقاط التالية:

- أولا من الناحية الفقهية لو كانت الزوجة في خصام مع زوجها أو في هجران فإن ذلك لا يُسقط العدة.

- ثانيا أيضا من الناحية الفقهية لو كان الزوج غائبا أو مختفيا لفترة ثم اكتشف أنه ميت تظل العدة قائمة.

وأضيف أمرا آخر لم يَذكره المفتي وهو عدة الحامل التي تُوفي عنها زوجها:

فالحقيقة أن عدة الحامل تنتهي عند الولادة! فلو ولدت بعد ثوان فقط من وفاة زوجها انتهت عدتها واستطاعت الزواج لو أرادت! (المصدر

وبهذا يتضح لنا أن الأمر لا يستقيم فقهيا.

ونقرأ الكلام التالي بنص الادعاء: "أن الأرملة تحتاج وقتاً أطول من المطلقة لنسيان هذه الشفرة، وذلك يرجع إلى حالتها النفسية، حيث تكون حزينة أكثر على فقدان زوجها"، ونقول على إثره: إذن ماذا عن المرأة التي فَرحتْ بوفاة زوجها بدل أن تحزن؟ هل لا تنطبق عليها هذه المعجزة المزعومة؟


ثانيا: أريدُ التطرق للجانب العلمي من الموضوع:


يدعي كاتب الادعاء بأن: "السائل الذكري يختلف من شخص إلى آخر، كما تختلف بصمة الإصبع، وإن لكل رجل شفرة خاصة به"

الحقيقة هي أن الاختلاف ليس في السائل نفسه بل في الحوينات المنوية والتي تحمل الشفرة الجينية الخاصة بكل رجل. وعلى كل حال هذا الكلام ليس دقيقا لأن السائل المنوي ليس كبصمة الأصابع، وليس لكل رجل شفرة جينية خاصة به! فالتوائم المثالية لديهم نفس الشفرة الجينية (مع أن بصماتهم تختلف)*.

بطبيعة الحال حين توجد معلومة خاطئة في موضوع ما فإن مصداقيته ككلية تقع من تلقاء نفسها لكن لا بأس من استكمال تفنيد بقيته...
فيروس الورم الحليمي البشري (الصورة من ويكيبيديا)


يدعي المقال أيضا أن: "جميع ممارِسات مهنة الدعارة، يصبن بمرض سرطان الرحم"، لاحظوا التعميم باستخدام كلمة "جميع"...

وفي الحقيقة هذه الجملة مليئة بالأخطاء العلمية... نعم ممارسة الدعارة تزيد من احتمال الإصابة بسرطان عنق الرحم وأنواع أخرى من السرطانات (ليس من بينها سرطان الرحم)، لاحظوا بأنها تزيد من احتمال الإصابة بينما كاتب المقال يدّعي بأن جميع الممارسات يصبن بالسرطان... وهذا كذب ومبالغة.

وأسباب سرطان عنق الرحم هذا ليس لها أي علاقة بالأسباب التي ذكرت في الموضوع لا من قريب ولا من بعيد... بل السبب في ازدياد احتمال الإصابة بالسرطان عند ممارسات الدعارة هو تعرضهن لفيروس "الورم الحليمي البشري" human papillomavirus، وأي امرأة تتعرض لهذا الفايروس –عفيفة كانت أم لا- هي معرضة للإصابة بسرطان عنق الرحم. فمثلا قد تكون المرأة عفيفة وزوجها غير عفيف فتُصاب بهذا الفايروس عن طريق الزوج. وأي امرأة أخذت تطعيما ضد هذا الفايروس –داعرة كانت أم لا- ليست معرضة للإصابة بهذا السرطان، حيث أن التعطيم يحمي من الإصابة بهذا المرض ويقي من السرطان المرافق له.

فالبتالي يتضح بأن المقال والادعاءات التي به مليئة بالأخطاء العلمية.


نكمل قراءة المقال فنجد الكلام التالي: "وأن المرأة تحمل داخل جسدها ما أشبه بالكمبيوتر، يختزن شفرة الرجل الذي يعاشرها.. وإذا دخل على هذا الكمبيوتر أكثر من شفرة، كأنما دخل فيروس إلى الكمبيوتر، ويصاب بالخلل والاضطراب والأمراض الخبيثة"

توجد دراسات علمية تقر بوجود DNA ذكري في بعض النساء، ويعتقد بأن مصدره إما حمل سابق بجنين ذكري، أو ربما اتصال جنسي، يُلاحظ بأن الأمر مجرد اعتقاد ولا توجد دراسات تؤكده بشكل قطعي، وطبعًا لا توجد دراسات عن أي فترة زمنية تحتاجها المرأة للتخلص من هذه البصمة المزعومة. يعني القصة بأكملها كذبة لا وجود لها من الناحية العلمية وفقط ضحك على الناس واستغلال جهلهم.

في الأخير مشكلتنا أننا لا نُفكر فلو كان العلم قد اكتشف هذه الأمور فعلا لوجدنها تملأ صفحات الأخبار ولقرأناها بالجرائد، ولأسلمت أمريكا بجلها! لكن ما بالنا لا نرى هذه الأشياء إلا في صفحات المنتديات ورسائل البريد المجهولة الهوية؟؟ لنا الله!

أتمنى التوقف عن نشر هذه الأخبار المجهولة المصادر على أنها حقائق علمية، وهي أبعد ما تكون عن العلم.



 

ماذا عن عالم الأجنة المزعوم الذي يذكره الخبر؟


بعد البحث عن اسم العالم والمعهد الذي عمل فيه كما جاء في الخبر، تأكّد لنا أنه لا يوجد عالم أجنّة بهذا الاسم يعمل في هذا المعهد.

وللأسف هناك العديد ممّن يحملون هذا الاسم على مواقع التواصل وليسوا بعلماء وليس لهم أي علاقة بالموضوع. وقد تم تكذيب الخبر بالبحث في أكثر من موقع أجنبي إسلامي وغير إسلاميّ.

وعلى هذا نرجوكم رجاء حارا ألا تنشروا كلّ ما يرِدُكم على الواتس أب أو الفيسبوك أو المنتديات إلا بعد التأكد من صحته، حتى لا يُتّهم إسلامنا ونُتّهم بالكذب، وكلّ ذلك بادعاء خوارق يُظنّ أنها تزيد للإسلام وتجذب إليه الناس، وإسلامنا بفضل الله غنيّ عن أن تُثبَت عظمته بالأكاذيب، وهو الذي أحكِمَ من لّدن حكيم خبير.

احذروا أن تشاركوا بنشر ما يسيئ إلى ديننا.


الهوامش والمصادر:
شكرًا لـ د. شغاف بكور على إضافاتها القيمة
*هناك اختلافات أخرى بين التوائم المثالية على المستوى "اللاجيني" ولكن تلك قصة أخرى.
http://www.rightdiagnosis.com/cancers/female_reproduct_cancers.htm
http://www.rightdiagnosis.com/u/uterine_cancer/intro.htm
http://www.rightdiagnosis.com/c/cervical_cancer/intro.htm
http://www.ncbi.nlm.nih.gov/pubmed/21571976
http://www.babymed.com/info/sperm-life-how-long-do-sperm-live
http://www.justmommies.com/articles/how-long-do-sperm-live.shtml
http://www.123people.ca/s/robert+gillham
https://www.facebook.com/rgilham1#!/rgilham1
http://skeptics.stackexchange.com/questions/10720/does-putative-islam-convert-robert-guilham-exist
https://www.sciencedaily.com/releases/2012/09/120926213103.htm


هناك 7 تعليقات:

  1. جزاك الله عنا خير الجزاء

    ردحذف
  2. جزاكم الله خيرا ...... بنحتاج هكذا بحوثات علشان نتوعى ونوعي غيرنا 💭💚

    ردحذف
  3. هنا معلومات عن المزعوم أنه عالم أجنة بالمصادر
    https://www.facebook.com/IncorrectAhadithDiffused/photos/a.290530271105392.1073741828.290415341116885/568431593315257/?type=3

    ردحذف
  4. وإياكم جميعا وأهلا بكم 😊😊

    ردحذف
  5. ماذا عن العالم زغلول النجار الذي يتحدث عن بطانه الرحم الذي لاتسقط بشكل كامل حتى بعد مرور 3 اشهر

    ردحذف
    الردود
    1. زغلول ليس مصدرا يعتد به، وقد بينا خطأ بعض الأكاذيب التي نشرها في مواضيع أخرى

      حذف

قل خيرًا أو اصمت: (مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ)

| مقطع مرئي |