هذا المقال الرابع من بضع مقالات حول الإعجاز العلمي ومشاكله المنهجية.
* تخيلوا معي رجلا لديه مالٌ كثيـــــر جدا، ويملك سيارة من النوع البسيط العاديّ، الذي يملأ الشوارع.
وكُلّما رآه الناس اختلفوا في شأنه؛ هل هو حقا فاحش الثراء، أمْ أنّه يتظاهر بذلك وهو في الحقيقة فقير؟
فافترض كل صِنف من الناس أحدَ هذه الاحتمالات كتفسير لحال الرجل:
1- إمّا أن يكون كاذبا بخصوص ثرائه وأمواله، وبهذا تكون السيارة التي اشتراها أقصى ما يستطيع شراءه.
2- ربما السيّارة تبدو في ظاهرها عادية لكنها تختلف عن مثيلاتها بأدوات وتقنيات وأسرار مخبّأة فيها. وهذا ما يفسّر اقتناءه لها ويتوافق مع كونه ثريّا لا يبخل على نفسه.
3- أو ببساطة هو اشترى سيارة عادية رغم ثرائه لأنّ مُراده وغايته هو التنقّل بطريقة فعّالة دون "رمزيّة"، وهو يعرف أن سيارةً عادية تفي بهذا الغرض، ووظيفتها ليست الإبهار والتحدّي بل مجرّد نقل آمن وفعّال.
على إثر هذه الوضعية، سنتأمل حال الناس مع الاعجاز العلمي في القرآن والسنة وهل هو مجرّد تكلّف ونزْعة تفسيرية "تتملّق لرُوح العصْر"، أو حقيقة لا شك فيها؟
وأقصد هنا الإعجاز "كرُؤية منهجية" وليس ذلك الإعجاز المليء بالكذب والتلفيق والاختلاق، فكفى به هُزالا أن يقتات على الكذب.
* لنتخيّل إذن أن الغنى والثراء في المثال هو "العلم"
وأنّ السيّارة هي "كتاب يعكِس عِلم صاحبه"
والمختلفون هم بين مؤيّد لفكرة الإعجاز أو رافض لها أو منكر لصفة العلم (صفة الغنى في مثال صاحبنا)
بشكل يكون الله تعالى هو صاحِبُ ذلك العِلم وله المثل الأعلَى. علمٌ لا يختلِف حول "كماله وإحاطته بالغيب والشهادة" أحد من المسلمين، فعِلمُ الله جلّ وعلا كاملٌ مُطلَق. كيف لا وهو الخالق الصّانع ولا يكون الخلق إلا بالعلم.
فإذا اتّفقنا على هذه المسلّمة وأردنا إسقاط الاحتمالات أعلاه على فكرتنا هنا، فلن يبقَ لنا إلا الاحتمال الثاني والثالث لامتناع الجهل عن الله سبحانه عقليّا ونصيّا عند المسلمين. وبقاء الاحتمال الأوّل عند الملاحدة ومن دونهم ممّن شكّكوا في وجود الله تعالى أصْلا، كما شكّك صِنف من الناس بغِنى ذلك الرّجل جهْلا منهم "بقـَـدْرِه" (وهذا الصّنف لن نلتفت إليه ولا يَعنينا في هذا النقاش).
- وبهذا نَخْلُص إلى فكرتين:
1- إمّا أن يُنزّل الله العليمُ كِتابا أراد له أن يعكِس حقّا علمَه بمخلوقاتِه وكونِه كما عكَسَ علمه في القضايا العقدية والتعبدية والتشريعية.
2- أو أنزله سبحانه كتابا متجرّدا من القضايا العلمية غير مفصِّل ولا حاكم فيها.
- الذينَ قالُوا بالإعْجاز العلمِي في القرآن والسُنّة اعتقدوا بالفكرة الأولى وأن الوحيْ نزل معجِزا على مستوى العلوم كما نزل معجزا على مستوى اللغة والتشريع والإخبار. لكنّهم واجهوا مشكلة في "تجلّيات" تلك العلوم في الكتاب والسنة، وهي غياب محتوى علميّ واضحٍ ودقيق في الوحيين يضاهي الكتب المتخصصة والأكاديمية في الموضوع.
وهذِه المُشْكِلة نابِعة من الواقع المشَاهَد الموضوعيّ الذي على إثره وصفَ المتخصصون والعارفون ذلك المحتوى العلميَّ بالبساطة وغياب الدقة والتفصيل (وهي سمات لا تتوافق مع العلم الحديث). كما وصف المهتمون بالسيارات سيّارة ذلك الغنيّ بالبساطة والاعتياديّة على إثر شكلها ونوعها. ومهما أرادوا مقارنتها بسيّارات عالية التقنية لم تضاهِها سيارةُ الرجل ولم تصِل إلى مستواها، فاعترفوا أنها حقا "سيارة بسيطة" وأنّ الرّجل الغنيّ اختارها كذلك!
إلاّ أن الإخوة الذين يتبنّون الإعجاز العلمي أصرّوا على أن هذه السيارة رغم بساطتها وقِدم تقنياتها إلا أنها تُخفي أسرارا وإعجازا مقارنة بالسيارات الخارقة.
وبدأوا في البحث عن تفاصيل "قابلة للتأويل" وقالوا أشياء مثل:
- تقنية الإضاءة فيها شبيهة جدا بتقنية آخر الصيحات!
- هذا الزرّ شكله الهندسي مميّز جدّا؟
- هذا المحرّك لا يتجاوز المائة كلم في الساعة إلا أنّ سُرعته ثابتة بشكل عجيب!
- هذه الكراسيّ مصنوعة لتقويم الظهر، وهي من جلد لا يوجد في بلد التصنيع
- طلاؤها صديق للبيئة.
- عجلاتها من مطّاط طبيعيّ...
إلى غير ذلك من النقاط التي حتى إن كانت خالية من تعسّف تأويلي وخطأ منهجيّ فإنّها لا تُشكل تميّزا للسيّارة لأن السيارات الأخرى تمتلك مثلها أو تجاوزتها لتقنيات أكثرَ تطوّرا.
ولا يخفى أنّ إصرارا كهذا لا يتّفق مع الواقع المُشَاهَد ويصْنَع هوّة خطيرة بين التفكير العلمي الواقعيّ وبين النظرة للدّين. وكلّ ذلك بسبب التشبّث بفكرة "الرّجل الغنيّ" الذي من المستحيل في نَظرهم أن يشتري سيّارة "عادية بسيطة"، لأنّ ذلك يدلّ في نظرهم على فقره (بمعنى إنكار العلم في حق الله تعالى)!
طَبْعا إذا سلّمنا بقاعدة أن الغنيّ لا يمكنه أبدا أن يشتري سيارة عادية فسنقعُ في هذا المأزق ولا بد:
- فإما تمجيدٌ لسيّارته وإصباغ الإعجاز عليها رغم أن هناك ما يتفوق عليها.
- أوْ التشكيك في غنى الرّجل واتّهامه بالفقر، مما يعني في سياقنا التشكيكَ في علم الله تبارك وتعالى وهذا مما لا يرضَونه ولا نرضاه نحن أيضا.
فكان أيسَرَ على مؤيّدي فكرة الإعجاز والمتبنّين لها "إضفاءَ" التميّز والسّبق والدقّة العِلمية في الجانب العلمي للوحيين وبهذه "الحيلة الخفيّة اللاواعيّة" سيبقى تعظيم الله تعالى مع تمرير الفكر الإعجازي بكلّ أخطائه المنهجية مصادِفا بذلك قبولا عريضا في الجماهير المُسْلِمة بسبب تقديمِه تعزيزا نفسيا ومادّيا لمجتمعات تعاني من هزائمٍ حضارية وثقافية متتالية، مع الإدلاء به كنموذج لتفسير إسلامي يحترم روح العصر "العلم والمادة والتقنية". وفي الوقت نفسه يسلُك بالجماهير أيسر المسالك وأبْسَطها دون تفصيل مُتعِب لأذهانهم، تتّخذ فيه البساطة معادلة مفادُها "أن الرجل الغنيّ سيشتري بطبيعة الحال سيّارة تتوافقُ وغناه"، خصوصا إذا كان ذلك الرجل مصدر عزّتنا وفخرنا!
وأيضا بسبب استحسان الجماهير لدعوة تُسنِد لله العلم والقهر في تجليّات تقنية وعلمية نُناطح بها الغرب المُهيْمِن ولو في السّجالات الفكرية والنّظرية. والنتيجة هي أن لا أحد سيشكّ في خطأ الدعوة أو خللها بناء على قاعدة "كلُ مُستَحسَن صحيح" أو "كلّ دعوة عظّمت الله وزادتَ يقينَ عباده فيه فهي دعوةُ حقّ"!
وكأنّي أستشعر أن الإشكال عند الجماهير له علاقة بصفات الله تعالى ولَيس بمُراده وحكمتِه سبحانَه! ولعلّ هذا الخلط هو ما يحمِل البعض على اتهّام مَن أنكر الإعجاز العلميّ بالإلحاد أو الضلال. لأنّ إنكار الإعجاز عِندهم هو نفسُه إنكار صفة العِلم عن الله تعالى وإنكار كمال صفاته. بِيد أنّ المنكرين أو المعترضين على الإعجاز العلمي يخوضون في قضيّة "حكمة الله ومُراده" ولا يتعرّضون أبدا (بما أنهم مسلمون أيضا) لصفات الله وكماله! وتحت هذا الاعتقاد السائد يظهر سوء الفهم عن الله وحكمته ومُراده من دينه وَوَحيِه. فصَارتْ صِفات الله توافِق مُرَادَه!
وهذا يوضّحه بشكل جليّ جدا تعليقٌ قرأته في "الفيسبوك" في نقاش حول "الإعجاز العددي" يقول صاحبُه في جزء منه:
(...فالمُنزّل جلّ جَلاله قد يكون هو من راعى هذا الإعجاز بعمْد لكن لم يُكتشف إﻻّ مؤخراً
وأرى أنّ من يُنكر المعجزات العددية في القرآن، يُنكر إنزاله من رَبّ العباد لأنّه يقيس ذلك القرآن على مؤلف لكتاب عادي في عصرنا مثلا. فهو نكران واضح لنزوله من السّماء وربها.) انتهى
[...]
فتأملوا معي كيف جعَـل عجْـزَ المؤلف من البشر عجزا طبيعيا، إذ أنه لو كان قادرا لفعل (وهذه طبيعة البشر في إثبات قدراتهم)، ثم جعل قدرة الله تعالى متجلّية "بالضرورة" في الإعجاز العددي، غير مفرّق بين صفاته ومشيئته! فإن كان الله تعالى قادرا عالما فإنه لا بدّ أن يجسّد علمه وقدرته على شكل إعجاز!
ومَا أشبَه هذا بقولِ: بمَا أن الله تعالى قادر على إهلاك الظلمة فهو يريد ذلك بالضرورة! لكن القائل هنا سُرعان ما يكذّبه الواقع الذي لا يخضع للمغالطات والتعقيدات، عكس الأمور المستشكلة في الإعجاز العلمي. وهو عاجز أيضا عن ادّعاء بأن الله أهلكهم لأنّ بطشهم مستمرّ! فلا يبقى له وللناس إلى التسليم بأن الله تعالى قادر حقّا ولكنّه لم يرِد بقدرته وجبروته ما تمنّوه من هلاك الظالمين... وكذلك فعَـل من أعترض على الإعجاز العلميّ وسلّم بأنّ الله عليم دون الخلط بين صفة العلم وإرادةِ الله كشفَ تلك العلوم.
فهلْ طعَن أحدٌ في إيمان وانتماء وولاء الذين فرّقوا بين قدرة الله وإرداته لمّا اعتقدوا بذلك؟! فلماذا لا يحتكمون لنفس المنطق عندما يقول لهم المُنْكرون للإعجاز العلميّ أننا نؤمن بأن الله خبير عليم بكل شيء ولكنّه لم يرِد أن يجعل كتابه كتاب علم وتقنيات كما لم يُرد أن يجعل عقابَه عقابا معجّلا وهو القادر؟!
وتبقى الفكرة الثانية من المأزق وهي التشكيك في علم الله تعالى أو السخريّة من المحتوى العلمي للوحي، وهي خاصة بالملاحدة الذين جهلوا مراد الله من وحيِه، وطالبوا بكتاب علوم مثل أصحاب الإعجاز العلميّ، إلا أنّهم سلكُوا طريقا معاكسا غير تقديسيّ وأفرطوا في نقد ورفضِ الوحيِ استنادا لتصوراتِ الناس له! فكان موقفهم متطرّفا مع أنّ المنطلق واحد...
وأخيرا... فكرة الفصل بين الإيمان بصفات الله وكماله وبين أفعاله، مع البحث عن حدود حكمتِه التي سطّرها مُراده وأبلغَتْها مشيئته تنتقل بنا بسلاسة إلى الاحتمال الثالث الذي اعتقد بموجبه الناس أن الرجل لم يرِد أن "يُبرهن" على غناه بشرائه لسيّارة فارهة خارقة.
وهذا ما ذهب إليه المعترضون على الإعجاز العلميّ (ومنهم أنا) وقالوا أن اعتراضنا على الفِكرة لا يَعْني الطعن في القرآن ولا في منزّله سبحانه ولكنّها محاولة لفهم حقيقة ما أراد الله لكتابه ووحيْه... وأنّ الله لم يجعل القرآن كتابَ علوم ولا سبْقٍ علميّ لحِكَم متعددة.
فتأملوا معي كيف جعَـل عجْـزَ المؤلف من البشر عجزا طبيعيا، إذ أنه لو كان قادرا لفعل (وهذه طبيعة البشر في إثبات قدراتهم)، ثم جعل قدرة الله تعالى متجلّية "بالضرورة" في الإعجاز العددي، غير مفرّق بين صفاته ومشيئته! فإن كان الله تعالى قادرا عالما فإنه لا بدّ أن يجسّد علمه وقدرته على شكل إعجاز!
ومَا أشبَه هذا بقولِ: بمَا أن الله تعالى قادر على إهلاك الظلمة فهو يريد ذلك بالضرورة! لكن القائل هنا سُرعان ما يكذّبه الواقع الذي لا يخضع للمغالطات والتعقيدات، عكس الأمور المستشكلة في الإعجاز العلمي. وهو عاجز أيضا عن ادّعاء بأن الله أهلكهم لأنّ بطشهم مستمرّ! فلا يبقى له وللناس إلى التسليم بأن الله تعالى قادر حقّا ولكنّه لم يرِد بقدرته وجبروته ما تمنّوه من هلاك الظالمين... وكذلك فعَـل من أعترض على الإعجاز العلميّ وسلّم بأنّ الله عليم دون الخلط بين صفة العلم وإرادةِ الله كشفَ تلك العلوم.
فهلْ طعَن أحدٌ في إيمان وانتماء وولاء الذين فرّقوا بين قدرة الله وإرداته لمّا اعتقدوا بذلك؟! فلماذا لا يحتكمون لنفس المنطق عندما يقول لهم المُنْكرون للإعجاز العلميّ أننا نؤمن بأن الله خبير عليم بكل شيء ولكنّه لم يرِد أن يجعل كتابه كتاب علم وتقنيات كما لم يُرد أن يجعل عقابَه عقابا معجّلا وهو القادر؟!
وتبقى الفكرة الثانية من المأزق وهي التشكيك في علم الله تعالى أو السخريّة من المحتوى العلمي للوحي، وهي خاصة بالملاحدة الذين جهلوا مراد الله من وحيِه، وطالبوا بكتاب علوم مثل أصحاب الإعجاز العلميّ، إلا أنّهم سلكُوا طريقا معاكسا غير تقديسيّ وأفرطوا في نقد ورفضِ الوحيِ استنادا لتصوراتِ الناس له! فكان موقفهم متطرّفا مع أنّ المنطلق واحد...
وأخيرا... فكرة الفصل بين الإيمان بصفات الله وكماله وبين أفعاله، مع البحث عن حدود حكمتِه التي سطّرها مُراده وأبلغَتْها مشيئته تنتقل بنا بسلاسة إلى الاحتمال الثالث الذي اعتقد بموجبه الناس أن الرجل لم يرِد أن "يُبرهن" على غناه بشرائه لسيّارة فارهة خارقة.
وهذا ما ذهب إليه المعترضون على الإعجاز العلميّ (ومنهم أنا) وقالوا أن اعتراضنا على الفِكرة لا يَعْني الطعن في القرآن ولا في منزّله سبحانه ولكنّها محاولة لفهم حقيقة ما أراد الله لكتابه ووحيْه... وأنّ الله لم يجعل القرآن كتابَ علوم ولا سبْقٍ علميّ لحِكَم متعددة.
حسن خالدي (بتصرف بسيط)
جميع أجزاء السلسلة:
الإعجاز العلمي تشريعات دقيقة أم علوم دقيقة...؟ (الجزء الأول)
وظيفة القرآن والوحيْ (الجزء الثاني)
وظيفة القرآن والوحيْ (الجزء الثالث)
الإعجاز العلمي... والمسارات الثلاث (الجزء الرابع)
جميع أجزاء السلسلة:
الإعجاز العلمي تشريعات دقيقة أم علوم دقيقة...؟ (الجزء الأول)
وظيفة القرآن والوحيْ (الجزء الثاني)
وظيفة القرآن والوحيْ (الجزء الثالث)
الإعجاز العلمي... والمسارات الثلاث (الجزء الرابع)
إن كنت لا تؤمن بالإعجاز العلمي في القرآن والسنة النبوية فما هو الفرق بين الإسلام و الديانات الأخرى؟ ولماذا يذكر الله للناس مراحل خلقهم إن كانو في ريب منه إبتداء من طين مرورا بالنطفة ثم العلقة فالمضغة فالعضام وكساؤها لحما و هو ما تم إثباته علميا في عصرنا الحديث؟ وهل كان العربي أيام الرسول صلى الله عليه وسلم عالم بهذه المراحل؟ فهو يعلم معناها لغويا ولكن ليس له علم في كيفية تجسدها واقعيا أم تقول أن القرآن نزل فقط على الناس في ذلك الزمان و ما بعده من قرون ليست فيها تكنولوجيا؟ أنت بذلك لا تتدبر القرآن بل هو من عظمة خالقنا لأنه يعلم الغيب و أن هناك زمن فيه تكنولوجيا و إلا فما الفائدة من حفظ الله للقرآن إن كنا سنأخذ تأويله من السلف فقط ؟ أم تشكك في عالم الغيب سبحانه وتعالى؟ وفي هذه الحالة لم نقرأ القرآن و لا نكتفي من أخذ تفسيره ممن سلف هذا لا يشكك فيهم فهم فسروا حسب ما لديهم من علم و إن كانوا في زماننا لما قالوا ما قالوه في أمور عديدة ويكفي أنهم صنفوا أحاديث أشراط الساعة موضوعة فقط لأنها غيبية وهاهي تتجلى أمامنا حقيقة اليوم و الخلاصة أن القرآن لم ينزل على السلف فقط بل على كل إنسان من زمن الرسول صلى الله عليه وسلم إلى قيام الساعة و أما المثل الذي ضربته لا يوجد بينه وبين الإعجاز العلمي في القرآن علاقة و إنما لتمرير فكرتك المغلوطة. أرجو الرد و السلام
ردحذفإن كنت لا تؤمن بالإعجاز العلمي في القرآن والسنة النبوية فما هو الفرق بين الإسلام و الديانات الأخرى؟ ولماذا يذكر الله للناس مراحل خلقهم إن كانو في ريب منه إبتداء من طين مرورا بالنطفة ثم العلقة فالمضغة فالعضام وكساؤها لحما و هو ما تم إثباته علميا في عصرنا الحديث؟ وهل كان العربي أيام الرسول صلى الله عليه وسلم عالم بهذه المراحل؟ فهو يعلم معناها لغويا ولكن ليس له علم في كيفية تجسدها واقعيا أم تقول أن القرآن نزل فقط على الناس في ذلك الزمان و ما بعده من قرون ليست فيها تكنولوجيا؟ أنت بذلك لا تتدبر القرآن بل هو من عظمة خالقنا لأنه يعلم الغيب و أن هناك زمن فيه تكنولوجيا و إلا فما الفائدة من حفظ الله للقرآن إن كنا سنأخذ تأويله من السلف فقط ؟ أم تشكك في عالم الغيب سبحانه وتعالى؟ وفي هذه الحالة لم نقرأ القرآن و لا نكتفي من أخذ تفسيره ممن سلف هذا لا يشكك فيهم فهم فسروا حسب ما لديهم من علم و إن كانوا في زماننا لما قالوا ما قالوه في أمور عديدة ويكفي أنهم صنفوا أحاديث أشراط الساعة موضوعة فقط لأنها غيبية وهاهي تتجلى أمامنا حقيقة اليوم و الخلاصة أن القرآن لم ينزل على السلف فقط بل على كل إنسان من زمن الرسول صلى الله عليه وسلم إلى قيام الساعة و أما المثل الذي ضربته لا يوجد بينه وبين الإعجاز العلمي في القرآن علاقة و إنما لتمرير فكرتك المغلوطة. أرجو الرد و السلام
ردحذفملاحظة:القرآن كتاب علامات وليس كتاب علم فهو يحتوي على معجزات لغوية و علمية فقط ليبرهن أنه الحق من رب العالمين أما بشكل عام فهو رسالة الخالق للناس ليهديهم السراط السوي
ردحذفهناك فرق بين التفسير العلمي والاعجاز العلمي...فالتفسير العلمي لا يرى بأسا من الاستعانة بالنظريات العلمية في توضيح وتفسير الٱيات الكونية. .واذا ما تطور العلم وكشف عن خطأ هذه النظريات فهذا يعتبر خطأ المفسر وحده ولا ينسحب الخطأ على النص الديني الي يبقى مقدسا ومتعاليا !!! اما الاعجاز العلمي فهو لا يستند الا على الحقاىق العلمية الثابتة والنهائية والقطعية والتي لا يمكن ان تتبدل مع مرور الزمن ..ومثل هذه الحقائق موجودة كثيرا في مختلف فروع المعرفة ..وهذا الاعجاز حقيقة لا يستطيع عاقل ان ينكرها لانها مسلمة وحقيقة ثابتة في بنية النص الديني..
ردحذف..الاعجاز العلمي معناه سبق القرٱن لذكر حقائق علمية لم يكن بمستطاع السقف العلمي لعصر نزول القرٱن أن يصل إليها!!! وبذلك يثبت علميا أن القرٱن كلام الله!!! وهذا ما لا يفقهه كثير من الباحثين ويغالطون لتجنبه وأنكاره....ثم ان الاعجاز العلمي له علماؤه الباحثون سواء علماء الكونيات أو علماء الشرع..وله مؤتمراته العلمية العالمية التي يحضرها باحثون اجنبيون من مختلف التخصصات لعرض بحوثهم....وغالبا ما تنتهي هذه المؤتمرات بإسلام عدد من العلماء نتيجة ما وقفوا عليه من إعجاز علمي في القرٱن والسنة ...ويمكن أن أذكر لك العشرات من هؤلاء الذين أسلموا في العقود الأخيرة... ولا ننس أن الاعجاز يشكل بعبع الملحدين وهو من أفضل الطرق للدعوة إلى الله في عصرنا الذي لا يؤمن الا بالعلم...
فمعجزة الانبياء تكون من جنس ما برع فيه القوم...حتى يكون عجزهم واضحا لا غبار عليه...لذلك برع قوم موسى بالسحر فجاءت معجزة موسى عصا تلقف ما يأفكون... وتبين للناس أن ما جاء به موسى أعظم من السحر وخارج عن طبيعته..وبرع قوم عيسى في الطب..فجاء عيسى بما لا يقدر عليه الطب...بإحياء الموتى وخلق الطير من الطين ...وبرع قوم النبي صلى الله عليه وسلم....بفن البلاغة والفصاحة..فكانت معجزة الرسول قرٱنا يتحدى بفصاحته وبلاغته ما ابدعوه من فنون القول حتى يتيقنوا من مصدره الغيبي ...لكن القرٱن الكريم معجزة لكل الناس والعصور إلى قيام الساعة...فاقتضت حكمة الله تعالى أن يتضمن القرٱن صورا من الاعجاز تتناسب مع ما برع وتفنن فيه كل الأجيال وحسب سقفهم العلمي والمعرفي...فكان الاعجاز العلمي والاعجاز العددي والرقمي و الاعجاز الإخباري ..الخ حتى يتيقن الناس في كل عصر أن هذا القرٱن لا يمكن أن يكون كلام بشر..وسيظل القرٱن يتحدى العصور المستقبلية بكل ما ستأتي به معارفها وإبداعاتها وستتجدد صور إعجازه بما يتلاءم مع معطياتهم العلمية...(سنريهم ٱياتنا في الٱفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم ( اي الكفار)أنه ( اي القرٱن) الحق..)..(وقل الحمد لله سيريكم ٱياته فتعرفونها) وها نحن نعرف بعض ٱياته!!( لكل نبإ مستقر وسوف تعلمون)..