يُقسم السحر إلى نوعين:
سحر أبيض: وهو عبارة عن عروض سحرية وألعاب للخفة والتي تطورت لدرجة تفوق الخيال من طيران وقطع للناس وإخفاء حتى سيارة... إلخ
سحر أسود: وهو الذي يقوم به المشعوذون من تمائم وتسليط للجان والشياطين كما يدعون... إلخ
فما الفرق بينهما؟
الأبيض هو فن يعتمد على العلم والتكنلوجيا والفيزياء واللياقة البدنية، وهو عبارة عن خدع ماهرة كثيرًا ما تكون بصرية، وهي أمور يستطيع أن يكتشفها ويتعلمها أي شخص، وليس فيها أي خرق للعادة أو القوانين.
(قَالَ بَلْ أَلْقُوا ۖ فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِن سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَىٰ) (66) سورة طه.
الأسود وهو الشعوذة، وهو ما يهمنا هنا، والذي أسميه أنا علم الخزعبلات، ويلاقي رواجًا كبيرًا وتصديقًا في الدول العربية خاصة، حيث نجد المشعوذ يستقبل الناس ويدعي بأنه قادر على حل جميع مشاكلهم، يزوج هذا، يطلق هذه، يجعل تلك تسيطر على زوجها... إلخ.
لكن السؤال الذي يطرح نفسه: إن كانت لدى المشعوذ كل هذه القدرات العجيبة، فلماذا لا يبدأ بحل مشاكله أولًا؟ ولماذا نجد مشعوذًا يزوج بنات الناس وبنته عانس! وآخر يحل مشاكلهم الزوجية وقد هجرته زوجته التي هربت من البيت!
أليست نفسه أولى؟!
وتجد ذلك الذي يدعي بأنه يستطيع إخراج الكنوز مقابل مبلغ صغير يطلبه! وحين يذهب المغفلون بحثًا عن الكنز لا يجدون شيئًا، فيقول لهم: "لأن معنا شخص يكره الجني الذي يحمي الكنز!"، ثم يأخذ المال في مرَّة أخرى، وحين لا يجدون كنزهم المنشود يقول لهم: "لأنكم لم تحفروا والقمر بدر!"، وكل مرَّة هو في عذر جديد!
ولماذا لا يتساءل هؤلاء: لو كان هذا يعلم مكان الكنز حقًا فكيف يعطيني إياه مقابل دراهم معدودة وهو كنز الملايير؟! بل إن البعض قد يخرب بيته بالحفر والهدم وفي النهاية يقول له المشعوذ: "لقد نقل الحارس المارد الكنز لمكان آخر!!"
والمضحك في الموضوع أن الناس تتناقل القصص، وتدَّعي أن فلانًا قد وجد الكنز الذي دلَّ إليه، وحين تسأل أين هو كنزه المزعوم؟ يقال لك: "لقد خبأه ولم يخبر أحدًا!!" إذًا من أين سمعتَ أنت بهذا؟!
والكارثة أننا نجد من يسمون مثقفين وهم يؤمنون بهذه الخزعبلات، وتجد حياتهم مرتبطة بهذه الأوهام، ففيهم من يبحث عن الترقية، أو الكسب السريع، ومن يريد معرفة مستقبله... إلخ.
فإن كان المشعوذ حقًا قادرًا على رؤية المستقبل وجعل الناس تحصّل الكسب السريع، فلم لا يفعل ذلك لنفسه، بدل الترزق من الآخرين؟!
أخبرني أحدهم بأنهم كانوا يخدعون الناس ويتحايلون عليهم بخدع يعتمدون فيها على الحسابات والحظ، فإن جاء الحظ مواتيًا ونجح السحر كان بها، وإن لم ينجح يقول المشعوذ للضحية أنت لم تخلص النية ولهذا لم ينجح الأمر.
إن علينا محاربة هذا الدجل بتوعية الناس بأنه خداع وكذب ولعب على عقولهم، وليس بنشر الخرافات كما يفعل بعض الشيوخ حين يقولون بأنه حقيقة وواقع رغم أنه حرام! إنهم بهذا يقومون بعمل دعاية مجانية لهذا الدجل والكذب!
وبالرغم من أن قضية الشعوذة فيها اختلاف بين الشيوخ إلا أني أعالج الموضوع من جانب علمي تجريبي، حيث لم يثبت لي لحد الآن أن أي مشعوذ قادر على عمل شيء خارق، وأتحدى أي ساحر بأن يُرسل لي جيشه المزعوم.
أعلم أن الكثيرين سيعلقون بأني جاهل وبأني لم أرَ شيئا، وبأنهم رأوا السحر وقوة المشعوذ بأعينهم! وجوابي: بإمكاني أن أقوم بما يقوم به المشعوذ وأكثر، سأستحضر الجان، أقرأ ما في رأسك، أخبركَ بمستقبلكَ وبأشياء ستحصل لكَ وأنا أعلم بأنها تحصل لأغلب الناس، أشعل النار من لا شيء، سآتيك بكل الخدع لتصدقني، لكن تأكد بأنها خدع تعتمد على العلم والخفة ومعرفة بالنفس البشرية والخدع البصرية الماهرة لا بالجان الأحمر ولا حتى الأزرق! وهكذا أصبح في ظن المساكين مشعوذا وعرافا صادقا مهاب الجانب!
يخبرونك عن كتب السحر وما فيها من طلاسم لا معنى لها سوى إعطاء الكتاب نوعًا من الغموض، ويقولون لك كيف أنه يجب على الساحر أن يدوس المصحف ويكفر... وماذا عن الساحر الهندي الذي لا يعرف القرآن، هل يدوس على كتب البوذية والسيخ ليسيطر على الجان؟
لو قرأ هؤلاء كتب حقيقة السحر، وفنون خداع الناس لكان أنفع لهم.
مرَّة في إحدى القنوات الفضائية في مناظرة بين شخصين حول السحر، قال الشيخ: "بأن السحرة يمكنهم إرسال الجان لسرقة أموال الناس"، فقال الآخر: "لماذا لا يسرق بنوك سويسرا؟" فرد -ويا ليته لم يفعل-: "لأن أموالهم حرام"... إنني أطالب بالبحث عن هؤلاء السحرة لأن اقتصاد بلادنا يعاني من أزمات مالية، لنرسلهم لمسح الديون، فهل من معين؟ بل يا ليتهم حلوا لنا مشاكل البطالة والفقر، أو سلطوا أحد جانهم على مسؤولينا الفاسدين فيريحونا منهم! حتى الذهب الأسود (البترول) انتظرنا حتى جاء الغرب ليخبرنا بموقعه وهو يوجده لنا، لا مشعوذ ولا جني أتانا به!!
ونجد المشعوذ يقول لك بأن الجني يحب ديكًا أسود، أو خروفًا أسود، أو بخورًا معينًا ليقوم بالعمل، فإذا كان هذا الجني المسكين يشتهي ديكًا أسودًا فليقم بإحضاره بنفسه، أيهم أصعب؟ سرقة بنك أم جلب ديك أسود أو أحمر!
وحين تسأل المشعوذ: "لماذا لا تنفع نفسك وأنت تملك هذه القدرات؟" يقول: "هذه القوى الخارقة تسخر في خدمة الغير فقط!"، إنها مجرد أعذار واهية للضحك على الذقون لا أكثر.
بقلم صديق الصفحة ومحارب الخرافة؛ محمد فيلالي
تدقيق وتحرير صفحة عالم الأكاذيب؛ معًا نحارب الأكاذيب
طالع أيضا:
تعلم كيف يخدع المنجمون زبائنهم في عشر خطوات!
كيف نفسر قصص السحر والشعوذة التي يحكيها الناس؟
الأبيض هو فن يعتمد على العلم والتكنلوجيا والفيزياء واللياقة البدنية، وهو عبارة عن خدع ماهرة كثيرًا ما تكون بصرية، وهي أمور يستطيع أن يكتشفها ويتعلمها أي شخص، وليس فيها أي خرق للعادة أو القوانين.
(قَالَ بَلْ أَلْقُوا ۖ فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِن سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَىٰ) (66) سورة طه.
الأسود وهو الشعوذة، وهو ما يهمنا هنا، والذي أسميه أنا علم الخزعبلات، ويلاقي رواجًا كبيرًا وتصديقًا في الدول العربية خاصة، حيث نجد المشعوذ يستقبل الناس ويدعي بأنه قادر على حل جميع مشاكلهم، يزوج هذا، يطلق هذه، يجعل تلك تسيطر على زوجها... إلخ.
لكن السؤال الذي يطرح نفسه: إن كانت لدى المشعوذ كل هذه القدرات العجيبة، فلماذا لا يبدأ بحل مشاكله أولًا؟ ولماذا نجد مشعوذًا يزوج بنات الناس وبنته عانس! وآخر يحل مشاكلهم الزوجية وقد هجرته زوجته التي هربت من البيت!
أليست نفسه أولى؟!
وتجد ذلك الذي يدعي بأنه يستطيع إخراج الكنوز مقابل مبلغ صغير يطلبه! وحين يذهب المغفلون بحثًا عن الكنز لا يجدون شيئًا، فيقول لهم: "لأن معنا شخص يكره الجني الذي يحمي الكنز!"، ثم يأخذ المال في مرَّة أخرى، وحين لا يجدون كنزهم المنشود يقول لهم: "لأنكم لم تحفروا والقمر بدر!"، وكل مرَّة هو في عذر جديد!
ولماذا لا يتساءل هؤلاء: لو كان هذا يعلم مكان الكنز حقًا فكيف يعطيني إياه مقابل دراهم معدودة وهو كنز الملايير؟! بل إن البعض قد يخرب بيته بالحفر والهدم وفي النهاية يقول له المشعوذ: "لقد نقل الحارس المارد الكنز لمكان آخر!!"
والمضحك في الموضوع أن الناس تتناقل القصص، وتدَّعي أن فلانًا قد وجد الكنز الذي دلَّ إليه، وحين تسأل أين هو كنزه المزعوم؟ يقال لك: "لقد خبأه ولم يخبر أحدًا!!" إذًا من أين سمعتَ أنت بهذا؟!
والكارثة أننا نجد من يسمون مثقفين وهم يؤمنون بهذه الخزعبلات، وتجد حياتهم مرتبطة بهذه الأوهام، ففيهم من يبحث عن الترقية، أو الكسب السريع، ومن يريد معرفة مستقبله... إلخ.
فإن كان المشعوذ حقًا قادرًا على رؤية المستقبل وجعل الناس تحصّل الكسب السريع، فلم لا يفعل ذلك لنفسه، بدل الترزق من الآخرين؟!
أخبرني أحدهم بأنهم كانوا يخدعون الناس ويتحايلون عليهم بخدع يعتمدون فيها على الحسابات والحظ، فإن جاء الحظ مواتيًا ونجح السحر كان بها، وإن لم ينجح يقول المشعوذ للضحية أنت لم تخلص النية ولهذا لم ينجح الأمر.
إن علينا محاربة هذا الدجل بتوعية الناس بأنه خداع وكذب ولعب على عقولهم، وليس بنشر الخرافات كما يفعل بعض الشيوخ حين يقولون بأنه حقيقة وواقع رغم أنه حرام! إنهم بهذا يقومون بعمل دعاية مجانية لهذا الدجل والكذب!
وبالرغم من أن قضية الشعوذة فيها اختلاف بين الشيوخ إلا أني أعالج الموضوع من جانب علمي تجريبي، حيث لم يثبت لي لحد الآن أن أي مشعوذ قادر على عمل شيء خارق، وأتحدى أي ساحر بأن يُرسل لي جيشه المزعوم.
أعلم أن الكثيرين سيعلقون بأني جاهل وبأني لم أرَ شيئا، وبأنهم رأوا السحر وقوة المشعوذ بأعينهم! وجوابي: بإمكاني أن أقوم بما يقوم به المشعوذ وأكثر، سأستحضر الجان، أقرأ ما في رأسك، أخبركَ بمستقبلكَ وبأشياء ستحصل لكَ وأنا أعلم بأنها تحصل لأغلب الناس، أشعل النار من لا شيء، سآتيك بكل الخدع لتصدقني، لكن تأكد بأنها خدع تعتمد على العلم والخفة ومعرفة بالنفس البشرية والخدع البصرية الماهرة لا بالجان الأحمر ولا حتى الأزرق! وهكذا أصبح في ظن المساكين مشعوذا وعرافا صادقا مهاب الجانب!
يخبرونك عن كتب السحر وما فيها من طلاسم لا معنى لها سوى إعطاء الكتاب نوعًا من الغموض، ويقولون لك كيف أنه يجب على الساحر أن يدوس المصحف ويكفر... وماذا عن الساحر الهندي الذي لا يعرف القرآن، هل يدوس على كتب البوذية والسيخ ليسيطر على الجان؟
لو قرأ هؤلاء كتب حقيقة السحر، وفنون خداع الناس لكان أنفع لهم.
مرَّة في إحدى القنوات الفضائية في مناظرة بين شخصين حول السحر، قال الشيخ: "بأن السحرة يمكنهم إرسال الجان لسرقة أموال الناس"، فقال الآخر: "لماذا لا يسرق بنوك سويسرا؟" فرد -ويا ليته لم يفعل-: "لأن أموالهم حرام"... إنني أطالب بالبحث عن هؤلاء السحرة لأن اقتصاد بلادنا يعاني من أزمات مالية، لنرسلهم لمسح الديون، فهل من معين؟ بل يا ليتهم حلوا لنا مشاكل البطالة والفقر، أو سلطوا أحد جانهم على مسؤولينا الفاسدين فيريحونا منهم! حتى الذهب الأسود (البترول) انتظرنا حتى جاء الغرب ليخبرنا بموقعه وهو يوجده لنا، لا مشعوذ ولا جني أتانا به!!
ونجد المشعوذ يقول لك بأن الجني يحب ديكًا أسود، أو خروفًا أسود، أو بخورًا معينًا ليقوم بالعمل، فإذا كان هذا الجني المسكين يشتهي ديكًا أسودًا فليقم بإحضاره بنفسه، أيهم أصعب؟ سرقة بنك أم جلب ديك أسود أو أحمر!
وحين تسأل المشعوذ: "لماذا لا تنفع نفسك وأنت تملك هذه القدرات؟" يقول: "هذه القوى الخارقة تسخر في خدمة الغير فقط!"، إنها مجرد أعذار واهية للضحك على الذقون لا أكثر.
بقلم صديق الصفحة ومحارب الخرافة؛ محمد فيلالي
تدقيق وتحرير صفحة عالم الأكاذيب؛ معًا نحارب الأكاذيب
طالع أيضا:
تعلم كيف يخدع المنجمون زبائنهم في عشر خطوات!
كيف نفسر قصص السحر والشعوذة التي يحكيها الناس؟
جزاك الله كل خير كلامك حكم
ردحذفوإياكم يا رب :)
حذف