التنجيم و قراءة الطالع هما إحدى الفنون القديمة، وهما عبارة عن مزيج من التمثيل والتلاعب النفسي.
بينما يُعرف بعض الوسطاء بالغش ويقومون بذلك عن طريق الحصول على معلومات تخصّ الزبون في وقت مبكر قبل الالتقاء به، هذه الخطوات العشرة التي سنعرضها عليكم ستركز على ما يُعرف بـ "القراءة الباردة" أي قراءة شخصية الزبائن دون أي معرفة مسبقة عنهم.
في هذا المقال يجيب "مايكل شيرمر" على السؤال: "هل الكهانة حقيقة أم أنها مجرّد واجهة لتقنيات أعمق سنصفها لكم على شكل 10 خطوات؟"
ليس لدى شيرمر أي إشكالية بإقناع أيّ كان بأنه منجّم وذلك باتباع هذه الخطوات العشر والتي تسمح بإتقان عدة أنواع من القراءات: كالمسماة قراءة النخيل، قراءة بطاقات التارو، القراءات الفلكية وحتى التحدث مع الأرواح.
وفي الحقيقة بإمكانه تأدية دوره بشكل منطقي ومقنع جدّا...
من خِلال هذه الخطوات 10 سيظهر لنا كيف أن الأشخاص هم حقّا عرضة لمثل هذه التلاعبات النفسية الفعّالة.
الخطوة الأولى: لخبرة ودية ومريحة:
يقوم الدجال بإنشاء سلطته النفسية بدعائم مثل رسومات بيانية لها علاقة بالمهنة أو مكتبات مليئة بالكتب والمراجع.
مثلا يوفّر كرسيّين مريحين بينهما طاولة صغيرة مع سماط من الدانتيل... يضع شموعًا وسجادة لينة مع إضاءة ملوّنة ناعمة، وأيضا يضيف البخور الذي سيعطي للقراءة شعورًا "روحيًا".
الفكرة هي أنه يجب أن يحسّ الزبون أنه في مركز طقوس روحانية مهمة.
الخطوة الثانية: إبراز شخصية متعاطفة:
يضع المنجم عميله في مزاج يستقبل فيه المعلومة ويجعله متعاونا من خلال الشرح له أنّ القراءة هي جهد جماعيّ.
يستخدم صوتا ناعما، وسلوكا هادئا، وهيئة متعاطفة وتكون حركات جسده غير تصادمية: ابتسامة لطيفة، اتصال مستمر بالعينين مع إمالة الرأس إلى جانب واحد أثناء الاستماع.
يواجه الزبون وساقيه بجانب بعضيهما (لا الواحدة فوق الأخرى) وذراعيه مفتوحتان.
يسمي نفسه "وسيطا نفسيا"... ويشرح لهم أنّ "عملاءه" يزورونه من أجل عدّة أمور تثقل كاهلهم و"قلوبهم" (بما أنّ القلب هو العضو المفضل في روحانيات العصر الجديد)، وباعتباره وسيطا فوظيفته تستلزم استخدام موهبته الخاصة والمتمثلة في الحدس. ويشرح للزبون أنّ الجميع يمتلك هذه الهبة، ولكنه شخصيا طوّرها من خلال الممارسة.
ولجعل الأخطاء التي من ممكن أن ترتكب منطقيّة، يصرّح مباشرة ويقول: أنّه لا يمكن للوسطاء التنبؤ بالمستقبل بشكل مثالي: "على الرغم من أنه سيكون من الرائع لو كنت دقيقا مئة في المئة، إلاّ أنّه لا أحد مثالي. حتى مايكل جوردان أضاع الكثير من التسديدات!"
الخطوة الثالثة:
هناك سبعة أشياء يرغب الناس في الحديث عنها بشكل أكبر: الحب، الصحة، المال، الوظيفة، السفر، التعليم، والطموح.
يبق العراف في دائرة هذه المواضيع عن طريق طرح الكثير من الأسئلة، وجمع الكثير من البيانات عن كل فئة. وهذا سوف يساعده أيضا على أن يتذكر ما وصل له في القراءة.
الخطوة الرابعة:
البدء بطريقة قراءة "بارنوم"(القراءة الباردة) و التي تنفع للجميع:
كاستعمال بعض العبارات مثل:
1) يمكنك أن تكون شخصا مراعيا جدا وسريعا جدّا في إعانة الآخرين، ولكنك في بعض الأحيان... إذا كنت صادقا مع نفسك فستتعرف على حس الأنانية في نفسك. أود أن أقول إنه على العموم يمكن أن تكون من النوع الهادئ المنزوي نوعا ما، والذي يطمس شخصيته، لكن عندما تكون الظروف مواتية، يمكن أن تكون جزءا من المجموعة إذا رغبت في ذلك.
2) أحيانا تكون صادقا جدا في ما يخصّ مشاعرك وتكشف الكثير عن نفسك. أنت جيد في التفكير من خلال الأشياء وتحبّ أن ترى الأدلّة قبل أن تغيّر رأيك حول أي موضوع. عندما تجد نفسك في وضع جديد فأنت حذر جدا حتى تعرف جيّدا ما يحدث، ثم تبدأ في التصرّف بثقة.
3) ما أفهمه حاليا هو أنك شخص يمكن الوثوق به عموما. لست قديسا، لست مثاليا، ولكن دعنا نقول أنه عندما يكون الأمر مهما حقا أنت شخص يفهم أهمية أن يكون جديرا بالثقة. أنت تعرف كيف تكون صديقا جيدا.
4) أنت قادر على ضبط نفسك بحيث يبدو للغير أنك في وضع المسيطر، و لكن في الواقع تشعر أحيانا بعدم الأمان إلى حد ما. كنت ترغب أن تكون أكثر شعبية قليلا وأن تشعر بالراحة أكثر مما أنت فيه الآن فيما يخصّ علاقاتك الشخصية.
5) أنت حكيم في مواجهة العالم، حكمة اكتسبتها من خلال تجربة صعبة بدلا من التعلم من الكتب.
مثل هذه الجمل عامة جدًا وسيجد الأغلب إن لم يكن الكل أنها تنطبق عليه!
الخطوة الخامسة:
بعد البيانات العامة، يدخل في تفصيليات تنطبق على أغلب الناس عن طريق الإشارة لأشياء مثل:
مجوهرات تركها فرد متوفي من الأسرة، أدوية أو مستلزمات طبية منتهية الصلاحية
ألعاب وكتب وتذكارات من أيام الطفولة، ساعة لم تعد تعمل، آلات إلكترونية لم تعد تعمل... إلخ.
وأيضا خصوصيات الزبون نفسه:
حادث خلال مرحلة الطفولة له علاقة بالماء، رقم 2 في عنوان البيت، ندب على الركبة، زوج من أقراط الأذن فُقد إحداها، أشياء عشوائية مثل هذه لكنها غامضة وعامة حدّ أنها تنطبق على الكثير.
الخطوة السادسة:
استخراج المعلومات من الزبون عن طريق تمويه الأسئلة وجعلها تبدو كتصريحات مثل:
- هل يبدو هذا الأمر صائبا؟
- إذن لمن قد يشير هذا الأمر؟
- هل تتواصل مع هذا؟
- هل يعني هذا الأمر لك شيئا؟
- هل بإمكانك رؤية السبب الذي جعلني أصل لهذا الانطباع؟
- كيف يمكن أن يكون هذا الأمر ذا مغزى بالنسبة لك؟
- الآن... لماذا قد يحدث ذلك؟
- من فضلك؟
- نعم؟
- ما هو الشيء الذي يمكن أن يكون له صلة بهذا الأمر في حياتك؟
- هل تقول أن هذا هو الطريق الصحيح بالنسبة لك؟
- حسنا؟؟؟
الخطوة السابعة:
مناشدة سلطة "الحكمة القديمة" والأسرار الغامضة وذلك بإمطار القراءة بالمصطلحات الباطنية واللهجات الغريبة.
إيان رولاند يصف هذه التقنية "بلغة بليتز" ويقول أنها واحدة من التقنيات المفضلة لديه. فاستخدام المصطلحات الغامضة يجعل إمكانية تتبع عرض القارئ منطقيا مستحيلة، ويعزز فكرة أن القارئ هو شخصية مسيطرة تملك معرفة سرية. مناشدة الحكمة القديمة تعزز أيضا شعور الزبون بروحانية الطقوس والتي تشجع تعاونه ولا تتيح أي مجال للشكوك أو الاحتجاجات.
بعد ذلك يمكن للقارئ أن يستدرج العميل للحصول على معلومات متحجّجا أن "البطاقات" أو "النجوم" تشير إلى وجود عدّة احتمالات ثم يطلب من العميل- الذي سيكون مشتّـت التفكير بسبب المصطلحات الغريبة- أن يخبره بأي أي ّ احتمال يناسب وضعه. رولاند يعرض كيفية فعل ذلك:
"مثير للاهتمام! أرى أنّنا حصلنا على ورقة "السيوف الخمسة"، ورقة مهمة عادة ما ترتبط مع التحدي والنضال في الشؤون التي تخصّ القلب. ما يدفعنا للفضول هو أنه بالتزامن مع ذلك قد كان لدينا أيضا ورقة "الناسك"، واحدة من أدنى بطاقات الثالوث، والتي ينظر إليها عادة أنّها تشير ليس فقط إلى العزلة وإنّما أيضا لإنجاز الأهداف الشخصية. وكأن البطاقات تقترح أنّ أهدافك الشخصية -حاليا- لها الأولوية على حياتك الرومانسية. أنا لا أعرف إن كان هذا الكلام يعني لك شيئا ... "
الخطوة الثامنة:
استخدام القليل من المعرفة العلمية من علم النفس أو علم الاجتماع لإغواء اهتمامات العميل.
يكون ذلك بالاستفادة من الكتيبات التي تتناول طرق العلاج والنصح والمشورة لمشاكل الناس.
مثلا هناك كتاب من أكثر الكتب مبيعا في السبعينات يدعى "ممرات" لغيل شيهي "Passages" Gail Sheehy. الكتاب يتحدث عن الأزمات المتوقعة التي يواجهها البالغون.
أيضا هناك الديموغرافيات التي تكشف اهتمامات فئة معينة من الناس من ناحية الجنس أو السن أو الفئة الاجتماعية.
أما مايكل شيرمر فاستخدم خمسة عوامل نموذجية للشخصية: الانفتاح على الخبرة، الانبساط، حس الضمير، اللطف، والعصبية - جنبا إلى جنب مع بحوث فرانك سولواي (Frank Sulloway)حول ديناميكيات الأسرة التي يمكن التنبؤ بها، ومن بين أمور أخرى، ترتيب الولادة لزبونه (البكر، ولد في منتصف، أو هو آخر العنقود)..
الخطوة التاسعة:
تملق الزبائن واخبارهم بما يريدون سماعه:
"حياتك الرومانسية سوف تتّضح، و سيتم حل المشاكل المالية الخاصة بك، أنت عامل جاد، عادل ،مستقل و حكيم".
القراء المتطورون لا يتفوهون بهذه "التصريحات المجاملة" فقط بل ينسجون منها عرضا مفصلا يخفي طبيعتها المتلاعبة. فعليك أن تربطها بشيء محدّد في حياتهم الخاصة حتى يستوعبوا القراءة بشكل مذهل ودقيق، فمثل هذه التصريحات المعمّمة يمكن أن تنطبق على أيّ كان.
الناس لديهم ميل لتذكر الأمور الفعالة وينسون الهفوات الصغيرة، خصوصا إذا كانوا يتعاملون مع الكثير من المعلومات.
الخطوة العاشرة والأخيرة
الأعذار دائمًا جاهزة. وكل نتيجة يحولونها لصالحهم.
كما ذكر آنفا، يعترف العراف في البداية أنّه لست دقيقا بنسبة 100٪.
إذا أشار العميل إلى أنّ القارئ مخطئ في ما يخصّ معلومة معيّنة، فيمكن للقارئ أن يدّعي أنها شيء حدث في الماضي البعيد، وأن يلمّح بلطف أنّه خطأ الزبون إذا كان لا يتذكر. أو يمكن أن يشير إلى أن هذا شيء سيحدث في المستقبل.
ينقذ العراف تخمينه السيئ حول رسالة ما من أحد أفراد أسرته المتوفين بادعاء أنّ روح الشخص الراحل قد تغيّر قلبها (أو تفكيرها) وترغب لو أنّك تعرف ذلك.
إذا وقع العراف في مواقف محرجة أو عدم إحراز تقدم في القراءة يتحجج بأنّ الاتصالات الروحية بينه وبين العميل سيئة.
أو الأفضل من ذلك، يقوم بإلقاء اللوم على الزبون عن طريق اقتراح أنه بحاجة إلى بذل جهد أكبر
الهامش:
مصدرنا الأساسي لهذه المعلومات هو الكتاب الموسوعي "الحقائق الكاملة للقراءة الباردة" (The Full Facts Book of Cold Reading) لـ إيان رولاند (متاح في ianrowland.com). ما نصفه هنا ليس سوى عيّنات صغيرة لخلاصة شاملة لقارئ محترف و الذي يمكن القول أنّه واحد من أفضل القراء في العالم.
أدرجنا أيضا معلومات من مقالات أخرى نشرت من طرف جمعية المتشكّكين (Skeptics Society) وأبرزها مقال "منجّم ليوم: كيف تعلّمت بطاقات التارو، قراءة النخيل، علم التنجيم، الوساطة الروحيّة خلال 24 ساعة" لـ مايكل شيرمر الذي كتبه بعد ظهوره كوسيط روحي بديل في برنامج بيل ناي(Bill Nye) ضمن السلسلة العلمية الموجهة للكبار "عين على ناي" سنة 2003 (www.michaelshermer.com/science-friction/excerpt/).
هذه الخطوات مُترجمة من مصدرها الأصلي:
http://www.skeptic.com/reading_room/learn-to-be-a-psychic-in-10-easy-lessons/
بينما يُعرف بعض الوسطاء بالغش ويقومون بذلك عن طريق الحصول على معلومات تخصّ الزبون في وقت مبكر قبل الالتقاء به، هذه الخطوات العشرة التي سنعرضها عليكم ستركز على ما يُعرف بـ "القراءة الباردة" أي قراءة شخصية الزبائن دون أي معرفة مسبقة عنهم.
في هذا المقال يجيب "مايكل شيرمر" على السؤال: "هل الكهانة حقيقة أم أنها مجرّد واجهة لتقنيات أعمق سنصفها لكم على شكل 10 خطوات؟"
ليس لدى شيرمر أي إشكالية بإقناع أيّ كان بأنه منجّم وذلك باتباع هذه الخطوات العشر والتي تسمح بإتقان عدة أنواع من القراءات: كالمسماة قراءة النخيل، قراءة بطاقات التارو، القراءات الفلكية وحتى التحدث مع الأرواح.
وفي الحقيقة بإمكانه تأدية دوره بشكل منطقي ومقنع جدّا...
من خِلال هذه الخطوات 10 سيظهر لنا كيف أن الأشخاص هم حقّا عرضة لمثل هذه التلاعبات النفسية الفعّالة.
الخطوة الأولى: لخبرة ودية ومريحة:
يقوم الدجال بإنشاء سلطته النفسية بدعائم مثل رسومات بيانية لها علاقة بالمهنة أو مكتبات مليئة بالكتب والمراجع.
مثلا يوفّر كرسيّين مريحين بينهما طاولة صغيرة مع سماط من الدانتيل... يضع شموعًا وسجادة لينة مع إضاءة ملوّنة ناعمة، وأيضا يضيف البخور الذي سيعطي للقراءة شعورًا "روحيًا".
الفكرة هي أنه يجب أن يحسّ الزبون أنه في مركز طقوس روحانية مهمة.
الخطوة الثانية: إبراز شخصية متعاطفة:
يضع المنجم عميله في مزاج يستقبل فيه المعلومة ويجعله متعاونا من خلال الشرح له أنّ القراءة هي جهد جماعيّ.
يستخدم صوتا ناعما، وسلوكا هادئا، وهيئة متعاطفة وتكون حركات جسده غير تصادمية: ابتسامة لطيفة، اتصال مستمر بالعينين مع إمالة الرأس إلى جانب واحد أثناء الاستماع.
يواجه الزبون وساقيه بجانب بعضيهما (لا الواحدة فوق الأخرى) وذراعيه مفتوحتان.
يسمي نفسه "وسيطا نفسيا"... ويشرح لهم أنّ "عملاءه" يزورونه من أجل عدّة أمور تثقل كاهلهم و"قلوبهم" (بما أنّ القلب هو العضو المفضل في روحانيات العصر الجديد)، وباعتباره وسيطا فوظيفته تستلزم استخدام موهبته الخاصة والمتمثلة في الحدس. ويشرح للزبون أنّ الجميع يمتلك هذه الهبة، ولكنه شخصيا طوّرها من خلال الممارسة.
ولجعل الأخطاء التي من ممكن أن ترتكب منطقيّة، يصرّح مباشرة ويقول: أنّه لا يمكن للوسطاء التنبؤ بالمستقبل بشكل مثالي: "على الرغم من أنه سيكون من الرائع لو كنت دقيقا مئة في المئة، إلاّ أنّه لا أحد مثالي. حتى مايكل جوردان أضاع الكثير من التسديدات!"
الخطوة الثالثة:
هناك سبعة أشياء يرغب الناس في الحديث عنها بشكل أكبر: الحب، الصحة، المال، الوظيفة، السفر، التعليم، والطموح.
يبق العراف في دائرة هذه المواضيع عن طريق طرح الكثير من الأسئلة، وجمع الكثير من البيانات عن كل فئة. وهذا سوف يساعده أيضا على أن يتذكر ما وصل له في القراءة.
الخطوة الرابعة:
البدء بطريقة قراءة "بارنوم"(القراءة الباردة) و التي تنفع للجميع:
كاستعمال بعض العبارات مثل:
1) يمكنك أن تكون شخصا مراعيا جدا وسريعا جدّا في إعانة الآخرين، ولكنك في بعض الأحيان... إذا كنت صادقا مع نفسك فستتعرف على حس الأنانية في نفسك. أود أن أقول إنه على العموم يمكن أن تكون من النوع الهادئ المنزوي نوعا ما، والذي يطمس شخصيته، لكن عندما تكون الظروف مواتية، يمكن أن تكون جزءا من المجموعة إذا رغبت في ذلك.
2) أحيانا تكون صادقا جدا في ما يخصّ مشاعرك وتكشف الكثير عن نفسك. أنت جيد في التفكير من خلال الأشياء وتحبّ أن ترى الأدلّة قبل أن تغيّر رأيك حول أي موضوع. عندما تجد نفسك في وضع جديد فأنت حذر جدا حتى تعرف جيّدا ما يحدث، ثم تبدأ في التصرّف بثقة.
3) ما أفهمه حاليا هو أنك شخص يمكن الوثوق به عموما. لست قديسا، لست مثاليا، ولكن دعنا نقول أنه عندما يكون الأمر مهما حقا أنت شخص يفهم أهمية أن يكون جديرا بالثقة. أنت تعرف كيف تكون صديقا جيدا.
4) أنت قادر على ضبط نفسك بحيث يبدو للغير أنك في وضع المسيطر، و لكن في الواقع تشعر أحيانا بعدم الأمان إلى حد ما. كنت ترغب أن تكون أكثر شعبية قليلا وأن تشعر بالراحة أكثر مما أنت فيه الآن فيما يخصّ علاقاتك الشخصية.
5) أنت حكيم في مواجهة العالم، حكمة اكتسبتها من خلال تجربة صعبة بدلا من التعلم من الكتب.
مثل هذه الجمل عامة جدًا وسيجد الأغلب إن لم يكن الكل أنها تنطبق عليه!
الخطوة الخامسة:
بعد البيانات العامة، يدخل في تفصيليات تنطبق على أغلب الناس عن طريق الإشارة لأشياء مثل:
مجوهرات تركها فرد متوفي من الأسرة، أدوية أو مستلزمات طبية منتهية الصلاحية
ألعاب وكتب وتذكارات من أيام الطفولة، ساعة لم تعد تعمل، آلات إلكترونية لم تعد تعمل... إلخ.
وأيضا خصوصيات الزبون نفسه:
حادث خلال مرحلة الطفولة له علاقة بالماء، رقم 2 في عنوان البيت، ندب على الركبة، زوج من أقراط الأذن فُقد إحداها، أشياء عشوائية مثل هذه لكنها غامضة وعامة حدّ أنها تنطبق على الكثير.
الخطوة السادسة:
استخراج المعلومات من الزبون عن طريق تمويه الأسئلة وجعلها تبدو كتصريحات مثل:
- هل يبدو هذا الأمر صائبا؟
- إذن لمن قد يشير هذا الأمر؟
- هل تتواصل مع هذا؟
- هل يعني هذا الأمر لك شيئا؟
- هل بإمكانك رؤية السبب الذي جعلني أصل لهذا الانطباع؟
- كيف يمكن أن يكون هذا الأمر ذا مغزى بالنسبة لك؟
- الآن... لماذا قد يحدث ذلك؟
- من فضلك؟
- نعم؟
- ما هو الشيء الذي يمكن أن يكون له صلة بهذا الأمر في حياتك؟
- هل تقول أن هذا هو الطريق الصحيح بالنسبة لك؟
- حسنا؟؟؟
الخطوة السابعة:
مناشدة سلطة "الحكمة القديمة" والأسرار الغامضة وذلك بإمطار القراءة بالمصطلحات الباطنية واللهجات الغريبة.
إيان رولاند يصف هذه التقنية "بلغة بليتز" ويقول أنها واحدة من التقنيات المفضلة لديه. فاستخدام المصطلحات الغامضة يجعل إمكانية تتبع عرض القارئ منطقيا مستحيلة، ويعزز فكرة أن القارئ هو شخصية مسيطرة تملك معرفة سرية. مناشدة الحكمة القديمة تعزز أيضا شعور الزبون بروحانية الطقوس والتي تشجع تعاونه ولا تتيح أي مجال للشكوك أو الاحتجاجات.
بعد ذلك يمكن للقارئ أن يستدرج العميل للحصول على معلومات متحجّجا أن "البطاقات" أو "النجوم" تشير إلى وجود عدّة احتمالات ثم يطلب من العميل- الذي سيكون مشتّـت التفكير بسبب المصطلحات الغريبة- أن يخبره بأي أي ّ احتمال يناسب وضعه. رولاند يعرض كيفية فعل ذلك:
"مثير للاهتمام! أرى أنّنا حصلنا على ورقة "السيوف الخمسة"، ورقة مهمة عادة ما ترتبط مع التحدي والنضال في الشؤون التي تخصّ القلب. ما يدفعنا للفضول هو أنه بالتزامن مع ذلك قد كان لدينا أيضا ورقة "الناسك"، واحدة من أدنى بطاقات الثالوث، والتي ينظر إليها عادة أنّها تشير ليس فقط إلى العزلة وإنّما أيضا لإنجاز الأهداف الشخصية. وكأن البطاقات تقترح أنّ أهدافك الشخصية -حاليا- لها الأولوية على حياتك الرومانسية. أنا لا أعرف إن كان هذا الكلام يعني لك شيئا ... "
الخطوة الثامنة:
استخدام القليل من المعرفة العلمية من علم النفس أو علم الاجتماع لإغواء اهتمامات العميل.
يكون ذلك بالاستفادة من الكتيبات التي تتناول طرق العلاج والنصح والمشورة لمشاكل الناس.
مثلا هناك كتاب من أكثر الكتب مبيعا في السبعينات يدعى "ممرات" لغيل شيهي "Passages" Gail Sheehy. الكتاب يتحدث عن الأزمات المتوقعة التي يواجهها البالغون.
أيضا هناك الديموغرافيات التي تكشف اهتمامات فئة معينة من الناس من ناحية الجنس أو السن أو الفئة الاجتماعية.
أما مايكل شيرمر فاستخدم خمسة عوامل نموذجية للشخصية: الانفتاح على الخبرة، الانبساط، حس الضمير، اللطف، والعصبية - جنبا إلى جنب مع بحوث فرانك سولواي (Frank Sulloway)حول ديناميكيات الأسرة التي يمكن التنبؤ بها، ومن بين أمور أخرى، ترتيب الولادة لزبونه (البكر، ولد في منتصف، أو هو آخر العنقود)..
الخطوة التاسعة:
تملق الزبائن واخبارهم بما يريدون سماعه:
"حياتك الرومانسية سوف تتّضح، و سيتم حل المشاكل المالية الخاصة بك، أنت عامل جاد، عادل ،مستقل و حكيم".
القراء المتطورون لا يتفوهون بهذه "التصريحات المجاملة" فقط بل ينسجون منها عرضا مفصلا يخفي طبيعتها المتلاعبة. فعليك أن تربطها بشيء محدّد في حياتهم الخاصة حتى يستوعبوا القراءة بشكل مذهل ودقيق، فمثل هذه التصريحات المعمّمة يمكن أن تنطبق على أيّ كان.
الناس لديهم ميل لتذكر الأمور الفعالة وينسون الهفوات الصغيرة، خصوصا إذا كانوا يتعاملون مع الكثير من المعلومات.
الخطوة العاشرة والأخيرة
الأعذار دائمًا جاهزة. وكل نتيجة يحولونها لصالحهم.
كما ذكر آنفا، يعترف العراف في البداية أنّه لست دقيقا بنسبة 100٪.
إذا أشار العميل إلى أنّ القارئ مخطئ في ما يخصّ معلومة معيّنة، فيمكن للقارئ أن يدّعي أنها شيء حدث في الماضي البعيد، وأن يلمّح بلطف أنّه خطأ الزبون إذا كان لا يتذكر. أو يمكن أن يشير إلى أن هذا شيء سيحدث في المستقبل.
ينقذ العراف تخمينه السيئ حول رسالة ما من أحد أفراد أسرته المتوفين بادعاء أنّ روح الشخص الراحل قد تغيّر قلبها (أو تفكيرها) وترغب لو أنّك تعرف ذلك.
إذا وقع العراف في مواقف محرجة أو عدم إحراز تقدم في القراءة يتحجج بأنّ الاتصالات الروحية بينه وبين العميل سيئة.
أو الأفضل من ذلك، يقوم بإلقاء اللوم على الزبون عن طريق اقتراح أنه بحاجة إلى بذل جهد أكبر
الهامش:
مصدرنا الأساسي لهذه المعلومات هو الكتاب الموسوعي "الحقائق الكاملة للقراءة الباردة" (The Full Facts Book of Cold Reading) لـ إيان رولاند (متاح في ianrowland.com). ما نصفه هنا ليس سوى عيّنات صغيرة لخلاصة شاملة لقارئ محترف و الذي يمكن القول أنّه واحد من أفضل القراء في العالم.
أدرجنا أيضا معلومات من مقالات أخرى نشرت من طرف جمعية المتشكّكين (Skeptics Society) وأبرزها مقال "منجّم ليوم: كيف تعلّمت بطاقات التارو، قراءة النخيل، علم التنجيم، الوساطة الروحيّة خلال 24 ساعة" لـ مايكل شيرمر الذي كتبه بعد ظهوره كوسيط روحي بديل في برنامج بيل ناي(Bill Nye) ضمن السلسلة العلمية الموجهة للكبار "عين على ناي" سنة 2003 (www.michaelshermer.com/science-friction/excerpt/).
هذه الخطوات مُترجمة من مصدرها الأصلي:
http://www.skeptic.com/reading_room/learn-to-be-a-psychic-in-10-easy-lessons/
الشعوب العربية ليست محتاجة لهدا العلم لتصدق الدجالين .فالدجال صادق ولو فشل الف مرة وزبائنه هم من يقنعونك بانه خارق
ردحذف