لماذا يقدس المسلمون الكعبة؟
يقول محمد الغزالي (فقه السيرة ص62-63): "ومن بقايا كلمة إبراهيم التي أجمع العرب في جاهليتهم على احترامها "الكعبة"، وهي أشبه بغرفة كبيرة مشيدة من أحجار قوية، يعتمد سقفها من الداخل على أعمدة من الخشب الثمين. وأول من قام في بنائها أبو الأنبياء إبراهيم وابنه إسماعيل. والغرض من بنائها أن تكون معبدًا لله، ومسجدًا يذكر فيه اسمه وحده، فإن إبراهيم لقي العناء الأليم في حرب الأصنام وهدم المعابد التي تنصب فيها، ثم ألهمه الله أن يبني هذا البيت ليكون أساسًا للتوحيد وركنًا، ومثابة للناس وأمنًا. ومن [البديهي] أنه لا يسع القصاد جميعًا فألحق ما حوله به وصار حرمًا مقدسًا.
ومعنى ذلك أن الكعبة نفسها حجارة لا تضر ولا تنفع، وأن الحرمة التي اكتسبتها هي من الذكريات والمعاني التي حفت بها. ولذلك أكد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تأمين الأعراض والأموال والدماء أقدس عند الله من هذه الكعبة، وأعظم حرمة وأكبر حقًا.
ومن الوثنية التي يعاديها الإسلام إلى آخر الدهر: الظن بأن الكعبة أو شيئًا منها له أثر من نفع أو ضرر.
وأنت خبير بأن الرؤساء والقادة والجنود عندما يحيون أعلام بلادهم ويتفانون دونها، فليس هذا عبادة لقطع معينة من القماش. إنما هو تقديس لمعان معينة ارتبطت بها. ومن الأمور التي يسهل فهمها أن تكون لأول مسجد في الأرض مكانة تاريخية خاصة. وأن يكون قبلة لما يستجد بعده من مساجد.
أما الوجهة في كل صلاة والمقصود في كل خشوع فهو الله وحده." انتهى كلامه.
لماذا نقبل الحجر الأسود؟
جاء في تفسير المنار (البقرة 127-129): "ولا يقال: لماذا خصص الحجر الأسود بالتقبيل؟ فإن كل مشعر من تلك المشاعر قد خص بمزية تثير شعورا دينيا خاصا يليق به، فلا يقال: لماذا كان الوقوف والاجتماع، وتعارف أهل الآفاق والأصقاع، مخصوصا بعرفة دون غيرها من البقاع؟"
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق