عندما يتكلم بعض الدعاة في العلم...
في البداية ننوه أننا لسنا ضد تطرق الدعاة للأمور العلمية في خطبهم ومجالسهم أبدا بل العكس، نرحب بالعالم والداعية المثقف الذي يمتلك خلفية علمية متأصلة تؤهله لمخاطبة لغة العقل والقلب على حد سواء، لكننا ضد هؤلاء الذين يخوضون في مجالات لا قبل لهم بها، أو يقومون بنشر معلومات ليسوا متأكدين من صحتها، خاصة وأن أغلبهم يمتلك عددا كبيرا من المتابعين على وسائل التواصل الاجتماعي ولهم من التأثير ما لا يمكن إنكاره... فقط اقتضى التنويه!
منذ فترة نشر أحد الدعاة المشهورين على صفحته الشخصية منشورا يتكلم فيه عن ظاهرة مناخية وهي الرعد حيث قال بأن الرعد هو صوت ملك موكل بالرعد، ثم أورد أحاديث نسبها للنبي صلى الله عليه وسلم تحمل ذات المعنى... فهل هذا الكلام وما جاء على شاكلته صحيح كمن قال أن الرعد اسم ملك يسوق السحاب، وأن البرق لمعان سوطه من نور، أو أن البرق هو ضحكه وغيرها؟
حسنا... لنبدأ تفنيد الموضوع من الناحيتين العلمية والدينية:
في البداية ننوه أننا لسنا ضد تطرق الدعاة للأمور العلمية في خطبهم ومجالسهم أبدا بل العكس، نرحب بالعالم والداعية المثقف الذي يمتلك خلفية علمية متأصلة تؤهله لمخاطبة لغة العقل والقلب على حد سواء، لكننا ضد هؤلاء الذين يخوضون في مجالات لا قبل لهم بها، أو يقومون بنشر معلومات ليسوا متأكدين من صحتها، خاصة وأن أغلبهم يمتلك عددا كبيرا من المتابعين على وسائل التواصل الاجتماعي ولهم من التأثير ما لا يمكن إنكاره... فقط اقتضى التنويه!
منذ فترة نشر أحد الدعاة المشهورين على صفحته الشخصية منشورا يتكلم فيه عن ظاهرة مناخية وهي الرعد حيث قال بأن الرعد هو صوت ملك موكل بالرعد، ثم أورد أحاديث نسبها للنبي صلى الله عليه وسلم تحمل ذات المعنى... فهل هذا الكلام وما جاء على شاكلته صحيح كمن قال أن الرعد اسم ملك يسوق السحاب، وأن البرق لمعان سوطه من نور، أو أن البرق هو ضحكه وغيرها؟
حسنا... لنبدأ تفنيد الموضوع من الناحيتين العلمية والدينية:
1/ تفنيد الأحاديث التي وردت في النص:
نرجو مراجعة هذه "الدراسة الحديثية النقدية لحديث (الرعد ملك)" (اضغط هنا)
وفيها أن حديث بكير بن شهاب "منكر مرفوع على أحسن الأحوال، إن لم يكن باطلًا موضوعًا" على حدّ تعبير الكاتب.
وفيها أن حديث بكير بن شهاب "منكر مرفوع على أحسن الأحوال، إن لم يكن باطلًا موضوعًا" على حدّ تعبير الكاتب.
وجاء في تفسير المنار عن مثل هذه الأقوال والأحاديث في ظاهرة البرق والرعد: "أكثر المفسرين ولعوا بحشو تفاسيرهم بالموضوعات التي نص المحدثون على كذبها، كما ولعوا بحشوها بالقصص والإسرائيليات التي تلقفوها من أفواه اليهود وألصقوها بالقرآن لتكون بيانا له وتفسيرا، وجعلوا ذلك ملحقا بالوحي، والحق الذي لا مرية فيه: أنه لا يجوز إلحاق شيء بالوحي غير ما تدل عليه ألفاظه وأساليبه، إلا ما ثبت بالوحي عن المعصوم الذي جاء به ثبوتا لا يخالطه الريب." (تفسير المنار، البقرة 19).
وأيضا في موقع لاحق: "ولا شك عندي في أن هذه الأقوال كلها مما كان يذيعه مثل كعب الأحبار ووهب بن منبه بين المسلمين من الصحابة والتابعين، ولو صح في حديث مرفوع بسماع صحيح لا يحتمل أن يكون من الإسرائيليات لما وقع فيه مثل هذا الخلاف"
2/ التفسير العلمي:
نريد قبل أن نفسر هذه الظاهرة علميا أن نسأل بعض الأسئلة:
2/ التفسير العلمي:
نريد قبل أن نفسر هذه الظاهرة علميا أن نسأل بعض الأسئلة:
1/ ماهو السبب الذي يجعل هذا الملك يصرخ فجأة؟!
2/ لم يترافق صراخه دائما مع حدوث شرارة كهربائية تسبقه تدعى البرق؟!
3/ لم يترافق صراخه مع سقوط البرد والمطر؟!
4/ هل للملائكة صوت أصلا؟! وهل ينطبق عليها ما ينطبق علينا من صفات بشرية؟!
الأسئلة برسم الإجابة لمن يملك ذلك!
قد يقول قائل لقد ورد ذكر الرعد في القرآن الكريم حيث قال سبحانه: (ويسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته)!
3/ لم يترافق صراخه مع سقوط البرد والمطر؟!
4/ هل للملائكة صوت أصلا؟! وهل ينطبق عليها ما ينطبق علينا من صفات بشرية؟!
الأسئلة برسم الإجابة لمن يملك ذلك!
قد يقول قائل لقد ورد ذكر الرعد في القرآن الكريم حيث قال سبحانه: (ويسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته)!
وحين أخبرنا الله سبحانه بأن الرعد يسبح بحمده، أخبرنا في آيات أخرى بأننا لا نفقه تسبيح الكائنات له!! ولم يقل على الإطلاق بأنه صوت ملك يصرخ!! فلا يجوز إلحاق معنى لم يقل به القرآن!
إضافة أنّه ليس من عادة الشرع تفسير الظواهر الكونيّة بهذا الشكل ولكن ينسبها القرآن والسنة إلى قواعد طبيعية أيضا، وبهذا يظهر أنّ هذا الحديث يخالف مسلمات الشرع، فلا نجد تفسيرا لكيفية وقوع الظاهرة، إنما نجد غاية وقوعها كعذاب قوم أو رحمة أو ما شابه.. ولكن الكيفية تبقى "طبيعيّة".
"أما حقيقة البرق والرعد والصاعقة وأسباب حدوثها فليس من مباحث القرآن؛ لأنه من علم الطبيعة - أي الخليقة - وحوادث الجو التي في استطاعة الناس معرفتها باجتهادهم ولا تتوقف على الوحي، وإنما تذكر الظواهر الطبيعية في القرآن لأجل الاعتبار والاستدلال، وصرف العقل إلى البحث الذي يقوى به الفهم والدين، والعلم بالكون ينمى ويضعف في الناس ويختلف باختلاف الزمان." (تفسير المنار، البقرة 19).
وتأملوا هذه الآيات التي تصف كيف قدّر الله المطر:
(اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَيَبْسُطُهُ فِي السَّمَاءِ كَيْفَ يَشَاءُ وَيَجْعَلُهُ كِسَفًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ)
(وَاللَّهُ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَسُقْنَاهُ إِلَى بَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَحْيَيْنَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا كَذَلِكَ النُّشُورُ (9))
بكل الأحوال لمن يريد الإطلاع على التفسير العلمي الدقيق لحدوث البرق والرعد فقد فعليه بالرجوع إلى المصادر العلمية الدقيقة التي تعرف بهذه الظاهرة.. ولكن على عجالة نقول بأن البرق عبارة عن شرارة تنتج عن تفريغ لشحنات كهربائية في الغيوم أو بين الغيوم والأرض فينتج عنها تيار كهربائي يرفع درجة حرارة الهواء المحيط وبشكل مفاجئ إلى أكثر من 25000 درجة مئوية، وبالتالي ومن مبادئ الفيزياء المعروفة بأن الهواء عندما يتسخن يتمدد فكيف بذلك التسخين المفاجئ وبدرجات حرارة تفوق حرارة سطح الشمس الخارجي!! هذا التمدد المفاجئ والسريع جدا للهواء هو الذي يسبب صوت الرعد وليس حتى كما يشاع بين العامة بأنه اصطدام لغيمتين!!
أخيرا... تجدر الإشارة إلى أن البرق والرعد يحدثان معا في ذات الوقت لكننا نسمع صوت الرعد لاحقا بعد بضع ثوان من حدوث البرق لأن سرعة الصوت أقل بكثير من سرعة الضوء.
أخيرا... تجدر الإشارة إلى أن البرق والرعد يحدثان معا في ذات الوقت لكننا نسمع صوت الرعد لاحقا بعد بضع ثوان من حدوث البرق لأن سرعة الصوت أقل بكثير من سرعة الضوء.
المراجع:
(1)
فريق عالم الأكاذيب (أخصهم ميرفت شاهين وحسن خالدي)
شكرا
ردحذف