هل الموت يوم الجمعة دليل على حسن الخاتمة؟

 

عندما كنت في مجلس عزاء أحد الأقارب، قالت إحدى الحاضرات عن المتوفاة: 

"الله يهنيها على هذه الموتة، يوم الجمعة وفي رمضان وفي العشر الأخيرة أيضا" (يعني 3 في1) و"أن النبي صلى الله عليه وسلم قال أن الذي يموت في يوم الجمعة فهذا دليل على حسن الخاتمة، وأنه من أهل الجنة!"

هذه ليست أول مرة أسمع فيها هذا الكلام، ربما هدف النساء تخفيف المصاب عن أهل المتوفاة أو لمجرد تناقل الأحاديث.. طبعا لم أتناقش معهن لسببين:

أولا: المكان والمناسبة لم يكونا محلاً للنقاش.

ثانيا: قناعتي أن الأغلبية لن يقتنعوا، وليس لي في النقاش أو الجدال مع الناس بشكل عام.

عقلي لم يتقبل هذا الكلام أبدا رغم أن معظم الناس تقريبا يرددونه، رفضته بيني وبين نفسي مبدئيا، إلى أن أبحث لأتأكد... لسبب واحد وهو أن الدين ليس فيه تنزيلاته ولا عروض خاص فيخصص أناسا دون أناس بميقات وفاة! فهل يا ترى الذين يموتون في غير هذه الأيام أمرهم مشكوك فيه؟!

رجعت إلى البيت وبحثت عن الحديث، فظهر أنه غير صحيح. ومن عدة طرق، لكن انتشاره بين الناس كبير!

أنا أتمنى للمتوفاة أن تكون في الفردوس الأعلى، ولو فرضا تناقشت مع إحدى النسوة في هذا الموضوع ستجيبني الجواب المستفز: "أأنت أكرم من الله؟!!"

القصة ليست قصة كرم أو كرامة أو شيء من هذا القبيل أبدا... القصة أن ترسيخ هذا الكلام يطعن بعدل الله المطلق (وحاشاه سبحان)، والله لا يحابي أحدا وليس عنده بطاقة ائتمان!! فلا الوفاة بيوم معين أو توقيت معين له دور أو علامة من علامات حسن الخاتمة... الفيصل فقط في الآية الكريمة: (كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ) والباقي كله غيبيات.
 

هذا التفكير يرسخ سلبية مقيتة بطريقة أو بأخرى ويخالف القوانين والسنن التي فطر الله الكون والناس عليها وأولها مبدأ السببية والعمل والأخذ بالأسباب...

وهنا تذكرت جملة أحمد العمري الشهيرة: "الحديث ضعيف.. الأمة ضعيفة!"

أسأل الله لكم ولي حسن الختام وما يفضي له من قول أو عمل.

ميرفت شاهين (بعد تعريب)

مصدر (عن صحة حديث فضل الموت يوم الجمعة)
https://bit.ly/2McQMgt