وهكذا..... !!
كلما حلت مناسبة من المناسبات الدينية، تحفّز أصحاب الصفحات لتبادل الأدعية والتصميمات الموشّمة بالكلمات... وكلها للتسابق على نيل الأجر والثواب
(انشُر تؤجَر).. (لا تتركها تتوقف عندك)...
ومختلف العبارات الدافعة والمشجعة على توسيع دائرة "الباحثين عن الأجر" المستمطرين للحسنات بالأزرار المرسِلات...!! كل هذا دون أدنى بحث وتثبّت مما يُرسَل ليُرسَل ثم ليُرسَل ثم ليُرسَل...!!
واليوم يومٌ بين تلك الأيام ... ذكرى المولد النبوي الشريف... ويااااه... سيلٌ من الرسائل المحمّلة بمعلومات عن مولده صلى الله عليه وسلم.. وكان لي منها حظ ... بـ "دفعة" صور منها، أرسِلت إلي من صديقة ... والعنوان : "حقائق مدهشة"...!!!
فجعلت أفحص الصور الكثيرة المتجاورة.. فإذا المفاجأة والفاجعة ...!!هناك فعلا تجديد..! هناك تنويع.. هناك إثراء لعالم الأكاذيب في هذا المجال...!
📍هذه الأكوان كلها قد احتفلت بمولده!... ويكأنّ العالم يومها كان تلك القرية الصغيرة متواصلة الأطراف عبر وسائل النقل الفوري للأخبار...!!
ويْكأنّ الرومان والفرس والهند والسند وكل أطراف الأرض عرفته نبيا قبل موعد نبوته، وكأنّهم جميعا به سيؤمنون...!! ويْكأن كل سنوات الدعوة بالسر فيها قبل الجهر... بالتخفي قبل الظهور.. بالتعذيب والتنكيل... كانت بلا داع لأن تكون.. فالكل من يوم مولده به محتفل مسرور ...!!
📍 وهذه الحشرات.. وهذا الذباب، لم يكن منها ما يقترب منه صلى الله عليه وسلم..!! وهو الذي استوقفه الصدّيق رضي الله عنه عند غار ثور لا يُفسح له ليدخل حتى استأمنه له، يبحث بيده في أطرافه، يستبق اللّدغة أو اللسعة لنفسه مكان رسول الله، وليس ذلك إلا من علمه أنه يُلدغ، وأنه يُلسع.. وأن الحشرات والهوامّ تقربه... ! فقد كان رضي الله عنه صاحب عقل يعقل..! ولم يكن على الأرض من عرف للنبي قدره بمثل ما عرفه...!
📍 وهذا الطعام بين يديه يسبح، ويهلّل فرحا أن سيحلّ ببطنه الشريفة..!!!
📍 وهذا طوله يتغير.. فإذا مشى مع الرجل العملاق فاقه طولا...!! رأوها منقصة للنبوة أن يكون مَن هو أطول من النبي...!! فصنعوا له طولا يطول ويقصر!!!
وإني وأنا أقرأ هذه، وغيرها معها من أكاذيب "دُفعة" الصور (13 صورة).. تذكرت كفار قريش وكيف كانوا يطلبون المعجزات... وكيف كان القرآن ينزل مبيّنا أن عصر المعجزات قد ولى.. وأن معجزة الرسالة والرسول هذا الكتاب العظيم.. الذي جاء لينير العقول، وليُنهضها، وليحثها على التعقل... جاء معجزة تستنهض معجزة...
ولكنهم أرادوا جبال مكة ذهبا، وسألوا رُقِيّه في السماء، وأن ينزّل عليهم كتابا يقرؤونه... وسألوا أن لو يأتيهم بالآيات المحسوسات الملموسات... وعجزوا عن تقدير "معجزة" الكتاب...!
ذكرتهم وأنا أرى هؤلاء كذلك يعجزون...!! فيعرضون عن الحركة بالقرآن على الأرض بعقل مُستَنهض لا تنال منه الأباطيل... ويقبلون على اختلاق المعجزات كذبا وزورا وافتراء...
أما الكفار فقد سألوا المعجزات... أما هؤلاء فقد اختلقوها اختلاقا وانطلقوا يستمطرون بكذبها الأجر والثواب..!!ف
أي فريق خيرٌ هو من فريق؟!!
أسماء حازرلي
وَقَالُوا لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّىٰ تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الْأَرْضِ يَنبُوعًا (90) أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِّن نَّخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الْأَنْهَارَ خِلَالَهَا تَفْجِيرًا (91) أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا أَوْ تَأْتِيَ بِاللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ قَبِيلًا (92) أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِّن زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقَىٰ فِي السَّمَاءِ وَلَن نُّؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّىٰ تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَابًا نَّقْرَؤُهُ ۗ قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنتُ إِلَّا بَشَرًا رَّسُولًا (93)
طالع أيضا:
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق