يحتج الكثيرون بأنه كما في علم الطب لايجوز إلا لأهل الاختصاص معالجة الأمراض ومداواتها فكذلك في الدين: حينما لا تمتلك شهادة دينية وتأتي تحاجج أهل الاختصاص الديني وذوي الشهادات فغالبا يكون الرد أنه لا يحق لك أن تتكلم وتخالف رأي أهل العلم وأنت لا تملك شهاداتهم... هذا ليس اختصاصك! اترك الدين لأهل الاختصاص...
نقول: هذا قياس فاسد وغير منطقي.
إن دين الله مرتبط بكل شخص مسلم منا وليس حكرا على طائفة معينة امتلكت الشهادات، الدين هو منهج للحياة واتباعك لتعاليم الدين يعني أنك اخترت طريقة تحدد فيها كل ما تفعله في حياتك: طريقة عملك، علاقاتك، تربية أبنائك، أكلك، وحتى أدق تفاصيل حياتك الشخصية، فابتعادك عن النقاش والسؤال في أمور الدين هو بمعنى آخر تسليم كل شؤون حياتك لشخص آخر يقرر عنك فيمنعك من التفكير واتخاذ قرارات تخص حياتك الشخصية جدا.
ولذلك من حق الجميع أن يفهم دينه ويتفقه فيه ويبحث وينقح بين آراء العلماء ويختر ما يناسب وضعه وما يرتاح له قلب من كلام أهل العلم والتقوى. فالاستسلام الأعمى لا يقول به عاقل.
العلوم الدينية متاحة لأي شخص يريد تعلمها، لا يوجد في ديننا أي معلومة سرية تكون حكرا على عالم أو شيخ، فالفيصل بيننا هو البرهان والبحث العلمي، أن تتكلم عن الله ببحث بدينه وعلم، حتى لو كنت طبيبا بشريا وليس لديك شهادة بتخصص شرعي، حينها -إن تكلمت بعلم- صغيرا كنت أم كبيرا ، وليكن تخصصك ما يكن، فلتحاجج بعلمك أهل العلم أو تخالفهم بدليل أو توافقهم بدليل فإنه حقك ما دام معك الدليل وامتلكت الحجة والبرهان.
يقول محمد رشيد رضا (الوحدة الإسلامية والأخوة الدينية وتوحيد المذاهب، ص78): "لو أن أكثر الناس يعجزون عن فهم الدين مما يبلغ الرسول من كتاب يكتب ويتلى، وسنة يعمل بها، لما كلفهم الله إياه."
الخلاصة: الدين ليس حكرا لأحد، الدين لكل مسلم طالما هو باحث متكلم بالدليل والحجة والبرهان.
ملاحظة #1
النقطة التي لابد من توضيحها هي أن الدين لا يناقشه الجاهل ويبدي فيه رأيا فاسدا يخلّ بالدين فإن أفتى الجاهلون حسب آرائهم و أهوائهم سيؤدي بهم إلى الفساد، والإفساد، وسنقع بمزيد من التخبط والأكاذيب لو أن الكل أفتى دون علم ولا دليل ولا برهان ديني! فالعبرة بالبرهان.
ملاحظة #2
هناك العديد من الحالات التي تمكن فيها أهل المريض من تشخيص المرض عندما عجز الأطباء (مصدر)
ملاحظة #3
إن غير المعروف وغير المختص (100%) {قد} يكون قوله أحسن من المختص...
لأن غير المختص يكون خارج دوائر "جماعة ذلك الرأي السائد أو ذو السلطة" وبهذا يكون متحررا من ضغطها وقواعدها وتصوراتها التي "تنتقل" عبر التفاعلات وسط الجماعة.. فكما ينتقل العلم تنتقل معه التصورات والقيم عبر السلطة الهرمية...
فريق عالم الأكاذيب (أخصهم رهف قصاص، حسن خالدي)
فعلا كلام يتفق والعقل بشرط ان يكون المتحدث او الباحث من غير المتخصصين فى علوم الدين والغقه والشريعه يكون على علم ودرايه وفهم واتصال روحى بالله سبحانه وتعالى ليلهمه اسرار ومعانى جديره بان تصلح او تكون سببا فى اصلاح الناس وهدايتهم ...
ردحذف