🍎 القرآن معك ما دمت على الحق، دون النظر إلى خلفيتك 🍎
هل جربتِ أن تكوني فتاة مهمشة وذنبك الوحيد أنك فتاة في أسرة تفضل الأولاد؟؟
هل جربتَ أن تكون عبدا مسلوب الحرية وذنبك الوحيد أنك أسود اللون؟؟
هل ظُلمت وأُخذ حقك وذنبك الوحيد أنك فقير أو غريب غير مجنس أو لا واسطة لديك؟؟
هل جربت أن تكون قرويا وتذهب للمدينة فيهزأ أهلها بكلامك -رغم أنك لم تقل إلا المعنى الطيب- ولكن ذنبك اختلاف اللهجة وتخلفها بحسب ادعائهم؟؟
هل جربت أن لا يأخذ القانون حقك لاختلاف ديانتك؟؟
أو تخيل أن تناقش أحدا فيحتقرك لأجل شكليات لم تخترها مثل بلدك؟؟
من المحزن أن أغلبنا جرب بعض ما سبق.
لكن مع القرآن شيء آخر وعالم آخر، مع القرآن تدرك كم هو يحمل فكرا راقيا متجردا من العصبيات التافهة، إنه لا يعاملك ولا يناقشك بناء على شكلك ولونك وعرقك وجنسك..الخ!!
الدين يضع عم الرسول -ذا النسب- في كفة وبلال العبد الأسود الحبشي في كفة فترجح كفة العبد ببساطة!! إنه دين لا يقيم اعتبارا لك بنسبك ولونك!! بل بعملك: (وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ۖ وَسَتُرَدُّونَ إِلَىٰ عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ)[سورة التوبة 105]
تعالوا نبحر في الآيات :)
القرآن لا يحتقرك لجنسك ذكرا أو أنثى أو من أي شعب أنت وقبيلة فالأفضلية عند ربك تحققها بيديك وجهدك وليس بشيء خارج إرادتك "أن تتقيه سبحانه" : (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ)[سورة الحجرات 13]
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَىٰ أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَىٰ أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ ۖ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ ۖ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ ۚ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ)[سورة الحجرات 11]
القرآن ينظر إلى لون بشرتك السوداء أو البيضاء وكذلك إلى لهجتك على أنهم آية من آياته (وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِلْعَالِمِينَ)[سورة الروم 22]
القرآن ينظر إلى قضية الجنس "أنثى أو ذكر" على أنها آية أيضا خلقها للسكن والمودة (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ)[سورة الروم 21](أيضاً الآيات [النجم 45] [الليل 3] )
ويعوّل على عملك لا على ذكورتك وأنوثتك: (فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَىٰ ۖ بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ)[آل عمران 195]
نحن في الدنيا للآن في هذا العصر أجور النساء العاملة أقل، عند الله الأجر على قدر العمل والإخلاص ولا علاقة له بذكورة وأنوثة
وأيضاً: [النساء 124] [النحل 97] [غافر 40]
ومن الأدلة أن الله يعاملك بالحق والعدل بموضوعية وليس بحسب مكانتك أنه عاتب حتى رسوله الكريم في كثير من المواقف، ولم يقل هذا رسول لا نعاتبه!! الملوك عند الله والعبيد سواء! نعم حتى الرسول صلى الله عليه وسلم عوتب. وذلك في آيات عديدة نذكر منها عتاب الله له أن تلهى عن أعمى فقير لأجل أنه كان مشغولا بنفر من كبار قريش. [سورة عبس 1 - 10] والقرآن يعاتبه ويقول أنت تتلهى يا محمد عن الأعمى وهو قد جاء إليك ((#يسعى)) لكم يُقدر القرآن سعيك وبحثك عن دين الحق!
أتساءل: كم شعر الأعمى آنذاك بعظمة الدين والله يُنزل الآيات في عتاب الرسول لأجله وهو فقير ضعيف؟؟
بل ومن الأدلة أيضاً أن كبار قريش يريدون أن يؤمنوا ولكن بشرط أن لا يجلسوا مع الفقراء بحجة أنهم يستحون أن تراهم العرب يجلسون مع مثل هؤلاء! فتتنزل الآيات من السماوات تأبى وتنكر أن يستجيب لهم رسول الله!!!! (وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ۖ مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَمَا مِنْ حِسَابِكَ عَلَيْهِمْ مِنْ شَيْءٍ فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنَ الظَّالِمِينَ)[سورة اﻷنعام 52]
(وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ۖ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا)[سورة الكهف 28]
والآيات التي تحمل هذا المعنى عديدة، منها:
[ هود 27] [الشعراء 111 - 114] [هود 27 - 30]
دعني أزيدك يا صاحبي..
تنقل كتب التفسير حادثة أن مسلما سرق واتهم يهوديا بذلك، ومال المسلمون للدفاع عن المسلم السارق وإثبات التهمة على اليهودي البريء، فنزلت الآيات:
(إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ ۚ وَلَا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيمًا * وَاسْتَغْفِرِ اللَّهَ ۖ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا * وَلَا تُجَادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنْفُسَهُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ خَوَّانًا أَثِيمًا)[سورة النساء 105 - 107]
يقول سيد قطب: (إن المسألة لم تكن مجرد تبرئة بريء، تآمرت عليه عصبة لتوقعه في الاتهام –وإن كانت تبرئة بريء أمرا هائلا ثقيل الوزن في ميزان الله– إنما كانت أكبر من ذلك كانت هي إقامة الميزان الذي لا يميل مع الهوى، ولا مع العصبية ولا يتأرجح مع المودة والشنآن أيا كانت الملابسات والأحوال.)
وهذا المعنى ورد أيضاً في آيات أخر: (المائدة 8 ) (الجاثية ١٨) (الشورى 15)
الرسالة: القرآن في عدله لا يحابي أحدا.. لو ركن رسول الله الى الكافرين لأذاقه الله العذاب: [ اﻹسراء 74 - 75] لو لم يعدل المسلمون يعاتبهم وينصف المظلوم ولو كان كافرا.. لو أتت زوج النبي بفاحشة يعذبها [الأحزاب 30-31] فهو مع الحق دائما بغض النظر عن خلفية صاحبه.
البشر مهما حاولوا الحيادية فإنهم لا بد وأن يميلوا لجنس أو عرق أو عشيرة، شعوريا أو لا شعوريا، لكن حين نقرأ القرآن نرى بأنه لا يقف في صف أحد، لأنه كلام رب كل البشر.
🌹"الشخصنة" ورؤية القرآن لها 🌹
من المغالطات التي يقع فيها المجادلون مغالطة الشخصنة، وتعني التهجم على الشخص قائل الحجة بدل الحجة نفسها.
وذلك من خلال تجاهل البرهان بحجة أن القائل مجنون مثلا أو فقير أو لا يفهم... الخ
أو مثلا خلال النقاش يقول لك الشخص المتهجم: "من أنت كي تبدي رأيك في هذا الأمر؟ أنت لا تجيد سرد جملة واحدة من غير تلعثم... تعلم الكلام أولاً!.... أنت لا يوجد معك شهادة أصلا فكيف تتحدث بهذا الأمر؟"
ويدخل بنقاش حول الشخص ذاته. بدلاً من مناقشة الحجة ذاتها وهذا خطأ !!
والقرآن بمنطقيته يلفت انتباهنا إلى هذه القضية ويجعلنا نتمحور حول الحق بلا شخصنة، تأملوا هذه الآية التي ينتقد الله فيها الكفار لشخصنتهم: (ذَٰلِكَ بِأَنَّهُ كَانَتْ تَأْتِيهِمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالُوا أَبَشَرٌ يَهْدُونَنَا فَكَفَرُوا وَتَوَلَّوْا ۚ وَاسْتَغْنَى اللَّهُ ۚ وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَمِيدٌ)[سورة التغابن 6]
وتنص الآية على أن هؤلاء الكفار " كَانَتْ تَأْتِيهِمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ" بالبينات والحجج والبراهين الواضحات الجليات المرشدات للحق!
ولكن لم يناقشوا الْبَيِّنَاتِ ذاتها ولم يتأملوها، بل شخصنوا الحوار فقالوا:
أَبَشَرٌ يَهْدُونَنَا؟؟؟؟
والنتيجة المحزنة: فَكَفَرُوا وَتَوَلَّوْا!!! وَاسْتَغْنَى اللَّهُ ۚ وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَمِيدٌ.
إن النظر إلى الأشخاص عوِض المبدأ الذي ينادون به، آفة من آفات البشر عموما، ومن آفات المستكبرين خصوصا. وقد تسبب هذا المنطق بهلاك الأقوام السابقة. تأملوا:
(قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِنْ قَوْمِهِ لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِمَنْ آمَنَ مِنْهُمْ أَتَعْلَمُونَ أَنَّ صَالِحًا مُرْسَلٌ مِنْ رَبِّهِ ۚ قَالُوا إِنَّا بِمَا أُرْسِلَ بِهِ مُؤْمِنُونَ * قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا بِالَّذِي آمَنْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ)[سورة اﻷعراف 75 - 76]
إن الذين استكبروا كفروا لا من أجل رفضهم لمحتوى ما آمن الناس به!! بل قد يكونون تجاهلوا المحتوى تماما، نحن لن نؤمن بما آمنتم به أيها المستضعفين الحقراء، فلا يجمعنا وإياكم إيمان واحد بغض النظر عن صحة أو خطأ ما آمنتم به!!
والآيات رائعة في الباب وأود سردها ولكن طلبا للاختصار نشير إلى بعضها بأرقامها من غير شرح والتي هي جميعها تؤكد على معنى ذم الكفار حين شخصنوا الرسالة واتهموا النبي بالضعف أو الجنون أو الفقر..الخ:
[الزخرف52] [هود91] [هود27] [المؤمنون23 - 25] [سورة المؤمنون 33 - 34] [سورة المؤمنون 66 - 74] [البقرة90] [البقرة 247] [سورة اﻷنبياء 36] [سورة الفرقان 41]
وبالمبرّر نفسه وبالطريقة نفسها كَفَر البعض بالنبي صلّى الله عليه وسلم، لا لسبب بُطلان ما جاء به، أو حتّى كذبه وسوء سيرته، بل لمجرد عدم انتمائه لقبيلتهم أو عرقهم.. وبهذا ضاع منهم الحق الذي يزعمون البحث عنه. وما فِعْل بني اسرائيل مع النبيّ صلى الله عليه وسلم إلا تجسيدا واضحا لهذه العقلية [البقرة90] فقد طالبوا أن يأتيهم الحق من خلال شخص بمواصفاتهم، وقالوا كيف يكون نبيّ آخر الزمان من غير قوم بني إسرائيل؟! بعد أن عرفوه جيدا {الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (146)} البقرة.
بل وقد كانوا يبشّرون به أهل الجزيرة من المشركين لكنهم كفروا بنبوّته بسبب عدم "قبول" شخصه [راجع سورة البقرة 89]
فمتى نتجرد من أهوائنا ونتحلق حول القضية بلا شخصنة ونظر لحسب فلان ومنصبه ونسبه! أو غناه وفقره! متى نجتمع تحت ظل حق يجمعنا بغض النظر عن أشخاصنا؟؟
القضية يا قوم ليست قضية أشخاص بل قضيّة مبادئ وحقّ يعلو ولا يُعلى عليه، فالأشخاص يفنون والمبادئ باقية ما بقي الدهْر...
كتبه:
هناء/ حسن خالدي/ أحمد قاسم/ فاطمة.
من المغالطات التي يقع فيها المجادلون مغالطة الشخصنة، وتعني التهجم على الشخص قائل الحجة بدل الحجة نفسها.
وذلك من خلال تجاهل البرهان بحجة أن القائل مجنون مثلا أو فقير أو لا يفهم... الخ
أو مثلا خلال النقاش يقول لك الشخص المتهجم: "من أنت كي تبدي رأيك في هذا الأمر؟ أنت لا تجيد سرد جملة واحدة من غير تلعثم... تعلم الكلام أولاً!.... أنت لا يوجد معك شهادة أصلا فكيف تتحدث بهذا الأمر؟"
ويدخل بنقاش حول الشخص ذاته. بدلاً من مناقشة الحجة ذاتها وهذا خطأ !!
والقرآن بمنطقيته يلفت انتباهنا إلى هذه القضية ويجعلنا نتمحور حول الحق بلا شخصنة، تأملوا هذه الآية التي ينتقد الله فيها الكفار لشخصنتهم: (ذَٰلِكَ بِأَنَّهُ كَانَتْ تَأْتِيهِمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالُوا أَبَشَرٌ يَهْدُونَنَا فَكَفَرُوا وَتَوَلَّوْا ۚ وَاسْتَغْنَى اللَّهُ ۚ وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَمِيدٌ)[سورة التغابن 6]
وتنص الآية على أن هؤلاء الكفار " كَانَتْ تَأْتِيهِمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ" بالبينات والحجج والبراهين الواضحات الجليات المرشدات للحق!
ولكن لم يناقشوا الْبَيِّنَاتِ ذاتها ولم يتأملوها، بل شخصنوا الحوار فقالوا:
أَبَشَرٌ يَهْدُونَنَا؟؟؟؟
والنتيجة المحزنة: فَكَفَرُوا وَتَوَلَّوْا!!! وَاسْتَغْنَى اللَّهُ ۚ وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَمِيدٌ.
إن النظر إلى الأشخاص عوِض المبدأ الذي ينادون به، آفة من آفات البشر عموما، ومن آفات المستكبرين خصوصا. وقد تسبب هذا المنطق بهلاك الأقوام السابقة. تأملوا:
(قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِنْ قَوْمِهِ لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِمَنْ آمَنَ مِنْهُمْ أَتَعْلَمُونَ أَنَّ صَالِحًا مُرْسَلٌ مِنْ رَبِّهِ ۚ قَالُوا إِنَّا بِمَا أُرْسِلَ بِهِ مُؤْمِنُونَ * قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا بِالَّذِي آمَنْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ)[سورة اﻷعراف 75 - 76]
إن الذين استكبروا كفروا لا من أجل رفضهم لمحتوى ما آمن الناس به!! بل قد يكونون تجاهلوا المحتوى تماما، نحن لن نؤمن بما آمنتم به أيها المستضعفين الحقراء، فلا يجمعنا وإياكم إيمان واحد بغض النظر عن صحة أو خطأ ما آمنتم به!!
والآيات رائعة في الباب وأود سردها ولكن طلبا للاختصار نشير إلى بعضها بأرقامها من غير شرح والتي هي جميعها تؤكد على معنى ذم الكفار حين شخصنوا الرسالة واتهموا النبي بالضعف أو الجنون أو الفقر..الخ:
[الزخرف52] [هود91] [هود27] [المؤمنون23 - 25] [سورة المؤمنون 33 - 34] [سورة المؤمنون 66 - 74] [البقرة90] [البقرة 247] [سورة اﻷنبياء 36] [سورة الفرقان 41]
وبالمبرّر نفسه وبالطريقة نفسها كَفَر البعض بالنبي صلّى الله عليه وسلم، لا لسبب بُطلان ما جاء به، أو حتّى كذبه وسوء سيرته، بل لمجرد عدم انتمائه لقبيلتهم أو عرقهم.. وبهذا ضاع منهم الحق الذي يزعمون البحث عنه. وما فِعْل بني اسرائيل مع النبيّ صلى الله عليه وسلم إلا تجسيدا واضحا لهذه العقلية [البقرة90] فقد طالبوا أن يأتيهم الحق من خلال شخص بمواصفاتهم، وقالوا كيف يكون نبيّ آخر الزمان من غير قوم بني إسرائيل؟! بعد أن عرفوه جيدا {الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (146)} البقرة.
بل وقد كانوا يبشّرون به أهل الجزيرة من المشركين لكنهم كفروا بنبوّته بسبب عدم "قبول" شخصه [راجع سورة البقرة 89]
فمتى نتجرد من أهوائنا ونتحلق حول القضية بلا شخصنة ونظر لحسب فلان ومنصبه ونسبه! أو غناه وفقره! متى نجتمع تحت ظل حق يجمعنا بغض النظر عن أشخاصنا؟؟
القضية يا قوم ليست قضية أشخاص بل قضيّة مبادئ وحقّ يعلو ولا يُعلى عليه، فالأشخاص يفنون والمبادئ باقية ما بقي الدهْر...
كتبه:
هناء/ حسن خالدي/ أحمد قاسم/ فاطمة.
🍒 يكره القرآن التعصب والاتباع الأعمى للآباء أو السادة.. الخ🍒
يكره القرآن الجمود ويحاربه بقوة، يكره التقليد وعلى وجه الخصوص تقليد الآباء والأجداد، فليس بالضرورة أن يكون الصواب موافقًا لما قالوا، ويقول لك يجب أن لا تتقبل أفكار واستنتاجات الآخرين كآبائك ورؤسائك وغيرهم من شخصيات مؤثرة، بل عليك أن تُفكر لنفسكَ وتستنتج بنفسك فإن خالف رأيهم الصواب عدلت عنه:
قال مثلا عن اتباع الآباء: (فَلَا تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِّمَّا يَعْبُدُ هَٰؤُلَاءِ ۚ مَا يَعْبُدُونَ إِلَّا كَمَا يَعْبُدُ آبَاؤُهُم مِّن قَبْلُ ۚ وَإِنَّا لَمُوَفُّوهُمْ نَصِيبَهُمْ غَيْرَ مَنقُوصٍ) (هود ١٠٩)
(وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لا يَعْقِلُونَ شَيْئاً وَلا يَهْتَدُونَ) البقرة 170
وغير ذلك من الآيات كثير، نذكر: (لقمان:21) (المائدة104) (الأعراف 28) (يونس 78) (الأنبياء53) (الشعراء 47) (الزخرف٢2-23)
إذن لا تقل يا بني لا تخالف عادات آبائك وأجدادك! بل علمه أن لا يخالف ما أنزل الله من الحق. لا تتمسك بالعادات والتقاليد لأنها مألوفة فحسب! تمسك بشرع الله.
القرآن يحررك من عمى التعصب للموروث🌱
أما عن اتباع الرؤساء أو ما شابه فقد قال الله: (إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ * وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّءُوا مِنَّا ۗ كَذَٰلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ ۖ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ)[البقرة 166 - 167]
وفي النار: ( قَالَتْ أُخْرَاهُمْ لِأُولَاهُمْ رَبَّنَا هَٰؤُلَاءِ أَضَلُّونَا فَآتِهِمْ عَذَابًا ضِعْفًا مِنَ النَّارِ ۖ قَالَ لِكُلٍّ ضِعْفٌ وَلَٰكِنْ لَا تَعْلَمُونَ * وَقَالَتْ أُولَاهُمْ لِأُخْرَاهُمْ فَمَا كَانَ لَكُمْ عَلَيْنَا مِنْ فَضْلٍ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْسِبُونَ) اﻷعراف 38 - 39]
اعبد الله ولا تتبع الأشخاص ولا المذاهب ولا الطوائف بعمى.. بل اتبع البرهان والنور الذي سيرشدك لاتباع الرسل والرسالة.. ويوم القيامة ليس لك أن تحتج بقولك: يا رب الذنب ذنب فلان كان ضالا واتبعته!! الله لم يقل لك أجر عقلك واتبع غيرك وكن أعمى!!! سيتبرأ منك يوم القيامة من اتبعتهم.
آيات تصب في ذات المعنى: (المائدة٧٧) (الأعراف٣) (ابراهيم٢١) (سبأ٣١-٣٣) (غافر٤٧-٤٨)
يكره القرآن الجمود ويحاربه بقوة، يكره التقليد وعلى وجه الخصوص تقليد الآباء والأجداد، فليس بالضرورة أن يكون الصواب موافقًا لما قالوا، ويقول لك يجب أن لا تتقبل أفكار واستنتاجات الآخرين كآبائك ورؤسائك وغيرهم من شخصيات مؤثرة، بل عليك أن تُفكر لنفسكَ وتستنتج بنفسك فإن خالف رأيهم الصواب عدلت عنه:
قال مثلا عن اتباع الآباء: (فَلَا تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِّمَّا يَعْبُدُ هَٰؤُلَاءِ ۚ مَا يَعْبُدُونَ إِلَّا كَمَا يَعْبُدُ آبَاؤُهُم مِّن قَبْلُ ۚ وَإِنَّا لَمُوَفُّوهُمْ نَصِيبَهُمْ غَيْرَ مَنقُوصٍ) (هود ١٠٩)
(وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لا يَعْقِلُونَ شَيْئاً وَلا يَهْتَدُونَ) البقرة 170
وغير ذلك من الآيات كثير، نذكر: (لقمان:21) (المائدة104) (الأعراف 28) (يونس 78) (الأنبياء53) (الشعراء 47) (الزخرف٢2-23)
إذن لا تقل يا بني لا تخالف عادات آبائك وأجدادك! بل علمه أن لا يخالف ما أنزل الله من الحق. لا تتمسك بالعادات والتقاليد لأنها مألوفة فحسب! تمسك بشرع الله.
القرآن يحررك من عمى التعصب للموروث🌱
أما عن اتباع الرؤساء أو ما شابه فقد قال الله: (إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ * وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّءُوا مِنَّا ۗ كَذَٰلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ ۖ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ)[البقرة 166 - 167]
وفي النار: ( قَالَتْ أُخْرَاهُمْ لِأُولَاهُمْ رَبَّنَا هَٰؤُلَاءِ أَضَلُّونَا فَآتِهِمْ عَذَابًا ضِعْفًا مِنَ النَّارِ ۖ قَالَ لِكُلٍّ ضِعْفٌ وَلَٰكِنْ لَا تَعْلَمُونَ * وَقَالَتْ أُولَاهُمْ لِأُخْرَاهُمْ فَمَا كَانَ لَكُمْ عَلَيْنَا مِنْ فَضْلٍ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْسِبُونَ) اﻷعراف 38 - 39]
اعبد الله ولا تتبع الأشخاص ولا المذاهب ولا الطوائف بعمى.. بل اتبع البرهان والنور الذي سيرشدك لاتباع الرسل والرسالة.. ويوم القيامة ليس لك أن تحتج بقولك: يا رب الذنب ذنب فلان كان ضالا واتبعته!! الله لم يقل لك أجر عقلك واتبع غيرك وكن أعمى!!! سيتبرأ منك يوم القيامة من اتبعتهم.
آيات تصب في ذات المعنى: (المائدة٧٧) (الأعراف٣) (ابراهيم٢١) (سبأ٣١-٣٣) (غافر٤٧-٤٨)
قرآننا صادق منصف.. يرصد عين الحقيقة :)
قال تعالى: (وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ ۚ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ) [سورة آل عمران 110]
القرآن منصف وصادق حتى بشأن أعدائه، لم ينسَ القليل المؤمن رغم الكثير الفاسق، بل قال: مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ.
مع أن الآيات تحدثت بعدها عن ضلال أهل الكتاب ونعتتهم بالكفر وذمتهم بقتل الأنبياء والعصيان:
(ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلَّا بِحَبْلٍ مِنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ۚ ذَٰلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ) [سورة آل عمران 112]
ومع كل هذا ينصفهم الله قائلاً :
(لَيْسُوا سَوَاءً ۗ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ) [سورة آل عمران 113]
وبآيةٍ أخرى نرى ذات الإنصاف:
(وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِقِنْطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لَا يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلَّا مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَائِمًا ۗ ) [سورة آل عمران 75]
وحتى مع كل الكره لليهود، نجد القرآن يقول عنهم بوجه الخصوص:
(وَقَطَّعْنَاهُمْ فِي الْأَرْضِ أُمَمًا ۖ مِّنْهُمُ الصَّالِحُونَ وَمِنْهُمْ دُونَ ذَٰلِكَ ۖ وَبَلَوْنَاهُم بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) (الأعراف 168)
في الحقيقة من الناحية العملية الواقعية القرآن لا يستفيد إطلاقا من عرض محاسن المعترضين على الرسالة الإسلامية، بل إن كل مصلحته تكمن في انتقاصهم واحتقارهم وتبيين مساوئهم ونقدهم، وهو حال البشر عموماً؛ التقليل من خصمومهم واحتقارههم. لكن القرآن منصف؛ يذكر الحقيقة كما هي، فإن كانت هناك محاسن ذكرها دون بأس! لاحظوا هنا كيف تحدث عن قصة سحرة فرعون:
(قَالَ أَلْقُوا ۖ فَلَمَّا أَلْقَوْا سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَاءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ) [سورة اﻷعراف 116]
تخيل أن أحد المنتصرين جاء ليروي قصة انتصاره فإن المتوقع أن يأتي معتزا بنفسه مستعظما عمله ومستصغرا خصمه ومستحقره، وهذه عادة المنتصرين.
لكن القرآن منصف ويروي القصة بمصداقية عالية لدرجة أنه يصف بوضوح وصراحة أن الخصم جاء بسحر عظيم وكان مبهرا فقد سحر أعين الناس.
وحتى حين ذكر الخمر الذي حرمه علينا ذكر حسناته وأن فيه منافع:
(يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ ۖ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا ۗ وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ ۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ)[سورة البقرة 219]
وهكذا يُعلم القرآن الإنسان أن يكون صادقًا عادلًا، يضع الحقائق في محلها دون تحريف أو تزييف...
الرسالة: لا تجعل كرهك لشخص أو شيء ما سببًا في إنكار حسناته في غمرة بغضائك!
💦 القرآن والتعميم 💦
من يتأمل القرآن يجده دقيقا في أوصافه، فلا يعمم على الكل ويغفل عن البعض وإن كانوا قلة، بل من تحريه للدقه نجد فيه عادة تعابير تنفي التعميم مثل: (أكثر..) (إلا من..) (إلا الذين..)
﴿وَلَقَد أَنزَلنا إِلَيكَ آياتٍ بَيِّناتٍ وَما يَكفُرُ بِها إِلَّا الفاسِقونَأَوَكُلَّما عاهَدوا عَهدًا نَبَذَهُ فَريقٌ مِنهُم بَل أَكثَرُهُم لا يُؤمِنونَ﴾[البقرة: ٩٩-١٠٠]
لم يقل: بَل لا يُؤمِنونَ.. إنما قال: بَل أَكثَرُهُم لا يُؤمِنونَ. مع أن الآية تتحدث عن العدو "اليهود".
ولم يعمم القرآن على أهل الكتاب بحكم ما:
(لَيْسُوا سَوَاءً ۗ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ)[سورة آل عمران 113]
وبآيةٍ أخرى نرى نبذه للتعميم فيهم:
(وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِقِنْطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لَا يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلَّا مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَائِمًا ۗ )[سورة آل عمران 75]
وفي عدم التعميم عدل ورحمة ونظر حتى لما خفي من حال القلب:
﴿مَن كَفَرَ بِاللَّهِ مِن بَعدِ إيمانِهِ إِلّا مَن أُكرِهَ وَقَلبُهُ مُطمَئِنٌّ بِالإيمانِ وَلكِن مَن شَرَحَ بِالكُفرِ صَدرًا فَعَلَيهِم غَضَبٌ مِنَ اللَّهِ وَلَهُم عَذابٌ عَظيمٌ﴾[النحل: ١٠٦]
وعدم التعميم يفتح باب التوبة ويستثني أولئك الذين لم يستمروا على ما كانوا عليه:
﴿فَخَلَفَ مِن بَعدِهِم خَلفٌ أَضاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَواتِ فَسَوفَ يَلقَونَ غَيًّاإِلّا مَن تابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صالِحًا فَأُولئِكَ يَدخُلونَ الجَنَّةَ وَلا يُظلَمونَ شَيئًاجَنّاتِ عَدنٍ الَّتي وَعَدَ الرَّحمنُ عِبادَهُ بِالغَيبِ إِنَّهُ كانَ وَعدُهُ مَأتِيًّا﴾[مريم: ٥٩-٦١]
وعدم التعميم شرط أساسي في الدقة وصدق العبارة:
﴿إِنَّ عِبادي لَيسَ لَكَ عَلَيهِم سُلطانٌ إِلّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الغاوينَ﴾[الحجر: ٤٢]
وفي عهد رسول الله كان الأعراب (سكان البادية) أقسى وأغلظ نفسا وأشد كفرا من سكان الحضر، فوصفهم الله بذلك، ولكنه لم يعمم، بل عاد وقال أن منهم من يؤمن وسيرحمه الله [التوبة: ٩٧- ٩٩]
وهنا لم يبتعد القرآن عن التعميم وحسب بل قرر أن المُستَثنَى له فضل تم ذكره في الآية:
﴿لا خَيرَ في كَثيرٍ مِن نَجواهُم إِلّا مَن أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَو مَعروفٍ أَو إِصلاحٍ بَينَ النّاسِ وَمَن يَفعَل ذلِكَ ابتِغاءَ مَرضاتِ اللَّهِ فَسَوفَ نُؤتيهِ أَجرًا عَظيمًا﴾[النساء: ١١٤]
يغفل "كثير من" الناس عن هذا المعنى، ونجدهم في أحاديثهم مثلا يذمون شعوبا ما ويطلقون أحكاما مطلقة عليها بتعميم غريب!! أو يصفون بالسوء "كل" أعمال شخص ما.. إلخ.. ولو نهجوا نهج القرآن لكان خيراً لهم، ليتهم قالوا: (أكثر..) (إلا من..) (إلا الذين..)
كتبه: أحمد قاسم/ فاطمة.
من يتأمل القرآن يجده دقيقا في أوصافه، فلا يعمم على الكل ويغفل عن البعض وإن كانوا قلة، بل من تحريه للدقه نجد فيه عادة تعابير تنفي التعميم مثل: (أكثر..) (إلا من..) (إلا الذين..)
﴿وَلَقَد أَنزَلنا إِلَيكَ آياتٍ بَيِّناتٍ وَما يَكفُرُ بِها إِلَّا الفاسِقونَأَوَكُلَّما عاهَدوا عَهدًا نَبَذَهُ فَريقٌ مِنهُم بَل أَكثَرُهُم لا يُؤمِنونَ﴾[البقرة: ٩٩-١٠٠]
لم يقل: بَل لا يُؤمِنونَ.. إنما قال: بَل أَكثَرُهُم لا يُؤمِنونَ. مع أن الآية تتحدث عن العدو "اليهود".
ولم يعمم القرآن على أهل الكتاب بحكم ما:
(لَيْسُوا سَوَاءً ۗ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ)[سورة آل عمران 113]
وبآيةٍ أخرى نرى نبذه للتعميم فيهم:
(وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِقِنْطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لَا يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلَّا مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَائِمًا ۗ )[سورة آل عمران 75]
وفي عدم التعميم عدل ورحمة ونظر حتى لما خفي من حال القلب:
﴿مَن كَفَرَ بِاللَّهِ مِن بَعدِ إيمانِهِ إِلّا مَن أُكرِهَ وَقَلبُهُ مُطمَئِنٌّ بِالإيمانِ وَلكِن مَن شَرَحَ بِالكُفرِ صَدرًا فَعَلَيهِم غَضَبٌ مِنَ اللَّهِ وَلَهُم عَذابٌ عَظيمٌ﴾[النحل: ١٠٦]
وعدم التعميم يفتح باب التوبة ويستثني أولئك الذين لم يستمروا على ما كانوا عليه:
﴿فَخَلَفَ مِن بَعدِهِم خَلفٌ أَضاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَواتِ فَسَوفَ يَلقَونَ غَيًّاإِلّا مَن تابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صالِحًا فَأُولئِكَ يَدخُلونَ الجَنَّةَ وَلا يُظلَمونَ شَيئًاجَنّاتِ عَدنٍ الَّتي وَعَدَ الرَّحمنُ عِبادَهُ بِالغَيبِ إِنَّهُ كانَ وَعدُهُ مَأتِيًّا﴾[مريم: ٥٩-٦١]
وعدم التعميم شرط أساسي في الدقة وصدق العبارة:
﴿إِنَّ عِبادي لَيسَ لَكَ عَلَيهِم سُلطانٌ إِلّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الغاوينَ﴾[الحجر: ٤٢]
وفي عهد رسول الله كان الأعراب (سكان البادية) أقسى وأغلظ نفسا وأشد كفرا من سكان الحضر، فوصفهم الله بذلك، ولكنه لم يعمم، بل عاد وقال أن منهم من يؤمن وسيرحمه الله [التوبة: ٩٧- ٩٩]
وهنا لم يبتعد القرآن عن التعميم وحسب بل قرر أن المُستَثنَى له فضل تم ذكره في الآية:
﴿لا خَيرَ في كَثيرٍ مِن نَجواهُم إِلّا مَن أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَو مَعروفٍ أَو إِصلاحٍ بَينَ النّاسِ وَمَن يَفعَل ذلِكَ ابتِغاءَ مَرضاتِ اللَّهِ فَسَوفَ نُؤتيهِ أَجرًا عَظيمًا﴾[النساء: ١١٤]
يغفل "كثير من" الناس عن هذا المعنى، ونجدهم في أحاديثهم مثلا يذمون شعوبا ما ويطلقون أحكاما مطلقة عليها بتعميم غريب!! أو يصفون بالسوء "كل" أعمال شخص ما.. إلخ.. ولو نهجوا نهج القرآن لكان خيراً لهم، ليتهم قالوا: (أكثر..) (إلا من..) (إلا الذين..)
كتبه: أحمد قاسم/ فاطمة.
🌟 القرآن لا يؤاخذك بذنب غيرك 🌟
سمعت من أحدهم قصة لقيط، قصة رواها "علاء الطيبي" كان يتحدث عن حال مراكز الأيتام والأطفال اللقطاء، وكان الأطفال اللقطاء عندما يكبرون يواجهون نبذ واحتقار المجتمع وبغضه، مع أن الذنب ذنب أبويهم، وذكر علاء قصة عن صديقه اللقيط الذي كان شخصا قمة في الرقي والأدب وأراد التعفف وطرق باب الحلال والزواج، ويروي علاء أنهم ذهبوا مع صديقهم لخطبة فتاة له، فاستقبلهم أهلها أحسن استقبال وأطيبه، ثم لما عرفوا أنهم من دور الأيتام وأن الشاب لقيط انقلبت الحفاوة إجراما وأوصدت عليهم الأبواب وهجموا عليهم ضربا من كل طرف وبلا رحمة ثم طردوهم!! وذكر علاء القصة وهو بقمة الحزن والتأثر ثم ما آل إليه أمر صديقهم بعدها... وذكر قصص العديد ممن تشردوا وطرقوا باب الحرام وكانوا ضحية جهل المجتمع وتحميلهم ذنبا لم يفعلوه بل هو ذنب أبويهم!!
(القصة سمعتها من علاء الطيبي الملقب ب"سفير الأيتام" عبر إذاعة حياة FMالأردنية والذي عاش في دور الأيتام ونقل حال أطفالها وتشردهم)
لما سمعت القصة بحزنها وألمها قلت: أفلم يتدبروا قول الله: (أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ * وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَىٰ * وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَىٰ * ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاءَ الْأَوْفَىٰ * وَأَنَّ إِلَىٰ رَبِّكَ الْمُنْتَهَىٰ)[سورة النجم 38 - 42]
(وَمَا تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ)[سورة الصافات 39]
من جمالية القرآن ومنطقيته أنه يعامل كل شخص على حدة من غير أن يحمله ذنب أبيه أو قبيلته أو أو.. ويقرر قاعدة أصيلة رائعة وهي: "وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ" لن تحمل إثم غيرك ولن يحمل إثمك عنك أحد.. (كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ)[سورة المدثر 38]
(وَلَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلَّا عَلَيْهَا ۚ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ ۚ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ)[سورة اﻷنعام 164]
(مَنِ اهْتَدَىٰ فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ ۖ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا ۚ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ ۗ وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّىٰ نَبْعَثَ رَسُولًا)[اﻹسراء 15]
أيضاً الآيات: [سورة فاطر 18] [سورة الزمر 7]
الإنسان في القرآن لا يؤاخذ بذنب لم يقترفه (لم يكتسبه)، فحين كان يقتل العرب بناتهم قال لهم الله: (وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ * بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ)[سورة التكوير 8 - 9]
وقاعدة: "وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ" يتجلى جمالها حين ننزل لأرض الواقع في التعاملات والمظالم -كما في قصة اللقطاء أعلاه- وأيضا على سبيل المثال: قبائل العرب كانت -ولا تزال عند بعضها- إذا قُتلت منها نفس ينتقمون بقتل أي شخص من عشيرة القاتل!!! تخيل لو تم قتل ابنك مثلا لأن ابن عمه اعتدى على شخص من غير قبيلتكم وقتله؟؟ فانتقموا بقتل ابنك لكونه من ذات القبيلة فحسب!!! ولكن مع القرآن فقد حرم قتل نفس بريئة، انظر: [سورة اﻹسراء 33] [سورة المائدة 45] [سورة البقرة 178][سورة اﻷنعام 151]
وأيضاً بعض الديانات تعتقد أن هبوطنا إلى الأرض كان عقابا للبشرية بذنب آدم وحواء!!! أتخيل بؤس شعورهم مع الاعتقاد الدائم أنهم يعيشون بشعور الذنب الذي لم يفعلوه!! لكن في القرآن الله تاب عليهما ومجيئنا مقرر له من قبل أن يخلق آدم وحواء (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً )[سورة البقرة 30] راجع القصة (البقرة 30-39)
وكذلك البعض يعتقد أن النساء يعذبن بالحمل والولادة بذنب حواء!!! وهذا بفضل الله غير موجود البتة في ديننا، بل لأنها تتعب يأمر الإسلام بتكريم الأم أيما تكريم.
هذا عدا عن ما يعتقده البعض عن قتل المسيح وأنه قتل لأجل خطايانا وأن موته سبب لقبولنا ودخولنا الجنة!!!
وهذا الاعتقاد ينافي ما جاء في القرآن والحمد لله، بل (كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ)
وحتى حين يبعثنا الله للحساب نبعث فرادى: { وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا } [أي: لا أولاد، ولا مال، ولا أنصار، ليس معه إلا عمله، فيجازيه الله ويوفيه حسابه، إن خيرا فخير، وإن شرا فشر، كما قال تعالى: { وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ } ] السعدي
الخلاصة: "وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ"
وبالنهاية لا أنسى أن أحذرك من كذبة يستهويها الناس وهي: افعل كذا وضعها برقبتي!!! وهم في وهم ولن يتحمل عنك ذنبك سواك: (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا اتَّبِعُوا سَبِيلَنَا وَلْنَحْمِلْ خَطَايَاكُمْ وَمَا هُمْ بِحَامِلِينَ مِنْ خَطَايَاهُمْ مِنْ شَيْءٍ ۖ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ)[سورة العنكبوت 12]
__
*ملاحظة: يوجد حالة تحمل فيها إثما بذنب غيرك وهي إن أضللته عن الحق (لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۙ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ ۗ أَلَا سَاءَ مَا يَزِرُونَ)[سورة النحل 25]
سمعت من أحدهم قصة لقيط، قصة رواها "علاء الطيبي" كان يتحدث عن حال مراكز الأيتام والأطفال اللقطاء، وكان الأطفال اللقطاء عندما يكبرون يواجهون نبذ واحتقار المجتمع وبغضه، مع أن الذنب ذنب أبويهم، وذكر علاء قصة عن صديقه اللقيط الذي كان شخصا قمة في الرقي والأدب وأراد التعفف وطرق باب الحلال والزواج، ويروي علاء أنهم ذهبوا مع صديقهم لخطبة فتاة له، فاستقبلهم أهلها أحسن استقبال وأطيبه، ثم لما عرفوا أنهم من دور الأيتام وأن الشاب لقيط انقلبت الحفاوة إجراما وأوصدت عليهم الأبواب وهجموا عليهم ضربا من كل طرف وبلا رحمة ثم طردوهم!! وذكر علاء القصة وهو بقمة الحزن والتأثر ثم ما آل إليه أمر صديقهم بعدها... وذكر قصص العديد ممن تشردوا وطرقوا باب الحرام وكانوا ضحية جهل المجتمع وتحميلهم ذنبا لم يفعلوه بل هو ذنب أبويهم!!
(القصة سمعتها من علاء الطيبي الملقب ب"سفير الأيتام" عبر إذاعة حياة FMالأردنية والذي عاش في دور الأيتام ونقل حال أطفالها وتشردهم)
لما سمعت القصة بحزنها وألمها قلت: أفلم يتدبروا قول الله: (أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ * وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَىٰ * وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَىٰ * ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاءَ الْأَوْفَىٰ * وَأَنَّ إِلَىٰ رَبِّكَ الْمُنْتَهَىٰ)[سورة النجم 38 - 42]
(وَمَا تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ)[سورة الصافات 39]
من جمالية القرآن ومنطقيته أنه يعامل كل شخص على حدة من غير أن يحمله ذنب أبيه أو قبيلته أو أو.. ويقرر قاعدة أصيلة رائعة وهي: "وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ" لن تحمل إثم غيرك ولن يحمل إثمك عنك أحد.. (كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ)[سورة المدثر 38]
(وَلَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلَّا عَلَيْهَا ۚ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ ۚ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ)[سورة اﻷنعام 164]
(مَنِ اهْتَدَىٰ فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ ۖ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا ۚ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ ۗ وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّىٰ نَبْعَثَ رَسُولًا)[اﻹسراء 15]
أيضاً الآيات: [سورة فاطر 18] [سورة الزمر 7]
الإنسان في القرآن لا يؤاخذ بذنب لم يقترفه (لم يكتسبه)، فحين كان يقتل العرب بناتهم قال لهم الله: (وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ * بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ)[سورة التكوير 8 - 9]
وقاعدة: "وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ" يتجلى جمالها حين ننزل لأرض الواقع في التعاملات والمظالم -كما في قصة اللقطاء أعلاه- وأيضا على سبيل المثال: قبائل العرب كانت -ولا تزال عند بعضها- إذا قُتلت منها نفس ينتقمون بقتل أي شخص من عشيرة القاتل!!! تخيل لو تم قتل ابنك مثلا لأن ابن عمه اعتدى على شخص من غير قبيلتكم وقتله؟؟ فانتقموا بقتل ابنك لكونه من ذات القبيلة فحسب!!! ولكن مع القرآن فقد حرم قتل نفس بريئة، انظر: [سورة اﻹسراء 33] [سورة المائدة 45] [سورة البقرة 178][سورة اﻷنعام 151]
وأيضاً بعض الديانات تعتقد أن هبوطنا إلى الأرض كان عقابا للبشرية بذنب آدم وحواء!!! أتخيل بؤس شعورهم مع الاعتقاد الدائم أنهم يعيشون بشعور الذنب الذي لم يفعلوه!! لكن في القرآن الله تاب عليهما ومجيئنا مقرر له من قبل أن يخلق آدم وحواء (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً )[سورة البقرة 30] راجع القصة (البقرة 30-39)
وكذلك البعض يعتقد أن النساء يعذبن بالحمل والولادة بذنب حواء!!! وهذا بفضل الله غير موجود البتة في ديننا، بل لأنها تتعب يأمر الإسلام بتكريم الأم أيما تكريم.
هذا عدا عن ما يعتقده البعض عن قتل المسيح وأنه قتل لأجل خطايانا وأن موته سبب لقبولنا ودخولنا الجنة!!!
وهذا الاعتقاد ينافي ما جاء في القرآن والحمد لله، بل (كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ)
وحتى حين يبعثنا الله للحساب نبعث فرادى: { وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا } [أي: لا أولاد، ولا مال، ولا أنصار، ليس معه إلا عمله، فيجازيه الله ويوفيه حسابه، إن خيرا فخير، وإن شرا فشر، كما قال تعالى: { وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ } ] السعدي
الخلاصة: "وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ"
وبالنهاية لا أنسى أن أحذرك من كذبة يستهويها الناس وهي: افعل كذا وضعها برقبتي!!! وهم في وهم ولن يتحمل عنك ذنبك سواك: (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا اتَّبِعُوا سَبِيلَنَا وَلْنَحْمِلْ خَطَايَاكُمْ وَمَا هُمْ بِحَامِلِينَ مِنْ خَطَايَاهُمْ مِنْ شَيْءٍ ۖ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ)[سورة العنكبوت 12]
__
*ملاحظة: يوجد حالة تحمل فيها إثما بذنب غيرك وهي إن أضللته عن الحق (لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۙ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ ۗ أَلَا سَاءَ مَا يَزِرُونَ)[سورة النحل 25]
🌸 القرآن منصف، وينهى عن اتباع الهوى والشهوات 🌸
لكي يكون المرء محايدًا عليه أن يتخلص من أي مشاعر قوية كأهوائه وعواطفه التي تعميه عن الرؤية ببصيرة، لذا ينهى القرآن عن اتباع الهوى، سواء كان الهوى في اتباع الأفكار والحقائق والاعتقادات، أو في إقامة العدل بين الناس:
(ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَىٰ شَرِيعَةٍ مِّنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ) (الجاثية ١٨)
وقال أيضاً: (يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَىٰ فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ)[سورة ص 26]
وينهانا أيضا عن أن لا نعدل إذا لم يوافق العدل هوانا وكنا نبغض الخصم: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ ۖ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَىٰ أَلَّا تَعْدِلُوا ۚ اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) (المائدة 8)
ويأمرنا أن نعدل ونؤدي شهادة الحق حتى لو كنا سنشهد على أنفسنا وأحبتنا: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَىٰ أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ ۚ إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللَّهُ أَوْلَىٰ بِهِمَا ۖ فَلَا تَتَّبِعُوا الْهَوَىٰ أَنْ تَعْدِلُوا ۚ وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا)[سورة النساء 135]
أي لا تجعلوا مشاعركم كالبغض تؤثر على حكمكم على الأشياء والناس! وهذا هو الإنصاف المطلوب من المسلم أن يعترف بالحقيقة وأن يقف في صفها وإن كان القائل بها هو ألد الخصوم والأعداء!
وتأملوا هذه الآية: (وَأُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ ۖ اللَّهُ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ ۖ لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ ۖ لَا حُجَّةَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ ۖ اللَّهُ يَجْمَعُ بَيْنَنَا ۖ وَإِلَيْهِ الْمَصِير) (الشورى 15)
ربما القرآن هو أول منهج يحكم في الأرض في تلك الحقبة يأمر بالعدل مع الأعداء، ففي تاريخ البشرية الفئة التي تنتصر تسطر في التاريخ أشنع وأقبح صور الإجرام البشري! والآن نسمع دعاوى حقوق الإنسان ولكن ما إن ننزل أرض الواقع حتى نكتشف أنها ليست سوى أساطير تقال، فنرى شناعة أفاعيل الدول المستعلية في الأرض!
لكي يكون المرء محايدًا عليه أن يتخلص من أي مشاعر قوية كأهوائه وعواطفه التي تعميه عن الرؤية ببصيرة، لذا ينهى القرآن عن اتباع الهوى، سواء كان الهوى في اتباع الأفكار والحقائق والاعتقادات، أو في إقامة العدل بين الناس:
(ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَىٰ شَرِيعَةٍ مِّنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ) (الجاثية ١٨)
وقال أيضاً: (يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَىٰ فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ)[سورة ص 26]
وينهانا أيضا عن أن لا نعدل إذا لم يوافق العدل هوانا وكنا نبغض الخصم: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ ۖ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَىٰ أَلَّا تَعْدِلُوا ۚ اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) (المائدة 8)
ويأمرنا أن نعدل ونؤدي شهادة الحق حتى لو كنا سنشهد على أنفسنا وأحبتنا: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَىٰ أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ ۚ إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللَّهُ أَوْلَىٰ بِهِمَا ۖ فَلَا تَتَّبِعُوا الْهَوَىٰ أَنْ تَعْدِلُوا ۚ وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا)[سورة النساء 135]
أي لا تجعلوا مشاعركم كالبغض تؤثر على حكمكم على الأشياء والناس! وهذا هو الإنصاف المطلوب من المسلم أن يعترف بالحقيقة وأن يقف في صفها وإن كان القائل بها هو ألد الخصوم والأعداء!
وتأملوا هذه الآية: (وَأُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ ۖ اللَّهُ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ ۖ لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ ۖ لَا حُجَّةَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ ۖ اللَّهُ يَجْمَعُ بَيْنَنَا ۖ وَإِلَيْهِ الْمَصِير) (الشورى 15)
ربما القرآن هو أول منهج يحكم في الأرض في تلك الحقبة يأمر بالعدل مع الأعداء، ففي تاريخ البشرية الفئة التي تنتصر تسطر في التاريخ أشنع وأقبح صور الإجرام البشري! والآن نسمع دعاوى حقوق الإنسان ولكن ما إن ننزل أرض الواقع حتى نكتشف أنها ليست سوى أساطير تقال، فنرى شناعة أفاعيل الدول المستعلية في الأرض!
💐 القرآن.. والاحتكام إلى الأكثرية 💐
من المغالطات المنطقية المنتشرة بين الناس مغالطة التحاكم إلى الكثرة (أو ما يسمونها مغالطة الاحتكام للشعبية)
وهي مغالطة تنتقد عادة لدى الناس وهي أن يشعروا بمزيد من المصداقية للمعلومة إذا سمعوها من أكثر من شخص ويشعرون أنها ولا بد أكيدة ويثقون بها دون نظر.
نسمع مثلا:
- لم فعلت هذا؟؟ ألم أقل لك أنه خطأ؟؟
- كل الناس تفعل ذلك لست وحدي.
- لم نقلت هذا الحديث؟ إنه حديث موضوع (مكذوب على الرسول -عليه السلام-)
- لكني سمعته كثيرا جدا لا يعقل أن يكون مكذوبا!!
لكن القرآن كتاب منطقي ولا يحتكم إلى العدد في إقرار الحق، بل على الدليل السليم، حتى وإن قال أهل الأرض جميعا بخلاف الدليل. انظروا إلى قول الله:
(وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ ۚ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ)[سورة اﻷنعام 116]
حتى وإن كان أكثر من في الأرض يقولون لك امش أعوجا فلا تطع الكثرة بل اتبع الحق، فالكثرة ليست دليلاً: (وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ)[سورة يوسف 103]
وأيضاً نقل القرآن مغالطة قوم ثمود حين جاءهم نبيهم بالبينات، ولكنهم استنكروا أن يكون الحق مع بشر واحد فقط وهم كثر، وكان هذا عائقا عن اتباعهم للحق (فَقَالُوا أَبَشَرًا مِنَّا وَاحِدًا نَتَّبِعُهُ إِنَّا إِذًا لَفِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ * أَأُلْقِيَ الذِّكْرُ عَلَيْهِ مِنْ بَيْنِنَا بَلْ هُوَ كَذَّابٌ أَشِرٌ)[سورة القمر 24 - 25]
أَبَشَرًا مِنَّا وَاحِدًا نَتَّبِعُهُ؟؟؟ هو وحده على حق من بيننا ونحن كثر؟؟
إذن: اتبع سبيل الهدى ولا يضرك قلة السالكين وإياك وسبل الضلال ولا تغتر بكثرة الهالكين.
🌻 منطقية القرآن وتحرره من التعصب الأعمى للنفس 🌻
تعالوا نستكشف هذا من خلال هذه الآية البديعة:
(قُلْ إِنْ كَانَ لِلرَّحْمَٰنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِينَ)[سورة الزخرف 81]
للآية أكثر من تفسير وارد ننقل منه:
قال السدي: (لو كان له ولد كنت أول من عبده، بأن له ولدا، لكن لا ولد له)
عجيب! مع أن قضية أن الله له ولد في الإسلام تعد قولا مهولا وشنيعا! (تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا * أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَٰنِ وَلَدًا)مريم 90 - 91
ومع كل هذا التشنيع: (قُلْ إِنْ كَانَ لِلرَّحْمَٰنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِينَ)
كأن بالآية افتراض أن قولهم يصح وأن الله له ولد (حاشاه) والله يقول لرسوله: قل لهم يا محمد، إن صح كلامكم بأن الله له ولد فأنا سأتبعه اتباعاً للحق..
كأن به يقول: وجهات النظر والعقائد التي تدعونها أنا مستعد للتنازل عن معتقداتي لأجلها لو صحت ومستعد لأدرسها، لكنها لا تصح!!!
أنا لا أدافع عن الرأي الذي أتبناه لأني أتبناه!! بل لأنه الحق، ولو وجدت الدليل والبرهان مع الرأي الذي تتبناه أنت لتركتُ رأيي بلا تعصب وتبنيتُ رأيك.
ولا أرفض الباطل لأنه ليس رأينا ولأجل التعصب الأعمى لمعتقداتنا، بل لأن الباطل هو باطل! لا تعصب أبله لأنفسنا بل اتباع الحق..
الرسالة: ماذا لو كان اتباع الحقيقة يجعلك مضطرا للتنازل عن معتقدات تربيت عليها وتشربتها؟؟ ماذا لو جعلك تجد نفسك خاسرا في النقاش لأنك اكتشفت أن الدليل ليس معك؟؟ هل ستعاند أم تتمسك بالبرهان كما يعلمنا كتابنا القرآن؟؟
تعالوا نستكشف هذا من خلال هذه الآية البديعة:
(قُلْ إِنْ كَانَ لِلرَّحْمَٰنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِينَ)[سورة الزخرف 81]
للآية أكثر من تفسير وارد ننقل منه:
قال السدي: (لو كان له ولد كنت أول من عبده، بأن له ولدا، لكن لا ولد له)
عجيب! مع أن قضية أن الله له ولد في الإسلام تعد قولا مهولا وشنيعا! (تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا * أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَٰنِ وَلَدًا)مريم 90 - 91
ومع كل هذا التشنيع: (قُلْ إِنْ كَانَ لِلرَّحْمَٰنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِينَ)
كأن بالآية افتراض أن قولهم يصح وأن الله له ولد (حاشاه) والله يقول لرسوله: قل لهم يا محمد، إن صح كلامكم بأن الله له ولد فأنا سأتبعه اتباعاً للحق..
كأن به يقول: وجهات النظر والعقائد التي تدعونها أنا مستعد للتنازل عن معتقداتي لأجلها لو صحت ومستعد لأدرسها، لكنها لا تصح!!!
أنا لا أدافع عن الرأي الذي أتبناه لأني أتبناه!! بل لأنه الحق، ولو وجدت الدليل والبرهان مع الرأي الذي تتبناه أنت لتركتُ رأيي بلا تعصب وتبنيتُ رأيك.
ولا أرفض الباطل لأنه ليس رأينا ولأجل التعصب الأعمى لمعتقداتنا، بل لأن الباطل هو باطل! لا تعصب أبله لأنفسنا بل اتباع الحق..
الرسالة: ماذا لو كان اتباع الحقيقة يجعلك مضطرا للتنازل عن معتقدات تربيت عليها وتشربتها؟؟ ماذا لو جعلك تجد نفسك خاسرا في النقاش لأنك اكتشفت أن الدليل ليس معك؟؟ هل ستعاند أم تتمسك بالبرهان كما يعلمنا كتابنا القرآن؟؟
🐚جولة في استعراض سورة الشعراء لجدالات أعداء الرسالة مع رسلهم وإظهارها لمغالطاتهم المنطقية 🐚
عرضت سورة الشعراء نماذج من المعاندين للحق المجادلين له وعرضت الحوارات بين الرسل وأقوامهم.
وفي الجدال عادة ما يلجأ كل طرف لإقناع الطرف الآخر بحجته، لكن الإنسان مجادل (وكان الإنسان أكثر شيء جدلا) فيذهب في جداله بعيدا عن الحجه ويقع في مغالطات منطقية، كأن يقول مثلاً: (رأيك سفيه وهو بخلاف ما تربينا عليه)
وهذه ليست حجة منطقية!! فأن نتربى على الشيء ليس معيار صحة المعلومة و خطئها! أو مثلا أن يبدأ المجادل بتسفيه من أمامه بدلا من مناقشة الحجة! وهذه مغالطة أيضاً، الجدال يجب أن يكون بالحجة فقط لا بتسفيه الشخص أو ما سوى ذلك من المغالطات التي يقع فيها الشخص عنادا وإثباتا لرأيه.
من يتأمل استعراض القرآن لنقاشات الرسل مع أقوامهم ومنطقية رد الرسل يستشعر أن القرآن يريد أن يعرضها علينا ليعلمنا المنطق في تلقي الحجة وعدم مجابهتها بالمغالطات، والآن سنمر سريعا بجولة سريعة بسورة الشعراء لإلقاء الضوء على بعض المغالطات التي استخدمها هؤلاء المعاندون خلال جدالهم مع رسلهم:
1- مغالطة ما يسمى بـ "الرنجة الحمراء" أو تجاهل المطلوب: وتعني الخروج من الموضوع حين نعجز عن الإجابة عليه والتحجج بموضوع آخر لنشتت النقاش ونظهر بمظهر المنتصر مع تجاهل أصل الموضوع، في ذلك أجاب فرعون:
(فَأْتِيَا فِرْعَوْنَ فَقُولَا إِنَّا رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ * أَنْ أَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ * قَالَ أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيدًا وَلَبِثْتَ فِينَا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ * وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ وَأَنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ)[سورة الشعراء 16 - 19]
ما علاقة صحة رسالة موسى بأن فرعون رباه وليدا؟؟؟ لماذا تهرب من صلب النقاش؟؟
2- مغالطة الشخصنة: تسفيه الشخص ذاته ومناقشة شخصه بدلا من نقاش الحجة ذاتها، قال فرعون :
(قَالَ إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ)[سورة الشعراء 27]
الاحتجاج بمناقشة الشخص/الأشخاص ذاتهم بدل الحجة:
(قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ * مَا أَنْتَ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا..)[سورة الشعراء 153 - 154]
(قَالُوا أَنُؤْمِنُ لَكَ وَاتَّبَعَكَ الْأَرْذَلُونَ)[سورة الشعراء 111]
3- مغالطة الاحتكام إلى سلطة القديم واتباع الآباء:
أجاب بها قوم ابراهيم لما سألهم ابراهيم عليه السلام عن الأصنام (قَالَ هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُون؟َ * أَوْ يَنْفَعُونَكُمْ أَوْ يَضُرُّونَ؟ * قَالُوا بَلْ وَجَدْنَا آبَاءَنَا كَذَٰلِكَ يَفْعَلُونَ)[سورة الشعراء 72 - 74]
(قَالُوا سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَوَعَظْتَ أَمْ لَمْ تَكُنْ مِنَ الْوَاعِظِينَ)[سورة الشعراء 136]
لا يوجد حجة مقنعة، اتباع للأولين بعمى وتقديس للموروث بلا مبرر!
4- الاحتكام إلى سلطة المنصب والطبقية الاجتماعية:
(قَالُوا أَنُؤْمِنُ لَكَ وَاتَّبَعَكَ الْأَرْذَلُونَ)[سورة الشعراء 111]
( مَا أَنْتَ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا..)
5- تحجر الدماغ وعدم تفهمه لحجة الطرف المقابل ورفضه للتفكير بها :
(قَالُوا سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَوَعَظْتَ أَمْ لَمْ تَكُنْ مِنَ الْوَاعِظِينَ)[سورة الشعراء 136]
وهذه مشكلة عقيمة فالإنسان يجب أن يمتلك عقلا مفتوحا، ويدرس رأي غيره ثم يقبله أو يرفضه، ولولا أن أصحاب رسول الله كانت عقولهم مفتوحة لما تقبلوا الجديد الذي أتى به محمد صلى الله عليه وسلم.
6- اللجوء إلى التهديد حين تفشل مواجهة الحجة بالحجة، حينها يلجؤون لإسكات الشخص بالقوة:
(قَالَ لَئِنِ اتَّخَذْتَ إِلَٰهًا غَيْرِي لَأَجْعَلَنَّكَ مِنَ الْمَسْجُونِينَ)[سورة الشعراء 29]
ياله من رد مقنع!!!
(قَالُوا لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ يَا لُوطُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمُخْرَجِينَ)[سورة الشعراء 167]
(قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ * رَبِّ مُوسَىٰ وَهَارُونَ * قَالَ آمَنْتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ ۖ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلَسَوْفَ تَعْلَمُونَ ۚ لَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلَافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ)[سورة الشعراء 47 - 49]
من الملاحظ بالسورة أن الأنبياء عليهم أفضل الصلوات والسلام لم تكن أجوبتهم بهذا السقط والمغالطات، بل منطقية لا تحوي أية شخصنة أو مغالطات، مع أن الأنبياء بشر لكن من يملك الحجة لا يلجأ لمغالطات الجدل الفارغ.
الفائدة التي عليك أن تطبقها:
لا تجادل إلا بالحجة والبرهان.
*ملاحظة: هناك بالسورة غير ذلك من الآيات ولم يتعرض هذا المقال لكل مغالطات المجادلين التي حوتها السورة.
عرضت سورة الشعراء نماذج من المعاندين للحق المجادلين له وعرضت الحوارات بين الرسل وأقوامهم.
وفي الجدال عادة ما يلجأ كل طرف لإقناع الطرف الآخر بحجته، لكن الإنسان مجادل (وكان الإنسان أكثر شيء جدلا) فيذهب في جداله بعيدا عن الحجه ويقع في مغالطات منطقية، كأن يقول مثلاً: (رأيك سفيه وهو بخلاف ما تربينا عليه)
وهذه ليست حجة منطقية!! فأن نتربى على الشيء ليس معيار صحة المعلومة و خطئها! أو مثلا أن يبدأ المجادل بتسفيه من أمامه بدلا من مناقشة الحجة! وهذه مغالطة أيضاً، الجدال يجب أن يكون بالحجة فقط لا بتسفيه الشخص أو ما سوى ذلك من المغالطات التي يقع فيها الشخص عنادا وإثباتا لرأيه.
من يتأمل استعراض القرآن لنقاشات الرسل مع أقوامهم ومنطقية رد الرسل يستشعر أن القرآن يريد أن يعرضها علينا ليعلمنا المنطق في تلقي الحجة وعدم مجابهتها بالمغالطات، والآن سنمر سريعا بجولة سريعة بسورة الشعراء لإلقاء الضوء على بعض المغالطات التي استخدمها هؤلاء المعاندون خلال جدالهم مع رسلهم:
1- مغالطة ما يسمى بـ "الرنجة الحمراء" أو تجاهل المطلوب: وتعني الخروج من الموضوع حين نعجز عن الإجابة عليه والتحجج بموضوع آخر لنشتت النقاش ونظهر بمظهر المنتصر مع تجاهل أصل الموضوع، في ذلك أجاب فرعون:
(فَأْتِيَا فِرْعَوْنَ فَقُولَا إِنَّا رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ * أَنْ أَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ * قَالَ أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيدًا وَلَبِثْتَ فِينَا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ * وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ وَأَنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ)[سورة الشعراء 16 - 19]
ما علاقة صحة رسالة موسى بأن فرعون رباه وليدا؟؟؟ لماذا تهرب من صلب النقاش؟؟
2- مغالطة الشخصنة: تسفيه الشخص ذاته ومناقشة شخصه بدلا من نقاش الحجة ذاتها، قال فرعون :
(قَالَ إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ)[سورة الشعراء 27]
الاحتجاج بمناقشة الشخص/الأشخاص ذاتهم بدل الحجة:
(قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ * مَا أَنْتَ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا..)[سورة الشعراء 153 - 154]
(قَالُوا أَنُؤْمِنُ لَكَ وَاتَّبَعَكَ الْأَرْذَلُونَ)[سورة الشعراء 111]
3- مغالطة الاحتكام إلى سلطة القديم واتباع الآباء:
أجاب بها قوم ابراهيم لما سألهم ابراهيم عليه السلام عن الأصنام (قَالَ هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُون؟َ * أَوْ يَنْفَعُونَكُمْ أَوْ يَضُرُّونَ؟ * قَالُوا بَلْ وَجَدْنَا آبَاءَنَا كَذَٰلِكَ يَفْعَلُونَ)[سورة الشعراء 72 - 74]
(قَالُوا سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَوَعَظْتَ أَمْ لَمْ تَكُنْ مِنَ الْوَاعِظِينَ)[سورة الشعراء 136]
لا يوجد حجة مقنعة، اتباع للأولين بعمى وتقديس للموروث بلا مبرر!
4- الاحتكام إلى سلطة المنصب والطبقية الاجتماعية:
(قَالُوا أَنُؤْمِنُ لَكَ وَاتَّبَعَكَ الْأَرْذَلُونَ)[سورة الشعراء 111]
( مَا أَنْتَ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا..)
5- تحجر الدماغ وعدم تفهمه لحجة الطرف المقابل ورفضه للتفكير بها :
(قَالُوا سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَوَعَظْتَ أَمْ لَمْ تَكُنْ مِنَ الْوَاعِظِينَ)[سورة الشعراء 136]
وهذه مشكلة عقيمة فالإنسان يجب أن يمتلك عقلا مفتوحا، ويدرس رأي غيره ثم يقبله أو يرفضه، ولولا أن أصحاب رسول الله كانت عقولهم مفتوحة لما تقبلوا الجديد الذي أتى به محمد صلى الله عليه وسلم.
6- اللجوء إلى التهديد حين تفشل مواجهة الحجة بالحجة، حينها يلجؤون لإسكات الشخص بالقوة:
(قَالَ لَئِنِ اتَّخَذْتَ إِلَٰهًا غَيْرِي لَأَجْعَلَنَّكَ مِنَ الْمَسْجُونِينَ)[سورة الشعراء 29]
ياله من رد مقنع!!!
(قَالُوا لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ يَا لُوطُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمُخْرَجِينَ)[سورة الشعراء 167]
(قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ * رَبِّ مُوسَىٰ وَهَارُونَ * قَالَ آمَنْتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ ۖ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلَسَوْفَ تَعْلَمُونَ ۚ لَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلَافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ)[سورة الشعراء 47 - 49]
من الملاحظ بالسورة أن الأنبياء عليهم أفضل الصلوات والسلام لم تكن أجوبتهم بهذا السقط والمغالطات، بل منطقية لا تحوي أية شخصنة أو مغالطات، مع أن الأنبياء بشر لكن من يملك الحجة لا يلجأ لمغالطات الجدل الفارغ.
الفائدة التي عليك أن تطبقها:
لا تجادل إلا بالحجة والبرهان.
*ملاحظة: هناك بالسورة غير ذلك من الآيات ولم يتعرض هذا المقال لكل مغالطات المجادلين التي حوتها السورة.
💭 كثير من الضحك وقليل من المنطق 💭
من المغالطات المنطقية التي يقع بها المتجادلون هي الاستهزاء والاستخفاف بقيمة الحجة دون تقديم إجابة راشدة، وقد يكون الاستهزاء بالشخص القائل أحياناً، وقد يكون الاستهزاء بالكلام ذاته، المهم أنهم يتهربون من مواجهة الحجة بالحجة!
وبما أن القرآن كتاب منطقي فنجده يعرض هذه الفعلة مستنكرا إياها في مواضع كثيرا، قال تعالى:
(وَإِذَا نَادَيْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ اتَّخَذُوهَا هُزُوًا وَلَعِبًا ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْقِلُونَ)[سورة المائدة 58]
والتعقيب على فعلهم: ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْقِلُونَ. يشعر القارئ أن الاستهزاء الساذج ليس من العقل في شيء!!
(ذَٰلِكُمْ بِأَنَّكُمُ اتَّخَذْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ هُزُوًا وَغَرَّتْكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا ۚ فَالْيَوْمَ لَا يُخْرَجُونَ مِنْهَا وَلَا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ)[سورة الجاثية 35]
آيات معاونة لا نذكرها اختصارا: [سورة اﻷنبياء 36] [سورة الجاثية 8 - 9]
كما رأيتم في الآيات السابقة استهزاءهم فالحال لم يتغير هذه الأيام، فالكثير من الشبهات التي يتقولها الملحدون على الدين لا تُعرض عرضا حقيقيا لشبهة منطقية فعلا وعميقة وعقلانية، إنما يعتمد متبنوها في عرضهم لها على استعراض وجهات النظر الدينية بطريقة تهريجية تجعلها تظهر وكأنه دين ساذج سخيف، وإن كنتَ لا تعرف الدين وأهله فسيهيأ لك أن من يعتنقون الإسلام سيصبحون من فورهم كائنات بدائية لا تكاد تفقه قولا! وإنك ما إن تدخل صفحة إلحادية حتى تشمئز نفسك من كثرة الرسومات الساخرة والقبيحة، ولو دخلت إلى التعليقات والردود فستجد أيضا كثيرا من الإجابات الساخرة خلال النقاشات بطريقة ساذجة!!
(وَإِذَا رَأَوْكَ إِنْ يَتَّخِذُونَكَ إِلَّا هُزُوًا أَهَٰذَا الَّذِي بَعَثَ اللَّهُ رَسُولًا)[سورة الفرقان 41]
كمؤمنة لا أومن على سبيل المثال بأزلية المادة ولكني وإن كنت أراها انحطاطا عقليا فلا أجد في نفسي ضرورة لإثبات ذلك من خلال شتم من يؤمن بها والسخرية به والتقهقه صبح مساء ورسمه برسوم ساذجة كما يفعلون! فعجبا لهم!
(وَمَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ) الحجر 11
وأسلوب الاستهزاء ليس مذموما دوما وقد يُستخدم -أحيانا- في الرد، ولكن الخساسة والانحطاط الفكري أن يكون الاستهزاء هو المعول والبديل عن العقل والمنطق وعن الإنصاف! وأن يحمل في طياته تلفيق الحقائق ويتكئ بشدة على التزوير والتشويه للدين، ويقع دوما بـ"مغالطة رجل القش" ولما كان هذا شأن أغلب استهزائهم حكمنا عليه أنه مما لا يُسمع له.
وبالطبع ما خلا من المنطق وامتلأ بالاستهزاء فينبغي أن لا نستمع إليه البتة: (وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّىٰ يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ ۚ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا)[سورة النساء 140]
من المغالطات المنطقية التي يقع بها المتجادلون هي الاستهزاء والاستخفاف بقيمة الحجة دون تقديم إجابة راشدة، وقد يكون الاستهزاء بالشخص القائل أحياناً، وقد يكون الاستهزاء بالكلام ذاته، المهم أنهم يتهربون من مواجهة الحجة بالحجة!
وبما أن القرآن كتاب منطقي فنجده يعرض هذه الفعلة مستنكرا إياها في مواضع كثيرا، قال تعالى:
(وَإِذَا نَادَيْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ اتَّخَذُوهَا هُزُوًا وَلَعِبًا ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْقِلُونَ)[سورة المائدة 58]
والتعقيب على فعلهم: ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْقِلُونَ. يشعر القارئ أن الاستهزاء الساذج ليس من العقل في شيء!!
(ذَٰلِكُمْ بِأَنَّكُمُ اتَّخَذْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ هُزُوًا وَغَرَّتْكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا ۚ فَالْيَوْمَ لَا يُخْرَجُونَ مِنْهَا وَلَا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ)[سورة الجاثية 35]
آيات معاونة لا نذكرها اختصارا: [سورة اﻷنبياء 36] [سورة الجاثية 8 - 9]
كما رأيتم في الآيات السابقة استهزاءهم فالحال لم يتغير هذه الأيام، فالكثير من الشبهات التي يتقولها الملحدون على الدين لا تُعرض عرضا حقيقيا لشبهة منطقية فعلا وعميقة وعقلانية، إنما يعتمد متبنوها في عرضهم لها على استعراض وجهات النظر الدينية بطريقة تهريجية تجعلها تظهر وكأنه دين ساذج سخيف، وإن كنتَ لا تعرف الدين وأهله فسيهيأ لك أن من يعتنقون الإسلام سيصبحون من فورهم كائنات بدائية لا تكاد تفقه قولا! وإنك ما إن تدخل صفحة إلحادية حتى تشمئز نفسك من كثرة الرسومات الساخرة والقبيحة، ولو دخلت إلى التعليقات والردود فستجد أيضا كثيرا من الإجابات الساخرة خلال النقاشات بطريقة ساذجة!!
(وَإِذَا رَأَوْكَ إِنْ يَتَّخِذُونَكَ إِلَّا هُزُوًا أَهَٰذَا الَّذِي بَعَثَ اللَّهُ رَسُولًا)[سورة الفرقان 41]
كمؤمنة لا أومن على سبيل المثال بأزلية المادة ولكني وإن كنت أراها انحطاطا عقليا فلا أجد في نفسي ضرورة لإثبات ذلك من خلال شتم من يؤمن بها والسخرية به والتقهقه صبح مساء ورسمه برسوم ساذجة كما يفعلون! فعجبا لهم!
(وَمَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ) الحجر 11
وأسلوب الاستهزاء ليس مذموما دوما وقد يُستخدم -أحيانا- في الرد، ولكن الخساسة والانحطاط الفكري أن يكون الاستهزاء هو المعول والبديل عن العقل والمنطق وعن الإنصاف! وأن يحمل في طياته تلفيق الحقائق ويتكئ بشدة على التزوير والتشويه للدين، ويقع دوما بـ"مغالطة رجل القش" ولما كان هذا شأن أغلب استهزائهم حكمنا عليه أنه مما لا يُسمع له.
وبالطبع ما خلا من المنطق وامتلأ بالاستهزاء فينبغي أن لا نستمع إليه البتة: (وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّىٰ يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ ۚ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا)[سورة النساء 140]
🐑 القرآن.. هل يقول لك: كن مع القطيع؟؟ 🐑
قال لي أحدهم مرّة بأن التدين يعتمد على العقل الجماعي وأن المتدين لا يستطيع أن ينسلخ عن جماعته ويفكر بمنطقية بعيدًا عن تلك المؤثرات القطيعية... ولو قرأ القرآن لعرف أن القرآن يعلم بأن الإنسان بطبيعته يتأثر ببيئته وبجماعته، وأن هناك ما يُسمى بـ "العقل الجمعي"، بل ويطالب الباحث عن الحقيقة بأن يتجرد من هذا التأثير، فينفصل عن الجماعة تارة ويُفكر وهو منفصل عنهم "فُرَادَىٰ" ويفكر معهم تارة "مَثْنَىٰ" تأملوا الآية:
(قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُم بِوَاحِدَةٍ ۖ أَن تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَىٰ وَفُرَادَىٰ ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا ۚ مَا بِصَاحِبِكُم مِّن جِنَّةٍ ۚ إِنْ هُوَ إِلَّا نَذِيرٌ لَّكُم بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ) سبأ 46
وفي مقام الدعوة عندما دعى نوح عليه السلام عندما قومه إلى دين الله جرب أن يدعوهم جماعة "أَعْلَنْتُ لَهُم" وجرب أن يدعوهم فرادى "وَأَسْرَرْتُ لَهُمْ إِسْرَارًا" (ثُمَّ إِنِّي أَعْلَنْتُ لَهُمْ وَأَسْرَرْتُ لَهُمْ إِسْرَارًا) نوح 9]
والله يقص علينا قصة يوضح من خلالها مدى تأثير الجماعة وهي قصة الملكة الفطنة ملكة سبأ، انظروا ما يقول الله: (وَصَدَّهَا مَا كَانَتْ تَعْبُدُ مِنْ دُونِ اللَّهِ ۖ إِنَّهَا كَانَتْ مِنْ قَوْمٍ كَافِرِينَ * قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الصَّرْحَ ۖ فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْ عَنْ سَاقَيْهَا ۚ قَالَ إِنَّهُ صَرْحٌ مُمَرَّدٌ مِنْ قَوَارِيرَ ۗ قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) النمل 43 - 44
وَصَدَّهَا مَا كَانَتْ تَعْبُدُ مِنْ دُونِ اللَّهِ ۖ إِنَّهَا كَانَتْ مِنْ قَوْمٍ كَافِرِينَ
إنها ذكية فطنة وغريب أن تعبد من دون الله! ولكن: إِنَّهَا كَانَتْ مِنْ قَوْمٍ كَافِرِينَ.. إنه تأثير القوم والجماعة هو من صدها عن الحق. ولما خرجت من عند قومها وذهبت لسليمان وزال عنها التأثير الجمعي أبصرت و: قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.
ومن المهم أن نوضح أن مقام الدعوة والبحث عن الحقيقة، يختلف عن مقام الثبات على الحقيقة.
فكما ترون في الآيات سالفة الذكر أنك عندما تكون باحثا عن الحقيقة وتبحث عن دين الله فيجب أن تتجرد من تأثير جماعتك.
ولكن إذا ما اهتديت وعرفت الطريق المستقيم فعليك أن تتمسك بمن تراهم على الحق، لأن تأثير الجماعة له وجود حقيقي يسمى في علم النفس: المحاكاة "mirroring" وهي ظاهرة حقيقية ومعروفة، حيث يكتسب الشخص الكثير من سلوكيات المحيطين به دون شعور أو وعي منه.
ولهذا قال الله: (وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ۖ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ )[سورة الكهف 28]
وفي الحديث الشريف:
(مثل الجليس الصالح وجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير). رواه البخاري ومسلم
(المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل) رواه أحمد وغيره
وأيضاً الله يأمرك أن تبتعد عن مجالس السوء حتى لا تتأثر بها سلبا ويطغى عليك تأثير الجماعة السوء: (وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّىٰ يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ ۚ وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَىٰ مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ)[سورة اﻷنعام 68]
الخلاصة: في رحلتك البحثية تحرر واتبع الحق ولا تتبع القطيع.. فإن عرفت أن هذا حق فانصرف إلى أهله واصبر نفسك معهم. وإن عرفت أن هذا باطل فانصرف عن أهله ولا تقعد معهم حتى يخوضوا في حديث غيره.
هذا المعنى (استقلالية التفكير وعدم الاتباع) موجود في القرآن ولكن طلبا للاختصار نذكر بعض الآيات بأرقامها فحسب: [سبأ 31-33] [البقرة: 166-167] [غافر: 47-48]
هذا والله تعالى أعلم..
كتبه: شغاف بكور/ ميرفت شاهين/ زينب/ فاطمة.
قال لي أحدهم مرّة بأن التدين يعتمد على العقل الجماعي وأن المتدين لا يستطيع أن ينسلخ عن جماعته ويفكر بمنطقية بعيدًا عن تلك المؤثرات القطيعية... ولو قرأ القرآن لعرف أن القرآن يعلم بأن الإنسان بطبيعته يتأثر ببيئته وبجماعته، وأن هناك ما يُسمى بـ "العقل الجمعي"، بل ويطالب الباحث عن الحقيقة بأن يتجرد من هذا التأثير، فينفصل عن الجماعة تارة ويُفكر وهو منفصل عنهم "فُرَادَىٰ" ويفكر معهم تارة "مَثْنَىٰ" تأملوا الآية:
(قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُم بِوَاحِدَةٍ ۖ أَن تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَىٰ وَفُرَادَىٰ ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا ۚ مَا بِصَاحِبِكُم مِّن جِنَّةٍ ۚ إِنْ هُوَ إِلَّا نَذِيرٌ لَّكُم بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ) سبأ 46
وفي مقام الدعوة عندما دعى نوح عليه السلام عندما قومه إلى دين الله جرب أن يدعوهم جماعة "أَعْلَنْتُ لَهُم" وجرب أن يدعوهم فرادى "وَأَسْرَرْتُ لَهُمْ إِسْرَارًا" (ثُمَّ إِنِّي أَعْلَنْتُ لَهُمْ وَأَسْرَرْتُ لَهُمْ إِسْرَارًا) نوح 9]
والله يقص علينا قصة يوضح من خلالها مدى تأثير الجماعة وهي قصة الملكة الفطنة ملكة سبأ، انظروا ما يقول الله: (وَصَدَّهَا مَا كَانَتْ تَعْبُدُ مِنْ دُونِ اللَّهِ ۖ إِنَّهَا كَانَتْ مِنْ قَوْمٍ كَافِرِينَ * قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الصَّرْحَ ۖ فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْ عَنْ سَاقَيْهَا ۚ قَالَ إِنَّهُ صَرْحٌ مُمَرَّدٌ مِنْ قَوَارِيرَ ۗ قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) النمل 43 - 44
وَصَدَّهَا مَا كَانَتْ تَعْبُدُ مِنْ دُونِ اللَّهِ ۖ إِنَّهَا كَانَتْ مِنْ قَوْمٍ كَافِرِينَ
إنها ذكية فطنة وغريب أن تعبد من دون الله! ولكن: إِنَّهَا كَانَتْ مِنْ قَوْمٍ كَافِرِينَ.. إنه تأثير القوم والجماعة هو من صدها عن الحق. ولما خرجت من عند قومها وذهبت لسليمان وزال عنها التأثير الجمعي أبصرت و: قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.
ومن المهم أن نوضح أن مقام الدعوة والبحث عن الحقيقة، يختلف عن مقام الثبات على الحقيقة.
فكما ترون في الآيات سالفة الذكر أنك عندما تكون باحثا عن الحقيقة وتبحث عن دين الله فيجب أن تتجرد من تأثير جماعتك.
ولكن إذا ما اهتديت وعرفت الطريق المستقيم فعليك أن تتمسك بمن تراهم على الحق، لأن تأثير الجماعة له وجود حقيقي يسمى في علم النفس: المحاكاة "mirroring" وهي ظاهرة حقيقية ومعروفة، حيث يكتسب الشخص الكثير من سلوكيات المحيطين به دون شعور أو وعي منه.
ولهذا قال الله: (وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ۖ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ )[سورة الكهف 28]
وفي الحديث الشريف:
(مثل الجليس الصالح وجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير). رواه البخاري ومسلم
(المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل) رواه أحمد وغيره
وأيضاً الله يأمرك أن تبتعد عن مجالس السوء حتى لا تتأثر بها سلبا ويطغى عليك تأثير الجماعة السوء: (وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّىٰ يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ ۚ وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَىٰ مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ)[سورة اﻷنعام 68]
الخلاصة: في رحلتك البحثية تحرر واتبع الحق ولا تتبع القطيع.. فإن عرفت أن هذا حق فانصرف إلى أهله واصبر نفسك معهم. وإن عرفت أن هذا باطل فانصرف عن أهله ولا تقعد معهم حتى يخوضوا في حديث غيره.
هذا المعنى (استقلالية التفكير وعدم الاتباع) موجود في القرآن ولكن طلبا للاختصار نذكر بعض الآيات بأرقامها فحسب: [سبأ 31-33] [البقرة: 166-167] [غافر: 47-48]
هذا والله تعالى أعلم..
كتبه: شغاف بكور/ ميرفت شاهين/ زينب/ فاطمة.
🌴 القرآن والبرهان "فكريا" (1) 🌴
قضية البرهان في القرآن قضية تشعرك أنك أمام كتاب محكم علمي منطقي. فسواء على الصعيد الفكري تجده يطلب منك البرهنة على سلامة ما تفكر، أو بالصعيد العملي الحياتي يطلب منك البرهنة على سلامة الادعاءات (بحال مثلا اتهمت أحدا أو جئت بخبر جديد أو... ) في هذا الجزء سنناقش البرهنة من الجانب الفكري وفي الجزء الثاني إن شاء الله نناقش الجانب الميداني.
كثير من الناس يحاجون ويجادلون فيما ليس لهم به علم، ولكن القرآن يعترض:
(يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تُحَاجُّونَ فِي إِبْرَاهِيمَ وَمَا أُنْزِلَتِ التَّوْرَاةُ وَالْإِنْجِيلُ إِلَّا مِنْ بَعْدِهِ ۚ أَفَلَا تَعْقِلُونَ * هَا أَنْتُمْ هَٰؤُلَاءِ حَاجَجْتُمْ فِيمَا لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ فَلِمَ تُحَاجُّونَ فِيمَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ ۚ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ) آل عمران 65 - 66
والقرآن يرفض اتباع الظن والأوهام، بل يجب أن تكون متأكدًا ومتيقنًا:
(وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلَّا ظَنًّا ۚ إِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ) (يونس ٣٦)
(وَمَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ ۖ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ ۖ وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا) (النجم ٢٨)
هل هذه المعتقدات التي تؤمنون بها عليها دليل وحجة؟ أم أنها مجرد أباطيل اخترعتموها أنتم وقومكم فآمنتم بها دون سبب وجيه؟ (إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَاؤُكُم مَّا أَنزَلَ اللَّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ ۚ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنفُسُ ۖ وَلَقَدْ جَاءَهُم مِّن رَّبِّهِمُ الْهُدَىٰ) (النجم 23)
وبذات المضمون، الآية هذه تبهرني: (وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَٰهًا آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ ۚ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ) (المؤمنون 117)
ليس للإنسان أن يعتقد شيئا دون برهنة وتدليل، حتى الإيمان بإله! تدهشني هذه الآية ومثيلاتها! حتى قضية الإله التي لا شك فيها تُعامل كغيرها بالبرهان والأدلة، فمهما عظُمت الادعاءات أو حقُرت فهي سواء بوجوب إيجاد البرهان، وكأنه إن ثبت وجود برهان صحيح سليم عن المعارضة لآلهة أخرى مع الله فستصبح قضية منطقية (الآية لا تقول ذلك ولا تصرح به إنما استشعرته وأنا أقرأ نصها: (وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَٰهًا آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِه...)
وهكذا ينتقد القرآن اتباع الظن، وإطلاق الدعاوى الظنية التي لا تدعمها أية أدلة...
وهناك آيات عديدة في الباب وطلبا للاختصار نذكرها بأرقامها فحسب: (الجاثية 32) (اﻷنبياء 24) (النمل 64)
الرسالة: أنت مسلم؟؟ لا تعتقد وتؤمن إلا بكتاب مبين وبرهان. والبرهان يجب أن لا يكون أهواءك وتخرصاتك.
قضية البرهان في القرآن قضية تشعرك أنك أمام كتاب محكم علمي منطقي. فسواء على الصعيد الفكري تجده يطلب منك البرهنة على سلامة ما تفكر، أو بالصعيد العملي الحياتي يطلب منك البرهنة على سلامة الادعاءات (بحال مثلا اتهمت أحدا أو جئت بخبر جديد أو... ) في هذا الجزء سنناقش البرهنة من الجانب الفكري وفي الجزء الثاني إن شاء الله نناقش الجانب الميداني.
كثير من الناس يحاجون ويجادلون فيما ليس لهم به علم، ولكن القرآن يعترض:
(يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تُحَاجُّونَ فِي إِبْرَاهِيمَ وَمَا أُنْزِلَتِ التَّوْرَاةُ وَالْإِنْجِيلُ إِلَّا مِنْ بَعْدِهِ ۚ أَفَلَا تَعْقِلُونَ * هَا أَنْتُمْ هَٰؤُلَاءِ حَاجَجْتُمْ فِيمَا لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ فَلِمَ تُحَاجُّونَ فِيمَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ ۚ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ) آل عمران 65 - 66
والقرآن يرفض اتباع الظن والأوهام، بل يجب أن تكون متأكدًا ومتيقنًا:
(وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلَّا ظَنًّا ۚ إِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ) (يونس ٣٦)
(وَمَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ ۖ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ ۖ وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا) (النجم ٢٨)
هل هذه المعتقدات التي تؤمنون بها عليها دليل وحجة؟ أم أنها مجرد أباطيل اخترعتموها أنتم وقومكم فآمنتم بها دون سبب وجيه؟ (إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَاؤُكُم مَّا أَنزَلَ اللَّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ ۚ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنفُسُ ۖ وَلَقَدْ جَاءَهُم مِّن رَّبِّهِمُ الْهُدَىٰ) (النجم 23)
وبذات المضمون، الآية هذه تبهرني: (وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَٰهًا آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ ۚ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ) (المؤمنون 117)
ليس للإنسان أن يعتقد شيئا دون برهنة وتدليل، حتى الإيمان بإله! تدهشني هذه الآية ومثيلاتها! حتى قضية الإله التي لا شك فيها تُعامل كغيرها بالبرهان والأدلة، فمهما عظُمت الادعاءات أو حقُرت فهي سواء بوجوب إيجاد البرهان، وكأنه إن ثبت وجود برهان صحيح سليم عن المعارضة لآلهة أخرى مع الله فستصبح قضية منطقية (الآية لا تقول ذلك ولا تصرح به إنما استشعرته وأنا أقرأ نصها: (وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَٰهًا آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِه...)
وهكذا ينتقد القرآن اتباع الظن، وإطلاق الدعاوى الظنية التي لا تدعمها أية أدلة...
وهناك آيات عديدة في الباب وطلبا للاختصار نذكرها بأرقامها فحسب: (الجاثية 32) (اﻷنبياء 24) (النمل 64)
الرسالة: أنت مسلم؟؟ لا تعتقد وتؤمن إلا بكتاب مبين وبرهان. والبرهان يجب أن لا يكون أهواءك وتخرصاتك.
🌱 القرآن والبرهان "ميدانيا" (2) 🌱
قلنا بالجزء الأول أن القرآن كتاب يطالب بالبرهان وسواء على الصعيد الفكري فستجده يطلب منك البرهنة على سلامة ما تفكر -وقد تحدثنا عنه- أو بالصعيد العملي الحياتي يطلب منك البرهنة على سلامة الادعاءات (بحال مثلا اتهمت أحدا أو جئت بخبر جديد أو... ) -وهذا ما سنتناوله الآن- فتعالوا نستكشف الآيات:
(وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ۚ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا)اﻹسراء 36
ومعنى الآية: [ولا تتبع -أيها الإنسان- ما لا تعلم، بل تأكَّد وتثبَّت. إن الإنسان مسؤول عما استعمَل فيه سمعه وبصره وفؤاده] التفسير الميسر
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ) (الحجرات 6)
لاحظوا أن القرآن يرفض تلقي الأخبار بلا تثبت وخصوصاً من شخص غير موثوق وقد يكذب وإن صدقناه فقد يؤدي ذلك لنتائج وخيمة ونضرُّ بأشخاص آخرين عن جهل منا ثم نصبح نادمين على ما فعلنا! وكم نحن بحاجة لهذه الآية في قراراتنا الإدارية أو حتى مجالسنا وأن لا نترك لآذاننا العنان تلتقط الأخبار من أي شخص ونحقد وننقم ونتصرف ونظلم عن جهل!!
وفي آية أخرى ينتقد الله المنافقين أنهم كلما سمعوا خبرا نشروه بين الناس دون أن يرجعوا إلى أهل العلم ليتأكدوا قبل نشر الأخبار الكاذبة (وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ ۖ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ ۗ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا) النساء 83]
طبعا مع وسائل التواصل فللأسف كثير من المؤمنين لا يدركون هذه الآية وتصلهم أخبار كاذبة وتحذيرات كاذبة وينشرون ولا يدركون خطر هذا! مع أن هذا مخالف للقرآن!
إذن منهجية القرآن في التعامل مع الأخبار: فَتَبَيَّنُوا.
وكذلك أيضاً نلحظ ذات المنهجية في الحدود والأحكام فالقرآن يرفض أن يقيم حدا على زانٍ مثلا إلا بحال شهد أربعة أشخاص بذلك! بل ويذهب بأبعد من ذلك وهو أن يعاقب من يرمي شخصاً بالزنى إن لم يأت بالشهداء (راجع سورة النور4) وذلك كي لا يظلم المتهم بناء على ظن!
وكذلك بحال الديون يطالب بالتوثيق والكتابة والشهود كي لا ينبني أمر المال الذي بينهم على ظن ووهم ثم يختلفوا أو يكذب أحد على الآخر (راجع سورة البقرة282)
وكذلك نبي الله سليمان عليه السلام لما أتاه الهدهد بشأن مملكة سبأ لم يتصرف بتهور واندفاع، بل قبل كل شيء قال للهدهد: سَنَنْظُرُ.. (قَالَ سَنَنْظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْكَاذِبِينَ) النمل 27
آيات في الباب تخدم المعنى: (النساء 94) (المائدة106-107)
والآن: كمسلم كتابه القرآن، هل أنت مستعد أن تتكلم وتنشر ما لا تعلم؟؟ أو أن تتكلم عن أحد بتهمة سمعتها بلا تثبت؟؟ قبل أن تفعل تذكر: إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا...
قلنا بالجزء الأول أن القرآن كتاب يطالب بالبرهان وسواء على الصعيد الفكري فستجده يطلب منك البرهنة على سلامة ما تفكر -وقد تحدثنا عنه- أو بالصعيد العملي الحياتي يطلب منك البرهنة على سلامة الادعاءات (بحال مثلا اتهمت أحدا أو جئت بخبر جديد أو... ) -وهذا ما سنتناوله الآن- فتعالوا نستكشف الآيات:
(وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ۚ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا)اﻹسراء 36
ومعنى الآية: [ولا تتبع -أيها الإنسان- ما لا تعلم، بل تأكَّد وتثبَّت. إن الإنسان مسؤول عما استعمَل فيه سمعه وبصره وفؤاده] التفسير الميسر
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ) (الحجرات 6)
لاحظوا أن القرآن يرفض تلقي الأخبار بلا تثبت وخصوصاً من شخص غير موثوق وقد يكذب وإن صدقناه فقد يؤدي ذلك لنتائج وخيمة ونضرُّ بأشخاص آخرين عن جهل منا ثم نصبح نادمين على ما فعلنا! وكم نحن بحاجة لهذه الآية في قراراتنا الإدارية أو حتى مجالسنا وأن لا نترك لآذاننا العنان تلتقط الأخبار من أي شخص ونحقد وننقم ونتصرف ونظلم عن جهل!!
وفي آية أخرى ينتقد الله المنافقين أنهم كلما سمعوا خبرا نشروه بين الناس دون أن يرجعوا إلى أهل العلم ليتأكدوا قبل نشر الأخبار الكاذبة (وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ ۖ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ ۗ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا) النساء 83]
طبعا مع وسائل التواصل فللأسف كثير من المؤمنين لا يدركون هذه الآية وتصلهم أخبار كاذبة وتحذيرات كاذبة وينشرون ولا يدركون خطر هذا! مع أن هذا مخالف للقرآن!
إذن منهجية القرآن في التعامل مع الأخبار: فَتَبَيَّنُوا.
وكذلك أيضاً نلحظ ذات المنهجية في الحدود والأحكام فالقرآن يرفض أن يقيم حدا على زانٍ مثلا إلا بحال شهد أربعة أشخاص بذلك! بل ويذهب بأبعد من ذلك وهو أن يعاقب من يرمي شخصاً بالزنى إن لم يأت بالشهداء (راجع سورة النور4) وذلك كي لا يظلم المتهم بناء على ظن!
وكذلك بحال الديون يطالب بالتوثيق والكتابة والشهود كي لا ينبني أمر المال الذي بينهم على ظن ووهم ثم يختلفوا أو يكذب أحد على الآخر (راجع سورة البقرة282)
وكذلك نبي الله سليمان عليه السلام لما أتاه الهدهد بشأن مملكة سبأ لم يتصرف بتهور واندفاع، بل قبل كل شيء قال للهدهد: سَنَنْظُرُ.. (قَالَ سَنَنْظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْكَاذِبِينَ) النمل 27
آيات في الباب تخدم المعنى: (النساء 94) (المائدة106-107)
والآن: كمسلم كتابه القرآن، هل أنت مستعد أن تتكلم وتنشر ما لا تعلم؟؟ أو أن تتكلم عن أحد بتهمة سمعتها بلا تثبت؟؟ قبل أن تفعل تذكر: إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق