السبت، 12 مارس 2016

مخطط الهرم... مكيدة فلا تقع!


يأتيك صديق فيقول لك: كفانا عبودية لرواتبنا الشهرية، نحتاج لحرية مالية! يعرض عليك طريقة سهلة وبسيطة للكسب السريع والحرية المالية فتصبح من الأغنياء!

وبعد مقدمته الطويلة المليئة بالطاقة والحماس، وكأنها من محاضرات التمنية البشرية، والتي تكرهك في الوظيفة والشهادة، وتُشعرك بأنك فقير ومعدم ومسكين... يشرح لك ما يسميه بالتسويق الشبكي (Multi Level Marketing)! الحل السحري الفعال لكل المشاكل!

عليك دفع مبلغ للاشتراك، أو شراء منتوجات معينة، ثم الذهاب لأصدقائك ومعارفك تقنعهم بالانضمام تحتك أو شراء منتوجات الشركة... الفكرة بسيطة: كل شخص تقنعه بالدخول يدرّ عليك مبلغا من المال، وعلى أصدقائك إقناع أصدقائهم بالدخول وهكذا... كلما زاد عدد الناس تحتك كلما زادت أرباحك!

إن كان هذا الكلام يثير ريبة بداخلك... فهنيئا لك أنك لم تقع في الفخ! والذي هو شبيه بخدعة تسمى مخطط الهرم (pyramid scheme)، والمستفيد منها كما خممت تمامًا هو ذاك القابع في رأس الهرم! 

مثل هذه الشركات عادة ما تكون ممنوعة في كثير من الدول، لكنها تظهر بأشكال وحيل مختلفة وملتوية وبصورة تُصر بأنها قانونية... 

أمر آخر لا يعرفه الكثيرون وهو أن مخطط الهرم هذا لا يستقيم من الناحية الرياضية، لأن الأعداد المطلوب منها الانضمام هي أعداد تتزايد بشكل أسّي يؤدي لأرقام غير واقعية، يعني مثلا لو كل عضو مطلوب منه أن يأتي بستة أعضاء جدد تحته، فإنه ومع الوقت حين تصل لطبقة الهرم الثانية عشر، سيكون عدد الأشخاص هو 2.2 مليار شخص، وهؤلاء يحتاج كل واحد منهم لإيجاد ستة أشخاص جدد، أي أنهم سيحتاجون لتجنيد 13.1 مليار شخص إضافي للطبقة الثالثة عشرة، وعدد سكان العالم هو لا يتجاوز التسعة ملايين، يعني لن يكون هناك ما يكفي من البشر لتحقيق المطلوب!

فالمستفيد من مخطط الهرم هم بضعة أفراد يقبعون في قمته، أما البقية الذين تحتهم فقد راحت عليهم.


المصادر:

Pyramid scheme، From Wikipedia

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

قل خيرًا أو اصمت: (مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ)

| مقطع مرئي |