الخميس، 13 سبتمبر 2018

هل الإصابة بالعين حقيقة؟

انقسم المسلمون إلى قسمين:

1) قسم يقول بأن هناك تأثيرا لعين الحاسد على المحسود وهذا التأثير عبارة عن قوى غيبية خارقة

2) قسم يقول بأن الإصابة بالعين لا حقيقة لها، وأن الحسد شعور قلبي وأن شر الحاسد هو بأفعاله المكيدة


التعارض مع منطق الإسلام:

- نحن نرى أن مبدأ الإعتقاد بقوة العين وتأثيرها يتعارض مع منطق الإسلام القائم على البرهان والدليل والداعي إلى العلم وملاحظة الظواهر الطبيعية.



تأويل آيات الحسد:

- الآيات التي احتج بها الجمهور على تأثير العين تأويلها على خلاف الأظهر، فقوله تعالى {وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم} لا دلالة في هذه الآية على الإصابة بالعين، وغاية ما تدل عليه، أن الذين كفروا لشدة غيظهم ينظرون إلى رسول الله نظرات ملؤها الحسد والحقد والغضب تكاد تزلقه أي تحرفه عن مساره والمقصود هنا موافقته على بعض ما يريدون، ويؤيد هذا قوله تعالى {وَإِنْ كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذًا لَاتَّخَذُوكَ خَلِيلًا. وَلَوْلَا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا} (الإسراء، 74)، وبالجمع بين الآيتين يتضح المقصود من قوله تعالى {ليزلقونك بأبصارهم} ومثل هذا التعبير متعارف عليه ومألوف بين الناطقين بالعربية، ويراد به بيان حدة النظرة ولؤم صاحبها، دون أن يكون لها تأثير سلبي واقعاً، ونظيره ما يتردد على الألسنة في التعبير عن النظرة الحانقة بقولهم: “يكاد يأكلك بعينيه”.


طلب يعقوب من أولاده:
 
- طلب يعقوب النبي من أولاده أن لا يدخلوا من باب واحدة فلا يستطيع أحد أن يجزم أن القصد خوفه عليهم الإصابة بالعين، بل ربما كان قصده خوفه عليهم من سلطان أو عدو يراهم عصبة من الرجال بني أب واحد فيحسدهم أو يؤرقه جمعهم فيكيد لهم ويبغي لهم سوءا


أحاديث العين:

- الأحاديث الواردة في العين ينبغي تأويلها بالحسد، كقوله عليه الصلاة والسلام (العين حق) بمعنى أن الحسد حق، وهو كذلك. وقد عبّر عنه بالعين لأن العين سفير القلب، وغالبا ما يتكون الحسد بعد النظر، وكذلك فإنّ العين حق فيما تخبر عن حال صاحبها، ألا ترى الحاسد يعرف من عينيه والمحزون والخائف والكاذب والمتكبر والمسرور والمحب كل أولئك يعرفون من عيونهم، فالعين حق لا تكذب. إذن لا يمكن أن يكون في الحديث دلالة على تأثير العين في المعين، وإنما فيه دلالة على تكوُّن الحسد في قلب العائن، وظهور ذلك في عينيه.


منهج القرآن:

- جاء القرآن الكريم بالمنهج العلمي القائم على الملاحظة والدليل، وحارب كل أنواع الإيمان بالقوى الخفية التي تحد من طاقة الإنسان وفعاليته في إعمار هذا الكون، ولا يخفى على أحد منطق القرآن في بناء العقيلة السليمة البعيدة عن التوهم والشك في عباد الله، قال تعالى: {وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا} (الإسراء، 36) وما من شيء يحصل في هذا الوجود مما يؤثر في حياتنا إلا كان منضبطا بسنن وقوانين ونواميس يمكن للإنسان ملاحظتها. وما كان من شر يأتي من عالم الخفاء إلا حذرنا الله تعالى منه كالتحذير من كيد الشيطان، ومع ذلك وصف كيد الشيطان بأنه كان ضعيفا، لأن تأثير الشيطان ليس ماديا إنما يقتصر على الوسوسة والإغراء والإغواء، بينما يهول القائلون بقدرة العائن على إحداث الضرر بالمعين، بمجرد النظر إليه حتى ليقولون: إن أكثر ما يدخل القبر بعد القدر العين.


الواقع المشاهد:

- الواقع المشاهد يثبت بالدليل الظاهر أنه لا تأثير للعين، بدليل دوام النعم على العباد، وقد احتج المثبتون لتأثيرها بحالات نادرة وشاذة ربما كانت الصدفة هي التي حكمت توافق النظرة مع حدوث المكروه للمعين، ونحن نحتج بالقاعدة العامة والسلوك المضطرد وهو تمتع أصحاب النعم بها رغم كثرة الناظرين لهم، ولو كانت الإصابة بالعين حقيقة لما دامت نعمة على عبد، ولانقرضت البشرية منذ زمن بعيد، فتجاوز القاعدة العامة إلى أحداث ميسورة غير منضبطة هو الخروج عن المنطق العلمي والإنجرار وراء روايات ضعيفة أو مؤولة وفوق ذلك معارضة لمنهج القرآن الكريم والسنة الصحيحة الداعية إلى إعمال العقل وعدم التسليم لما اعتقده الآباء وتناقلته الأجيال دون نظر أو تفكير. قال الله تعالى {وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلَّا ظَنًّا إِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ} (يونس، 36) وهناك آيات كثيرة تنهى عن اتباع الظن، وخصوصا إذا تعارض الظن مع الحقائق المضطردة، فإثبات الإصابة بالعين بدليل وقوع حوادث متفرقة هو ظن لا يوجب الإثبات. أما بقاء النعم على أصحابها إلى ما شاء الله لها أن تكون دون أن يؤثر فيها العائنون والحاسدون هو القاعدة المضطردة المشاهدة التي ينبغي الركون إليها، ولا ينبغي إغماض العين عنها، والإستدلال بما كان ظنا لا يغني من الحق شيئا.


إذا حسد:

- قال تعالى: {ومن شر حاسد إذا حسد} وقوله تعالى {إذا حسد} ليس جملة زائدة بلا معنى، وإنا لها محل يوضح متى ينبغي الإستعاذة من شر الحاسد، ولو سألنا متى ينبغي أن نستعيذ من شر الحاسد؟ فيكون الجواب: إذا حسد. وقد ذكر بعض المفسرين بأن المعنى إذا ظلم [14] وتعدى. وهذا معنى متعين ينبغي اعتماده.

منقول بتصرف كبير من:
http://www.hablullah.com/?p=1434

هناك 5 تعليقات:

  1. كلامك فيه نظر
    إذن فما تقول فى تلك الروايات قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إذا رأى أحدكم من نفسه أو ماله أو من أخيه ما يعجبه فليدع له بالبركة فٍان العين حق " .

    رواه ابن السني في " عمل اليوم والليلة " ص 168 والحاكم 4 / 216 وصححه الألباني في " الكلم الطيب " 243 . وعن أبي أمامة بن سهل بن حنيف قال : مر عامر بن ربيعة بسهل بن حنيف وهو يغتسل فقال: لم أر كاليوم ولا جلد مخبأة ، فما لبث أن لُبِط به فأتي به النبي صلى الله عليه وسلم فقيل له : أدرك سهلاً صريعاً قال : مَن تتهمون به ؟ قالوا : عامر بن ربيعة ، قال : علام يقتل أحدكم أخاه ؟! إذا رأى أحدكم من أخيه ما يعجبه فليدع له بالبركة ، ثم دعا بماء فأمر عامراً أن يتوضأ فيغسل وجهه ويديه إلى المرفقين وركبتيه وداخلة إزاره ، وأمره أن يصب عليه . رواه ابن ماجه 3509 وأحمد 15550 ومالك 1747.

    ردحذف
  2. النعم تدوم باراه الله حتى لو حسد الحاسد اختلف معكم

    ردحذف
  3. انا برائي انا الحسد نوعان من ظعيف يحسظ قوي فيتمنى زوال النعم علية وسد من قوي لظعيف فيبطش فية..!!!

    ردحذف
  4. انا برائي انا الحسد نوعان من ظعيف يحسد قوي فيتمنى زوال النعم علية وحسد من قوي لظعيف فيبطش فية..!!!

    ردحذف

| مقطع مرئي |

اكتب عنوان بريدك الإلكتروني ليصلك جديدنا: