عندما يُسأل الناس في الشارع أسئلة تبيّن "مدى اهتمامهم وثقافتهم" الدينية.
نسمع أسئلة تقابلها أسئلة من قبيل:
- ما هي أسماء لاعبي الريال، فيجيب، فيسأله أعطني 10 أسماء من الصحابة من دون العشرة ؟ فلا يكملهم.
- أعطني 5 أسماء لمغنيين، فتجيب، فيسألها عن أركان الإسلام فلا تجيب.
....إلخ..
فيجلس المشاهد يحوقل ويحسبل ويتحسّر الناس على ضياع الدين وضياع ثقافة الناس فيه.
أما أنا، فتتراصّ الأفكار في عقلي الصغير المنزعج، رأيي في هذا ؟
ابتذال بكل بساطة !
لماذا؟
لأنّه يقوم أصلا على مقارنة خاطئة، فتُقارن أشياء تُحفظ بأسمائها فقط، وهي ليست من المسائل التطبيقية
بمعنى أن "رونالدو" أو "ميسي" لا أحفظ إلا اسمه من كثرة ما يُعاد على المسامع، لأنه مشهور. أما الصحابة فأسماء المشهورين أيضا معروفة ولا تُنسى.. فضلا عن أن أسماءهم قد تكون غير مهمة كثيرا إن علمنا أعمالهم.
كذلك مع أركان الإسلام. فالمسلم يطبقها ولكنه لا يحفظها، مثلها مثل أركان الوضوء وأركان الصلاة! فهي أمور عملية وتطبيقية ننسى مسمياتها ونتذكر تطبيقاتها ونلتزم بها، وذاك القصد. فليسنا في اختبار علوم شرعية!
ولأبيّن خلل المقارنة هنا، تصوروا معي ذلك الذي يسأل نسأله نحن بدورنا: "طيب، كم عدد الصلوات في اليوم والليلة، سيقول خمسة (سهلة)، فنقول له اعطنا دليلا واحدا من السنة عن كيفية الصلاة" ؟!
وأتحداه أن يكون حافظا له !!
يظهر واضحا جدا هنا أن القصد هو "تطبيق الكيفية" رغم غياب تام عند جل المسلمين لأحاديث كيفية الصلاة ووقتها بالضبط!!
فالمنطق هنا ضائع، وهو تحميل الناس ما لا يُطاق ولا يُعقل وتحسيسهم بالذنب بلا جدوى.
ولو وضعنا هذه المقارنات في مجال غير الدّين ستظهر المبالغة وقلة الفهم.
كأن نقول للإنسان هل تعرف تاريخ ازدياد أمك أو مكانه (كعلامة على الاهتمام يعني) قد يجهل ذلك.. فهل يكون بهذا عاقا لأمه جاحدا لحقّها ونجلس نولول على ضياع البرّ وفساد الأبناء ؟!
فالجانب التطبيقي هنا هو "البر" أما الجانب الشكلي فهو "التاريخ"
وأيضا في قضية النحو والإعراب، تجد مجيدا للعربية لا يحفظ الأسماء الاصطلاحية !
أعترف أن هناك جهلا بالدين.. لكنه لا يُقاس بهذا الشكل.
فلنكن موضوعيين منطقيين قبل إقامة أي تجارب نقيّم بها الناس !!
حسن خالدي
احببته
ردحذف