الاثنين، 6 أغسطس 2018

هل يعتقدون أن الله العادل سيحاسب أخت المتحرش بفعل لم ترتكبه؟

في مرّة من المرات كنت أتصفح الإنترنت يمينًا ويسارًا، حتى مرّ بي موضوع يتحدث عن التحرش، انتبهت لبعض التعليقات الغاضبة الناقمة على المتحرش، وإذا بهم يدعون على أمه أو أخته أو حتى زوجته... يقولون له يا رب تجد ما فعلته ببنات الناس في أمك أو أختك!

انصدمت...

مشكلة هؤلاء ليست فقط بأنهم ذكوريين ويروجون لفكر ذكوري بحت يحاسب المرأة بجريرة الرجل....

مشكلتهم الأخرى هي أن فكرهم هذا متناقض مع مبدأ من أهم وأقوى مبادئ ديننا:

(لا تزر وازرة وزر أخرى)

هل يعتقدون حقًا أن الله العادل سيحاسب أخت المتحرش بفعل لم ترتكبه؟ فقط لأن أخاها متحرش؟! ألا ساء ما يحكمون!

ألا يستحون من الله أن ينسبون له الظلم، بل حتى يدعونه بدعوة فيها ظلم وتعدي؟

أحيانا بعض الأفكار الذكورية المتأصلة في مجتمعاتنا خطيرة، ليس فقط لكونها ظالمة ومخلة بحق المرأة وحسب، بل لأنها تشوه فهمنا وحسنا الديني.

ديننا... دين الرحمة والعدل... حين ننسى هذا... نخسره.

هناك تعليقان (2):

  1. قد يعود ذلك على أخته وأمه ونسائه؟ نعم ولكن كيف؟ هل هو عقاب مخصوص؟ الجواب لا والتفصيل فيما يلي..
    إذا اعتاد تاجر على سبيل المثال على غش بضاعته استذكاءً منه ورآه تاجر غيره وقلده وقلده غيره وهكذا؛ فستتحول هذه المشكلة من عمل فردي إلى ظاهرة مجتمعية وسيأتي يوم يشرب فيه هذا التاجر من نفس الكأس وسيقع في هذا الفخ أهله وأحبابه بل وكل الناس، فهذا لم يكن عقابًا مخصوصًا له أو لأهله أنزله الله من السماء ولكن نتيجة تراكم هذا الفعل وآثاره.
    قد نقول إن هذا ما يحدث بالنسبة للتحرش والاعتداء على بنات الناس، ولكن هذا الأثر في الحقيقة لن يكون على أهل هذا المتحرش فقط بل على كل المجتمع ولكن ذلك لا يمنع أنه شرب من نفس الكأس.
    ولكن أحسنتم في بيان نقطة أنه لا تزر وازرة وزر أخرى فهذا ليس عقابًا مخصوصًا وأخت المجرم لا ذنب لها بالطبع، فكان من أقرباء الرسول أبو جهل مثلًا ولم يعاقبه الله بفعل عمه.

    ردحذف

| مقطع مرئي |

اكتب عنوان بريدك الإلكتروني ليصلك جديدنا: