معايير مقترحة للتفريق بين نشرات الأخبار الصحيحة والخاطئة

هل توجد معايير محددة يمكننا استخدامها للتفريق بين نشرات الأخبار السليمة وغيرها؟ لا يخفى على أحد أن التلفيق والتزوير والتهويل في الأخبار والإعلام مشكلة قائمة وقديمة… وتفقامت هذه المشلكة مع أحداث الثورات العربية وكثرة الأخبار المتناقضة والإشاعات الملفقة وووو…

كيف يمكننا التمييز بين الغث والسمين؟ ومعرفة الموثوق من غيره؟ 

[يقترح علينا الأخ النووي أن نستخدم طريقة: "أ-ش-450-589"، وإليكم الطريقة كما يصفها هو]
هذه الحروف والأرقام ترمز باختصار لأبي شامة ومنهجه في كتابه الروضتين في تاريخ الدولتين النورية والصلاحية والذي يقص أحداث دولتي نور الدين زنكي وصلاح الدين الأيوبي في الفترة ما بين عام 540 إلى عام 589 هجريا ..

أبي شامة لم يكتب الكتاب في تلك الفترة.. بل كتبها بعدها بسنوات طويلة نسبيا وبالأخص في سنوات ضعف الدولة الأيوبية.. ولهذا أبي شامة لم يجد مصادر مباشرة يستعين بها بل كانت أمامه مجموعة واسعة من المصادر والوثائق والمستندات والكتب التي تروي تاريخ تلك الفترة .. وكان عليه أن ينتقي من وسط كل هذه الروايات ما يستطيع أن يثق به وفي نفس الوقت لا يتعارض مع بعضه البعض .. فاستخدم أسلوبا بديعا للتحقيق ولاستخلاص الأخبار .. [...]

هذا الأسلوب يمكن تلخيصه (تلخيصا مخلا) في أنه كان يبحث عن الأقرب والأصدق والأدق والأشمل ..

1.      الأقرب .. حيث أنه في اقتباساته عن كل مرحلة كان يقدم رواية أقرب الناس للحدث .. فرضا هذا كتاب كاتب في دمشق في دولة نور الدين .. وهذا كتاب من وزير في مصر .. فعندما يتحدث عن أحداث دمشق يقدم رواية الكاتب الدمشقي .. وإذا تحدث عن مصر يقدم رواية الوزير المصري وإذا سافر هذا الوزير مع صلاح الدين إلى دمشق مثلا فيقدم رواية الوزير لأنه الأقرب للسلطان .. وإذا وجد رسالة من السلطان نفسه يشرح ويحكي فيها الموقف قدمها على الجميع .. وهكذا ..

2.      الأصدق والأدق حيث كان يحاول تقديم روايات أكثر من يتحري الدقة في وصف الأحداث وأقل من يستخدم الأساليب المجازية التي تضخم أو تهول الموضوع .. وكان في بعض الروايات المتناقضة يتحاكم إلى ما يستقيه من الوثائق الرسمية والروايات المؤكدة في منهج السلطان وخط سير الأحداث عامة .. والرواية الأقرب لهذا المنهج هي التي يقدمها ..

3.      الأشمل حيث كان لا يقف عند رواية واحدة .. بل يذكر أكثر من رواية وأحيانا يذكر الكثير .. ويحاول ألا يتجاهل الرواية التي تشمل أحداثا أكثر شمولا وتفصيلا ..

 
طريقة التطبيق:

هذا المنهج لو طبقناه الآن سنجد (على سبيل المثال لا الحصر) أن الصحف الحزبية ومواقعها ستكون أقرب وأدق مصدر لتصريحات وقرارات الأحزاب .. وسنجد أن ائتلاف شباب الثورة هو الأقرب لنقل أخبار قرارات الثوار وبياناتهم .. وموقع الإخوان هو الأقرب للجماعة .. وهكذا ..

وسنجد أن الصحف العلمانية أسوأ مصدر للأخبار عن الإسلاميين ..

وسنجد أن شبكة رصد هي الأسرع نقلا للخبر الذي تستقيه من مراسليها الموجودين بكثافة في أماكن كثيرة .. ولكن مع الحذر أنها تنقل كثيرا من الأخبار عن مصادر أخرى ..

شبكة رصد لم تعد ذلك المصدر الموثوق الذي كنا نعتبره ..
هناك تسرع في نقل الأخبار وتهويل في بعض الأحيان ..


مثلا وضعوا فيديو يقولون فيه :

" رصد | هام
جريمة جديدة لضباط أمن الدولة بالإسماعيلية الذين أشعلوا النيران بمبنى الجهاز للتخلص من الملفات والوثائق وعساكر الأمن المركزي بداخله مما دفع العديد من العساكر للقفز من النوافذ تفاديا للموت حرقا "

مصادري في الإسماعيلية أخبرتني من قبل أنهم أحرقوا - المتظاهرين - هذا المبنى في جمعة الغضب - 28 يناير - وحاصروه تماما واضطر بعض المحبوسين بالداخل لمغادرته قفزا كما هو موجود بالفيديو ..
وقرأت في التعليقات أن شيئا مماثلا قيل عن مبنى أمن الدولة في السويس بالأمس ..
هناك أخطاء كثيرة تحدث لذا فبدأت استبعد شبكة رصد من مصادري الموثوقة وخاصة أن رصد قبلت تعيين بعض المراسلين بدون التحري الدقيق عنهم وربما لهذا اندس بعض مروجي الإشاعات فيهم للانتقاص من مصداقية رصد أولا ثم لنشر الإشاعات ثانيا ..

وسنجد أن صفحة " كلنا خالد سعيد " تعبير عن عواطف وأفكار ونقل للأخبار أكثر منها مصدر للأخبار إلا لو كانت الأخبار عن وائل غنيم والمقربين منه ..

كذلك سنجد عدم دقة في طريقة عرض كثير من الأخبار في الكثير من الصحف والمواقع والدقة تهبط لمستويات أقل كثيرا في العناوين نفسها .. حتى شهادات شهود العيان لا تخلو من وضع رأي شخصي وتضخيم أو تهويل أو استخفاف أو أي تغيير بشكل أو بآخر ..

المصري اليوم مازالت تتبنى الكذب المفضوح في كثير من الأوقات .. والشروق تنشر بين الحين والآخر أخبار كاذبة مضللة منها مثلا خبر تزوير عدد من دوائر الاستفتاء ..

وسنجد مستندات مزيفة وأخرى أصلية ولا نستطيع التفريق بينهم على شبكة الانترنت ولابد من الانتظار حتى يفحصها الخبراء ويؤكدون دلالتها .. وما أسهل تلفيق وثيقة كاملة الآن والقول فيها أن النووي مثلا كان أكبر عميل للنينجا اليابانية ! فالتريث مهم في موضوع الوثائق [...]

نظرا لأننا في زمن فتنة (متعمدة) شديدة في هذه اللحظة .. فشخصيا بدأت أخفض درجات مصداقية كل المصادر إلى الحد الأدني حتى إشعار آخر ..

الفيس بوك في أقصى درجات الضعف والكذب والتهويل وخاصة بعد أن انتشرت عليه بطريقة غير مسبوقة فلول النظام البائد لا بهدف غير الفتنة ..

والإعلام يتبع سياسة تشويهية لكل ما هو جميل بالبلد .. نشر إشاعات وفتن ودسائس ووقيعة بين الثورة وحكومة الثورة وبين الثوار وحماة الثورة وبين الثوار وبعضهم وبين السلفيين والشعب وبين المسلمين والمسيحيين وبين كل من يُتخيل الإيقاع بينهم ..

حتى من يتابع الأخبار الصحفية ووسائل الإعلام يشعر أن مصر انهارت وتمزقت وتشرذمت وتدمرت وتفتت وأصبحت في فوضى من بعد مبارك .. ولكن على أرض الواقع الأمر مختلف تماما ولا نر إلا التوحد والتحاب والتآخي والخوف من الفتن وإن كانت هناك بعض الناس بدأت تتأثر بوسائل الإعلام وتسقط في الفخ ويجب أن تتوقف هذه المهازل في أقرب فرصة ممكنة .. ولو كان لي صوت مسموع لتحريك الثوار لطلبت منهم المطالبة بإصلاح وسائل الإعلام بل ومحاكمة الصحفيين أولا وقبل أي محاكمة لمبارك أو لغيره لأنها أهم آلاف المرات من تعجيل محاكمة قادمة في جميع الأحوال والظروف ...

نسبة ثقتي بالصحافة والفضائيات تؤول إلى نسب هزيلة جدا .. ويحزنني للغاية أنه بعد ما يقارب سنة من الثورة لا استطيع أن أجد في وطني وسيلة إعلام تستحق الاحترام .. وبرأيي أن الإعلام المصري بكل أشكاله الآن هو العدو الأكبر لهذا الوطن سواء بقصد أو بدون قصد ..


بقلم النووي

جميع أجزاء سلسلة البحث عن الحقيقة:

التحقق من صحة المعلومات بشكل عام:

كيف تستخدم محرك البحث جوجل بفعالية أكثر

كيف تتأكد من صحة معلومات وصلتك؟

المصادر التي يُعتد بها والتي لا يُعتد بها

خدعة المصادر المتعددة

التحقق من صحة المعلومات الدينية:

كيف تتحقق من صحة حديث نبوي وصلك؟

كيف تتأكد من صحة موضوع ديني وصلك؟

التحقق من صحة الصور:

كيف تكتشف حقيقة أي صورة بنفسك

 
التحقق من صحة نشرات الأخبار:

معايير مقترحة للتفريق بين نشرات الأخبار الصحيحة والخاطئة