من خزعبلات التنمية البشرية: خدعوكم وقالوا: قانون جذب!
عالم القوة الخفية، والطاقات الكامنة، والمقدرات العظيمة، أنتم لا تتابعون فلماً عن الرجل الخارق، أو الرجل العنكبوت، ولا تتابعون أيضاً لقطات من الفلم الشهير x man بقدرات أبطاله التي شكلتها طفرات جينية جعلتهم في مصاف الآلهة..!
لا نتحدث عن كل هذا إنما نتحدث عن قوة جذب عقلية وفكرية تجر إليك أيها الإنسان كل ما تطمح إليه، ما عليك إلا أن تتقن استخدام قدراتك العقلية الخارقة لتستمتع بكل ما تريد: الشهرة، المليارات، النجاح، البطولات العالمية، الشهادات العليا، السفر إلى الفضاء، الزواج بملكة جمال جامايكا..!
(ينص قانون الجذب الفكري على أن مجريات حياتنا اليومية أو ما توصلنا إليه إلى الآن هو ناتج لأفكارنا في الماضي وأن أفكارنا الحالية هي التي تصنع مستقبلنا، بالأحرى يقول القانون أن قوة أفكار المرء لها خاصية جذب كبيرة جدا، فكلما فكرت في أشياء أو مواقف سلبية اجتذبتها إليك، وكلما فكرت أو حلمت أو تمنيت وتخيلت كل شيء جميل وجيد ورائع تريد أن تصبح عليه أو تقتنيه في حياتك؛ فإن قوة هذا الأفكار الصادرة من العقل البشري تجتذب إليها كل ما يتمناه المرء).
وكي تكتمل الصورة يقال: (قانون الجذب الفكري ليس جديدا وليس من معطيات القرن الواحد والعشرين ولكنه قانون قديم قدم الحضارة نفسها إذ أن المصريين القدماء اعتقدوا بوجود هذا القانون واستعملوه في حياتهم اليومية وتبعهم اليونانيون القدماء عامة). وأظن جماعتنا المدربين لابد وأنهم سيجدون أحاديث شريفة وممارسات نبوية تدعم هذا القانون..! ولسان حالهم يقول: سينا محمد صلى الله عليه وسلم هو أقوى من استخدم هذا القانون في حياته اليومية..! -إن قالوها فقد كبرت كلمة تخرج من أفواههم-.
وبالطبع فإن من يختصرون الحياة في الجن والسحر والعين، ويبحثون عن يفسر لهم الرؤى والأحلام، ومن يرون العالم كله يدور في فلك المؤامرة، لن يجدوا كثير عناء في الانسياق وراء هكذا خزعبلات..!
ورغم أن ما يسمى "قانون الجذب" يتهالك مع أول نظرة منطقة، إلا أنني مضطر آسفا لتفسير بعض ما يحدث لنا في حياتنا اليومية ويستشهد به أتباع تلك النظرية الواهية ليثبتوا خرافتهم:
[...]
[...] العمل والجهد والاجتهاد هو ما يجذب لنا النجاح، وليس قانون الجذب..!
[...] العمل والجهد والاجتهاد هو ما يجذب لنا النجاح، وليس قانون الجذب..!
لن يحصل أحدهم على مبلغ مالي كبير لمجرد أنه فكر به مالم يكن هناك عمل، الكثير ممن يتحدثون عن قانون الجذب يقدمون دروات للمهتمين الحالمين، وهكذا يحصلون على المال، وليس لأنهم فكروا به دون بذل جهد ما..!
يقال أن فتاة بقيت تدعو الله 10 سنوات أن تصير طبيبة، وفي النهاية ذهبت إلى أستاذها وسألته عن السبب في عدم كونها طبيبة، فقال لها ببساطة اذهبي إلى كلية الطب...!
وهذه الفتاة ليست أفضل من ذاك الرجل الذي عثر على ثعلب مصاب ولكن لديه لحم يأكله، بعد الملاحظة اكتشف أن هناك نمراً يشفق عليه ويعطيه بعض اللحم، فقرر الرجل البقاء قريباً من الثعلب لعله يحصل على بعض اللحم، فلم يأته شي؛ وبعد فترة أصابه الهزال، فجاءه في المنام من يقول له: أنت يا من تقف على الطريق الخطأ، افتح عينيك للحقيقة، توقف عن تقليد الثعلب العاجز، واتبع نموذج النمر.
في الختام: أكبر قوة وهبة منحها الله جل في علاه للإنسان هي قوة العقل والتفكير والإرادة والاختيار، (أعد فحص كل ما قيل لك، وتخلص من كل ما يهين روحك).
على الهامش: في المواقع الأجنبية التي تتناول قانون الجذب تقول أنه ليس قانون بل نظرية لا يوجد أي أساس علمي لها، ولم تثبت صحتها..!
فالح الرويلي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق