الجمعة، 14 مارس 2014

لماذا أنت مسلم؟


من السهل أن يظن الإنسان بأنه على صواب، ولكن من الصعب أن يُثبِت ذلك، ومن أصعب المواقف التي قد تمر بالإنسان في حياته عدم قدرته على الدفاع عن معتقده بالصورة الصحيحة.

نؤمن جميعنا بالإسلام ونعتقد تماماً وإطلاقاً بما جاء عن الله عز وجل وما صدر عن نبيه، صلى الله عليه وسلم، ولكن لا يكمل اعتقادنا (فكرياً وليس إيمانياً) إلا عندما نعرف لماذا نؤمن. إن المسلمين الذين يعتنقون الإسلام لاحقاً يمارسونه بتسامح عظيم وبدقة متناهية أكثر أحياناً ممن ولدوا مسلمين، والسبب هو أنهم آمنوا عن معرفة وإدراك، ولذلك فإنهم لامسوا روح الإسلام الحقيقية.

قد يتساءل أحدنا ويقول: لماذا نُلهي أنفسنا بهذه التفاصيل التي قد تلقي الشك في قلوبنا؟

والجواب هو: لسببين، الأول أننا عندما ندرك بالمنطق والعقل سبب إيماننا فإننا سنكون أكثر استقراراً من الناحية الروحية، وستتحول ممارساتنا لشعائر الدين من طقوسٍ يومية تخلو من معنى وتأثير، إلى قناعة وثقافة تغير واقع الفرد والأمة.

والسبب الثاني هو أننا لن نتهاوى عند أول سؤال يطرح أمامنا عن حقيقة الإسلام ومعتقداته الكبرى، [...]، فينزع أحدنا إلى العنف اللفظي والإقصاء الفكري.

انظر حولك وسترى بأن معظم نقاشاتنا اليومية تشوبها المشاعر أكثر من الاستدلالات، وغالباً ما تنتهي بالمجاملات أو بالخصام.

إن من يعرف، يكون أكثر تسامحاً، لأن نفسه مطمئنة بما توصل إليه عقله من حقيقة، ومن يجهل يكون أكثر تعصباً، لأنه لا يملك من المعرفة شيئاً فيستعيض عنها بالعاطفة، والأسوأ مِن ألا نعرف الحقيقة، هو ألا نسأل عنها.



ياسر حارب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

| مقطع مرئي |

اكتب عنوان بريدك الإلكتروني ليصلك جديدنا: