الأحد، 6 نوفمبر 2016

هل نسبة القدرة لله ينفي فعل البشر؟


يصنع الصانعون الآلات ويقولون فعلنا صنعنا جعلنا الطائرة تطير، جعلنا الإلكترونات تسير ...


وما فعلوه جمع وتوليف وترتيب، بذكاء لاشك، ولكنه يبقى "استغلالا" لخواص المواد

فالله تعالى أولى بنسب كل شيء له من جهة الخلق والإيداع والتسيير، لا من جهة التدخل المباشر كما يفعل البشر، مثل قوله تعالى:

(ما يمسكهن إلا الرحمن) عن الطير


فهل الله تعالى يمسك الطيور بيده؟ 
لا، فهذا تجسيد


بل هي قوانين (في الطائر والفيزياء المحيطة به) من خلقه ينسبها الله تعالى لنفسه لأنه موجدها وواضعها ولولاها لما كان طيران ولا شيء

فهذا الانتساب إلى الله تعالى ليس "تفسير للكيفية" التي خلقت عليها كما يظن الملاحدة وغيرهم من الجهال، بل هو انتساب "أصل وامتنان"

لأن القضية الأهم في القرآن هي "من فعل هذا" وليس كيف فُعل هذا


لأن "من" لن يهتدي لها الإنسان إلا من خلال الوحي، وهي لا تتعارض مع "كيف"


أما كيف فهي له يبحث عنها، وحتى إن عرفها فلن يعرف "من" منها.. ومن أعتقد بأن الكلام عن "من فعل هذا" يتعارض أو يطمس أو يغني عن إشكالية "كيف فُعل هذا" فلا بد أن يقع في خلط وتناقض فيسارع في السخرية والطعن في الدين.


نظرا لاعتقاده أن الدّين فسّر "الكيف" بتفسير ميتافيزيقيّ سطحيّ وساذج وكافٍ مفاده "من فعل هذا".


والله أعلم

بقلم: حسن خالدي


إضافة (بقلم فاطمة):

(أَفَرَأَيْتُمْ مَا تُمْنُونَ * أَأَنْتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَمْ نَحْنُ الْخَالِقُونَ * نَحْنُ قَدَّرْنَا بَيْنَكُمُ الْمَوْتَ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ * عَلَىٰ أَنْ نُبَدِّلَ أَمْثَالَكُمْ وَنُنْشِئَكُمْ فِي مَا لَا تَعْلَمُونَ * وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ النَّشْأَةَ الْأُولَىٰ فَلَوْلَا تَذَكَّرُونَ * أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَحْرُثُونَ * أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ * لَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَاهُ حُطَامًا فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ * إِنَّا لَمُغْرَمُونَ * بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ * أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ * أَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنْزِلُونَ * لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا فَلَوْلَا تَشْكُرُونَ * أَفَرَأَيْتُمُ النَّارَ الَّتِي تُورُونَ * أَأَنْتُمْ أَنْشَأْتُمْ شَجَرَتَهَا أَمْ نَحْنُ الْمُنْشِئُونَ * نَحْنُ جَعَلْنَاهَا تَذْكِرَةً وَمَتَاعًا لِلْمُقْوِينَ * فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ) [سورة الواقعة 58 - 74]

الآيات تقول أن الله هو الخالق وهو الزارع وهو وراء كل سبب في هذا الكون.

ولكن.. 


لو أن شخصاً ما أراد أن ينجب طفلا فهل يستقيم أن يدعُ الله عشر سنوات أن يهبه طفلا مع أنه لم يتزوج؟؟ 

ولو أن رجلاً اشترى أرضاً ليحيلها مزرعةً، هل يستقيم أن يدعُ الله بذلك عشر سنوات دون أن يزرع الأرض ويسقيها ويرعاها حتى تنمو؟؟

لا يستقيم!! وحقيقةً هي أسباب نأخذها بيدنا، ومع هذا، الله سبحانه ينسبها إلى نفسه ويقول أنه هو الخالق وأنه هو الزارع وليس نحن.


يا من تؤمن بالله، الله قد أودع الكون نواميساً وسنناً وأسباباً، وجعل الكون يسير بهذه الأسباب، وعدم أخذك بالأسباب هو مخالفة صريحة لنواميس الكون ومسبباته التي أودعها الله إياه.


و يا من لا تؤمن بالله، أنت بذرت البذرة في الأرض ولكن!! كيف استحالت البذرة شجرة!! أخبرني أين يدك في هذا؟؟ 


ليس لديك يدٌ في هذا إلا أنك عملت بأسباب الله فبذرتها وسقيتها واعتنيت بها، لكن من كان وراء الأسباب؟ ومن جعل الأسباب تؤتي أكلها؟ ومن أودع الأسباب القدرة المُسببة؟؟ إنه الله ! 

الأشجار تثمر لما نزرعها ونأخذ بأسباب الكون، وهناك دول لا تؤمن بالله أنه خالق الأسباب ومع هذا تزرع وتحصد وتثمر، فالله أودع أسباب المادة لنا جميعاً بغض النظر عن إيماننا.


ولكن الفارق يكمن حين تظن أن هذه الأسباب هي صاحبة الفعالية الحقيقية! وأنى للبذرة أن تنمو إن لم يودعها الله الحياة؟! وأنى للمنيّ أن يتخلق طفلاً دون أن يودعه الله أسباب الحياة؟!!


خذ بالأسباب وآمن بقدرة خالقها لا بقدرة مادتها العاجزة، آمن بالإله!
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

| مقطع مرئي |

اكتب عنوان بريدك الإلكتروني ليصلك جديدنا: