أعتقد بأن أول سؤال سيتبادر على ذهن أي شخص قرأ أكاذيب الإنترنت هو: "من يا ترى يخترع هذه الخرافات؟ وما أهدافه؟!".
للأسف الإجابة على سؤال كبير كهذا ليست بسهلة... لكني أعرف حالة واحدة على الأقل تم فيها اكتشاف هوية مخترع خرافة من الخرافات!
للأسف الإجابة على سؤال كبير كهذا ليست بسهلة... لكني أعرف حالة واحدة على الأقل تم فيها اكتشاف هوية مخترع خرافة من الخرافات!
القصة هي أنه بتاريخ 05/02/03 قام عضو بكتابة موضوع بمنتدى اسمه "الشبكة الليبرالية الكويتية"*، وعنوان الموضوع كان: "اختبار لتخلّف عقول المتأسلمين"**. وهذه هي صورة لمشاركة الموضوع الأصلية:
يرجى الضغط على الصورة لتكبيرها
نعم كانت تلك البداية لقصة مؤلمة ومخزية تشارك فيها أعضاء ذلك المنتدى بهدف القيام بتجربة يقيسون بها ذكاء المسلمين (أو المتأسلمين على حد قولهم) وقد صدقوا حين قالوا "متأسلمين" لأن المسلم الحق لا يقع في مثل هذا الفخ أبدا.
وفعلا، وقع اختيارهم على الآية:
"تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا"
وقرروا أن يربطوا قصة اعجاز علمي خرافية بهذه الآية!!
وبعد قليل من الدقائق بدأت تتحور القصة الخرافية وتتشكل حتى ظهرت بشكلها النهائي:
وفعلا، وقع اختيارهم على الآية:
"تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا"
وقرروا أن يربطوا قصة اعجاز علمي خرافية بهذه الآية!!
وبعد قليل من الدقائق بدأت تتحور القصة الخرافية وتتشكل حتى ظهرت بشكلها النهائي:
وأسموا تجربتهم هذه بـ:
Basic Empirical and Statistical Measurement of Muslim Intelligence and Logical Appreciation
أو "قياس أساسي تجريبي وإحصائي لذكاء المسلمين وإدراكهم المنطقي".
واختصار اسم التجربة (بأخذ أول حرف من كل كلمة) هو The BESMMILA experiment أي تجربة "البسملة"! وهذا كله تم على الملإ وفي منتدى مفتوح يراه الجميع...!
طيّب، بعد أن أكملوا حبك الموضوع، جاء وقت النشر... في البداية كانت الفكرة أن ينشروا الموضوع في أكثر من منتدى من المنتديات الإسلامية. لكن أحدهم قال ما ترونه بالصورة:
Basic Empirical and Statistical Measurement of Muslim Intelligence and Logical Appreciation
أو "قياس أساسي تجريبي وإحصائي لذكاء المسلمين وإدراكهم المنطقي".
واختصار اسم التجربة (بأخذ أول حرف من كل كلمة) هو The BESMMILA experiment أي تجربة "البسملة"! وهذا كله تم على الملإ وفي منتدى مفتوح يراه الجميع...!
طيّب، بعد أن أكملوا حبك الموضوع، جاء وقت النشر... في البداية كانت الفكرة أن ينشروا الموضوع في أكثر من منتدى من المنتديات الإسلامية. لكن أحدهم قال ما ترونه بالصورة:
يرجى الضغط على الصورة لتكبيرها
نعم، يكفي أن تنشره في منتدى واحد فقط. فسيقوم المسلمون -أقصد المتأسلمون- بإكمال الباقي!!
وفعلا وضعوا موضوعهم بمنتدى إسلامي واحد فقط!
لتأتيهم الردود المحزنة من أعضاء ذلك المنتدى على سياق:
"سبحان الله"
"الله أكبر"
"شكرا على الموضوع"
ونعم، كما توقعت أخي القارئ: انتشر موضوعهم الخرافي كالنار... من منتدى لمنتدى، ومن إيمايل لإيمايل، ومن فم لأذن!
وكانت الخطة أن يدخل أحدهم بعضوية أخرى ويرد على الموضوع مشككا في صحته!كما ترون بالصورة:
وفعلا وضعوا موضوعهم بمنتدى إسلامي واحد فقط!
لتأتيهم الردود المحزنة من أعضاء ذلك المنتدى على سياق:
"سبحان الله"
"الله أكبر"
"شكرا على الموضوع"
ونعم، كما توقعت أخي القارئ: انتشر موضوعهم الخرافي كالنار... من منتدى لمنتدى، ومن إيمايل لإيمايل، ومن فم لأذن!
وكانت الخطة أن يدخل أحدهم بعضوية أخرى ويرد على الموضوع مشككا في صحته!كما ترون بالصورة:
وكانت ردة الفعل تماما كما توقعوها: رد عليه الناس بدفاع شديد عن صحة الموضوع، وتسفيه للمشكك الذي تجرأ على تكذيب معجزة دينية قرآنية!
وهذا كان تعليق أحدهم بأحد المنتديات الإسلامية بعد أن تم فضح هذه الحيلة:
وهذا كان تعليق أحدهم بأحد المنتديات الإسلامية بعد أن تم فضح هذه الحيلة:
والله أمر محزن.
وظل موضوعهم ينتشر... إلى أن اكتشف أحد الإخوة موقعهم وفضحهم، نعم فقط حين اكتشف موقعهم، فقط حينها عرف الناس بأنها كذبة!
وعندما قال لهم ذلك الأخ بأنه سيفضحهم بباقي المنتديات الإسلامية... كان الرد:
نعم، لو كنا حقا ننتمي لأمة الإسناد، لأمة التثبت، لأمة التحقق لما وقعنا في هكذا فخ... ولما احتجنا لتنبيه من أحد.
وللأسف للآن وليومنا هذا وبعد 9 سنوات من فضحهم مازالت هذه الخرافة موجودة بمنتدياتنا! (يمكنك التأكد من ذلك بواسطة البحث بجوجل).
وهذا تعليق آخر لأحدهم:
وأنا بدوري أسأل: هل ساهمت هذه الحادثة في إيقاظ العقول النائمة؟ هل توقفنا بعدها عن نشر كل ما هب ودب دون تفكير؟ هل أخذنا درسنا من هذه القصة واكتفينا؟
الجواب هو لا للأسف... وهذا ما قاله أحدهم:
وأنا بدوري أتسائل: أين الخلل؟ ماذا حلّ بعقولنا؟
كيف ساهمت البيئة التي نعيش بها في وأد هذه العقول؟
أهو نظام التعليم؟ أم تعودنا على تصديق كل ما يقال مادام مرتبطا بالدين؟ هل هو انعدام المجالات التي يمكننا بها استخدام عقولنا مما جعل عقولنا تفقد فعاليتها؟
أسئلة كثيرة لم أجد لها اجابة بعد. لكن حريّ بكل من قرأ هذا الكلام أن لا يٌخدع مرّة أخرى وأن لا يٌصدق كل ما يسمعه مرّة أخرى.
هامش:
كيف ساهمت البيئة التي نعيش بها في وأد هذه العقول؟
أهو نظام التعليم؟ أم تعودنا على تصديق كل ما يقال مادام مرتبطا بالدين؟ هل هو انعدام المجالات التي يمكننا بها استخدام عقولنا مما جعل عقولنا تفقد فعاليتها؟
أسئلة كثيرة لم أجد لها اجابة بعد. لكن حريّ بكل من قرأ هذا الكلام أن لا يٌخدع مرّة أخرى وأن لا يٌصدق كل ما يسمعه مرّة أخرى.
هامش:
اللهم نور قلوبنا بالقرآن
ردحذفبارك الله فيكم ..
ردحذف