حقيقة الادعاء: عنوان مضلل
نص الادعاء الأصلي:
الرد المفصل على الادعاء:
انتشر على الإنترنت خبر العالم العراقي (عادل الصالحي) الذي اكتشف "علاجا ثوريا" للتوحد حسب عنوان مقطع نشرته العربية بصفحتها على اليوتيوب، فما حقيقة الأمر؟ وما صحة هذه الادعاءات؟
أولا: هذا الخبر ليس أمرًا هينا ولا بسيطا، فلو تم اكتشاف علاج للتوحد كما يزعم الفيديو لكانت كل القنوات والجرائد والمواقع الأجنبية تتحدث عن الموضوع، لكن بالرغم من ذلك لم أجد أي ذكر له في مواقع الأخبار الأجنبية، فعلينا أن نسأل لماذا تكتمت وسائل الإعلام الأمريكية على الخبر ولم تذكره رغم أهميته؟ ولماذا تذكره فقط المواقع العربية؟
ثانيًا: في الفيديو لا يقدم الباحث أي دليل على أن العلاج الذي يقول أنه ابتكره فعّال، تسجيل براءة اختراع لا يعني بالضرورة أن هذا الدواء المزعوم فعّال وناجح بل يعني أنها فكرة لم يسبقه أحد عليها، وتسجيل منتج ما هدفه حفظ حقوق المخترع ولا يعتبر دليلا على فعالية العلاج (1).
المذيعة في المقطع تقول أن نسب نجاح هذا العلاج تصل إلى 86%، هذا رغم أنهم يقولون أنهم لم ينتقلوا بعد إلى مرحلة التجارب السريرية، فكيف عرفوا نسبة نجاح هذا العلاج دون القيام بتجارب سريرية؟ عدم قيامهم بالتجارب السريرية بعد يعني أن هذا العلاج المزعوم لم تتم اختبار فعاليته من عدمها على البشر بعد.
مع العلم أني وجدت أن هذا الدكتور لديه ثلاث أوراق بحثية قام بنشرها، والورقة البحثية التي يذكرونها في المقطع تبحث في الارتباط بين فصيلة الدم والتوحد، ونتيجتها هي أن الأشخاص ذو فصيلة AB + هم الأقل عرضة للإصابة بالتوحد (2)، ولا تتحدث عن اكتشاف علاج التوحد.
ثالثا: استغربت جدا أن يذكر هذا الدكتور أنه بحلول 2030 سيصبح جميع المواليد مصابين بالتوحد، وهذا ادعاء خطير وغريب، ولم أجد أي دليل عليه.
رابعا: أريد أن أنوه إلى أن التوحد لا يعتبر مرضًا بالمعنى الشائع بل هو اضطراب عصبي، ولا يوجد دواء يتعاطاه الشخص فيختفي التوحد عنده (5، 6)، وبدل العلاج التركيز هو تطوير المهارات وتحسين السلوكيات... إلخ. حيث أن الطفل الذي يولد وعنده توحد يبقى كذلك ولا يصبح فجأة بدون توحد، لكن يستطيع الطفل أن يكتسب مهارات أو ينمي قدراته وقد تخف عنده بعض الأعراض مع الوقت.
أخيرا لا أعرف ما هدف قناة العربية من نشر مثل هذه الأخبار دون تأكد وتثبت، وأعتقد أن ما حصل هو أن هذا الباحث لديه فكرة لتطبيق علاج محتمل قد يساعد المصابين بالتوحد، وقام بتسجيل فكرته كبراءة اختراع لكي لا تسرق منه ريثما يبحث ويختبر صحة فكرته من عدمها ويقوم بالتجارب السريرية على البشر (والتي قد تأخذ ربما عشر سنين أو أكثر لإتمامها)، لكن لسبب ما تم نشر الأمر بطريقة مضللة تدعي أنه تم اكتشاف علاج للتوحد رغم أن الأمر لم يمر بالمرحلة السريرية بعد، ما يؤكد استنتاجنا هذا ما وجدناه في موقع أخبار العراق (7) حيث كتبوا ما ترجمته: "ويؤكد الدكتور الصالحي بشدة أن هذا هو مفهوم ما قبل سريري حاليًا يعتمد على فرضية علمية، وليس علاجًا معتمدًا أو متاحًا، ولم يتم اختباره على البشر بعد."
ما يحزنني هو قراءة تعليقات الآباء والأمهات المتلهفة على مقطع الفيديو، يسألون أين هذا العلاج؟ وكيف نحصل عليه؟ ومتى تخرج نتائج التجارب؟ ولا حول ولا قوة إلا بالله.
شكرا للدكتورة شغاف بكور لمساعدتها في صياغة هذا الرد.
المصادر:
(1) Patent Public Search Basic (PPUBS Basic)، FAQ
(2) Al-Salihy, A. a. S. (2025). Correlations between blood group and Rh factor in families and autism spectrum disorder: A comprehensive analysis. Scientific Reports, 15(1). https://doi.org/10.1038/s41598-025-97313-8
(3) Al-Salihy, A. a. S. (2024). Longitudinal trends and correlation between autism spectrum disorder prevalence and sperm quality parameters (2000–2024): a comprehensive statistical analysis. Frontiers in Reproductive Health, 6. https://doi.org/10.3389/frph.2024.1438049
(4) Al-Salihy, A. a. S. (2025a). Female reproductive health trends and autism spectrum disorder prevalence between 2000 and 2024. Scientific Reports, 15(1). https://doi.org/10.1038/s41598-025-89979-x
(5) Medication Treatment for Autism، NIH
(6) Treatment and Intervention for Autism Spectrum Disorder، CDC، May 16, 2024
(7) Iraqi researcher files US patent for novel immune-based Autism ، ، May 5, 2025treatment approach، Iraqi News، Jawad Al-Samarraie
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
قل خيرًا أو اصمت: (مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ)