لماذا يختار الإنسان من الحقائق ما يتناسب مع معتقداته المسبقة!
ولكي تقنع مثل هذا الإنسان بالعلم عليك أن تقدم له العلم بشكل يتماشى مع معتقداته المسبقة ووقتها يصبح متفتحا ومستعدا للسماع!
مشكلة المتشككين بالعلم ليست المعلومات المغلوطة وإنما ميلهم لانتقاء المعلومات التي تؤيد معتقداتهم!
حسب مراكز الأبحاث العلمية منذ بداية عام 2016 فإنه قد تم تسجيل أعلى درجات الحرارة في العامين 2014 و2015 . وأن أعلى 16 من أصل 17 من السنوات حرارة قد تم تسجيلها منذ العام 2000 وبالرغم من ذلك فما زال 45% من الأمريكيين فقط من يؤيد نتائج الأبحاث العلمية التي تعتبر أن التغيير المناخي مشكلة خطيرة.
ينقسم الأمريكيون الى عدة أحزاب فيما يتعلق بقبول الحقائق العلمية: فالجمهوريين لا يؤمنون بوجود التغيير المناخي ولا أن البشر هم السبب بهذا التغيير، بالرغم من الكم الهائل من الأدلة العلمية التي تثبت صحة هذه النظرية.
اما الديمقراطيين فإنهم أكثر تقبلا لاعتبارها مشكلة خطيرة.
إن التشكيك بصحة الأبحاث العلمية ليست مشكلة جديدة في أمريكا، فبينما قد تم وضع أسس وقواعد فيما يخص التشكيك بنتائج الأبحاث العلمية كالتغيير المناخي، التطعيم أو العلاقة بين السرطان والتدخين فإن هذه الموجة من التشكيك بنظريات علمية قد تم إثبات صحتها يجدد أهمية الحاجة للتنور العلمي.
قام البروفسور في مجال الأبحاث النفسية من جامعة كوينلاند ماثيو هورنسي بالعديد من الدراسات حول سبب قبول أو رفض الناس للنتائج العلمية فيما يتعلق بالتغيير المناخي أو التطعيم أو نظرية التطور وغيرها...
وقد قام في أحد أخر ابحاثه مع فريقه بمجموعة من الملاحظات والاحصائيات والتجارب التي كشفت عن المعتقدات والسلوك المجتمعي وعملية الادراك التي أدت إلى تشكيك بعض الأشخاص بمصداقية العلم: كان الهدف من هذه الدراسات أن تكون رسالة العلم أكثر تأثيرا على المتشككين.
يميل الغالبية نحو الاعتقاد أن التشكك سببه المعلومات المغلوطة ولكن هورنسي وجد أن ذلك غير صحيح، ويقول هورنسي: "في الواقع فإن معدلات التشكيك بالتغيير المناخي أعلى بين المثقفين من الجمهورين . إن التعليم أحيانا يعطيك المهارات والقدرات لتكون انتقائيا في مصادر المعلومات مما يتماشى مع إدراكك للواقع، أي ما يناسب مع أرائك وتصوراتك السابقة "
ويضيف هورنسي من السهل الاعتقاد أن للمتشككين أراء جغرافية واقتصادية وثقافية متشابهة ولكن الباحثين لم يجدوا أي تشابه بين المتشككين لبعض العلوم التي تحظى بغالبية الانتقادات...على سبيل المثال لو وضعت في غرفة واحدة مجموعة من المنتقدين للتغيير المناخي ومجموعة من منهاضي التطعيم فستجد أن هناك القليل جدا من التشابه بينهم... يصدق المشكوون بالعلم الحقائق العلمية حسب تناسبها مع أراءهم وطريقة تفكيرهم وحتى لو أخبرتهم أن هذه حقائق أو مسلمات فلن تستطيع أن تغير رأيهم، يقول هورنسي إن المشككين يلوون الحقائق لتناسب تصوراتهم فمثلا عام 1998 كان حارا بشكل غير اعتيادي ولكن لو نظرت إلى تصوير بياني لدرجات الحرارة العالمية يبدأ في العام 1998 ستشعر أن التغيير المناخي أقل حدة مما لو بدأت من أي عام أخر.
قد يكون من الصعب تغيير أراء الناس حول دور الحكومة أو كون العلماء أهلا للثقة ولكن من الممكن لمن يحاول إيصال العلوم أن يخاطب المشكيين بقدر عقولهم.
يرى الباحثون أن معرفة الدوافع والاعتقادات لدى الأشخاص ومن ثم مخاطبتها هو أكثر الطرق فعالية، تشير الأدلة أن الجمهوريين أكثر تشككا للتغيير المناخي لأنهم غير وواثقين من مصداقية الحكومة وبالتالي فإنهم يرفضون الحقائق العلمية لأنهم لا يرغبون بحلول وأنظمة الحكومة التي يعتبرونها تعيق الصناعة.
سيكون المشككون أكثر تعاونا لو أشرنا إلى أن الصناعات الجديدة التي تلائم التغيير المناخي ستوفر العديد من فرص العمل وتحقق درجات أعلى من توفير الطاقة، يقول هورنسي :" من المذهل كيف يصبح الأشخاص أكثر تقبلا للعلم بشرط ألا يهدد مصالحهم ومعتقداتهم المسبقة "
ترجمة رهف (بتصرف) للمقال التالي: (اضغط هنا)
ولكي تقنع مثل هذا الإنسان بالعلم عليك أن تقدم له العلم بشكل يتماشى مع معتقداته المسبقة ووقتها يصبح متفتحا ومستعدا للسماع!
مشكلة المتشككين بالعلم ليست المعلومات المغلوطة وإنما ميلهم لانتقاء المعلومات التي تؤيد معتقداتهم!
حسب مراكز الأبحاث العلمية منذ بداية عام 2016 فإنه قد تم تسجيل أعلى درجات الحرارة في العامين 2014 و2015 . وأن أعلى 16 من أصل 17 من السنوات حرارة قد تم تسجيلها منذ العام 2000 وبالرغم من ذلك فما زال 45% من الأمريكيين فقط من يؤيد نتائج الأبحاث العلمية التي تعتبر أن التغيير المناخي مشكلة خطيرة.
ينقسم الأمريكيون الى عدة أحزاب فيما يتعلق بقبول الحقائق العلمية: فالجمهوريين لا يؤمنون بوجود التغيير المناخي ولا أن البشر هم السبب بهذا التغيير، بالرغم من الكم الهائل من الأدلة العلمية التي تثبت صحة هذه النظرية.
اما الديمقراطيين فإنهم أكثر تقبلا لاعتبارها مشكلة خطيرة.
إن التشكيك بصحة الأبحاث العلمية ليست مشكلة جديدة في أمريكا، فبينما قد تم وضع أسس وقواعد فيما يخص التشكيك بنتائج الأبحاث العلمية كالتغيير المناخي، التطعيم أو العلاقة بين السرطان والتدخين فإن هذه الموجة من التشكيك بنظريات علمية قد تم إثبات صحتها يجدد أهمية الحاجة للتنور العلمي.
قام البروفسور في مجال الأبحاث النفسية من جامعة كوينلاند ماثيو هورنسي بالعديد من الدراسات حول سبب قبول أو رفض الناس للنتائج العلمية فيما يتعلق بالتغيير المناخي أو التطعيم أو نظرية التطور وغيرها...
وقد قام في أحد أخر ابحاثه مع فريقه بمجموعة من الملاحظات والاحصائيات والتجارب التي كشفت عن المعتقدات والسلوك المجتمعي وعملية الادراك التي أدت إلى تشكيك بعض الأشخاص بمصداقية العلم: كان الهدف من هذه الدراسات أن تكون رسالة العلم أكثر تأثيرا على المتشككين.
يميل الغالبية نحو الاعتقاد أن التشكك سببه المعلومات المغلوطة ولكن هورنسي وجد أن ذلك غير صحيح، ويقول هورنسي: "في الواقع فإن معدلات التشكيك بالتغيير المناخي أعلى بين المثقفين من الجمهورين . إن التعليم أحيانا يعطيك المهارات والقدرات لتكون انتقائيا في مصادر المعلومات مما يتماشى مع إدراكك للواقع، أي ما يناسب مع أرائك وتصوراتك السابقة "
ويضيف هورنسي من السهل الاعتقاد أن للمتشككين أراء جغرافية واقتصادية وثقافية متشابهة ولكن الباحثين لم يجدوا أي تشابه بين المتشككين لبعض العلوم التي تحظى بغالبية الانتقادات...على سبيل المثال لو وضعت في غرفة واحدة مجموعة من المنتقدين للتغيير المناخي ومجموعة من منهاضي التطعيم فستجد أن هناك القليل جدا من التشابه بينهم... يصدق المشكوون بالعلم الحقائق العلمية حسب تناسبها مع أراءهم وطريقة تفكيرهم وحتى لو أخبرتهم أن هذه حقائق أو مسلمات فلن تستطيع أن تغير رأيهم، يقول هورنسي إن المشككين يلوون الحقائق لتناسب تصوراتهم فمثلا عام 1998 كان حارا بشكل غير اعتيادي ولكن لو نظرت إلى تصوير بياني لدرجات الحرارة العالمية يبدأ في العام 1998 ستشعر أن التغيير المناخي أقل حدة مما لو بدأت من أي عام أخر.
قد يكون من الصعب تغيير أراء الناس حول دور الحكومة أو كون العلماء أهلا للثقة ولكن من الممكن لمن يحاول إيصال العلوم أن يخاطب المشكيين بقدر عقولهم.
يرى الباحثون أن معرفة الدوافع والاعتقادات لدى الأشخاص ومن ثم مخاطبتها هو أكثر الطرق فعالية، تشير الأدلة أن الجمهوريين أكثر تشككا للتغيير المناخي لأنهم غير وواثقين من مصداقية الحكومة وبالتالي فإنهم يرفضون الحقائق العلمية لأنهم لا يرغبون بحلول وأنظمة الحكومة التي يعتبرونها تعيق الصناعة.
سيكون المشككون أكثر تعاونا لو أشرنا إلى أن الصناعات الجديدة التي تلائم التغيير المناخي ستوفر العديد من فرص العمل وتحقق درجات أعلى من توفير الطاقة، يقول هورنسي :" من المذهل كيف يصبح الأشخاص أكثر تقبلا للعلم بشرط ألا يهدد مصالحهم ومعتقداتهم المسبقة "
ترجمة رهف (بتصرف) للمقال التالي: (اضغط هنا)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق